ماذا يعني -الماركسية اللينينية اعلى مراحل تطور الماركسية-؟


سعاد خيري
2007 / 4 / 12 - 11:58     

حوار مع المفكر المغربي آمال حسين
يشهد المغرب صراعا فكريا متصاعدا يبشر بانطلاقة فكرية على الصعيد الوطني والعالمي كضرورة ذاتية وموضوعية لاستعادة الحركة الشيوعية الوطنية والعالمية مواقعها كطليعة لشعوبها ولعموم البشرية في النضال من اجل تحرير شعوبها وعموم البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية ، التي اصبحت في عصرنا خطرا يهدد بابادة البشرية عموما.
لقد اتاحت قناة "الحوار المتمدن" مشكورة فرصة رائعة لكل من يهمه مصير شعبه ومصير البشرية ، للاطلاع على الكثير مما يدور على الصعيد العالمي من حوارات وصراع فكري ، لايمكن بدونه تطوير الفكر الانساني وتحويله الى سلاح فعال لخوض اخطر مراحل تطوربل ووجود البشرية. وهي بذلك تنهض بدور طليعي في معركة البشرية وكل شعب. وكان ولا يزال للمفكر آمال حسين دور رائع في عرض هذا الصراع الفكري . فهو مفكر يتمتع بالمام واسع بالنظرية الماركسية ، وبمراحل تطورها ، وبالصراعات الفكرية التي خاضها مفكروها العظام :ماركس وانجلس ولنينين خلال ما يزيد عن قرن في جميع المجالات الفلسفية والاقتصادية والسياسية ، وصولا الى الصراعات الاجتماعية التي خاضتها الحركة الشيوعية، كطليعة في الصراع الطبقي والوطني حتى انهيارها، وانهيار تجربتها التاريخية العظمى في الاتحاد السوفيتي . فهو يعترف بدور لينين في تطوير الماركسية قائلا : بان مرحلة ماركس وانجلس لم تكن تتسع تاريخيا لوضع الاجوبة على التساؤلات التي طرحتها مرحلة الامبريالية ، لان الامبريالية كانت في بدايتها. واستطاع لينين تحقيق ذلك بما كشفه بعد تعمق تناقضات المراحل المتقدمة من الراسمالية الامبريالية" ولكنه يتوقف هنا ويعتبر ان الامبريالية ستبقى اعلا مراحل الراسمالية وستبقى الماركسية اللينينية اعلا مراحل تطور الماركسية !! وبذلك يناقض جوهر الفلسفة الماركسية ونهجها المادي الديالكتيكي، وتاريخ تطورها المرتبط بتطور الواقع الاقتصادي الاجتماعي الذي مرت به البشرية. فالنهج الماركسي لايعرف الجمود وانما الحركة والتطور ، ولايستثني الارتداد. بل ويعتبركل محاولة لتطوير الماركسية اللينينية، تحريفية!!
ولاول مرة اجد من يشاركني الرأي ، واين؟ في المغرب العربي وانا من المشرق العربي واسكن في جوار القطب الشمالي في "ان البشرية اليوم بحاجة الى الماركسية اكثر من أي وقت مضى"وهذا لا يعني اطلاقا كما يضن المفكر آمال حسين "بان الماركسية لا شأن لها في السابق واننا اليوم فقط بحاجة اليها". واتفق معه: بان الماركسية منظومة فكرية ضرورية في مواجهة المنظومة الفكرية البرجوازية وسلاح البشرية ولاسيما طليعتها الطبقة العاملة للتحرر من علاقات الانتاج الراسمالية وبناء الاشتراكية فالشيوعية. ولكن الماركسية كما يشير مؤسسوها ومطوروها ليست فقط منظومة مقولات بل ونهج مادي ديالكتيكي، لتطوير هذه المقولات وللعمل من اجل تحقيق هذه الاهداف . واقرار حاجتنا اليوم لها اكثر من أي وقت مضى ، لايعني تقزيم للماركسية بل على العكس ، يعني اطلاق المجال لتطويرها . فالماركسية كما يؤكد مؤسسوها ومطوروها ولاسيما لينين نظرية ونهج. واي فصل بينهما يؤدي اما الى الجمود واما الى الضياع . فضياع النهج المادي الديالكتيكي الذي يقوم على الحركة والتطور المستمر يعني الجمود العقائدي وهو لايقل خطرا عن أي تحريف للنظرية و التخلي عن النظرية وهي خلاصة تجارب الحركة وتطورها يعني الضياع وفقدان الاتجاه. وللمناضل الشيوعي العراقي زكي خيري مؤلف قييم بعنوان "وحدة النظرية والمنهج " نشر بعنوان "مراجعات ماركسية" صدر اثر انهيار المتظومة الاشتراكية والصراع الفكري الذي عم تلك الفترة ومحاولة القاء اللوم على النظرية الماركسية والدعوة الى التخلي عنها والاعتماد على النهج الماركسي فقط .
