الحركة الماركسية اللينينية المغربية و مرحلية الصراع ضد التحريفية!ا

ايدر الدفيلي
2007 / 2 / 23 - 11:59     

شكلت التحريفية على الدوام احدى اعمدة البرجوازية ؛ و ذيلها المتحرك داخل الطبقة العاملة و الحركة الثورية. و هي لذلك لاتستهدف فقط نزع السلاح الايديولوجي و السياسي عن الطبقة العاملة و الجماهير الثورية في صراعها مع اعدائها من البرجوازيين و الاقطاعيين و تدجينها؛ بل- وهذا هو الاخطر- محاولة دفع العمال و الجماهير الشعبية شيئا فشيئا الى الاستعاضة عن النضال الطبقي بالنضال البرجوازي ذو الهوية الاجتماعية المائعة ( النضال الحقوقي البرجوازي المخملي مثلا) و من ثم الغاء كل تسييس ثوري لنضالاتها الاقتصادية و الثقافية ؛ انها لاتعمل على اخفاء الماركسية اللينينية بوصلتهم الثورية عنهم! وفقط بل انها( التحريفية)لا تدخر جهدا ايضا لاجل تشويه متواصل لوعي العمال و جماهير الشعب الكادح ؛ كما لا تتوانى في اشهار مختلف التبريرات الموضوعية لتمرير تراجعاتها المقززة و المنافقة و التي تفوق في ابعادها و مستوياتها ما يمكن ان تشفعه لها ضرورات المرحلة و التقدير السياسيين !ا
لقد اكدت التجربة هذه الحقيقة السافرة ؛ ان الصراع ضد التحريفية الانتهازية ملازم على الدوام للصراع الطبقي ؛ بل انه يتضاعف على الدوام كلما اتخذ هدا الصراع الطبقي) صفة التجذر و الاحتداد! لذلك وجب مناهضتها و هتك اقنعنها الباهثة و تدمير الاوهام و السفسطات التي تحاول ادخالها و حقنها بجسد الطبقة العاملة صاحبة الدور التاريخي و حلفائها الموضوعيين من الفلاحين الفقراء و الكادحين.ا
و في بلدنا المغرب لم ينجح القمع الدي سلط ضد الحركة الماركسية اللينينية السبعينية في اقبارها ووقف استمراريتها الايديولجية الثورية ؛ غير انه وفق في انبثاق مراجعات تصفوية في صفوف منظمتين اساسيتين هما: منظمة الى الامام و منظمة 23 مارس؛ انتهت اخيرا الى استحواذ الخطوط التحريفية على ارث المنظمتين و الانقلاب به الى ماسمي العمل الشرعي و العلني تحت دعاوى انتهازية شتى ؛ وهو ما افضى الى تاسيس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي ( 23 مارس الخارج) مع نهاية الثمانينات ثم حركة النهج الديمقراطي ( الخط اليميني ل الى الامام) مع منتصف التسعينات؛ و رغم استقالة هذه القوى ظلت الحركة الماركسية اللينينية المغربية تواصل نموها الطبيعي و تتبلور اساسا داخل الجامعات ثم في شكل حلقات و مجموعات متناثرة خارجها .ا
وان كانت منظمة العمل الديمقراطي الشعبي قد انتقلت بشكل اسرع الى الخندق البرجوازي دونما خجل من تحريفيتها المفضوحة ؛ فان حركة/ حزب النهج الديمقراطي اخدت مزيدا من الوقت للتحرك بنفس الاتجاه مستفيدة من قدرات تحريفييها المحترفين على الكمون و التخفي رغم تطليق ادبياتهم للمرجعية الماركسية اللينينية الخالصة منذ البداية و الاحتفاظ ببعض اليافطات الثورية؛ ما مكنها من النهوض باشد الادوار تخريبا في اوساط الحركة الجماهيرية و العمالية بسبب التعاطف الذي ظلت- مع ذلك- تحوزه الى وقت قريب في اوساطها النشيطة ؛ مستفيدة من حالة التراخي النسبي التي عرفها الصراع الطبقي منذ منتصف العقد الاخير من القرن العشرين!!!ا

