ملاحظات حول الصين للرفيق القائد الالباني انور خوجا - الجزء الثاني


الرفيق ايمن
2007 / 1 / 8 - 12:18     

الأحد 22 ابريل 1962
إن التوقف عن خوض الصراع الإيديولوجي والسياسي يعني السماح لأعدائكم بالإساءة لكم
لقد توقفت الحملة التي خاضها الخروتشوفيين في مسار إيقاف " الحرب الكلامية القائمة في الصحافة المكتوبة و المذياع".و يجب استيعاب أن الطرف الذي دخل أولا في
هاته الحرب الكلامية هم الخروتشوفيين ( فريق خروشوف) .فقد برز، حول القضايا النظرية والمشاكل الدولية، خطان : انتهازي تحريفي ، حاد عن الماركسية اللينينية، منتهكا لإعلان موسكو، داعما خط تيتو وباحثا عن إيقاف الصراع ضده، فاتحا كذلك طريق التنازلات لصالح الامبريالية، محاولين إضعاف الصراع القائم ضدها ، متملقين لها ، الخ.، انه الخط الخروتشوفي، أما الخط الثاني ، خطنا ، فهو الذي يبقى وفيا للماركسية اللينينية ولإعلانات ندوات موسكو.
لقد كان الوقت، الذي كان يتحرك بسرعة نسبيا، كفيلا بإثبات صلابة وصحة خطنا،
فقد فشل التحريفيون في كل محاولاتهم، فقد تم فضحهم وبشكل سافر ، كما فشلوا ، واستفزوا. فهاهم يبحثون عن مخرج لمصاعبهم، يحاولون ربح الوقت ليلتقطوا أنفاسهم ولو قليلا،ليعدوا الأسلحة للهجوم على نفس الساحات وتحت نفس المبررات. أنهم يحتاجون لوقت للوصول إلى توافق مع الامبرياليين. لكن عن أي وحدة يتحدثون؟ اعن الوحدة التي كانت قائمة فيما قبل فتسببتم في شقها.
. أنهم مع هاته الأخيرة. ولأجل ذلك، ينادون بالوحدة. modus vivendi أم عن وحدة ليست إلا
لم يقم التحريفيون السوفيت وكذلك اليوغسلاف بتغيير نهجهم . فكل خطواتهم ويمرر الوحدة ، ليست إلا مزايدة. فبالنسبة لهم الوحدة مرادفة للتالي : إذعانكم لتصوراتنا،" باعتبارنا اللينينين الوحيدين"!فان قاموا بمراءاتكم فذلك للتشهير بكم، للإساءة لسمعتكم ، وللدفع بكم للاذعان، وكذلك لمهاجمتكم بشكل اقوي مما قاموا به في الماضي وما زالوا.
انه ومن خلال إيقاف الصراع الإيديولوجي والسياسي يوجه خروشوف الكلام التالي : دعوني افعل ما أريد بسلام فيما يخص النهج الذي اخترته والذي لن أحيد عنه.
أما بالنسبة للحزب الألباني فهته مناورة واضحة . ويبدو أنها كذلك حتى بالنسبة للحزب الشيوعي الصيني ، لكنها ليست كذلك ولا كما يجب أن تكون بالنسبة لحزب العمال الفيتنامي، وحزب العمل النيوزلندي،الخ. فعند هاته الأحزاب تسود رغبة عاطفية " للوحدة من اجل الوحدة". كما يبدو رسميا أن الحزب الصيني متفق مع هاته الأطروحة حول"الوحدة". نحن أيضا ومن منطلق المبادئ، مع الوحدة ، ولكن وحدة على أرضية الخط الماركسي. كما يظهر أن للحزب الشيوعي الصيني آمالا عديدة حول نجاح هذه الأطروحة. بينما نحن لا نرى أيا منها، مالم يعترف الخروتشوفيين بشكل مادي وللعلن بأخطائهم. إلا أنهم لم ولن يقوموا بذلك . من جهتنا سندخل في الصمت لمدة. هذا في في صالح خروشوف، إلا أننا دخلنا في هذا التكتيك بشكل واع و لكن بشكل مؤقت، لنرضي إن صح القول الرفاق الصينيين وغيرهم، الذين لن يتأخروا في الاقتناع بان مخطط خروشوف هذا ، كما مخططاته الأخرى لا تعدو أن تكون إلا مزايدة. لكن هذا ا التكتيك لن يدوم طويلا، نظرا لان خروشوف ذاته سيجد نفسه مضطرا لكشف مناورته ونحن بدورنا سنساهم في عملية الفضح.


