دور ماوتسي تونغ في تطوير الماركسية اللينينية --الفصل الثالث - الإقتصاد السياسي - 12


جريس الهامس
2007 / 5 / 12 - 13:49     

نتابع هذه الدراسة بعد انقطاع عدة أسابيع , لنقدمها دليل عمل نضالي ثوري لتحرير وطننا وشعبنا المصلوب منذ أكثر من أربعين عاما تحت كابوس نظام القتلة واللصوص الرأسمالي الطائفي الأسدي , وأحابيل تجار الماركسية من كل صنف ولون الذين فصّلوا الماركسية اللينينية وقسموها على مقاسهم وأحلامهم النرجسية , ومعظمهم من حملة الشهادات البورجوازيين الإصلاحيين الذين يحلمون بترقيع النظام وترميم بنائه المتفسخ العفن - بالطرق السلمية طبعاّ ...؟ ويستجدون عطاءاته التي يسمونها – ديمقراطية - وهذا سقف نضالهم وتجمعهم بعد أن وعد فيلسوفهم الرئيسي منذ أكثر من عام وهو منتج تروتسكي سابقاّ ببناء حزب ثوري وهو لايملك أبجدية الأخلاق الماركسية ولم يسمع بطهر السلوك الثوري الذي يحترم الإنسان والرأي الاّخر موضوع كل نضال طبقي ووطني في تاريخ البشرية ... ولهذا الموضوع موقع اّخر ودراسة أخرى ... أعود لموضوعنا الأساس : الفصل الثالث من دراستنا – الإقتصاد السياسي -
حدّد ماركس مذهبه الإقتصادي ومكتشفاته العلمية في موسوعته ( رأس المال – نقد الإقتصاد السياسي )
قال في مقدمته : ( إن الهدف النهائي لهذا الكتاب هو الكشف عن القانون الإقتصادي لحركة المجتمع البورجوازي الحديث ودراسة علاقات الإنتاج في هذا المجتمع المحدد تاريخياّ منذ ولادة هذه العلاقات وتضادها ...)
لقد حلل ماركس علاقات الإنتاج والتناقضات الحادة بينها وبين نمو وتطور وسائل الإنتاج , تطوّر التضاد ومروره بمراحل انتقالية للقضاء على استغلال الإنسان للإنسان في بناء النظام الإشتراكي الحقيقي ... وزوال هذا التضاد ببلوغ المرحلة الشيوعية الأخيرة وإلغاء الملكية الخاصة الرأسمالية الإستغلالية النهّابة .. ذلك هو مذهب ماركس الإقتصادي بإيجاز ..وأبرز التناقضات والمتضادات التي حددها ماركس في عصره في المجتمع الرأسمالي - والقابلة للتطوير المبدئي في عصرنا - في المجتمع الرأسمالي هي :
1 – التناقض بين العمل والرأسمال , بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج , بين المستغلِين والمستغّلين .
2 – التناقض بين الكتل والوحدات المالية والدول الإستعمارية التي تتمركز فيها .
3 – التناقض القائم بين قبضة من الأمم السائدة المستعمِرة التي تعتبر نفسها ( متمدنة ) لها الحق في ذبح الشعوب واحتلال بلدانها ونهب ثرواتها .. وبين الملايين من أبناء الشعوب المستعمّرة والتابعةفي العالم ..
كما كشف ماركس الصورة الحقيقية لاستغلال الطبقة العاملة وسائر الشغّيلة من قبل الرأسمال ..
( إن جميع الطرائق المستخدمة في النظام الرأسمالي لمضاعفة طاقات العمل الجماعي , إنما تنفذ على حساب الشغّيل الفردي . إن جميع وسائل تنمية الإنتاج تتحوّل إلى وسائل للسيطرة على العامل المنتِج واستثمار ه و وهي تجعل منه إنساناّ أبتراّ ضعيفاّ وملحقاّ بالاّلة – رأس المال – الجزء الثالث – القسم الأول ص 936 )
كما قال بعد تحليله العلمي الميداني من صفوف الطبقة العاملة ومعاناتها , وليس من صفوف النظّارة أو من الأبراج العاجية من خلف زجاج مصالح المثقفين الأنانية . كما فعل ويفعل الكثير من أدعياء الماركسية السوقية في هذه الأيام السوداء من تاريخ البشرية ....
( إن عملية الإنتاج الرأسمالي تتجدد ذاتها وتتوسع كنتيجة للإنفصال بين الشغّيل وشروط العمل التي تجبر العامل أن يبيع قوة عمله للرأسمال كي يعيش .. وتجعل الرأسمالي في وضع يمكنه من شرائها لكي يثري ( يعيد إنتاج رأسماله – ملاحظة مني ) ... ولم تعد المصادفة هي التي تضعهما أحدهما مقابل الاّخر في السوق , بل إن عملية الإنتاج المزدوجة هي نفسها التي تلغي دائماّ الأول ( العامل ) في السوق بوصفه بائعاّ لقوة عمله , وتحوّل منتوجه إلى وسيلة لثراء الثاني ( الرأسمالي ) ,, وبهذا فإن الشغيل في الواقع ملك من أملاك الطبقة الرأسمالية .... الطبقة العاملة في النظام الرأسمالي شأنها شأن أية أداة أخرى من أدوات العمل والإنتاج المملوكة لرأس المال – المصدر السابق – ص 826 )
كماشرح بأسلوبه العلمي التحليلي بالأمثلة والأرقام تحول القيمة الزائدة التي ينهبها الراسمالي من العامل وهي ( الفارق بين قيمة عمله الحقيقية والأجر الذي يناله – إلى رأسمال في عملية مستمرة تحت ظل النظام الرأسمالي والقانون العام لتراكم الرأسمال .... ولهذا لنا عودة عودة لهذا الموضوع الهام الذي يعتبر الإكتشاف العلمي الرائع الذي حققه ماركس متجاوزاّ علماء الإقتصاد الراديكاليين الإنكليز والإشتراكيين الطوباويين الفرنسيين في عصره
عرّف أنجلز الإقتصاد السياسي بمعناه الأوسع بقوله :
( الإقتصاد السياسي هو علم القوانين التي تتحكم في إنتاج ومبادلة وسائل المعيشة المادية في المجتمع الإنساني بشروط تختلف من بلد لاّخر كما تختلف في كل بلد من جيل إلى جيل - أنتي دوهرنغ ص 177 )
هكذا استنبط ماركس بعبقريته الفذّة وعيشه قضية الطبقة العاملة والإنسانية المعذبة – استنبط العمود الفقري للإستغلال في النظام الرأسمالي ألا وهو – القيمة الزائدة - وفصّله فقرة فقرة حتى النخاع الشوكي فيه ...
إن الرأسمالي الذي ينتج القيمة الفائضة . هو يستخرج من العامل بصورة مباشرة عملاّ غير مدفوع الأجرة ويثبته في بضائع , - أو منتجات أخرى - ويكون السبّاق لامتلاك هذه القيمة الفائضة , لكنه ليس المالك الأخير لها في أي حال من الأحوال .. بل لابد من اقتسامها مع غيره من الرأسماليين .. أو الملاكين العقاريين ...رأس المال 1 م3 ص 7 – 8 ) ..- يتبع - لاهاي – 10 – 5