أهمية نداء القوى والشخصيات الماركسية في الوطن العربي


عمار ديوب
2006 / 9 / 29 - 10:28     

ينطلق النداء الموجه للقوى والأحزاب الماركسية في الوطن العربي المنشور على موقع الحوار المتمدن من عدة حقائق ، يكتسب أهميته منها ، وتعتبر بمثابة مهمات واقعية من أجل البدء بانطلاقة هذا التحالف الماركسي، والتخلص من حالة الانكفاء والتشرذم التي عمت الحركات الماركسية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ومن حالة اللا جدوى والترهل التي امتدت لعقود قبل وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي نتيجة المواقف الانتهازية والخاطئة معرفياً لكثير من الأحزاب الشيوعية الستالينية ، حيث نلاحظ قطعاً ووضوحاً في كثير من القضايا..
أولاً : اعتبار الهيمنة الامبريالية هي مسببة الأوضاع السيئة السائدة في الوطن العربي وأنها تستهدف ثروات المنطقة باحتلال العراق وتصفية القضية الفلسطينية.
ثانياً : أن الطبقات الرجعية السائدة والنظم المستبدة تتشابك مع الهيمنة الامبريالية في خلق وتكريس البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتعمق التجزئة وتعمل على إنجاح مشاريع تلك الهيمنة..
ثالثاً : الاعتراف بأن دور القوى الماركسية أصبح هامشياً وأنها تدور في فلك عدة أزمات وأن القمع الدكتاتوري كان له أثار كبيرة على هامشيتها وأن قسماً منها أصبح في مواقع ليبرالية وداعية إيديولوجية لمشروع الهيمنة الأمريكية الامبريالية..
رابعاً : بروز تيارات إسلامية سياسية متعارضة ، فمنها رافض للاحتلال ( حزب الله ، حماس ) ومنها يعمل في إطار مشروع الشرق الأوسط الجديد ( كبعض قوى السلطة العراقية الطائفية).
خامساً : إن النظم الرجعية العربية التابعة والاستبدادية والحركات الأصولية المتحالفة مع المشروع الأمريكي ، والأحزاب الليبرالية تعد جزءً من القوى المندمجة في النمط الرأسمالي العالمي وتعمل ضد الطبقات المهمشة والفقيرة وضد مشروع التقدم العربي بقيادة الماركسية العربية...
هذه القضايا هي ما يستدعي من القوى الماركسية العمل على :
1- إنجاز وبلورة رؤية فكرية فلسفية مشتركة للماركسيين العرب..
2- بلورة برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي ،إنطلاقاً من تفسير الواقع العربي وسعياً نحو تغييره..
3-تكوين بديل وتحالف سياسي حقيقي يعبر عن مصالح العمل والفلاحين الفقراء والطبقات الشعبية..
4- التأكيد على الهوية الديمقراطية العلمانية الحديثة للبديل وعلى دور الحراك الاجتماعي ودور النقابات والمنظمات المدنية المستقلة في بناء الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية..
5- التمسك بقيم التقدم والديمقراطية والعدالة في أفق مستقبل اشتراكي..
6- تنسيق النشاط العملي المشترك في مختلف البلدان العربية..
7- إطلاق صحف يسارية أو مواقع إلكترونية وتنسيق المظاهرات والإضرابات وتبادل الخبرات العملية المختلفة في أي بلد..
8- تشكيل لجنة متابعة تكون مهمتها متابعة قوى النداء من أجل التحضير للقاءٍ موسع ، يكون لقاءً محضراً له بأوراق ودراسات عن الوضع الدولي والعربي وأوضاع الحركة الماركسية الحالية وكذلك عن أوضاع الكيان الصهيوني والدولة الفلسطينية.

وهناك أيضاً بعض قضايا لا يستقيم وضع النداء بدون حسمها وتحويل أفكارها لمهمات واقعية:
- دراسة علاقة الديمقراطية بالوطنية في أي نظام سياسي مدني حديث ، وبالتالي تكتسب الوطنية أهميتها من الديمقراطية وتحقيق حقوق المواطنين ، وتكتسب الديمقراطية أهميتها من الدفاع عن سيادة الدولة لا السلطة أية سلطة ورفض العدوان الخارجي ليس على بلد واحد وإنما على كل البلاد العربية ومن هنا ترتبط الديمقراطية بالوطنية والوطنية بالقومية ..
- ضرورة التأكيد على أن الهوية القومية العربية هي هي الوحيدة المميزة للجماعة العربية أو للأمة العربية وإعطاء دور هام للشعور القومي العربي في أي برنامج..
- التفريق بين الدين الشعبي والدين السياسي وبين القوى الطائفية والقوى المتطرفة..
- اعتبار ضمان حقوق الأقليات معياراً سياسياً لديمقراطية القوميات الكبرى وبالتالي ديمقراطية المشروع القومي العربي المقاد من القوى الماركسية أو أية قوى أخرى في مقدار إنصاف الأقليات وإعطائها حقوقها الثقافية والمدنية والسياسية..
- التركيز على ضرورة المقاومة للمشاريع الإمبريالية ما دامت هذه المشاريع متعينة بالكيان الصهيوني واحتلال العراق وقوات اليونيفيل التي تتحول إلى قوات احتلال تدريجياً ونقد الجوانب الطائفية في المقاومة واعتبار النظام الديمقراطي الحاضن الفعلي للمقاومة وأن الأنظمة الديكتاتورية أو أنظمة المحاصصة الطائفية هي هي المضحية بالمقاومة على قاعدة المساومات الامبريالية ..
- اتخاذ موقف واضح بعد دراسات دقيقة من المؤسسات الدولية ولا سيما مجلس الأمن الدولي أو الأمم المتحدة أو صندوق النقد وبيوتات المال والمرتبطة بالسياسات الامبريالية ...