دور أفكار ماو تستونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفلسفة - الفصل الثاني - 11


جريس الهامس
2007 / 3 / 30 - 12:26     

دور أفكار ماو تسيتونغ في تطوير الماركسية الينينية – الفلسفة -- 11

وانطلاقا من مبدأ وحدة الأضداد لخّص ماو تسيتونغ الأساليب الدينقراطية لحل التناقضات بين صفوف الشعب عام 1942 في المبدأ التالي :
وحدة – نقد – وحدة . الرغبة في الوحدة . الإتعاظ بالأخطاء الماضية بهدف تفادي الأخطاء في المستقبل ومعالجة الداء بهدف إنقاذ المريض .
كما شرح الفارق بين التناقضات في المجتمع الرأسمالي والتناقضات في المجتمع الإشتراكي والفارق بين. التناقضات الأساسية والتناقضات الثانوية . واستئصال العناصر المعادية للثورة . وحل التناقضات في الزراعة والصناعة ... وشرح طريق إصلاح إيديولوجية المثقفين البرجوازيين وطرح الشعار العلمي الديمقراطي الخالد في العالم :
" دع مئة زهرة تتفتّح ومئة مدرسة فكرية تتبارى والتعايش الطويل الأمد والرقابة المتبادلة " ويمكن أن ينتقد كل شئ " الماركسية حقيقة علمية وهي لا تخشى الإنتقاد فلو كانت الماركسية تخشى الإنتقاد أو أو كان يمكن القضاء عليها بالإنتقاد لما كانت صالحة لشئ كما دحض الجمود العقائدي والتحريفية أو الإنتهازية اليمينية وهي تيّار أيديولوجي بورجوازي أشد خطرا من الجمود العقائدي " .
كما شرح كيف يتحوّل شئ سئ إلى شئ حسن بأسلوب إنساني ديمقراطي رائع . وكيف تتحوّل التناقضات الرئيسية إلى تناقضات ثانوية وبالعكس وفق قانون وحدة الأضداد . مثل : التناقض بين الحزب الشيوعي الصيني والكومنتانغ الرجعي أثناء فترة الإحتلال الياباني الأولى 1926 اعتبر ثانويا عندما كان الكومنتانغ يحارب العدو المشترك الإستعمار الياباني وأنشئت الجبهة المتحدة معه . لكن بعد استسلام الكومنتانغ للإستعمار الياباني ثم للأمبريالية الأمريكية بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية وخيانة شعبه ووطنه ووقوفه ضد الشعب وضد الحزب الشيوعي والجيش الأحمر وخيانة الوحدة الوطنية بعد كل ذلك تحوّل التناقض معه إلى تناقض رئيسي . لذا بدأ الحزب الشيوعي الصيني بقيادة ماوتسيتونغ وجيشه الأحمر الحرب الأهلية ضد رجعية الكومنتانغ المتواطئ مع الإحتلال الياباني وضد العدوان الياباني معا حتى النصر .
كما حدّد أسس الجبهة الوطنية بقيادة الحزب الشيوعي وفضح التيار التحريفي اليميني الذي كان يتزعّمه اليوشاوتشي الذي دعا لتسليم قيادة الجبهة إلى الكومنتانغ لكنه فشل وانتصر خط قيادة البروليتاريا وحزبها الطليعي للثورة وبدون هذه القيادة وبدون جيش يقوده هذا الحزب وجبهة متحّدة لمجابهة العدو الداخلي والخارجي لن يتحقق شئ للشعب ولن يتحرر الوطن ....
