الحركة الماركسية اللينينية المغربية وبناء الخط الطبقي في مواجهة الانتهازية!!!ا

ايدر الدفيلي
2007 / 2 / 17 - 09:21     

من المؤكد ان تشكل اي خط طبقي كيفما كان مربوط بشروط خاصة بكل بلد من البلدان ؛ وان ما يتحكم في تبلور تعبيراته السياسية و الجماهيرية هو مستوى نضج الصراع الطبقي داخله( البلد) و تنامي الوعي و الاستعداد لدى القوى المتصارعة فيه للتنظيم داخل و حول مختلف حقول الصراع الطبقي؛ ولايسقط هنا دور العوامل الاقليمية و العالمية في التدخل و التاثير في حجم الصراع و حدته و اتجاهات وطئته!!!ا
. غير ان امتلاك القوى الطبقية المتصارعة لتنظيماتها الخاصة بها اوعدم امتلاكها لا يعني توقف عملية الفرز السياسي ؛ اد ان الشعبوية و التحريفية و الاصلاحية و البيروقراطية النقابية ليست سوى وجوها للامتزاج و الاختراق السياسي بين الطبقات؛ حيث تفلح القوى المعادية في التسلل الى تنظيمات الجماهير الشعبية دات المضمون الطبقي تارة لتخريبها او تقييدها؛ فيما تنجح في استقطابها الى صفوف تنظيماتها الاصلاحية تارة اخرى لتوظيفها لمصالحها الخاصة و تضليلها!! انها الاوجه الاشد مكرا لعرقلة الصراع الطبقي و تجميده من الداخل و اخطر الاشكال الانتهازية على النمو الطبيعي للحركات السياسية و الجماهيرية للشعوب وخطوطها الطبقية الثورية !!ا
لا يعني كل هدا غياب الحاجة لدى الطبقات الشعبية للثورة التي تضع حدا للنظام الطبقي الدي يظطهدها و يستعبدها ؛ انما يؤشر على غياب نضج تام للخط الطبقي السليم و الخاص بها او عدم اكتماله ؛ والدي يمكنها وفقه حل مجمل التناقضات الطبقية ثوريا. كما يفسر ايضا بتخلخل موازين القوى لصالح الطبقات السائدة اقتصاديا و سياسيا وايديولوجيا حسب كل مرحلة من المراحل التاريخية !!ا
ان الانتهازية البرجوازية ليست شيئا اخر غير ان تتغدى القوى الطبقية المتناحرة داخل المجتمع من بعضها البعض سياسيا؛ و لكنها في كل الحالات تصب اقتصاديا لصالح طرف وحيد هو الطبقات المسيطرة و المستاثرة بالسلطة و الثروة !! ان الانتهازية قطار رجعي يؤدي بجماهير البروليتاريا و الفلاحين الفقراء و الكادحين الى الوراء ويقودها على سكة الخط الايديولوجي لاعدائها الطبقيين ؛ لدلك على الماركسيين اللينينيين مواصلة دق جرس الاندار للتنبيه الى وجوهها الخبيثة و مواصلة محاربتها ولجمها حتى بعد الثورة؛ و العمل على تصفيتها دون توقف بكل الوسائل من داخل الحركات الجماهيرية بل ايضا من صفوف الاحزاب و التنظيمات الثورية الحاكمة !!ا
تتخد اشكال الهيمنة الطبقية على الجماهير الشعبية داخل البلدان نصف المستعمرة اشكالا شديدة التنوع ؛ و دلك خلال كل مراحل الصراع حسب تطور موازين القوى الطبقية و الوطنية ؛ الا انه بالنسبة لهده البلدان كما هو شان بلدنا المغرب لم تتاسس هده الهيمنة داخل الثورات البرجوازية او البروليتارية ؛ بل تعود اصول نشاتها الى مراحل الكفاح التحرري الوطني و ما بعدها حيث جرى ازاحة القوى الشعبية الثورية و تصفيتها وعزلها ؛ بواسطة القوى الامبريالية و بتواطؤ ومشاركة الطبقات الاقطاعية و مختلف قوى البرجوازية: الصغرى و الكمبرادورية ؛ في ظل المرحلة الكولونيالية و في اعقاب انصاف الاستقلالات.!ا
