ضد تفسير نشوء المعرفة من المعتقدات الايمانية


مالك ابوعليا
2020 / 7 / 1 - 15:37     

كاتب المقالة: الماركسي السوفييتي أندريه يوريفيتش غريغورينكو*

ترجمة مالك أبوعليا

الملاحظات والتفسير بعد الحروف الأبجدية بين قوسين (أ)، (ب)... هي من عمل المُترجم

تم تكريس الكثير من الاهتمام في المؤتمر الخامس والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي للنضال الايديولوجي الجاري الآن والحاجة الى دحض حاسم للفكر البرجوازي(1). ان مسألة نشأة العلم هي مسألة مركزية لمناقشاتٍ ايديولوجية شرسة.
يرى العديد من العلماء البرجوازيين أنه من المستحيل دراسة ولادة العلم دون البحث في السحر. انهم يعتبرون السحر بدايةً للعلم ويرون أنه كان هناك شكل سحري للعلم، أي معرفة سحرية. يؤكد العالم الأمريكي سيدني فينكلشتاين Sidney Finkelstein أنه "كان هناك، في الايمان البدائي بالشعوذة والايمان بأرواح الطبيعة وكيفية (السيطرة) عليها، الى جانب كل ما هو لامنطقي، معنىً عميقاً لاتحاد القبيلة من أجل الحصول على المعلومات الموضوعية عن عالم الطبيعة"(2). وهكذا، في رأيه، يكون السحر، على وجه التحديد، هو "الذي أرسى الأساس لتطور العلوم"(3). يقول عالم الرياضيات الأمريكي أبراهام سيدنبرغ Abraham Seidenberg في مقالته (الأصل الطُقسي للهندسة) The Ritual Origin of Geometry أن الهندسة والحساب والرياضيات بشكلٍ عام قد أُنشئت بالارتباط مع ظهور طقوس سحرية معينة"(4). أما العالم البريطاني جوزيف نضام Joseph Needham فقد كتب عن المبدأ السحري في العلم والفلسفة في دراسته متعددة الأجزاء (العلم والحضارة في الصين) Science and Civilization in China(5).
هذه المقالة مُكرّسة للتحليل النظري للأفكار التي تربط السحر (والذي نفهمه بأنه الأفعال والطقوس المرتبطة بوجود عالمٍ خارقٍ للطبيعة وامكانية التأثير على الواقع بمساعدة قوىً خارقة للطبيعة) بالعلم.
ليس علماء اليوم البرجوازيين بأي حالٍ من الأحوال هم أول علماءٍ في التاريخ الذين حاولوا ربط العلم بالسحر. في وقتٍ مُبكر كما في كتاب الطيماوس(أ) لأفلاطون، هناك مناقشة أُعيد انتاجها بين كاهنٍ مصريٍ وسولون يرتبط فيها سحر المانتيكوس Mantikos بالدواء. وافق أفلاطون على ما يقوله ابقراط: "الطب والمانتيكوس هما من نفس النوع"(6). كما أيد العالم الروماني بلينيوس الأكبر Gaius Plinius Secundus فكرة العلاقة بين العلم والسحر. كتب في كتابه (التاريخ الطبيعي) Natural History أن الطب له أصله في قوانين التعاطف والكراهية السحرية، ورأى بداية علم النبات في السحر كذلك. طابق أبو الكنيسة القديس اوغسطين 354-430 السحر مع العلم. عبّر في كتابه (اعترافات)(ب)، عن غضبه ضد العلم واولئك الذين ينخرطون فيه، لانه، في رأيه، لا يمكن تصور العلم بدون معرفة سحرية، والسحر حصن المعرفة. اكتسبت فكرة العلاقة بين العلم والسحر والسعي لمطابقتها ببعضهما البعض، خلال العصور الوسطى، قبولاً واسعاً. كما ساهمت الكنيسة
في نشر هذا التفسير أثناء مساعيها لتدمير العلم.
كان سيبدو أن هذه النظرية ستختفي، مع ازدهار الفكر الاجتماعي العلمي في أوروبا من القرن الخامس عشر الى القرن التاسع عشر، مثلما اختفت العديد من الأخطاء البشرية الأخرى. لكن هذه النظرية أثبتت أنها عنيدة للغاية، ووُلِدت من جديد على يد عالم الأنثروبولوجيا الانجليزي ومؤرخ الدين جيمس فرازر James Frazer. أعلن هذا الباحث، في نهاية القرن التاسع عشر، أن المفهوم الأساسي للسحر كان "يُطابق العلم الحديث" وبأن السحر ما قبل العلمي هو "أقرب أقرباء العلم"(7).
