دور أفكارماو تسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية - الفصل الثاني - الفلسفة - 10


جريس الهامس
2007 / 3 / 28 - 11:56     

دور أفكار ماوتسي تونغ في تطوير الماركسية اللينينية – الفصل الثاني – الفلسفة – 10
وقفة لابد منها : أشكر جميع الذين وقفوا بجانبنا في هذه الغربة المريرة لنقدم ماهو مفيد لمعرفة ألأجيال الحاضرة والمستقبلة وخدمة وعيها بتلخيص تجارب الماضي على جميع الأصعدة الممكنة دون تقديس وفي نفس الوقت دون حذف واستهتار واغتيال للرأي الاّخر , لنجعل الماضي يخدم الحاضر والمستقبل يتطور ضمن خط اعتبار الإنسان أثمن رأسمال في العالم وضد أعداء الإنسان و سالبي حريته وكرامته التي ينتهكها النظام الرأسمالي الأمبريالي الهمجي وتوابعه وعملائه من كل صنف ولون ... كما نشكر الذين اختاروا طريق محاربتنا بالوسائل البائدة والشتائم القذرة التي نرفض الرد عليها , المستمدة من أخلاق وتربية المحرفين والإنتهازيين وعبدة الأوثان من فلول أتباع الإستبداد وأعداء الرأي , الذين أتحفونا بفيروساتهم النابعة من نفوسهم المريضة الحاقدة , لكنهم لم يستطيعوا الخروج عن طبيعتهم كفيروسات وخفافيش لايعيشوا إلا في الظلام وحسب .. .لايستطيعون النيل منا .. أو تغبير حذاء ماوتسيتونغ الذي صبوا حقدهم عليه وعلى حزبه وثورته أعظم ثورة في التاريخ حررت قارة بكاملها . وكم هم جبناء وأدوات لاستمرار نظام الإستبداد الأسدي شاؤوا أم أبوا .. و عندما يتطاولوا على النسور .. ووضعوا أنفسهم قي خدمة أنظمة الإستبداد والعمالة ... حاولوا حجب هذه الأفكار والوقائع العلمية والتاريخية طويلاّ عن شعوبنا المظلومة بالقمع الفكري والجسدي وحملات التشويه المسعورة دون جدوى... وكم من الشتائم والإفتراءات القذرة النابعة من حقدهم وأخلاقهم وجهلهم وتخلفهم العقلي وغرورهم ( وبقايا العشائرية الهمجية في بلادنا ) التي حملوها معهم إلى أوربا مع الأسف التي ترسم سلوكهم . إننا نقول لهم إن الإناء ينضح بما فيه .. ونعيد على مسامعهم قول المعلم لينين ( إن الشتائم دليل الضعف والتفاهة لاتستحق الرد ) وقول المعلم ماو تسي تونغ : ( إذا امتدحنا العدو فهذا يعني أننا نسير في الطريق الخاطئ وإذا هاجمنا يعني أننا نسير في الطريق الصحيح ) ....
------------------------------------------
لقد طوّر الرفيق ماو الأسس العامة لنظرية المعرفة وعلاقة الفكر بالمادة عبر التجربة العملية الطويلة للثورة الصينية ولبناء الإشتراكية في الصين ويمكن إيجاز هذ التطور بمايلي :
* لايمكن أن تأتي الأفكار الصحيجة إلا من التطبيق خلال قفزتين :
-= من المادة إلى الروح -- ومن الروح إلى المادة --- من التطبيق إلى المعرفة , ومن المعرفة إلى التطبيق ..
هذه القوانين الموضوعية لم تفصّل وتشرح أكثر في مؤلفات ماركس – أنجلز –
أما الرفيق لينين فقد بحث هذا الموضوع الهام في مقاله ( إنطباعات فلسفية ) حيث شرحه كما يلي :
* من المعرفة المباشرة الملموسة إلى التفكير المجرد – إلى التفكير الحي .. ولم تتح الظروف الخاصة للرفيق لينين إبان ثورة أوكتوبر وبعدها ووفاته المبكرة أن يكمل شرح وتفصيل هذه المبادئ ...