لم يكن من الممكن في حالة بلدنا ؛ للقوى الامبريالية و هي في طور تحولها الى الاستعمار غير المباشر تحت وطاة الكفاح الثوري للفلاحين و النضال الفدائي و تنامي انتشار المد التحرري العالمي خصوصا مع انتصار الثورة الصينية العظمى سنة 1949؛ الا ان تسلم السلطة السياسية - بشرط ضمان و تعزيز استغلالها وهيمنتها الاقتصاديين - الى وكلاءها اعداء الشعب اللاوطنيين( الاقطاع و البرجوازية الكمبرادورية)؛ كما استطاعت اشراك و تسخيرقسم من برجوازية المقاومة السياسية!! الناشئة حديثا و توريطها مع صف الاقطاع و الكمبرادور في مخططاتها وتحويله الى ذيل معارض مزيف ! لاغتصاب الاستقلال الوطني في ظروف تزايد تهديد قطبي حركة التحرير الشعبي المسلح: المقاومة و جيش التحريرا لعتيدين.ا
لقد كشفت السنوات القليلة قبيل صفقة الاستقلال السياسي الخيانية و بعدها عن تطور جديد في الاصطفافات الطبقية بالمغرب ؛ اد شكل الالتفاف حول النظام الملكي الرجعي العميل الغطاء الدي اخفى تقاسم مختلف الطبقات اللاشعبية للمصالح الاقتصادية و السياسية على حساب الجماهير الشعبية و تنظيماتها الوطنية الثورية المشكلة من الفلاحين الفقراء الانتفاضويين و الطبقة العاملة المتحفزة!!ا
ليست المواجهات و الانتفاضات و الصراعات السياسية و المسلحة التي تلت سنة 1956 سوى تفجرا للصراع الطبقي بقطبيه الشعبيين الوطني : الحركة الفلاحية الثورية المتجدرة و الطبقة العاملة الفتية ؛في مواجهة واقع اختلال موازين القوى لصالح الاقطاع و البرجوازية الكمبرادورية العميلين و رمزهما الملكي الخادم المدلل المدعوم من القوى الامبريالية الفرنسية و الاسبانية و من انضم
اليهم من قوى المقاومة السياسية البرجوازية المنظمة في حزبها اليميني التاريخي الاول(حزب الاستقلال) المؤسس منذ 1944 و الدي تولى مهمات الاحتواء و التصفيات القذرة و عملية المحافظة الدائمة على استقرار واقع الاوضاع الداخلية و الخارجية !!ا
ا
وقد ادى توقف امتداد المصالح الاقتصادية للاقسام التقدمية من البرجوازية الانتهازية وعدم استقرار القواعد السياسية للتحالف الطبقي الناشئ ؛ بفعل تعاظم نفود الاقطاع و الكمبرادور اقتصاديا و تحول الملكية ( رمزهما) اكثر فاكثر الى المحافظة و الديكتاتورية السياسية ؛ الى تخلخل الجبهة اللاوطنية و انتقال التناقضات الى صفوفها و هو ما ظهر بشكل اكثر حدة بعد لجوء التنظيم البرجوازي الاصلاحي( الشعبوي) الثاني المنشق( حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ) و المشكل اواخر 1959 الى تبني خيارات التلويح بالتمرد واطلاقه عمل انوية جناح مسلح هامشي سنة 1973 -عقب اهتزاز النظام جراء تفجر الازمة داخله بعد محاولتي الانقلاب العسكريتان اللتين استهدفتا تقويض اركان النظام السياسي و ضرب الملكية خلال سنتي 1971 و 1972 -للانشقاق والتحول تدريجيا نحو المهادنة بعد تاسيس الحزب البرجوازي الثالث ( الاتحاد الاستراكي للقوات الشعبية) في1975
كان هدا التارجح بمثابة التكتيك الاساسي لدى كل الاحزاب البرجوازية ؛ بما فيها الحزب الشيوعي المغربي الدي تاسس سنة 1943و الدي تدرج في تحريفيته واتخد اسمين جديدين بعد حظره( حزب التحرر و الاشتراكية بعد 1969و حزب التقدم و الاشتراكية منذ1974ل) ليتحول الى الليبرالية المكشوفة فيما بعد!!ا