الأربعاء 13 يونيو 1962
الصين تتقدم في نهج متدبدب و وسطي

هذه الأيام إلى الصين بعد سفر طويل، وقد بدؤوا لقاءاتهم مع الرفاق الصينيين Ramiz [Alia] و Hysni [Kapo] لقد وصل الرفاق
لإعلامنا بوجهات نظر الرفاق في بكين بخصوص المشاكل التي تشغل بالنا . وقد وجهوا لنا عدة رسائل راديو
بادئ ذي بدء لقد بدا الرفاق الصينيون بمظهر المتضامن مع وجهات نظرنا في القضايا العالمية، وفيما يخص فريق التحريفيين الممثل في خروشوف ومن يدعمونه. لقد اعتبروا إن خياراتنا صائبة وأننا أي الألبان أحرار في مواجهة الخروتشوفيين، فهم من بدئوا بالهجوم أولا.
فلقد أعلنوا أنهم لن يحضروا الاجتماع المقترح انعقاده، وإنهم لن يحضروا لأي اجتماع سيعد له خروشوف كعادته. كما اخبرونا أيضا أنهم تسلموا من الحزب الشيوعي السوفيتي رسالة مكونة من خمسين صفحة ، تتضمن أربعين للهجوم علينا. وبعد استلام الرسالة، نشر الرفاق الصينيون، مع نوع من التأخير بالطبع، مقاطع من خطابنا بمناسبة الحملة الانتخابية.
يتشبث الرفاق الصينيون حاليا بشكل أساسي بإقناعنا بالتخلي عن شروطنا لعقد الاجتماع والمشاركة في ذلك الذي سيجهز له بالطبع السوفيت والصينيون
إن المبررات التي يرتكز عليها إصرارهم يكمن تفنيدها في أسسها، قوتها وروحها الانتهازية الراسخة.كما يبدو الرفاق الصينيون مذهولين، متخوفين من الصراع ضد التحريفيين، مهولين قوى الخصم ومحقرين لقوانا كما قوى الشيوعية العالمية. فهم يبحثون عن التوصل إلى تسوية ما. إلا أن موقفنا الحازم يمثل حاجزا إمامهم، ما يجعلهم في حالة من الارتباك.
إن السوفيت يهابوننا ولن يقبلوا أبدا اجتماعا معنا، فهم يعملون و بشكل جدي على تنحيتنا من الحركة الشيوعية العالمية، كما يعملون في نفس السياق على الالتقاء بالصين، ولمن ذلك من خلال الديماغوجية ، الابتزاز،كما التهديد، وفي خضم هذه الوضعية ، تتقدم الصين نحو نهج وسطي ومتدبدب ، إنها تبقى مترددة.
أما بالنسبة لنا فلن نزيغ قيد أنملة عن مواقعنا المبدئية . إن رفاقنا ما فتئوا يأخذون صورة واضحة عن الوضع، كما أرسلت لهم عدة رسائل راديو . وسنرى كيف
. سيتصرف الصينيون.
فلن نصل معهم إلى أدنى تواصل فيما ا يخص هته المسالة التكتيكية المهمة . عليهم التفكير في ذلك فان لم يتحولوا عن موقعهم

الاحد 24 يونيو 1962
سيظهر الوقت ان كنا على صواب
سيهاجمون الصين وبدعم أمريكي tchiangkaïcheck من خلال تصريح قاموابه بالاخباران القوات التابعة ل Fou-kien لقد أعلن الصينيون الحرب في منطقة

في شهر يوليوز. كما اعلم بذلك سفيرنا من طرف وزارة الشؤون الخارجية الصينية. لقد قاموا بعدة إجراءات لمواجهة الهجوم. إلا أن الإعلان لم يكن مفزعا.
لقد حصل الصينيون وسيحصلون على معطيات واضحة حول هذا الموضوع، ومن العادي أن يعلنوا عن هذه القضية للجماهير، ويحذروا الشعب.