لائمت وجهة النظر هذه الفلاسفة المتصوفين الرجعيين نيقولاي بيرديائيف وسيرجي بولغاكوف Sergei Bulgakov. لقد أعلنوا في بداية القرن العشرين أن المسيحية دخلت مرةً أُخرى صراعاً مع الوثنية، وهذه الوثنية ليست شيئاً آخر عدا علم العصر الحاضر، الذي، في رأيهم، هو سحر اليوم. كتب بولغاكوف في ذلك الوقت: "السحر هو نفس العلم، ولكن على مستوىً مختلف بمناهج مختلفة"(8).
شهد القرن العشرون اكتساب فرازر العديد من الأتباع البرجوازيين. لقد سبق وتحدثنا عن بعض هذه الأفكار في بداية مقالتنا. يحاول المدافعون عن هذا المفهوم اليوم اضفاء طابع علميٍ عليه على ما يبدو: انهم يبحثون عن الحجج والبراهين المختلفة التي تؤكد، في رأيهم، صدق النظرية التي يدافعون عنها.
ان نقطة الانطلاق في اثبات هذه النظرية هي الافتراض بأن السحر هو عكس الدين، وهو ضد الدين. وبعبارةٍ أُخرى، يتم اشتقاق المعنى ما قبل العلمي للسحر من التعارض الذي يُزعم أنه موجود بين الدين والسحر. تقدم فرازر نفسه بهذه الفكرة، وصارت اليوم هي العامل الأساسي في المفهوم الكامل للأصل السحري للعلم.
ليس السحر بدايةً مُنطلقاً للعلم بأي حالٍ من الأحوال، حتى لو أننا قبلنا فكرة أن السحر معادٍ حقاً للدين. بالاضافة الى ذلك، من الواضح أن وضع السحر في مقابل الدين هو منهج غير علمي ولا يمكن الدفاع عنه، ومع ذلك، يرى فرازر وأتباعه أن الدين يختلف عن السحر في أنه يعترف بتدخل كائناتٍ خارقةٍ للطبيعة في سياق الظواهر الحقيقية. وبالتالي، فان الأعمال السحرية والتعويذات ذات طابع قهري-تعتمد على الظواهر الطبيعية بحد ذاتها وقانونياتها المعروفة بشكل حسي آنذاك-المترجم، في حين أن الطقوس الدينية والصلاة تلتمس وتعتمد على ارادة الكائنات الخارقة للطبيعة. وبالتالي، يُزعم أن السحر يقوم على نفس المبدأ الذي يقوم عليه العلم: الايمان بوحدة الطبيعة ونظامها، ويتبع هذا الاستنتاج بأن السحر والعلم متطابقان، بالاضافة الى أن للعلم أصولاً في السحر على وجه التحديد.
ليس من الصعب على الاطلاق الاقتناع باصطناعية وتخطيطية هذا التمييز. لطالما كان هناك دياناتٍ يُخضع فيها الكائن الخارق للطبيعة نفسه لقوانين الظاهرة المُجسّدة في رموزٍ دينيةٍ مُختلفة. كان سكان الأوليمبوس في الأساطير الاغريقية خاضعين للأقدار Moirai. كتب فرازر نفسه عن الآلهة الهندية الثلاثة (براهما وفيشنو وشيفا) الذين اضطروا للخضوع الى تعويذة السحَرَة الذين يمتلكون قوةً هائلةً على الآلهة(9). بالطبع يجب اعتبار تعويذات السحَرَة الهنديين كأفعال سحرية (الاكراه، او اجبار الشيء، حسب فرازر، هي ميزة حاسمة للسحر). ولكن هل يمكن للمرء أن يُنكر أن ما نتعامل معه هنا هو دين؟
يُدرك المدافعون عن المبدأ السحري في العلم أن الاعتقاد بالسحر له أساس في القوة السحرية والبيئة السحرية. يعتقد البعض حتى بأن "المانا" Manaهي بمثابة هذه البيئة السحرية. ان المانا في لغات شعوب بولينيزيا وميلانيزيا لها معنى "قوة خفية خارقة". هل يمكن انكار أن فكرة الخارق للطبيعة واضحة هنا؟ انه لا ينفصل عن الدين بقدر ما يقوم السحر على فكرة الخارق للطبيعة (مانا، الخ).