والأمثلة كثيرة في العالم على فشل الثورة نتيجة تسليم قيادتها للبرجوازية . ففي فرنسا وإيطاليا قاد الحزبان الشيوعيان النضال المسلّح ضد النازية والفاشية اثناء الحرب العالمية الثانية وكان من المفروض أن يستلما السلطة بعد انتهاء الحرب كأقوى منظمتين مسلحتين في أوربا الغربية لكن الخط البرلماني الإصلاحي البرجوازي المسيطر على قيادة الحزبين جعلهما يلقيان السلاح ويسلماه للبرجوازية المذعورة من تعاظم المد الجماهيري اّنذاك ويستسلمان لها مقابل مقاعد تافهة في البرلمان أو الوزارة البرجوازية بعد أن كان يملك كل منها حوالي نصف مليون مقاتل .
شرح ماو تسيتونغ بعبقرية أسس التطوّر من الكمي إلى الكيفي مؤكدا الجوهر الماركسي بأن العنصر الداخلي هو أساس التطوّر وليس الخارجي . لأن جميع الأشياء والحوادث تحوي تناقضات داخلية ولأن لها جميعها جانبا سلبيا وجانبا إيجابيا ماضيا وحاضرا وفيها جميعها عناصر تضمحل أو تتطوّر . المحتوى الداخلي لحركة التطوّر هو الذي يكوّن الكيفية الخارجية .
" إن العلة الأساسية في تطوّر الأشياء إنما تكمن في باطنها لا خارجها وفي تناقضاتها الباطنية وهذا التناقض الباطني موجود في كل الأشياء وهو الذي يبعث فيها الحركة والتطوّر . إن التناقضات الكامنة في باطن الأشياء هي العلة الأساسية في تطوّرها , أما الصلة القائمة والتأثير المتبادل بين شئ واّخر فهي علّة ثانوية . " – في التناقض – اّب 1937 .
كما قال : " يعتبر الديالكتيك المادي أن الأسباب الخارجية هي شرط التبدل والأسباب الباطنية هي أساس التبدّل .
وأن الأسباب الخارجية تفعل فعلها عن طريق الأسباب الباطنية . فالبيضة تتبدّل في درجة حرارة ملائمة فتصير كتكوتا ولكن الحرارة لا تستطيع أن تحوّل حجرا إلى كتكوت لأن أساس التبدّل في الأول يختلف عنه في الثاني " – المصدر السابق - .
وفي نطاق التحضير للثورة والقيام بها وبناء الدولة الإشتراكية يكون العنصر الداخلي والتناقضات الداخلية وطرق حلها هي أساس الثورة والبناء الإشتراكي تترجم هذه القضية الجوهرية للعمل بمبدا الإعتماد على الذات الذي نقل الصين إلى النظام الإشتراكي الصحيح بقيادة البروليتاريا وحزبها وبمبدأ ( دحض النماذج الأجنبية ) ( وجعل كل ما هو أجنبي يخدم ما هو وطني وجعل الغابر يخدم الحاضر والمستقبل ) .
بعد أن رأينا بإيجاز دور أفكار ماو تسيتونغ في تطويرهذا القسم الذي يعتبر غيضا من فيض والذي تستحق دراسته مئات الصفحات لا يتسع لها المجال الاّن . لا يسعنا إلا القول أن ماو تسيتونغ ورث وصان وطوّر الماركسية اللينينية في عصرنا .
وما الثورة الثقافية البروليتارية العظمى في الصين إلا انتصار لهذه الأفكار وانتصار للخط البروليتاري الثوري والأممية البروليتارية وديكتاتورية البروليتارية وتوطيدها لتبقى حصنا منيعا ضد عودة الرأسمالية للصين . وفي سبيل خلق الإنسان الإشتراكي الجديد المتحرر من ( الأنا ) وجميع رواسب النظام البرجوازي العفن . وهي إنتصار لجميع شعوب الأرض المناضلة ضد الإمبريالية وعملائها وضد إستغلال وعبودية النظام الرأسمالي الجشع - رغم وقوع أخطاء وتجاوزات فيها استغلها المحرفون , والأعداء فيما بعد لتشويه الثورة الثقافية بعد وفاة ماو تسيتونغ .- انتهى قسم الفلسفة الماركسية وإلى اللقاء في قسم الإقتصاد السياسي ......يتبع
لاهاي / 29 / 3 / 2007