دور أفكار ماو تسيتونغ في تطوير الماركسية اللينينية في عصرنا - مقدّمة - 3


جريس الهامس
2007 / 2 / 1 - 12:02     

دور أفكار ماو تسي تونغ في تطوير الماركسية اللينينية في عصرنا – مقدمة – 3
إن دراسة أفكار ماوتسي تونغ في هذه الأيام العصيبة في الوطن العربي ضرورة وطنية وقومية وثورية تنقذ الفكر والممارسة من هيمنة الفكر الظلامي الديني والطائفي من جهة والفكر الأمبريالي ( الكوسموبوليتي ) الذي يحاول فرضه على العالم النظام العولمي الأمريكي الجديد من جهة أخرى ... دراسة الأفكار والمبادئ التي نقلت ربع سكان المعمورة من نظام الرق والعبودية والجوع وعبودية المرأة .... إلى دولة إشتراكية عظمى تنتج الغذاء واللباس ووسائل الحياة الأخرى للعالم قاطبة , إلى الدولة الأولى في العالم بنسبة النمو الإقتصادي السنوي ...

استقلت الصين وتحررت عام 1949 واستقلت سورية الحبيبة قبلها بثلاث سنوات عام 1946 ...معظم. شعبنا اليوم يعيش تحت خط الفقروالعوز يعيش تحت كابوس القمع والإرهاب والطوارئ والأحكام العرفية وعصابات المافيا الأسدية عصابات القتلة واللصوص التي دمرت البلاد وأذلت العباد وجعلت بلادنا الغنية بشعبها وخيراتها خارج التاريخ والتقدم الإنساني ....
لذلك تأتي دراسة أفكار ماوتسي تونغ والثورة الصينية إلى جانب دراسة تجارب الشعوب الثورية في العالم في موقعها العلمي والتاريخي الضروري . ولكن دون تقديس ونقل ببغائي وتبعية , كما فعل التحريفيون والمرتزقة في التاريخ الذين فهموا الأممية بأنها تبعية عمياء .. رفض ماو وحزبه التبعية بحزم وشبهها ب ( من يبري قدميه ليدخلها في حذاء الاّخرين ) إن من يفعل ذلك يعش طيلة حياته مترنحاّ اّيلا للسقوط ... كما كان مصير جميع الأحزاب التحريفية فيى العالم التي كانت تحمل المظلات إذا تلبدت الغيوم فوق موسكو والأمثلة لاتحصى أمامنا ...إن الماركسية اللينينية ترفض الجمود العقائدي وكذلك أفكار ماو لأنها علم وتجربة علمية. وليست كتباّ مقدسة أو تابو .. قال ماركس في بيانه الشيوعي : ( إننا لم نضع سوى أحجار الزاوية في البناء الشيوعي ) ...( إن النظرية لا تصبح قوة مادية إلا اقتنعت بها الجماهير وأخذتها بأيديها ) وعلى المناضلين الثوريين أن يطوروها وفق خصائص بلدانهم ونضالاتهم عبر النضال الطبقي والسياسي محرك التاريخ .. وتوقف النظرية عن التطور وفق كل معطى جديد دون الخروج عن جوهرها . يعني موتها ...

هكذا طوّر ماو الماركسية اللينينية على واقع الصين وشعبها الذي كان يشكل الفلاحون الفقراء تسعين بالمئة منه رافضاّ التبعية ونسخ ثورة أوكتوبر العظيمة , وسلك طريق تحرير الريف أولاّ وتطويق المدن ثانياّ بعكس ثورة أوكتوبر التي بدأت في المدن أولاّ ومنها إلى الأرياف . وفقأ لاختلاف الواقع الموضوعي للبلدين والنظامين القائمين قبل الثورة طبقياّ واقتصادياّ وسياسياّ وإجتماعياّ .. ورغم قوله الشهير في مطلع مؤلفاته : إن مدافع ثورة أوكتوبر المجيدة حملت الماركسية اللينينية إلى الصين -
نراه يرفض نصيحة ستالين عام 1940 : بعدم التقدم نحو الجنوب لإسقاط نظام تشان كاي تشينغ الإقطاعي الغميل للأمريكان , وتابع الثورة حتى النصر النهائي وفرار تشان وزمرته إلى جزيرة تايوان ليبني دولته تحت حماية الأسطول السابع الأمريكي التي ما تزال حتى اليوم ؟؟؟..... كما رفض نصيحة خروشوف الذي طلب منه عدم امتلاك السلاح النووي لأن الإتحاد السوفياتي سيدافع عن الصين ضد أي هجوم نووي ورفض تقديم أية مساعدة تقنية بهذا الصدد ... وفاجأت الصين العالم بامتلاكها السلاح النووي بالإعتماد على النفس ...

