شبح الشيوعية يقض مضاجع بوش


سعاد خيري
2006 / 9 / 8 - 10:12     

حاول جميع اقطاب العولمة الراسمالية ومؤدلجوهم شطب اسم الشيوعية من خطبهم ووسائل اعلامهم ، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي لايهام انفسهم والبشرية بانتهاء الشيوعية وان الانهيار جاء نتيجة تفوق الراسمالية على الاشتراكية واعلنوا عن نهاية التاريخ ممنين انفسهم بسيادة الراسمالية الدائمة، وجاء نتيجة نجاح سياسة مكافحة الشيوعية التي استخدموا فيها كل الوسائل العسكرية والايديولوجية وابادوا فيها الملايين من البشر وسخروا لها من الثروات، ما كان يمكن ان تحرر سكان العالم من الجوع والجهل والمرض. فضلا عن توجيه معظم المنجزات العلمية والتكنولوجية التي كان من الممكن ان تحرر البشرية مرة والى الابد من الاستغلال وتحويل العمل الى متعة وضرورة حياتية، لمحاربتها. ولم يكن بامكانهم ادراك ولا الاعتراف بان السبب الرئيس لانهيار التجربة الرائعة لبناء الاشتراكية هو نتيجة اسباب ذانية وموضوعية لم تكن كل جهودهم في محاربة الشيوعية الا احدها . في حين كان السبب الرئيس هو عظم المهمة التاريخية التي تحملتها الحركة الشيوعية العالمية وعجزها عن تحقيق ما تطلبته من تطور لفكرها ولوسائل واساليب كفاحها السبب الرئيس لانهيار التجربة، دون فقدان البشرية عموما والحركة الشيوعية لدروسها الايجابية والسلبية. ورغم الازمة العميقة التي مرت بها الحركة الشيوعية وانهيار العديد من الاحزاب الشيوعية التي فسخت مرحلة الجمود العقائدي، قياداتها، لم تنهار الحركة الشيوعية باعتبارها ضرورة موضوعية لقيادة نضال البشرية من اجل القضاء على علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع الانساني الخالي من الطبقات والاستغلال .
ورغم جميع محاولات شطب اسم الشيوعية من جميع وسائل اعلامهم فان حملة مكافحة الشيوعية لم تتوقف يوما بل وتطورت تحت شعارات مزيفة وادوات اكثر وحشية ولاسيما شعار الحرب على الارهاب وتدريب واعداد مختلف المنظمات الارهابية.
ومع ذلك توجه الشيوعيون الى شعوبهم ومن ثم الى جميع العناصر والفئات الفعالة في عموم البشرية لمواجهة اعدائها مستفيدين في كفاحهم من اجل تحرير البشرية من تجارب الاحزاب الشيوعية وساهموا في اقامة هذا الصرح الجبار لحركة عالمية استطاعت ان تسد الفراغ في مواجهة اخطر اعداء البشرية : العولمة الراسمالية. وعلى ضوء النهج المادي الديالكتيكي ومن خلال تجارب النضال يطورون نظرياتها ووسائل واساليب كفاحها وفقا لمتطلبات العصر، ويتطورون معها ويسهمون في انضاج اجيال جديدة من الشيوعيين، لترفد الحركة العالمية بالمناضلين العالميين وبالفكر والاستراتيجية الكفيلة في تحقيق اهدافها. كما يستفيد شعبنا اليوم من تجاربه النضالية التي كان الحزب الشيوعي العراقي يلعب فيها دوره الطليعي. واخذ الشيوعيون يساهمون في النضال الجماهيري بعد استخلاصهم لتجارب الكوارث التي تحملها ويتحملها الشعب العراقي على يد اخطر اقطاب العولمة الراسمالية وادواتها و مساهمة الانحرافات والاخطاء التي اقترفها حزبهم في تضليل الشعب العراقي وتخدير يقظته على الاقل.. دع عنك مساهمة قيادته اليوم في العملية السياسية الامبريالية التي في ظلها يعاني الشعب بكل فئاته كل هذه الكوارث والاعداد للافضع منها وادامتها. فاصبح العراق الساحة العالمية الطليعية في مقاومة العنجهية الامريكية بكل وسائلها واساليبها وبرغم كل ادواتها كما اصبح ميدانا لكشف زيف جميع الشعارات البراقة التي تحملها الادارة الامريكية من ديموقراطية وحقوق انسان ولاسيما ما افتضح من جرائم قواتها في العراق من تقتيل يستهدف حيوية الشعب العراقي من شبيبة وعلماء ومن تعذيب واغتصاب ونهب لاموال البلد وتهديم لجميع مرافقه الحضارية . ويتضح يوما بعد يوم لمزيد من الشعوب بانها العدو الرئيس للبشرية. بما في ذلك فئات اوسع واوسع من الشعب الامريكي. واخت استطلاعات الرأي العام العالمية والامريكية ترعب الادارة الامريكية فلم يسبق ان تدهورت سمعة الاولايات المتحدة الى هذا المستوى . وكلما حاولت ادارة بوش تحويل الانتباه عن جرائمها في العراق تقع في مأزق اخر يكشف عن نهجها المعادي للبشرية كما فعلت بتحريض اسرائيل علنا على الحرب ضد لبنان وما خلفته من تقتيل للمدنيين ولاسيما الاطفال ومن تدمير فضلا عما اكده سيرها ونتائجها من قدرة الشعوب على مواجهة كل اسلحة وادوات الامبريالية الامريكية بوحدتها وتنظيم صفوفها ومقاومتها..
فانبرى بوش ولاول مرة بعد عقود ليهاجم الشيوعية باعتبارها صنوا للفاشية والارهاب وشبه لينين بهتلر مع التأكيد على قدرة عالمه ، عالم الراسمالية القضاء عليها كما سبق ان قضى على الفاشية والشيوعية.. وكرر ذلك كثيرا باسلوبه البليد الذي يفتقر الى أي منطق او معلومات تاريخية او حتى معاصرة . فالفاشية الهتلرية والتي تمارسها ادارته هي تعبير عن مصالح اكثر فئات الراسمالية رجعية واشدها عداء للشيوعية ولم يتم القضاء على الفاشية الهتلرية الا بوحدة صفوف البشرية بقيادة الحركة الشيوعية العالمية وطليعتها الحزب الشيوعي السوفيتي الذي وضع اسسه لينين.
وكما انتصرت البشرية على الفاشية الهتلرية ستنتصر على الفاشية المعاصرة بتعزيز صفوف العولمة الانسانية وتطور الحركة الشيوعية ونظريتها العلمية ونهجها المادي الديالكتيكي، لاسيما وقد فقدت الراسمالية كل مبررات وجودها ولم تعد تجد مخرجا من جميع ازماتها وحلا لجميع تناقضاتها.
7/9/2006