ليس من الصعب توقع ما سيؤول اليه حزب النهج الديمقراطي من افلاس؛ بعد ان استكمل اخيرا بلورة هويته التحريفية المكشوفة( النضال الديمقراطي الجذري؛ مواجهة المافيا المخزنية! ؛استقطاب الشباب الثوري الى العمل الحقوقي البرجوازي.؛ تذبذب الموقف المبدئي من قضية الشعب الصحراوي؛ و التحول الى وسيط تفاوض لصالح الطبقات الحاكمة و دولتها؛ استحسان الانتظام داخل تحالف اليسار البرجوازي!...)؛ و نمى بوادر التعفن الانتهازي داخل قطاعاته الموازية حيث تنشط كل الممارسات و السلوكات الاسترزاقية المقيتة و احطها اطلاقا!!غير ان هذا لا يعفي الماركسيين اللينينين الاوفياء لخط الثورة الوطنية الشعبية الديمقراطية من مواصلة تصعيد الصراع ضده كما ضد باقي الحركات و التيارات الانتهازية و التحريفية الاصلاحية الاخرى.ا
ان هبوب عواصف الكفاح الثوري ضد الهجوم الراسمالي الامبريالي وتصاعد موجات النضال العمالي و الجماهيري خصوصا منذ سنة 2005 وسيرها نحو تجاوز ثوري للقيود التي اراد الاصلاحيون التحريفيون و الانتهازيون من كل الاشكال تكبيلها بها؛ سيؤدي لا محالة الى مزيد من انكشاف حقيقة من ظلوا يحسبون خطئا كونهم من قوى اقصى اليسار المغربي!! بسبب سيرهم بجبن على هامش الحركات الجماهيرية و الانتفاضات التي تفجرت في كل مكان؛ و انفضاح مدى عجزهم عن الاقتراب من نار الصراع الطبقي الاخذة في الاضطرام الا بالمقدار الذي يخدم تطلعاتهم الجزئية الضيقة و الخاصة؛ و مصالح اسيادهم من البرجوازيين الكمبرادور و الملاكين الكبار!!ا
ليس من الغريب ان تكشف التناقضات الطبقية الاخذة في الاحتداد ببلادنا ؛ عن حقيقة هؤلاء التحريفيين و مزيد من توضيح الجوهر و المضمون البرجوازيين لتنظيماتهم و برامجهم ! و خلفية الادوار التي باتوا يضظلعون بها خلال هذه المرحلة من الصراع الطبقي؛ اذ انهم لا يعملون الا على الابقاء على النظام الاجتماعي- السياسي القائم دونما مواربة ؛ و هذا ليس عبثا فمن غيرهم يقدر على لعب نفس الدور بقناع ماركسي لينيني لحماية مصالح التحالف الطبقي السائد و التصدي للتغلغل الشيوعي في اوساط العمال وفقراء الفلاحين و الكادحين؟!ا
اما نحن الماركسيون اللينينيون ابناء الشعب الكادح ؛ فسنظل نعمل لاجلاء مواقع اعداء الثورة المكشوفين منهم و المتخفين و النضال ضدهم بحزم وبلا هوادة؛ وتسطير الخط الطبقي الثوري بكل تباث من داخل كل محاور الصراع ضد خصومنا على كافة الجبهات ؛ لندوس تعاويذ التحريفيين و ايديولوجياتهم البرجوازية خدمة للبروليتاريا المغربية و مشروع الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ببلدنا.ا
لقد كان من المحتم؛ و اصبح الان حقيقة واقعية ان يصل تحريفيو النهج الديمقراطي الى ما وصلوا اليه من بؤس سياسي و انحدار في مستنقع الانتهازية!حيث تبث بالملموس عجزهم عن امتلاك خط سياسي طبقي ثوري؛ و حتى امتلاك تصور فعال عن ما يسمونه نضالا ديمقراطيا جذريا! فبالاحرى التقدم ولو خطوة للاسهام في مهمة بلورة حزب الطليعة البروليتارية الثورية كما يدعون انتذاب انفسهم لها بكل رياء!!ا
