الرؤى الماركسية – اللينينية حول الثورة الاشتراكية


ثائر الناشف
2007 / 2 / 2 - 11:38     

تنبثق رؤية ماركس ولينين حول مفهوم الثورة الاشتراكية , من فهم خاص يحتفظ به كل واحد منهما , كمحاولة لتقويم البناء الاشتراكي وحفظه من التحرشات والانتقادات التي ما فتئت تتقاطر عليه.
نقطة التقاء الرؤى بين ماركس ولينين , تركزت على قاعدة الفروض الاحتمالية لقيام ثورة اشتراكية في أكبر عدد ممكن من بلدان العالم, مع الأخذ بالحسبان أن الرأسمالية قائمة بقوة في تلك البلدان المراد إحداث الثورة فيها.
جرى وصف الرأسمالية بالاحتكارية حيناً وبغير الاحتكارية حيناً آخر , وأيضاً بالتصالحية مع ذاتها وما يتعلق من أفكار قد تنساب إليها من خارج دائرة تفكيرها, وبقيت هذه النظرة سائدة طيلة القرن الثامن عشر ميلادي.
مع دخول العالم القرن التاسع عشر , اشتد سعير الرأسمالية خصوصاً في نهاية القرن المذكور, وبالتالي تغيرت الفروض الاحتمالية الحتمية حول قيام الثورة الاشتراكية , وانقسم الرأي مناصفةً إلى رأيين متباينين , اتفقا أولاً على ضرورة تحليل الواقع الراهن بمعطياته الجديدة ودراسة ظواهره كافة.
الرأي الماركسي أكد قبل القرن التاسع عشر على شمولية الثورة الاشتراكية , أي أنها تحصل بوقت واحد وفي كتلة كاملة من البلاد.
الرأي اللينيني اختلفت رؤيته بعد حلول القرن التاسع عشر , الذي اشتدت فيه قوة الرأسمالية , خلص هذا الرأي على جزئية قيام الثورة , مراعاةً منه للمستجدات والمتغيرات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على العالم.
وعلى ضوء هذا التباين الواضح في الرؤى , ازداد طرح التساؤلات الواردة بشأنها, وأهمها فيما إذا كان لينين قد خرج بتفكيره الجديد حول الاشتراكية عن تفكير سلفه ماركس .
الواقع يشير بعكس ذلك تماماً , لأن الخروج اللينيني انبنى على التعامل مع واقع جديد يختلف اختلافاً جذرياً عما هو عليه في السابق, إذاً خروج لينين لا يعدو إلا أن يكون تفعيلاً لما خطه ماركس من رؤى وتصورات شخصية حول الاشتراكية .
وعلاوة على ما سبق , رؤية ماركس ذاتها كان بالإمكان أن تتحقق, لو أنها سبقت مطلع القرن التاسع عشر بكثير, هذا القرن الذي طالما حمل معه معالم جديدة للرأسمالية , فرضت على لينين إعادة تصوراته حولها بما يسمح بتجاوزها ويتناسب مع حجم تأثيرها.