ألأرصاد الجوية والأرصاد الشيوعية!


سهيل قبلان
2007 / 1 / 14 - 13:52     

في الدولة مؤسسة للأرصاد الجوية، تتوقع يوميا احوال الطقس، مشيرة الى ما قد يكون من رياح وعواصف وأمطار ورعود في فصل الشتاء بالذات، والحر اللاهب في فصل الصيف، وبناء على ذلك يأخذ الناس الاحتياطات اللازمة، من ارتداء ملابس وحمل مظلات، وايقاد المدافئ بمختلف انواعها، تفاديا للبرد والصقيع والغرق.
وفي الدولة مجتمع رأسمالي، تقوده طغمة من السياسيين والعسكريين، بروقها ورعودها وامطارها، ملوثة بالعنصرية والفساد والاستغلال والنهب ودوس حق الجماهير الاولي في العيش باحترام وكرامة ومحبة وسلام وطمأنينة وراحة بال. تشير دائرة الارصاد الشيوعية، الى ان استمرار الاجواء الشوفينية والاحتلالية الملبدة بمشاعر العداء للحياة الانسانية الجميلة، سيؤدي الى المزيد من دهورة اوضاع الفئات الفقيرة ومتوسطة الحال في كافة المجالات.
في اعتقادي، هناك قاسم مشترك بين غضب الطبيعة وغضب المجتمع، ففي غضب الطبيعة، هطول امطار الخير والبركة التي تمد الارض ومزروعاتها، بمقومات النمو والخصوبة والغلال الوافرة، وضمان اخضرار الاشجار وزيادة عطاء المثمر منها، وفرفحة الازهار ونعف شذاها الطيب لتعبق الاجواء به، وفي غضب جماهير الفقراء والعمال المستغلين وعامة الشعب وكل الذين لا يملكون الا قوة زنودهم والرغبة في العمل لتوفير متطلبات الحياة الاولية والضرورية والاساسية، وزيادة وتعميق ذلك الغضب الساطع واستمراريته، نتائج ايجابية تتجسد في تحصيل حقوق ومكاسب وانجازات لصالح الجماهير، وأولها حقها في العيش باحترام وكرامة وتوفير متطلبات الحياة. فغضب الطبيعة وغضب المجتمع يعودان بالخير واليمن والبركات على كليهما.
والى جانب غضب الطبيعة هناك هدوء الطبيعة، وفي هدوء الطبيعة، ترسل الشمس اشعتها الدافئة ويخرج الانسان الى احضان الطبيعة للتنزه والترفيه والاستمتاع بها، ولكن هدوء المجتمع هنا ليس في صالحه، وهو بمثابة كارثة له تنزل عليه دائما مآسيها واضرارها وشرورها، وبناء على الواقع الملموس في الدولة كلما تواصل هدوء المجتمع، خاصة في ظل ازدياد الضربات الحكومية، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، زادت وعمقت الطغمة الحاكمة من ضرباتها، منتهجة سياسة اغناء الاغنياء وافقار الفقراء، سياسة تفضيل المدفع والدبابة والقنبلة والصاروخ والرصاص، على لقمة الخبز وحبة الدواء والقلم والدفتر والبنى التحتية والمؤسسات التربوية والغرف المدرسية وحق الجماهير الاولي في العيش بسلام واطمئنان واستقرار، وكما يوجد تسونامي جوي عاصف جدا وغاضب جدا ويتسبب بالخراب، هناك تسونامي العنصرية والاستعلاء القومي والسعي الدائم ووضع البرامج والخطط والموارد لتأكيد يهودية الدولة، الامر الذي يعني وبناء على الواقع، هدر ودوس حقوق الاقلية القومية العربية في البلاد، والهدوء الجماهيري، مقابل ذلك ليس في صالح الجماهير، لأنه يزيد من صخب وقوة اشتداد ذلك التسونامي الخطير والذي من شأن استمراره دون مواجهته بحزم وقوة، ان يأتي بالاضرار دائما وبالنتائج السيئة وبالاحقاد والكبت والحرمان والعداوات، ومن هنا تؤكد دائرة الارصاد الشيوعية ان الغضب الجماهيري، اليهودي العربي المشترك، وتعميق ذلك الغضب ودمجه دائما بالقناعة التامة انه الدرع الاقوى لمواجهة تسونامي العنصرية والفاشية، ومنعه من الحاق الاضرار بالقيم الجمالية الانسانية والمشاعر الانسانية الجميلة المضمّخة بعبير التآخي والمحبة والتعايش السلمي والتعاون وتعميق رؤية المشترك بين الناس بغض النظر عن الانتماءات القومية والمذهبية والدينية.
وتؤكد دائرة الارصاد الشيوعية، ان التحول من حالة الحرب الى اجواء السلام وصفاء السماء الاجتماعية، ومن التوتر دوليا ومحليا الى الانفراج والتعايش السلمي، هو امر حتمي، يضمن مستقبل الانسانية عالميا والجماهير اليهودية العربية محليا، وذلك يعتمد الى درجة كبيرة على الالتفاف حول الشيوعيين عالميا ومحليا، لزيادة وتعميق النضال ضد مفاهيم وسياسة ونهج الحروب العدوانية الاستغلالية الاستعمارية العنصرية، والمطامع الوحشية الساعية لالتهام الثروات والموارد والحقوق، وتؤكد دائرة الارصاد الشيوعية، استنادا الى الحقيقة التاريخية ان الامبريالية المعادية للبشرية، اشعلت حربين عالميتين وغيرهما من حروب كثيرة للسيطرة على الثروات وخاصة النفط، لتضمن مصالح كبار الرأسماليين، وتؤكد دائرة الارصاد الشيوعية ان العدو الرئيسي للجماهير العربية واليهودية في اسرائيل، هو حكومات اسرائيل المتعاقبة، التي تصر على الاستمرار في كونها كلب الحراسة الامين للمصالح الامريكية في المنطقة، رغم ما يشكله ذلك عليها من اخطار جسيمة.
وتؤكد دائرة الارصاد الشيوعية وجود زهور ورياحين مفعمة بالحياة والجمال والشذى الطيب المنعش، ووجود زهور بلاستيكية خالية كليا من اية ذرة حياة وعطر طيب منعش، وان الحياة التي يريدها الشيوعي في اسرائيل وفي كل مكان للانسان، هي حياة الطبيعة الخلابة في فصل الربيع، وحياة المحبة والاستقرار والاطمئنان والسعادة وهدأة البال، حياة الزهور الطبيعية الفواحة العبير، وليس الزهور البلاستيكية الجافة عديمة الحياة.