أشار فريدريك انجلز منذ زمنٍ طويل الى أن السمة الرئيسية للدين هي الايمان بما هو خارق للطبيعة(10). وبقدر ما يكون أي عمل سحري هو محاولة للتأثير على المسار الطبيعي للأحداث بوسائل خارقة للطبيعة، فان (السحر) هو بلا شك ظاهرة دينية. لذلك، فان محاولات فصل الدين عن السحر من أجل استخلاص العلم من هذا الأخير، هي محاولة غير مُثمرة على الاطلاق.
يسعى الباحثون البرجوازيون أيضاً الى الاستفادة من مسألة نشوء أفكار السببية. انهم يؤكدون على أن فكرة الحتمية وُلدت في السحر على وجه التحديد. وبقدر ما يشتغل العلم بهذه المقولات، فانها، تكون استُمِدّت أيضاً من السحر. أول من عبّر عن هذه الفكرة كان فرازر مرةً أُخرى. لقد سبق واستشهدنا بكلماته التي تدّعي أن أسس السحر متطابقة مع اسس العلم الحديث. وأساس هذا التطابق، في رأي فرازر، هو بالضبط أن "نظام الايمان بنظام الطبيعة ووحدتها يكمن بشكلٍ ضمني وحقيقي وثابت في كلٍ منهما"(11). وجدت هذه الفكرة أتباعاً لها. تم استخدام اطروحة مفادها أن "مفهوم الشعوذة يشبه المظهر الأولي لفكرة السببية"(12)، والتي عبّر عنها فوندت، لأغراضٍ متنوعةٍ تماماً. على سبيل المثال، قام الوضعيون الجدد باستغلالها لاعلان أن مقولة السببية هي من النوع الديني الخرافي، وعلى هذا الأساس لاسقاط جميع تعاليم ارتباطات السبب-النتيجة من مجال العلم، ولا سيما الفلسفة.
ولكن من الواضح أن فكرة نشوء السبب والنتيجة من مجال السحر لا يمكن الدفاع عنها. تطورت فكرة السبب والنتيجة، نتيجةً لنشاط الناس في العمل. من الضروري هنا الاستشهاد بكلمات انجلز التالية: "ان اول ما يلفت نظرنا... أن هذه الحركة ليست متبوعة بتلك الحركة الأخرى فحسب، بل نجد ايضاً، أ بوسعنا احداث هذه الحركة الكعينة بخلقنا الشروط، التي تحدث فيها في الطبيعة، كما أن بامكاننا احداث حركات، لا تُصادف، قطعاً، في الطبيعة... وبفضل هذا، بفضل نشاط الانسان، ترهنت فكرة السببية، أي الفكرة القائلة بأن حركةً ما، هي سبب الأخرى"(13). نعم، انه بالتحديد، النشاط العملي للناس البدائيين، وتكرار أفعال العمل التي كانت تؤدي الى تشكيل مفهوم السبب والنتيجة. بقدر ما يتعلق الأمر بالدور الذي لعبه السحر في عملية تشكيل مفاهيم السبب والنتيجة، فقد كان دوراً سلبياً فقط.
كما يُقدم مؤيدو أصل العلم من السحر حججاً ذات طابع آخر. يستشهدون بتاريخ العلم، الذي يزعمون أنه يشهد لصالحهم. انهم يستشهدون بـ"البراهين" التالية لأهمية السحر ما قبل العلمية، المرتبطة بتاريخ العلم. يُعلن العلماء البرجوازيون أن دور العلم والسحر في مصر القديمة والهند القديمة والصين القديمة يشهد على أن العلم "انفصل" عن السحر على وجه التحديد، بعد أن كان جزءاً منه(14).
في الواقع، كانت الرياضيات والطب وعلم الفلك البابلي والصيني والهندي القديم مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالسحر. ولكن هل كان العلم موجوداً في تلك الحضارات؟ يعتقد العديد من العلماء أنه لم يكن كذلك. يقول العالم السويسري اندريه بونارد Andre Bonnard في كتابه (الحضارة اليونانية) Greek Civilization أن علم الفلك والرياضيات المصري والهندي القديم ليست علوماً، حيث أنها تضم مجموعة من القواعد، المعقدة في بعض الأحيان، والتي لا تُشكل، مع ذلك، ما يُمكن أن يُطلق عليه اسم العلم. على سبيل المثال، لم يكن علم الكون Astronomy كعلم، موجوداً، في تلك الثقافات القديمة. كل ما كان موجوداً هو بيانات فلكية (والذي يكمن في أساسه نشاط الناس العملي) بالاضافة الى علم مواقع الأجرام السماوية Astrology، والذي يُقدم دليلاً على أنه كان دائماً جزءاً من السحر، وليس العلم. لقد كانت "الخرافات الفلكية"، على وجه التحديد "متداخلةً مع تطور علم الفلك Astronomy، والذي لم يكن بوسعه أن يُصبح علماً حقيقياً الا عندما يتحرر من تأثير علم مواقع الأجرام السماوية Astrology... وبعيداً عن هذا الأخير، لم يُنشئئ البابليون نظريةً فلكيةً واحدة، ولم يكن لديهم تسلسلاً علماً صحيحاً عن التسلسل الزمني"(15). لذلك، فان بونارد محق في التأكيد على أن العلم له اصوله عند الفيلسوف اليوناني طاليس، بقدر ما وُلِدَ العلم الحقيقي فقط عندما "أخذ العالم على عاتقه مراقبة الطبيعة والأوضاع الانسانية بطريقة تخلو تماماً من التفسيرات الخارقة للطبيعة"(16). لقد كانت العلاقة الوثيقة بين علم الفلك والرياضيات الهندي والمصري القديم بالسحر، هي التي لم تسمح لها بالارتقاء الى مستوى العلم.