* وجاء الرفيق ماو ليطور وجهة نظر لينين ويكتب الصفحات الطوال في هذا الموضوع , ويبسط هذه النظرية , ويطبقها على كل جزء من حياة الجماهير , وتثقيف الجماهير بها حتى أضحت هذه المبادئ العلمية خبز الثورة والجماهير اليومية ..
وبهذا فتكوين الأفكار الصحيحة لابد أن يمر في قفزتين كبيرتين : من المادة إلى الروح وبالعكس , أما الترجمة العملية لهذا القانون وتطبيقه الحي بنجاح بقيادة الطبقة العاملة وتحالف سائر الشغيلة في الأرياف والمدن وحزبهم الطليعي . ونقدم هنا بعض الأمثلة الحسية ...
1- الثورة الديمقراطية الجديدة : بقيادة الطبقة العاملة والتحالف مع الفلاحين الفقراء وسائر الشغيلة ضد الإستعمار والرجعية مرت بهاتين القفزتين . فبعد وضع الخط العام للثورة وفق أوضاع الصين الملموسة وبعد تلخيص الحزب بقيادة ماو نضال الشعب الصيني وواقعه الطبقي والإقتصادي وضع الخط العام للثورة ونقل إلى الجماهير ليتحول إلى خطة عمل ملموسة تقود الثورة للنصر النهائي .. وهذاالإنتقال الثوري تم وفق قانون : مادة – روح -- مادة .. خلال قفزتين ...
2- في حركة إضراب الطبقة العاملة :
التعمق بين صفوف الطبقة العاملة ودراسة أوضاع العمال ومطالبهم ونقل أحاسيسهم ( روحي ) ثم وضع خطة للإضراب عن العمل ووضعها أمام العمال ومناقشتها وإغنائها وفق واقعهم لتتحول إلى قناعتهم الفكرية ليعملوا بها ( مادي ) وهكذا يتم الإضراب . ثم تصحح الأخطاء بعد دراسة النتائج ( روحي ) وتوضع خطة عمل جديدة أفضل لتحقيق المطالب ( مادي ) وهكذا مروراّ بالقفزتين المذكورتين ..
- 3 - مشروع بناء : دراسة طبيعة الأرض والواقع الجغرافي ( روحي ) ثم وضع خطة العمل ونقلها من المخطط المرسوم على الورق إلى أذهان العمال ليعملوا بها وتتحول إلى قوة مادية لتنفيذ المشروع ( مادي ) وهكذا وخلال هذ الجهد والنضال في العمل تحذف الأخطاء ويتحقق المشروع الإنشائي بنجاح
...هكذا تأتي الأفكار السديدة الصحيحة من التطبيق الحي . ولامعنى للنظرية إذا لم تنتقل للتطبيق , كما قال ماركس : لاتتحول النظرية إلى قوة مادية إلا إذا أخذتها الجماهير بأيديها - .
4 – العلاقة بين قيادة الحزب والجماهير :
طبق ماو تسي تونغ نظرية المعرفة تبعاّ للقوانين السابقة وطرح الشعار التالي :
/ من الجماهير إلى الجماهير /
بعد قيام القيادة بدراسة موضوع ما بواسطة القاعدة مثل معرفة مطالب الجماهير وأحاسيسها وطموحاتها , أو القيام بالتحقيق الطبقي الثوري . تضع القيادة خطة العمل ( روحي ) ثم تطرحها على الجماهير لتعمل بها وتطبقها بإرادتها الحرة وقناعتها الوجدانية ( مادي ) ترتكب فيها الأخطاء وتتعرض للفشل أو النجاح الجزئي أو الكامل .. تدرس القيادة النتائج , ثم تصوغها خطة عمل جديدة متعلمة من خبرة الجماهير العاملة ( روحي ) فتعمل بها الجماهير من جديد ( مادي ) وهكذا في عملية لانهائية وتفاعل لانهائي دائم بين القاعدة والقيادة والجماهيرالكادحة صاحبة المصلحة الأولى في التطور والتقدم والتنمية تبعاّ للمبدأ السابق – من الجماهير إلى الجماهير ---