كما ان تطوير الماركسية وفقا لنهجها المادي الديالكتيكي لايعني تجاوز الحقائق التاريخية التي اثبتتها الماركسية عن احتدام وتطور التناقضات الراسمالية وازماتها وحتمية زوالها واهمية الصراع الطبقي والحزب الثوري والقيادة الطليعية للطبقة العاملة والتحالف بينها وبين فقراء الفلاحين والثورة وبناء الاشتراكية، ولا تعني نكران دورونضال ماركس وانجلس ضد النظريات البرجوازية والفلسفة المثالية واللاعرفانية خلال ازيد من نصف قرن ، بل تعني ايضا ضرورة تطويروسائل واساليب الطبقة العاملة في مواجهة الراسمالية التي تزداد وحشية وخطرا مع تعمق تناقضاتها وازماتها ، وتقلص قاعدتها الاجتماعية من ناحية وشمول استغلالها واخطارها ليس الطبقة العاملة وفقراء الفلاحين فقط بل لعموم البشرية، الامر الذي يفرض توسيع مجالات تحالفات الطبقة العاملة لتشمل جميع الفئات والمنظمات المتضررة من الراسمالية في مرحلتها الحالية. كالمنظمات الوطنية وحركات مقاومة الشعوب ضد الاحتلال والحروب العدوانية التي اصبحت تهدد البشرية عموما، ومنظمات حماية البيئة وغيرها . بل ان لينين في تطويره للماركسية وفقا لمتطلبات تطور الامبريالية وما رافقها من ظلم لشعوب المستعمرات وتصاعد نضالاتها ضد الامبريالية ، طور شعار يا عمال العالم اتحدوا الى شعار "يا عمال العالم وشعوب المستعمرات اتحدوا" الذي كان ضمن برنامج دراستي في موسكو في الستينات من القرن الماضي، ولذلك لم يعثر عليه المفكر آمال حسين في المصادر ماركسية التي اطلع عليها في حين استطاع احد مواطنيه واقرانه الذي خصه بالاهانات، من العثور عليه. ويرى معي مفكرون ضرورة تطوير هذا الشعار الى "يا عمال العالم ومناهضي العولمة الراسمالية اتحدوا" ولا يعني هذا تغييب الدور الطليعي للطبقة العاملة وانما توسيعه ليشتمل على دورها الطليعي في قيادة هذه المنظمات والتفاعل معها والربط بين اهداف كل منها من جهة وبين اهدافها بعضها فضلا عن ربطها جميعا بالهدف الرئيس للطبقة العاملة وتحشيد طاقاتها وتطوير وسائل واساليب كفاحها ضد العدو المشترك : العولمة الراسمالية، وقطبها الرئيس الامبريالية الامريكية.
ان تطوير الماركسية لا يعني تجاوزها وانما البناء على اسسها النظرية ونهجها المادي الديالكتكي المتطور، كما فعل لينين . ولعظم ما انجزه لينين اقرن اسمه بالماركسية واصبحت تسمى الماركسية اللينينية ، واذ يفرض تحرير البشرية فضلا عن استمرار تطور الحياة بكل نواحيها تطويرا للماركسية، لاستكمال ما طوره لينين وما سيطوره المفكرون المعاصرون والمقبلون، دون الحاجة الى اضافة اسماء الى الماركسية في تطورها. ولا يعني وضع حد اعلا لتطورا اي فكر سوى تجميده الذي لايقل خطرا عن مختلف اشكال التحريفية.