منذ وقت طويل و التحريفيون داخل المغرب و خارجه ؛ يعملون على بث الياس و التنفير من سلوك الطريق الثوري السديد ؛ غير انهم بهذا لا يرمون بانفسهم الا الى منحدر الانحلال التاريخي و الركون في حظيرة الطبقات الحاكمة و الراسمال الامبريالي؛ وقد افصح تاريخهم عن حق انهم يستحقون هدا المصير بامتياز!!ا
ان الماركسيين اللينينيين المغاربة اصبحوا مدعويين اكثر من اي وقت مضى ؛ الى تعزيز الطابع الثوري لكفاحات الطبقة العاملة و حلفائها من الكادحين و الفلاحين الفقراء ؛ والنهوض بكسر الطوق الانتهازي البيروقراطي الملفوف باتقان حول سواعد العمال ؛ لاجل تقوية سائر النضالات الشعبية في ساحات الصراع الطبقي وتنمية مضمونها السياسي و الاقتصادي في المعارك ضد تحريفية الاحزاب البرجوازية!اان هذا لهو بلا مراء ؛على راس المهمات المرحلية المطروحة على الجدول الثوري داخل المغرب خلال هذه المرحلة.ا
ان البدء بتعميق الخط الطبقي الثوري و الاسراع ببلورة ممارسته الصحيحة في اوساط الطبقة العاملة و الفلاحين الفقراء و الجماهير الكادحة؛و الكشف عن زيف الشعارات التحريفية السائدة و تعرية ممارساتها الانتهازية و الاستيعابية الحقيرة؛ يشكل بحد ذاته خطوات ضرورية لا بد منها لتطوير الصراع الايديولوجي- السياسي ضد التحالف الطبقي المسيطر بالمغرب و اسياده الامبرياليين ؛لاستعادة الاستقلالية السياسية و الايديولوجية للبروليتاريا و تقديمها و تعزيزها ؛و تحرير ممارستها الثورية و دورها التاريخي داخل الحركة الثورية المغربية!ا
لا شك ان بلدنا مقبل على مخاضات سياسية و اجتماعية-اقتصادية عسيرة و حتى كثير من التطورات الفجائية ؛ تدفع باتجاهها مجمل عناصر الازمة العميقة المتنامية داخل النظام الطبقي السائد محليا و اتجاهات تطور ازمة الراسمالية الامبريالية المستعصية على نطاق عالمي؛ وهو ما تشي به الانفجارات الدورية المتقاربة للنضالات الجماهيرية و تنامي الكفاحات العمالية داخل المغرب بشكل مطرد ؛ و تصاعد النضالات الثورية للشعوب و الامم المضطهدة في مواجهة الاحتلالات و الاطماع و الهيمنة الامبريالية داخل عدد من البلدان...؛وهذا ما يلقي على عاتق الحركة الماركسية اللينينية المغربية مهات جسيمة بدءا من التحرك من اجل لملمة قواها ورفع يقظتها ووعيها؛ واخراج الاشكال المناسبة للتجميع و التنظيم بما يناسب ظروفها الخاصة! وصولا الى الاسهام الواعي في صياغة المتطلبات الثورية للمرحلة؛ ثم تاجيج و استنهاض الكفاح العمالي و الشعبي بدءا بالقاعدة؛ بوجه النظام الطبقي المسيطر و منعشه : الراسمال الاحتكاري - الامبريالي؛ و شق الطريق بعمق امام الصعود الثوري للبروليتاريا المغربية وحزبها الطليعي وحلفائها داخل الجبهة الثورية من فلاحين فقراء و كادحين و معدمين؛ لتجسيد مشروعها التحرري الذي يبدا بتجسيد سلطة الشعب الثوري!ا
فلنشحذ سلاحنا اذن ضد كل التيارات و التنظيمات التحريفية ؛ اقتدءا بمرشدينا العظام :ماركس الذي قاد هذا النضال ضدها منذ بداية الحركة البروليتارية ؛ ولينين الذي عمقه و عمل على نشره امميا؛ ثم ستالين الذي دافع عن ديكتاتورية البروليتاريا ضد مختلف خصومها الداخليين ؛و ماو الذي قاد بضراوة النضال ضد التحريفية الخرتشوفية و دافع بحزم عن الخط الايديولوجي الشيوعي الثوري!!!ا