سقوط التحريفية السوفياتية كانت نتيجة حتميّة لرأسمالية الدولة ..؟


جريس الهامس
2007 / 1 / 16 - 13:22     

لم يكن سقوط النظام التحريفي السوفياتي والأنظمة التابعة له مفاجأة لنا ولجميع المناضلين الثوريين في العالم بل كان متوقعاّ وحتمياّ بعد تحويل النظام الإشتراكي الذي بناه لينين وأكمله ستالين إلى رأسمالية دولة ( رغم أخطاء قيلدة ستالين ) التي سنمر عليها في دراستنا القادمة : ( تطور الماركسية اللينينية ودور أفكار ماوتسي تونغ في عصرنا ) ..نعم لم يكن سقوط التحريفية السوفياتية وانتقال أيتامها ومرتزقتها إلى ملاجئ أيتام الأنظمة الديكتاتورية الرأسمالية , إلى صفوف أعداء الشعوب وجلاديها ومثال القيادة البكداشية الإنتهازية قائم في سورية حتى اليوم , لم يكن مفاجأة إلا للذين أعمتهم مصالحهم عن رؤية الحقيقة ,, وذلك بعد الإنفصال التام بين علاقات الإنتاج وديمقراطيتها الإستراكية المتجسدة في الحريات النقابية للطبقة العاملة في قيادة الإنتاج والدولة وبين تطور وسائل الإنتاج المتسارع , الأمر الذي حوّل الحزب الشيوعي إلى طبقة من الأنتلجنسيا او ( المثقفين الثقاة ) وفق تعبير الرئيس ماو- فوق الطبقة العاملة وفوق الشعب تملك إمتيازات خاصة مجروم منها الشعب ... لذلك رأينا عمال السفن في بولونيا , وعمال المناجم في سيبيريا وغيرهم في البلدان الأخرى أول من أطلق رصاصة الرحمة على النظام التحريفي أو رأسمالية الدولة التي اقتسمت النفوذ واستغلال الشعوب مع الأمبريالية الأمريكية باسم – التعايش السلمي والسلم العالمي و والوفاق الدولي- وغيرها من الشعارات الكاذبة , ودعمت الديكتاتوريات العسكرية التي صنعتها الأمبريالية الأنكلو أمريكية في مختلف دول العالم الثالث وفي مقدمتها الأنظمة الديكتاتورية البوليسية في سورية والعراق ومصر وليبيا واليمن وأثيوبيا وغيرها ومنحتها الألقاب التقدمية والسلاح والمساعدات فالنظام الأسدي مثلاّ نظام الجريمة المقننة والمستمرة , أطلق عليه المحرفون السوفييت الألقاب التالية > : النظام الوطني التقدمي – النظام المعادي للأمبريالية – النظام اللارأسمالي الذي يسير نحو الإشتراكية - ....الخ وتحولت القيادة البكداشية وأمثالها إلى ببغاءات وأبواق لخدمة هذه الأنظمة وتحول قسم من الأحزاب التحريفية في اتجاهين : إما تحولوا إلى جزء من أجهزة القمع والتجسس وربطوا مصيرهم بالأنظمة الديكتاتورية , او بدّلوا أسماءهم وتحولوا إلى ليبراليين متخلفين عن ليبراليي القرن التاسع عشر وإصلاحيين متخلفين عن كاوتسكي وإصلاحيي الأممية الثانية للحاق بعربة العولمة ومنتجاتها الرأسمالية المتوحشة ...ونجا المناضلون الشرفاء والطبقيون الأصلاء القلّة من غرق سفينة التحريفية بعد أن دفعوا زهرات عمرهم في السجون والمعتقلات والعذابات المتنوعة ليقفوا مذهولين على الشاطئ دون يأس ... وعليهم أن يراجعوا أخطاءهم ومصادرها ويتضامنوا بروح عائلة واحدة بنيت على الحب واحترام الرأي الاّخر بعيداّ عن الشخصنة والإستزلام وسائر أمراض الماضي القريب , ليتابعوا الطريق الثوري الوحيد ولاخيار اّخر أمام الشعوب الحرة.وأحرارها ...
وقبل الإنتقال إلى موضوع تطور الماركسية اللينينية في عصرنا الذي سيستغرق زمنا طويلا أقدم مقالا موجزاّ موجهاّ إلى زعيم التحريفية الخائن الأول غورباتشوف نشرته في مجلة اليوم السابع التي كانت تصدر في باريس العدد 304 تاريخ 5 اّذار 1990 :
المقال بعنوان : إلى أين ياغوربا ؟ أهي إعادة البناء , أم تهديم للبناء ..؟؟
عندما يصارح الطبيب المعالج أهل المريض , بأن مرض عزيزهم ميئوس من شفائه على ضوء الفحوص العلمية الطبية , يصابون بالذهول ويحبسون دموعهم ويخنقون اّهاتهم ليظهروا أمام مريضهم طبيعيين يخفون عنه الحقيقة , ورغم ثقتهم بالعلم ومهارة الطبيب لا يفقدون الأمل في اجتراح معجزة أو خطأ في التشخيص , ويخدعون أنفسهم أحياناّ مادام المريض حياّ نابض القلب ..
لكن عندما تقع الفاجعة تكون الصدمة أكبر والألم أشد وأعتى رغم التوقع المسبق ...