وكثيراّ من الأحيان ينتج الأفكار الصحيحة والسديدة عمال بسطاء تعبوا على أنفسهم بامتلاك الثقافة والوعي عبر الممارسة العملية يؤخذ بأفكارهم ولايؤخذ باّراء مهندسين وخريجي جامعات تنقصهم الممارسة في جميع الأمثلة السابقة , وهذا لاينتقص من قيمة العلم بل العكس صحيح لذلك قال ماوتسي تونغ :
( يجب أن نتعلم من الجماهير وأن نكون تلامذة لها , قبل أن نكون أساتذة لها )
وهذه المبادئ والممارسة الديمقراطية الإشتراكية والثورية التي طبقها ماوتسي تونغ والحزب الشيوعي الصيني بنجاح كما طبقها هوتشي منة والحزب الشيوعي الفييتنامي ..كماطبقها مؤخراّ الحزب الشيوعي النيبالي وثورته المظفرة المطموسة في الإعلام مع الأسف .. هذه المبادئ لم تعرفها الأحزاب الشيوعية في بلادنا بنسب مختلفة مع الأسف ...بل كانت تتمحور حول قيادات فردية بعيدة عن الجماهير تهيمن عليها التحريفية والتبعية والشخصنة في أغلب الأحيان باستثناء قيادة الرفيق فهد في العراق والرفيق محجوب في السودان والرفيق فرج الله الحلو في لبنان ... ولعل القيادة البكداشية أسوأ نموذج للقيادة الديكتاتورية الفردية التابعة والمعزولة عن الجماهير حتى سقطت في الدرك المعروف كخادمة أمينة للنظام الأسدي .
قال ماوتسي تونغ ما يلي :
( إن تاريخ البشرية هو تاريخ التطور المستمر من حيّز الضرورة إلى حيّزالحرية . إن هذه العملية لن تنتهي أبدا والصراع الطبقي لن يتوقّف في أي مجتمع توجد فيه الطبقات والنضال بين الجديد والقديم وبين الخطأ والصواب لن يتوقف أبدا في المجتمع الطبقي " .
لذا لا بد لكل إنسان وكل حزب من أن يلخّص التجارب باستمرار وبصدق وتواضع ليكشف ويبدع ويتقدّم دائما وما الأفكار التي تحبّذ الركود والتشاؤم والذاتية وفقدان الهمّة والقناعة والغرور والكبرياء إلا رواسب النظام البرجوازي والنزعة الإستسلامية أمام الإضطهاد الطبقي والإضطهاد القومي تمارسه الإمبريالية وأتباعها ضد الشعوب المناضلة . كل هذه الأفكار المعشّشة حتى بين الطبقات الفقيرة كلها خاظئة لأنها لا تتفق مع الحقائق التاريخية في تطورات المجتمع البشري خلال المليون سنة الماضية ولا مع الحقائق التاريخية التي توصّلنا حتى الاّن إلى معرفتها من الطبيعة والمجتمع .
إلى جانب كل ذلك وضع ماو تسيتونغ لأول مرّة في التاريخ كرّاسه الشهير ( الحل الصحيح للتناقضات بين صفةف الشعب ) في 27 شباط 1957 , في إثني عشر فصلا .
ميّز فيه نوعين من التناقضات :
شرح التناقضات بيننا وبين أعدائنا والتناقضات بين صفوف الشعب وبين الكادحين فهي غير عدائية . ودرس بعمق صفوف الشعب بين الكادحين فهي غير عدائية , ودرس بعمق قوانين المجتمع الإشتراكي وحل التناقضات فيه واستمرار الصراع بين الخطين البرجوازي والبروليتاري في المجتمع الإشتراكي كما شرح المبادئ الديمقراطية الشعبية في الصراع الفكري والتمييز بين الحق والباطل بأساليب الأوامر الإدارية وبوسائل الإكراه ليست محاولات عقيمة وحسب بل هي مضرّة أيضا ....
إن جميع المسائل ذات الصفة الإيديولوجية وجميع المسائل المختلف عليها داخل صفوف الشعب لا يمكن أن تحل إلا بالأساليب الديمقراطية كأساليب النقاش والنقد والإقناع والتثقيف " – المصدر نفسه ص 9 - . ..يتبع