ألثوابت الأساسية للحزب الشيوعي


محمد نفاع
2006 / 9 / 13 - 09:26     

قد تبدو الثوابت غير دقيقة الى حد ما اذا طبقت عليها قوانين ومقولات الجدلية والحركة والتطور ومجمل المتغيرات. مع ذلك تصبح ما نطلق عليها الثوابت اكثر اهمية في الهزات والاستهداف والفهم المشوه والمغلوط للتجديد والحداثة وأخذ المستجدات بعين الاعتبار. والمسألة والقضية في كيفية التمسك بالجوهر بلا اهتزاز ولا ترنح، وعدم الانجرار وراء التقليد او الهرولة وراء مدلوقات شتى تهدف الى تفريغ الحزب من ثوابته، مثل التعددية والهجوم الزاحف على المركزية الدمقراطية واسس التنظيم المفصلية، وكذلك المجاملة والاعتدال والابتذال حول مواضيع جوهرية، وهناك امثلة حية:
* ان معرفة العدو الاساسي الفكري والطبقي والتعامل مع هذه المعرفة وضمنها هما مفتاحان ومدخلان مصيريان. في الحرب العدوانية على لبنان هنالك الولايات المتحدة واسرائيل في خانة المعتدي والمحتل، وهنالك المقاومة اللبنانية وخاصة حزب الله، في خلال الحرب والعدوان واتخاذ القرارات الدولية او المواقف الحزبية للشيوعيين. هل هذا هو الوقت المناسب والحدث الملائم للحديث عن الجوهر الفكري لحزب الله وعن اهدافه وتطلعاته بشكل يقلل من التنديد بالامبريالية الامريكية وسياسة حكام اسرائيل!! هذا يكون خطأ فاحشا على كل المستويات، ان اية تأتأة في هذا الموضوع هو انزلاق خطير.
هل البديل الذي تطرحه امريكا واسرائيل من وراء العدوان هو افضل من طروحات حزب الله!!
البديل الذي تحاول ان تخلقه امريكا سوف يكون على شاكلتها ولو بشكل مصغر سياسيا وفكريا وطبقيا، واسرائيل مثل على ذلك ومعها العديد من النظم في العالم والعالم العربي ومع تفاوت كبير في التوظيف والموقع، هل حكومة الجمهوريين والدمقراطيين في امريكا، او المحافظين والعمال في بريطانيا افضل واقل خطرا من نظام الحكم في ايران مثلا!! وعلى المستويات العالمية والمنطقية والمحلية!! هل الاستغلال في النظام الامبريالي الامريكي اجمل وألطف واحلى من استغلال نظم اصولية او شبه اصولية!! هل الاضطهاد الامريكي اروع وحضاري اكثر!! هل هدف امريكا هو نشر الدمقراطية ومكافحة ما تطلق عليه ارهابا؟ هل نموذج الانتخابات العامة في امريكا وكل آلية الانتخابات والترشيحات والامكانات المالية للرأسمال والاحتكارات هو في قمة الحرية والدمقراطية!! الانتخابات عمليا بين ممثلي الاحتكارات الحضارية والحرة والدمقراطية جدا!! وما عدا ذلك فهي شكليات ممجوجة ومع ذلك لا نتجاهلها. هل المقارنة بين الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة وبين النظام الايراني مثلا هي لصالح الاول كنمط وهدف وممارسة!! من الذي شكل ويشكل خطرا اكثر على العالم والانسانية؟ هل السلاح النووي في ايدي الامبريالية الامريكية اقل خطرً ا من هذا السلاح في ايدي ايران مثلا!!
هل الاحزاب العنصرية واحزاب الحكم في اسرائيل، احزاب الاحتلال والاستيطان والاضطهاد والاستغلال افضل من الاحزاب الاصولية المدافعة عن وطنها!! هل اساليب الاحتلال بالطائرة والدبابة والقنابل العنقودية هي اجمل واكثر انسانية من اساليب المقاومة في لبنان وفلسطين؟ وما هذه الحجة المكررة والكاذبة والممجوجة بأن هناك نظما واحزابا اصولية ودينية لا تعترف بحق اسرائيل في الوجود!! هل اسرائيل تعترف بحق الشعب العربي الفلسطيني وتقرير مصيره واقامة دولته المستقلة الى جانب دولة اسرائيل وبناء على قراررات الامم المتحدة!! والدليل على ذلك استمرار الاحتلال والاستيطان والاجتياحات والقتل من الجو والبر والبحر، هكذا يجري الاعتراف. هل يوجد ارهاب ابشع واخطر من الاحتلال والاستعمار!! هل احتلال العراق هو حضارة والمقاومة لهذا الغزو والاحتلال هما الارهاب!!
هل حزب الله هو الذي يشكل خطرا على الشرق الاوسط او السياسة التوسعية لاسرائيل!! هل اسر جنود اسرائيليين من قبل حزب الله هو ارهاب واسر اسرائيل لصيادين ومدنيين ومسلحين وقتل واغتيال لبنانيين وفلسطينيين في لبنان هو قمة من قمم المشروعية والدمقراطية!! قد لا نتفق مع النظام في ايران ومع حزب الله عندما نقيم الاشتراكية هناك على اسس الاشتراكية العلمية، لكن ألا نتفق مع مقاومتهما للعدوان الامريكي الاسرائيلي!! فلماذا هذا التدقيق والتمحيص وقت الاجتياح الاسرائيلي لجوهر وطروحات المقاومة اللبنانية وحزب الله!! هنا يوجد معتدٍ محتل وهناك توجد ضحية احتلال تقاوم.
هل كثافة القتل اليوم في العراق اقل منها في زمن صدام حسين!! أليس هذا ما تريده قوات الغزو الامريكي هناك!!
هل جورج بوش الاب والابن اقل خطرا على العالم والشرق الاوسط والعراق من صدام حسين التكريتي!! هل سجون المخابرات الامريكية هي قمم انسانية تربوية يشار اليها بالبنان خالية من القتل والتعذيب الجسدي والنفسي والاغتصاب!!
ان الدور الانساني النضالي للشيوعيين ولكل من يؤمن بالحرية الحقّة والدمقراطية الحقّة وفي ساعة الاجتياح العدواني خاصة هو ادانة هذا العدوان وممارساته واهدافه ودوافعه وليس تحليل ضحايا العدوان ومقاومي الاحتلال فكريا وطبقيا واجتماعيا وسياسيا، لان هذا يبقى بالاساس شأنا داخليا لا توجد اية مصداقية لقوى امبريالية عدوانية للتدخل، وكل الحجج التي يتستر وراءها يساريون وليبراليون وحضاريون ودمقراطيون من كتاب وسياسيين، وكل تأتأة في الموضوع هي خطأ كبير.