إن ماحدث في الإتحاد السوفياتي والدول والأحزاب التابعة كان متوقعّا بالنسبة لنا ولجميع المناضلين الصادقين لتحرير شعوبهم وأوطانهم من الإستغلال والقمع والنهب الرأسمالي الصهيوني المتمركز في قطب واحد هو الأمبريالية الأمريكية الصهيونية ,.. كان متوقعاّ بعد أطروحات المؤتمر العشرين للتحريفية السوفياتية عام 1956 التي تحمّل الشعب السوفياتي المكافح والصبوروالشعوب الإشتراكية الأخرى نتائجها المؤسفة التي حوّ لت النظام الإشتراكي إلى رأسمالية دولة تستغل العمال والفلاحين باسم الإشتراكية لحساب البيروقراطية الطفيلية الجديدة المسيطرة على الحزب والدولة ..
كما انعكست الصفقات المشبوهة بين التحريفية والأمبريالية الأمريكية والأوربية إلى أداة لطعن حركات التحرر الوطني في الظهر لتنعكس سلباّ على قضية تحرير الشعوب وحقها في تقرير المصير وبناء استقلالها الوطني ,بعد التنكر لأبسط مبادئ ثورة أوكتوبر الأممية وسائر ثورات الشعوب ونضالاتها الثورية العادلة والمشروعة , لتصل اليوم إلى الحضيض , ليسقط البناء المتاّ كل كله في مسرحيات درامية مدمّاة ( المايسترو ) فيها أنت ياغوربا . يوم أمرتهم جميعاّ وأنت تهش لهم بعصا الكرملين الغليظة ( البيروسترايكا وية ) –الديمقراطية – وتصرخ في الأتباع الذين اعتادوا السمع والطاعة للأخ الأكبر .....؟ سلموا السلطة للرأسمالية – بيعوا مؤسسات الدولة للرأسمال الخاص الأجنبي أو المحلي بما فيها رياض الأطفال والمدارس والجامعات والمستشفيات وحتى ماّوي العجزة والمواصلات وصولاّ إلى الصناعة والزراعة والتجارة ......وكل ما يمكن بيعه ..؟ ثم بدّلوا جلودكم وأسماءكم وحلوا أحزابكم لتتحول إلى أحزاب إصلاحية ليبرالية ترقص البوب وترضي المستر بوش ( الأب ) ويهش لها السيد ميتران والسيدة تاتشر وباقي أعضاء البيت الأوربي العتيد والصهيونية العالمية .... ولابد من تقديم كبش فداء في كل دولة وحزب ..... سجد الجميع وقبّلوا العصا الغليظة طالبين الغفران من بابا الكرملين ..كل ذلك تم باسم الديمقراطية والشفافية وإعادة البناء والتضامن الأوربي والعالمي وبناء البيت الأوربي المشترك ,, وحقوق الإنسان – التي كانت تعني شيئاّ واحداّ بالنسبة للدول الغربية اّنذاك : فتح باب الهجرة لليهود لدعم دولة الإغتصاب والعنصرية إسرائيل ., وإذا رفضت إحدى الدول التابعة الإنصياع فالإنقلاب العسكري مهيأ في موسكو وواشنطن معاّ _ هكذا نفذت مشيئة الهراوة الكبيرة ديمقراطياّ , وتركت هذه البلدان تتسول على أبواب الدول الرأسمالية . بعد أن نهبتها الهراوة الكبيرة لعدة عقود , باسم ( الكوليكوم ) والأممية الإشتراكية وتركها مدينة بمليارا الدولارات ... لينفق صاحب الهراوة المليارات على سباق التسلح وغزو الفضاء التي ذهبت هدراّ ثم تركها تواجه مصيرها باسم ( إعادة البناء ) الكاذب هكذا فعلت ياسيد غوربا وأعلنت براءتك من دم يوسف – كما تقول الأسطورة – وارتديت ثوب الحمل المصلح البريْ ...
ليس غريباّ بعد كل مافعلته يا غوربا والصهاينة المعششين في قيادتك ومكتبك السياسي وفي مقدمتهم الصهيوني ( بانوماريوف ) وغيره .. أن تطلب وأنت رئيس ال kgb سابقاّ من زميلك بوش رئيس ال cae سابقاّ أن يساعدك في إنجاح – البيروسترايكا والغلاسنوست - وأن تطلب من دول السوق الأوربية بناء البيت الأوروبي الواحد أو الإتحاد الكونفيدرالي ...الخ وتفتح أبواب الدول الشرقية للرأسمال الأمريكي والأوروبي أو النفطي التابع لتكمل استغلال شعوب وثروات هذه البلدان ..بمقدار فتح باب الهجرة الصهيونية إلى فلسطين المحتلة , كما ألغيت كلمة الأمبريالية والصهيونية من إعلام البيروسترايكا وقاموسها , واستقبلت المؤتمر الصهيوني العالمي في عاصمة لينين وأوكتوبر في أواخر العام المنصرم , والوفود الصهيونية تسرح وتمرح في معسكركم التحريفي وباب الهجرة مشرع أمامهم ليحتلوا المزيد من أرضنا .....دون وازع من ضمير أو خجل ...فإلى أين ياغوربا ستصل بحطام سفينة بعتها في سوق النخاسة للقراصنة .....؟ انتهى –
وإلى اللقاء في حلقات تطور الماركسية اللينينية أفكار ماوتسي تونغ في عصرنا , - لاهاي : 15 / 1