الفكرة الاشتراكية مبسطة


بن سعيد العمراني عبد السلام
2006 / 10 / 27 - 10:24     

في الوقت الذي كثر فيه نقد الاشتراكية باسم مخالفة الدين، و باسم التبعية و باسم الكفر... و في الوقت الذي نشهد عودة الاشتراكية بقوة إلى الساحة بعدما عرفت اندحارا مهولا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، نعيد طرح أسئلة: لماذا الاشتراكية؟ و لماذا التشبث بالفكر الاشتراكي؟
أسئلة لها دلالاتها من حيث أن الاشتراكية، و رغم قناعات البعض بفشلها و أفولها، لا تزال تغذي أحلام طبقات واسعة من نساء و شباب و شيوخ المنطقة العربية. قد يكون لكل واحد أسبابه المنهجية في قناعاته الاشتراكية، و لكن الكل ينطلق في عشق الرياح الاشتراكية من البعد الإنساني لهاته الفكرة، و التي جاءت لاغيه لكل منطق الفرقة و القوة على أساس المعرفة الدينية أو الأصل العريق أو النفوذ المادي من أجل البحث عن بدائل تضمن العيش الكريم لكل مكونات مجتمعات الكرة الأرضية.
البعد الإنساني في الفكرة الاشتراكية كان دافعا لتدفق مجموعة من التوجهات الفنية و الفكرية و الفلسفية و التي حاولت تجريد الواقع و تجزيئه لبلورة فكرة مركزية الإنسان في الكون.
قد يجادل كثر في كون الديانات (كلها) قد جاءت بنفس الأفكار و أن الليبرالية قد ابتغت تحرير الإنسان أيضا... و لكن التعالي الديني و جهوزية أفكاره من ناحية إقصاء الغير و تقوي النزعة التملكية في الفكر الليبرالي يجعل الفكرة الاشتراكية متفردة في طرحها و حرصها على إبراز كينونة الفرد و ضرورة تسيد المنطق الإنساني في معاملته كيفما كان وضعه.
الاشتراكية عرفت على مر تاريخها تطورا هائلا دفع في اتجاه إضفاء مزيد من الواقعية على المقاربات البديلة المطروحة في المجال السياسي، لكنها بأي حال حافطت على الروح المتمردة بداخلها و التي تبتغي الوصول لعالم نظيف ساكنوه متساوون.
الاشتراكية، و إن هوجمت و اندحرت في مرحلة ما، فإنها ستظل نبراسا نحمله في زمن الحرب هذا. فهي السلام و فكرة التعايش بين الشعوب.
الاشتراكية، و بعيدا عن التنظير في مجال الاقتصاد و السياسة، هي فكرة وحدوية الجنس البشري و هي ثورة ضد أفكار التفرقة و الإقصاء و التعالي و الاستغلال.
الاشتراكية هي ببساطة فن حب الحياة و عيشها بحرية، بعيدا عن ضوضاء الخلاف و عن تراجيديات المواجهات المدوية.
فلنكن اشتراكيين و لندافع عن حق العالم في العيش بدون حروب.