كان هاجس قيادة ماو الأول امتلاك ناصية العلم والتكنولوجيا الحديثة وتنظّيم قيادة الإنتاج في المصانع والمزارع بقيادة الإرتباط الثلاثي بين ممثلي العمال والتقنيين والحزب – دون أن تنفرد جهة واحدة بالقرار الإقتصادي , وقد ثبت بالتجربة العملية والممارسة قدرة الطبقة العاملة على قيادة الصناعة والزراعة والإقتصاد الوطني وإبداعاتها في شتى الميادين , حيث برز من صفوفها مئات المخترعين والمبدعين , وقد شاهدنا بأم أعيننا العديد منهم واختراعاتهم في صناعة الصلب وتطويرها من الفرن اليدوي البدائي إلى الفرن الكهربائي الاّلي الحديث وفي صناعة النسيج والصناعة الفضائية وغيرها , بعد اجتيازهم حلقات تدريبية وعلمية .. وفي الزراعة جمعت الكومونات الزراعة والصناعة التحويلية الخفيفة , وانتاج الاّلات الزراعية ومراكز صيانتها وإصلاحها داخل الكومونة ... وكانت بعثات الطلاّب إلى الخارج نعطي أفضل النتائج نتيجة التربية الإشتراكية الديمقراطية للشباب الصيني ... أذكر في جامعة دمشق كان الطالب الصيني أو الفييتنامي الذي ينال منحة لتعلم اللغة العربية , كان يرى أن مبلغ المنحة – في الستينات – يزيد عن حاجته لذلك يستقدم طالباّ ثانياّ من بلاده ليدرس الإثنان بمبلغ منحة واحدة ... بهذه الإخلاقية والأريحية العالية , بنى الصينيون والفييتناميون أوطانهم وطوروها بالإعتماد على النفس قبل كل شيْ . بعد أن جعلوا التطور العلمي الأجنبي يخدم التطور والبناء الوطني بكل تواضع واحترام لمنجزات الاّخر .. بينما كان معظم الطلاب العرب ولا أقول كلهم كل هدفهم في الخارج الجنس ونيل الشهادة بأي ثمن خصوصأّ في دول أوربا الشرقية ... وكم من ( الدكاترة ) الذين يتصدرون المنابر العربية وشاشات التلفزة اليوم اشتروا شهاداتهم .. وعادوا لبلدانهم ليزيدوها جهلاّ فوق جهل بعد أن تحول الكثير منهم إلى وعّاظ لسلاطين وحكام للإستبداد والطغيان أو إلى أفّاكين يسيرون خلف الظلامية والطائفية والعشائرية .... بينما المثقفون والعلماء الحقيقيون مضطهدون ومبعدون أو مهجّرون إلى الخارج ..