ان حقيقة أن حتى كبار علماء الماضي مثل كيبلر وجيوردانو برونو ونيوتن مارسوا السحر، وكرسوا لع عدد من الأعمال، وأطلقوا على أنفسهم تسمية السحرة، هي حجة أُخرى عادةً ما يتم استخدامها لاثبات أصل العلم من السحر(17).
لو عدنا الى تاريخ العلم، سنرى أن مثل هذه الأشياء قد حدثت. لم يستطع العالم الروماني بلينيوس الأكبر، المُشار اليه أعلاه، أن يتجنب تأثير الايمان بالسحر السائد آنذاك. يذكر ر. بيكون، على سبيل المثال: "ستخلق الفيزياء التي تبحث في الأسباب الفعالة والمادية سحراً، لو خلقت الرياضيات ومن ثم الميتافيزيقيا التي تتغلغل الى جوهر الأشياء"(18). شارك العالم وفيلسوف النهضة البارز برونو في السحر ايضاً. في رأيه "السحر في حد ذاته ليس ممنوعاً، لانه يقوم على قوى الطبيعة وملاحظات الطقس ومختلف المجموعات السماوية وتطبيق احدى المواد على الأخرى"(19). هذه هي شهادة تاريخ العلم. نعم، غالباً ما ذكر علماء الماضي (كيبلر ونيوتن وبرونو وغيرهم) أن للسحر حق في الوجود، ولكن هذا في حد ذاته ليس دليلاً على أن العلم مُشتق من السحر.
يمكن تفسير اهتمام علماء الماضي بالسحر بعددٍ من الأسباب. في تلك القرون، كان السحر منتشراً بين الجماهير على نطاقٍ واسع. لم يكن الجميع قادرين على تجنب تأثير "الرأي العام" في ذلك الوقت. ومع ذلك، فهم العديد من العلماء الجهل المتضمن في هذه المعتقدات. ولكن لدن ادانتهم لبعضها، لم يستطيعوا أن يروا خطأ المعتقدات الأخرى الأكثر براعةً. مهدت لهذا، حقيقة أنه حتى العلماء المشهورين مثل فرانسيس بيكون واسحاق نيوتن قد مثّلوا تياراً تجريبياً للغاية. (كان الأول "يُطالب بتطبيق طريقته التجريبية الجديدة، الاستقرائية، للحصول، في المقام الأول، على الأهداف التالية: اطالة أمد الحياة، وتجديد الشباب الى درجة معينة، وتغيير القوام وملامح الوجه، ومسخ الأجسام-تحويلها الى أجسام أخرى، واستحداث أجناس جديدة، والتحكم بالجو وتوليد العواصف" أما الثاني فقد "انهمك... في سنيه المتأخر، بتفسير رؤيا القديس يوحنا")(20). وكما كتب انجلز، فان التجريبية غالباً ما تؤدي الى "أقصى درجات الوهم وسرعة التصديق والخرافة"(21)، "لكن التفكير الخاطئ، اذا سار به أصحابه الى نهايته المنطقية، سيؤدي، تبعاً للقانون الدياليكتيكي المعروف منذ أمدٍ بعيد، الى نتائج، تتعارض مباشرةً ومع المنطلقات. وهكذا عواقب ازدراء التجريبية للدياليكتيك بأن عدداً من أعقل التجريبيين يقعون ضحية أخرق ضروب الخرافات-ضحية الارواحية المُعاصرة"(22). وبالتاي، ليس من قبيل المصادفة أنه حتى في القرن العشرين، أصبح العالم الأمريكي ويليام جيمس صوفياً، ,اعلن باحث أمريكي آخر، جون ديوي، أن التجربة قد تشمل "الأخطاء والسحر والخرافات كما تشمل العلم"(23).