وان كانت كل هده الاحزاب ذات طبيعة برجوازية رغم- اصلاحيتها المحتشمة - توظف قواعدها و المتعاطفين من الجماهير الشعبية لخدمة طموحاتها الفئوية و الطبقية الخالصة و تثبيت اسس النظام الاقتصادي السياسي القائم و التمكين لهيمنته!؛ فان الحركة العمالية المغربية لم تسلم بدورها من هيمنة هده الفئة من البرجوازية وظلت تتحكم بتنظيماتها النقابية ؛اد جرى الهيمنة على اولى النقابات التي تاسست منذ 1955(الاتحاد المغربي للشغل) و تم تسخيرها وفق دات التكتيكات الانتهازية لصالح الاحزاب البرجوازية حزب الاستقلال! و حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية فيما بعد ؛ لتبدا عملية التشتيت و تقاسم نفود البرجوازية على الطبقة العاملة الواحدة !مع تاسيس حزب الاستقلال اليميني لتقابة الاتحاد العام للشغالين بعد تعرضه للانشقاق؛ ومع تاسيس الكنفدرالية الديمقراطية للشغل فيما بعد ظهر ان البرجوازيين متمسكون بتشتيت البروليتاريا المغربية و تصديمها و توظيفها في مناوراتهم السياسية الانتهازية مع النظام القائم و ابقائها تحت رحمة هيمنة سماسرتهم البيروقراطيين!!!ا
لقد قادت الانشقاقات العمودية داخل الاحزاب البرجوازية و الصراع الدائر بين اجنحتها الانتهازية المختلفة الى تصديع المنظمات العمالية و تسببت في انشقاقات افقية منهكة للبروليتاريا المغربية و ضربت و حدتها و مصالحها ؛ و لا يزال الانتهازيون البرجوازيون و اذنابهم البيروقراطيون داخل الحركة العمالية ماضون في تعميق الخط اللاطبقي في صفوف البروليتاريا بما يخدم مصالحهم المتارجحة حسب اتجاهات الصراع الطبقي ؛ولكن بما يصب في النهاية في هيمنة التحالف الطبقي المسيطر؛ بنفس الشكل تماما الدي جرى به تشتيت قواعد احزابهم دات التشكيلات الجماهيرية الشعبية و انهاكها بالانشقاقات ودفع اغلبها الى الانسحاب و الياس!!!ا
لقد احسنت القوى البرجوازية الانتهازية اللعب بالتناقضات التي تحكم علاقة الجماهير الشعبية و الطبقات الحاكمة؛ وكانت بهده الطريقة تؤدي دور الحفاظ على الاستقرار اللامتوازن خدمة لاسيادها الاقطاعيين و الكومبرادورات و تركيز مصالحها والتسريع باندماجها في مؤسسات الدولة الطبقية لتدبير ازماتها الدي انتهى بها الى الانعطاف السياسي نحو اليمين الليبرالي بلا خجل بعدما احكمت شد الطبقة العاملة الى عربة قطارها المهترئ و سدت عبر بيروقراطياتها النقابية كل المنافد مؤدية دورها المكفول لها باحكام!!ا
لقد افضى تحكم البرجوازية الانتهازية بالحركة العمالية و الجماهيرية المغربية طوال عقود؛ الى تعبيد الطريق امام دكاكة الاستغلال و الاضطهاد الطبقية وتعزيز فعاليتها ؛ و افسح المجال امامها لدفن حاجة الطبقات الشعبية الى الخط الطبقي وطمره بخطها الاصلاحي البرجوازي كما تمكنت من استيلابها ثقافيا ( وقوميا بالنسبة للقومية الامازيغية)!!ا
بوجه تعاظم كفاح الحركة الفلاحية الثورية المغربية ؛ و تزايد قتالية الطبقة العاملة و الحركات الجماهيرية بالمدن؛ تمكنت التنظيمات السياسية للبرجوازية من احتوائها و انتزاع خطها الطبقي عنها و راحت توظف تقدمها و تراجعاتها لمصلحتها؛ و تهاجم الحركة الماركسية اللينينية بمختلف تشكيلاتها من التنظيمات السرية التي ظهرت اوائل السبعينات( الى الامام ؛ 23 مارس؛ لنخدم الشعب) و التي خرجت من صلبها و تواطئت امام اجثاتها بالقمع تماما كما سدت عيونها عن تصفية حركة المقاومة المسلحة و جيش التحرير منذ الاستقلال الشكلي حتى القضاء عليها نهائيا منتصف ستينات القرن الماضي!!! وهي لا تزال تهاجم كل المنظمات و الحركات التي يتبلور داخلها الخط الطبقي الثوري : المنظمة الطلابية الاتحاد الوطني لطلبة المغرب حيث التواجد الكفاحي و القيادة الميدانية لفصائل الحركة الماركسية اللينينية؛ ثم حركة المعطلين ولو بشكل اقل ؛ و الانتفاضات الدورية لجماهير الاحياء الشعبية حيث يتواجد و يفعل المناضلون الماركسيون اللينينيون ممن يسميهم البرجوازيون الظرفاء بيسار الشارع!!!ا