سيقوم الأمريكيون بهذا الفعل لخلق توتر في قناة (مضيق) تايوان . فان قاموا بالإنزال ونجحوا في الاختراق، فهم سيضمنون تواجد قاعدة يستطيعون من خلالها إشعال قلاقل داخلية. فان فشلوا وسيفشلون حتما، فهم لن يخسروا شيئا ،فمن اجل مغامرات من هذا القبيل يدعمون إتباع تشيانغ تشيك.
إلا انه وفي الظروف الحالية وفي مواجهة هزيمة كاملة ومدوية بسبب هته المغامرة، فنحن لا نعتقد أن الأمريكيين سيدخلون على الرقص والتهليل. فمن جهة أرى إن الأمريكيين يبحثون من خلال ذلك عن تحديد مدى عزم وقوة الصين ومعرفة درجة حدة اختلافاتها في مواجهة الاتحاد السوفيتي. من جهة أخرى، فمن حقنا الافتراض بان كل هذا هو مؤامرة امبريالية تحريفية تحاول أن تعيد النفوذ المتراجع لخروشوف،ليستغل الفرصة للتطبيل بكونه سيدافع عن الصين ، ولعدة أباطيل واهية من هذا القبيل والتي تعودناها منه، ومن هنا إجبار الصين أن تنشر في صحافتها تبجحه، بمعنى جر الصين أن تتعامل بحسن النية مقابل سوءها، وبالإرادة الحسنة مقابل السيئة ،و أن تضعف الاختلافات وتسير ، مطاطات الرأس ، نحو لقاءات ومناظرات مع السوفيت



انه وبتصور المسالة من هذا المنظور، أخمن ، ومن وجهة نظر تكتيكية، أن الصين قد أخطئت بإعلانها علانية لتهيئتها لهاته الهجمة المفترضة ضدها
إذا ما نزلوا على القارة.Tchiang Kaï-chek فقد كان من الأفضل الإعداد وتصفية قوات.
وسيثبت الوقت إن كنا على صواب في حكمنا هذا.


الاثنين 2 يوليوز 1962
الصينيون يذهبون نحو المهادنة مع الخروتشوفيين
أثار التحريفي خروشوف، في حديث له على التلفزيون وذلك إثناء سفره إلى رومانيا، القضية الصينية وأعلن في معرض كلامه " أن السوفيت سيدافعون عن الصين إن تم الهجوم عليها". فهو كان ليبدوا غبيا إن هو لم ينتهز الفرصة لاستعمال ديماغوجيته البائسة، في الوقت الذي تقف فيه الفيالق،
حيث يقوم قنصلهم هناك على تجهيز وتنظيم أناسSinkiang السوفيتية على الحدود الصينية ل
ضد السلطة القائمة في الصين ويتسبب في هروب حوالي 60000 صيني للاتحاد السوفيتي.
الآن ، يروج الصينيون لهذا الإعلان في صحافتهم ن سواء عن حسن أو سوء نية، إلا أن ما يبدو أنهم لم يستهجنوه، فهم يذهبون نحو المهادنة ، وكأنهم كانوا ينتظرون ذلك. و من باب الخوف من عدم إنصافهم ، فنحن نعتبر على كل حال انه ليس إلا نصرا عابرا، إلا انه يبقى نصرا للتحريفي خروشوف. الأمر الذي يسيئنا. نحن الآن نجدنا مضطرين للصمت تجاهه، في الوقت الذي يستغل العدو الفرصة ليتحرك. إلا إننا لن نقع تحت تاثير الصدمة ، لان كل شيء سيصير واضحا لصالحنا، لصالح الماركسية اللينينية.