... شكل ماو الجبهة المتحدة مع الكومنتانغ والرأسمالية الوطنية 1936 ضمن ثلاثة شروط : 1 – الدفاع عن الوطن ومجابهة الغزو الياباني . 2 – عدم الإعتداء على المناطق المحررة وطعن الجيش الإحمر في الظهر 3- الصداقة مع الإتحاد السوفياتي ..
وعندما نقض تشان كاي شيك شروط الجبهة وبدأ التاّمر مع الغزاة وتسليمهم مقاطعات لطعن الجيش الأحمر من الخلف انتهت الجبهة وسقط ميثاقها وانضم قسم من جيش الكومنتانغ للجيش الأحمر وانفصل جناح صن يات صن رئيس أول جمهورية في الصين وقائد ثورة 1911 برئاسة زوجته ورفاقه وانضموا إلى الثورة وبقيت بعد انتصار الثورة رئيسة لمجلس الشعب الصيني حتى وفاتها ....وهنا أسجل الطابع العالمي للثورة الصينية التي استقطبت الكثير من الثوار من العالم سواء في القتال أو في الميادين الأخرى الطبية والفكرية .... أذكر منهم على سبيل المثال ألطبيب الأمريكي الشهير ( نورمان بيثيون ) الذي اشترك في المسيرة الكبرى مع الجيش الأحمرواستشهد أثناء عمله في جبهة القتال . الذي قال عنه الرفيق ماو مايلي : إن روح الإيثار ونكران الذات التي بلغ الرفيق نورمان بيثيون ذروتها وأمانته التامة للعمل وحبه وإخلاصه للرفاق والشعب توجب على كل شيوعي أن يتعلم منه – في ذكرى نورمان بيثيون ك 1 1939 - كما إشترك في هذه الثورة الطبيب اللبناني السيد( جورج حاتم ) الذي يعتزبه كل عربي , وقد تسلم مناصب عديدة في الحزب والدولة في الصين . وكذلك الكاتبة الشهيرة الأمريكية السيدة ( اّنا لويسترونغ ) والكاتبة والصحفية البريطانية السيدة ( أغنس سميدلي) صاحبة كتاب – الطريق العظيم – الوثيقة التاريخية الهامة للثورة الصينية وكل منعطفاتها حتى النصر ... إلى جانب تفصيل حياة القائد العظيم الجنرال تشودة رفيق ماو في ساحات القتال – وكذلك فعل الكاتب الشيوعي ( إدغار سنو ) في كتابه الشهير (النجم الأحمر فوق الصين ) الذي يروي قصة الثورة الصينية بدقة وحياة ماو ورفاقه الخاصة في جبال الثورة وعذاباتهم وبطولاتهم والتضحيات التي لاتصدق لجسامتها ولم يتحملها شعب في العالم كما تحملها الحزب الشيوعي والشعب الصيني البطل . حتى النصر ...

إن دراسة أفكار الرئيس ماو ومنجزات تطبيقها وتطورها عبر الممارسة الثورية بين الجماهير في الثورة وفي البناء الإشتراكي السلمي . يشكل مرشداّ هاماّ لنضال شعوبنا الرازحة تحت نير الإستبداد والإستغلال والقمع ومافيات القتلة واللصوص الطائفية وسلئر أمراض التخلف والطلامية الرجعية , وإعدام العقل والرأي الاّخر .... وبالتالى دراسة النظرية الإشتراكية العلمية من جذورها وطرق تطورها وتطويرها لمجابهة الواقع الجديد والتمكن منها عبر الممارسة النضالية بين الجماهير المسحوقة لتصبح قوة مادية مرشدة للتحرير .هي من واجب جميع المناضلين الصادقين الأوفياء .
إن راية الماركسية اللينينية وأفكار ماوتسي تونغ لم تسقط , ولم تزعم أنها تملك الحقيقة وحدها _
إن الذين سقطوا هم التحريفيون والتروتسكيون والإنتهازيون الإصلاحيون وماركسيو الموضة من كل صنف ولون وتجّارها ... لأن ماركسيتهم وإشتراكيتهم كانت تجارة رابحة قبل سقوط الإتحاد السوفياتي ... أما الاّن أضحت تجارة بائرة .. لأنهم في الأساس أكذوبة كبرى ... أصبح الكثير منهم الاّن في خندق أعداء الشعوب سماسرة لليبرالية أو ملحقاّ في أجهزة الديكتاتوريات الفاشية المعادية لشعوبها وأبسط حقوق الإنسان فيها
.... والأنكى من كل ذلك أن بعض المتمركسين الذين كانوا يتسكعون في شوارع موسكو وبراغ أعلنوا الصيف الفائت أنهم يطالبون بمحاكمة لينين , واّخرون نالوا بركة ( ولاية الفقيه ) وأضحوا يتعلقوا بذيل عباءة المحاصر ساحات بيروت منذ ستين يوماّ ,,,, بأمر من طاغية دمشق .... ولعلهم يلطمون وجوههم بمناسبة عاشوراء إكراماّ للسيد ....
ولجميع هؤلاء التعساء أقول إن راية الماركسية اللينينية تزداد شموخاّ أكثر في عالم اليوم بعد الفشل المدوّي لسياسة هيمنة القطب الرأسمالي الأوحد في السيطرة على العالم والإنهيار المتوقع للرأسمال الإحتكاري العالمي المتوحش الذي لايعيش إلا بالحروب الإستعمارية ونهب الشعوب بأساليب مختلفة ومتطورة ... و انهيار الأنظمة التابعة له ....اّجلاّ أو عاجلاّ ....- انتهت المقدمة _ يتبع -