لا يمكننا البحث عن اصول العلم في السحر على اساس حقيقة أن بعض علماء الماضي اشتغلوا فيه. بعد كل شيء، لا يمكننا أن نقول أن العلم هو "دين بدائي" أو "ما قبل الدين"، أو أن الدين له جذوره في العلم، على الرغم من أن بعض الشخصيات الكنسية تُشارك في البحث العلمي. لا يمكن ربط العلم والسحر، فهما متعارضان في اصولهما ومحتواهما ومنهجهما.
وهكذا، ترتبط نظرية الأصل السحري للعلم بأحكام هؤلاء العلماء الذين يشتقون العلم من الدين. قامت الأدبيات السوفييتية بشكلٍ كافٍ بمعالجة النظريات اللاعلمية والايمانية التي تُقدم الدين بوصفه نقطة انطلاق لا يمكن للعلم ولا كل المجتمع البشري والحضارة أن تظهر بدونها. لكن المفايهم التي تناولتها هذه المقالة لم تحظَ حتى الآن باهتمامٍ كافٍ. لذلك يمكن اعتبار مقالنا محاولةً لملئ هذه الثغرة.

* أندريه يوريفيتش غريغورينكو، 1949-2015، متخصص في الأديان وفي مجال انثروبولوجيا وسوسيولوجيا الدين وتاريخ البروتستانتية الغربية وعلاقة الدولة بالدين. تخرّج من معهد الفلسفة في جامعة جدانوف لينينغراد الحكومية بشهادة في اللفلسفة ودافع عام 1978 عن أطروحته لدرجة مُرشحٍ في دكتوراة فلسفة العلوم.

1- See Materialy XXV s"ezda KPSS, Moscow, 1976, p. 73
2- Sidney Finkelstein, Existentialism and Alienation in American Literature (Russian edition), MOSCOW 1967, p. 246
3- Ibid
4- A. Seidenberg, "The Ritual Origin of Geometry," Archive for History of Exact Sciences, 1962, vol. 2,110. 5,pp. 488-527
5- See J. Needham, Science and Civilization in China, Cambridge, 1956, vol. 11
(أ)- الطيماوس واكريتس، أفلاطون، ترجمة الأب فؤاد جرجي بربارة، الهيئة العامة السورية للكتاب، 2014
6- Cited in Boucher-Leclerc, Iz istorii kul tury, Kiev, 1881, p. 40
ب- اعترافات القديس اغستينوس، ترجمة ابراهيم الغربي، المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون، 2012.
7- J. Frazer, The Golden Bough (Russian edition), Moscow, 1928, part 1, p. 73
8- S. N. Bulgakov, Svet nevechernii, Moscow, 1917, p. 69
9- See J. Frazer, op. cit., p. 32
10- See K. Marx and F. Engels, Soch., vol. 20, p. 328
11- J. Frazer, op. cit., pp. 73-74
12- W. Wundt, Vvedenie v istoriiu filosofii, St. Petersburg, 1902, p. 3
13- دياليكتيك الطبيعة، فريدريك انجلز، ترجمة د. توفيق سلوم، دار الفارابي 1988، ص222
14- See J. Needham, op. cit., pp. 126, 137
15- M. A. Shakhnovich, Afterword to G. A. Gureev, Istoriia odnogo zabluzhdeniia, Leningrad, 1970, p. 181
16- A. Bonnard, Grecheskaia tsvilizatsiia, Moscow, 1959, vol. 2, p. 80
17- See J. Needham, op. cit., p. 34
18- Cited from L. Thorndike, The Place of Magic in the Intellectual History of Europe, New York, 1905, p. 26
19- Cited from "Dzhordano Bruno pered sudom inkvizitsii,"in Voprosy istorii religii i ateizma, MOSCOW1,9 56, no. 6, p. 379
20- دياليكتيك الطبيعة، فريدريك انجلز، ترجمة د. توفيق سلوم، دار الفارابي 1988، ص53
21- نفس المصدر
22- دياليكتيك الطبيعة، فريدريك انجلز، ترجمة د. توفيق سلوم، دار الفارابي 1988، ص62
23- John Dewey, Experience and Nature, Chicago and London, 1926, p. 10

ترجمة لمقالة:
Against Fideistic Misinterpretations of the Genesis of the Genesis of Scientific Knowledge, Andrey Grigorenko, Soviet Studies in Philosophy, 1978, 17:3, 39-101