لم يؤمن القمع و الحصار الفاشي الدي داب النظام على ممارسته لمواجهة الكفاحات الشعبية ؛ اكثر مما امنه الانتهازيون البرجوازيون ؛ لقد كانوا بحق دائما مستعدين للتطوع لترويج شعارات النظام البائرة: السلم و التعاون الطبقي؛ الانتقال الديمقراطي ؛التناوب التوافقي.. كما كانوا شركاءه في كل المناورات الاستعمارية بالصحراء الغربية و كانوا دوما متخندقين لانتهاك و سد كل السبل امام التمكين لبعض مطالب الحركة القومية الامازيغية ولو في حدودها الاصلاحية البسيطة !!!ا
الا ان تفاقم ازمة التحالف الطبقي المسيطر و من وراءه احتدام ازمات النظام الراسمالي الامبريالي؛ سيعجل بالتخلص من اخر تاثيراتها و يدفعها الى العزلة عن الجماهير من جهة و مزيد من استغناء الطبقات الحاكمة عن خدماتها - بعدما تاكد دخولها مرحلة الازمة و الانكماش - لصالح ما توفره التنظيمات اليمينية الاصولية الصاعدة و التي يمكنها( الطبقات الحاكمة) المراهنة على طابعه الشعبوي و الفاشي لتعطيل نمو الخط الطبقي الثوري ومنع كل انفراج ثوري ما امكنها دلك!!!ا
فيما تتولى القوى التحريفية الحزبية( الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ؛ النهج الديمقراطي) و الحركة التحريفية التروتسكوية بتياراتها المتنوعة ؛ مواصلة لعب الدور التخريبي داخل القطاعات و التنظيمات الاكثر ثورية و النهوض بدور الطابور الخامس في اوساط الطبقة العاملة و الحركة الطلابية و حركة المعطلين و بعض القطاعات الجماهيرية الاخرى!!!ا
وتتكلف الحركة القومية الامازيغية بقياداتها الليبرالية من جانبها بالترويج لبرامجها الاقتصادية و الاجتماعية المحافظة والتي لا تصون شيئا غير الملكية الخاصة! فيمالا تؤسس بخطها السياسي الا لمشروع قومي بديل!؛ بالتشويش على الارتباط الجدلي بين المسائل الاجتماعية: القومية و الطبقية في صفوف اقسام متزايدة من الشعب؛
!!واستباق اي برنامج طبقي ثوري يؤمن حقوق و مصالح الطبقات الشعبية و الشعوب و القضاء على الفاشية الثقافية؛
و في مقابل كل هدا يظهر حجم واجباتنا نحن الماركسيين اللينينيين نحو الطبقات الشعبية ما يفرض انضاج خط ماركسي لينيني طبقي سديد؛ مربوط بمجمل الشروط التي تخص بلدنا المغرب؛ كما يطرح على عاتقنا الاستمرار في مكافحة الانتهازية و التحريفية و الفاشية الاصولية داخل الحركة الطبقية بكافة الوسائل وخوض الصراع ضدها عبر مختلف الواجهات كونها تشكل اكبر العوائق في وجه تطور كفاح الطبقات الشعبية!!!ا؛ كما يتوجب علينا طرح برامج طبقية تبرز المصالح العامة و المستقلة للبروليتاريا المغربية و للفلاحين الفقراء و الكادحين و تطرح سبل الدفاع عنها في كل مرحلة من المراحل و اساليب تعبئتها و السير بها وفق توجه سياسي ثوري الى بناء تنظيماتها الخاصة المعبرة عن مصالحها الخاصة و على راسها حزب طليعة الطبقة العاملة الثورية التي ستقود جماهير الشعب الكادح الى قلب و تدمير النظام الاقتصادي - الاجتماعي و الثقافي السائد!!!ا