قيادة النضال الجماهيري ضد الاحتلال وجميع ادواته ، المحك الرئيس للوطنية والاممية


سعاد خيري
2006 / 9 / 2 - 09:44     

استطاعت قوات الاحتلال اختصار الزمن لخلق طبقة برجوازية بيروقراطية تابعة جديدة اكثر خضوعا تحل محل البرجوازية البيروقراطية السابقة بقيادة صدام حسين التي احتاجت الى اكثر من نصف قرن لخلقها وتدريبها على تنفيذ مخططاتها التي استكملتها باحتلال العراق. ففي غضون ثلاث سنوات ونصف استكملت استحداث طبقة، تملك الاموال الطائلة من خلال نهب ثروات البلاد وجميع ارصدتها وتقاسمها بعد حسم حصة الاسد للمحتلين وكان اخرها اقتسام فضلات موارد النفط. خلقت طبقة برجوازية طفيلية بكل معنى الكلمة فهي لا تحتاج الى مشاريع صناعية او زراعية منتجة، تحتاج الى طبقة عاملة يمكن ان تشكل قاعدة صلدة للحركة الثورية الوطنية والاممية ولا الى تكنولوجيا او معاهد ومختبرات علمية وثقافية تشعر الفرد العراقي بانسانيته وكرامته ومواكبته للعصر، بل طبقة تتبوء كل اجهزة الدولة من برلمان ورئاسة دولة ووزارة واجهزة عسكرية وامنية واحزاب سياسية لها برامج وطنية وحتى اممية مجندة جميعا لخدمة الاحتلال والي نعمتها وضمان استمرار ارباحها وحماية مواقعها. ولكل منهم دوره ومهمته. فعلى الرئاسة تقديم الشكر والولاء بين حين واخرعلنا لقوات الاحتلال والادارة الامريكية على نعمة التحرر والديموقراطية التي وهبوها للشعب العراقي والتوسل اليها للبقاء حتى تسكب اخر قطرة من دماء ابناء الشعب العراقي وتهدم اخر معالمه الحضارية . وبين الحين والاخر يطير الرئيس او احد مندوبيه الى واشنطن ليس فقط لتقديم الولاء ولكن لدعم مواقع بوش المهتزة وسمعته المتدهورة لدى الشعب الامريكي لقاء ما تقترفه قواته من جرائم ولقاء ما تحمله حربه ضد الشعب العراقي للشعب الامريكي، من ضحايا وتضحيات. يلقون خطب في الكونغريس الامركي و يعقدون المؤتمرات الصحفية واللقاءات والعروض التلفزيونية. وعلى كل رئاسة وزارة ان تستهل تسلم كراسيها بالطلب من مجلس الامن تمديد بقاء قوات الاحتلال.. وتقدم البرامج الخلابة المعززة باستتباب الامن ومكافحة الارهاب وتوفير فرص العمل واعادة الاعمار . وتضع الخطط لتحقيق كل ذلك وفي مقدمتها الخطط الامنية بالتعاون مع قوات الاحتلال وبعناوين كاريكاتورية، ومنها: "معا الى الامام" . ان الى الامام بالنسبة لقوات الاحتلال وادواتها يعني الايغال في الارهاب والتقتيل على الهوية وتمويل وتسليح المليشيات الطائفية. وهذا ما تكشفه نتائج كل خطة من الخطط الامنية للحكومات المتعاقبة. فالمهمة الرئيسية لجميع اجهزة الدولة هي تركيع الشعب العراقي واعداده لقبول الهيمنة الدائمة للامبريالية الامريكية على ثرواته واستخدام بلاده قاعدة للانطلاق للهيمنة على العالم .
اما الاحزاب السياسية التابعة، فعليها تضليل جماهيرها والشعب بالثقة بوعود قوات الاحتلال وخططها ولاسيما العملية السياسية التي تقودها باعتبارها السبيل الوحيد لاعادة بناء الدولة على اسس ديموقراطية ، وقتل كل نشاط جماهيري بحجة حماية الجماهير من الاعمال الارهابية التي تلاحق العراقي المسالم في بيته وعمله وفي الشارع وتلاحق الاطفال في ملاعبهم ومدارسهم والعلماء في معاهدهم ومختبراتهم والاطباء في مستشفياتهم وعياداتهم. وتدين كل رد فعل ثوري على كل هذا العنف المنظم الذي تكشف للجماهير بان ادارته وتدريباته وتمويله من قبل قوات الاحتلال، بل وممارسة اخطر حلقاته علنا وعلى رؤوس الاشهاد في ابادة عدة مدن وهدم البيوت على رؤوس سكانها والقتل المباشر..والتغطية بل والترويج للخلط بين المقاومة والارهاب. وبذلك يقدمون اكبر الخدمات لقوات الاحتلال وهي بعد فشلها في فرض الانتظار السلبي اذ لم يعد الشعب العراقي يحتمل كل وسائل الابادة ، فقدان الشعب لثقته بكل السياسيين وحتى باسماء الاحزاب التي اقترنت بثقة الشعب من خلال نضالاتها الجبارة خلال عشرات السنين ضد اعدائه من محتلين ودكتاتوريين .. ولكن هيهات!! ومن تاريخ الحركة الثورية في العراق يستمد الشيوعيين العراقيين وسائر الوطنيين العزم وتتردد في دواخلهم اصوات ضحاياها في السجون وعلى اعواد المشانق:
ان فاته اليوم نصر ففي غد لن يفوت الشعب ما مات يوما وانه لن يموت
يشع منها الضياء انا صدمنا المناياولم يرعنا الفناء انا حرقنا الضحايا
فهل تخال الدماء حقا تضيع هباء لا فالدماء ستزكو حرية حمراء
وتعلمت الجماهير وطلائعها الوطنية والثورية من تجاربها التاريخية السابقة والحالية بان الاختبار لاي قوة سياسية وسلطة ليس
من خلال ما تتخذه من اسماء ولاحتى من برامجها ، بل من خلال مواقفها من قوات الاحتلال و من كل ما يعانيه الشعب العراقي ومن دورها في تنظيم وقيادة النضالات الجماهيرية وتطويرها، دون وضع القيود والحدود امام انطلاقتها وتطوير وسائل واساليب كفاحها. وبذلك فقط يمكن ان تكسب ثقة الجماهير من ناحية وتبرر ما تتخذه من اسماء وعناوين تؤهلها لحمل الرسالة التاريخية للحزب الشيوعي العراقي من ناحية والتزين بامجاده وامجاد شهدائه.