البرجوازيه والرجعيه الدينيه الزنجيه ..تتسلل في الانتفاضه الأمريكيه

بينما تفعل روح الاعتراض الطبقي وبشكل مستدام مفاصل حركة الانتفاضه الامريكيه وتتجاوز بوجودها خطوط الوان البشره وكافة اشكال التمايزات العرقيه , ورغم ان حركه ما تسمى ب(حياة السود مهمه ) قد عبد لها الطريق لان تبدوا وكأنها هي من تقود حراك الانتفاضه , ليضفى عليها مسوح النضال والغضبه العرقيه وليغطى ويغيب نبض عرق الحركه الطبقي , فان هذه الانتفاضه تبدوا عصية بطبيعتها المتأصله والناضجه بدرجه ما من ان ترضخ لجهود التعميه هذه , ان منطقه الحكم الذاتي التي انشأئها المنتفضون سودا وبيضا وحمرا في حي سياتل , قبل 3 اسابيع وهو الحي الملاصق لمبنى الكونغرس الامريكي , حيث تحول مركز الشرطه الى مركز لادارة الحي ورفع المنتفضون على واجهته لافته تقول ( هنا بيت الشعب ) , وتحول نشاط العمل في هذا الحي الثوري الى تقليد طوعي يرتبط بقدره الفرد والذي صار هو ايضا يحصل على ما يحتاجه من غذاء وبعض الضروريات الاخرى ومنها السكن بشكل مجاني , .. ان هذه الممارسه لاتنتمي في روحيتها الى اي اتجاه نضالي عرقي..الا انها تصطبغ بشكل غريب ومدهش بمسحه من كومونة باريس , بجرأتها وتحديها وطبقيتها ..سياتل اليوم في قلب عاصمة الراسمال ودون ان يتقصد بناتها ومؤوسسيها ..ترنم بنشيج خافت ..مرثيه كومونة باريس المغدوره ..ثم ليرد عليها بنفس الروحيه ميدان لافيات المتربع امام البيت الابيض ..الذي احتله المحتجون وصاروا يمارسون فيه بعضا من تقاليد المشاعه ..ان البرجوازيه الامريكيه برمتها ,بابيضها واسودها , تحسست نبض الزلزال الطبقي , ولهذا فانهم تحولوا الى خدم مطيعين ومتطوعين لمنظمة ( حياة السود مهمه ) ..هذه المنظمه التي تتخذ منهجا برجوازي اعمى في تعاملها مع قضية التمييز العنصري وهي لاتقل سفالة عن المنظمات العنصريه البيضاء الا بكون المثل العربي الماثور ينطبق عليها ( كلمة حق يراد بها باطل ) ..أنها منظمه أنتي- طبقي بكل ما تعنيه الكلمه من معنى , فهي في جهد محموم لتوظيف الاعتراض الطبقي والزج بكل امكانياته في خندق النضال المساواتي العنصري , وهي ايضا تسعى الى تدجين الاعتراضات وتقيدها المطلق بشكلها الرسمي السلمي .. لهذا سعى البرجوازيون ويسعون لان يدفعوا بها وبشكل مفتعل الى منصة قياده الانتفاضه ..ان نشاط هذه المنظمه يمثل البديل الوحيد وهو البديل الناجع لكل اجهزة القمع الرسميه في احتواء الانتفاضه وقطع جذورها الطبقيه الحقيقيه , لكن وعلى مدى اسبوعين او اكثر من تنصيب هذه المنظمه كقائد وموجه للانتفاضه , فان تغييرا ملموسا باتجاه هدفها لم يظهر لحد الان ..وهذا ما دفع الحس البرجوازي الخبيث لان يزج بجهه تفوق هذه المنظمه ( وهي واقعيا ليست كيان تنظيمي واحد بل انها عباره عن مجموعه تيارات تلتقي في كيان مهلهل وغير منضبط تنظيميا )..خبثا وسفاله ..لتتحول وسائل الاعلام الامريكيه الى الانجيليين السود ..اللذين بدؤا يفلسفون حركة الانتفاضه ويقدمون الحلول على اساس ديني – عرقي , ان تحليلاتهم ومقترحاتهم التي يتوجهون بها الى المنتفضين والتي تقوم على اساس ديماغوجي خبيث من شأنها ان توجه ضربة قاصمه الى الانتفاضه في حال شيوعها بين المنتفظين , انهم يفسرون العنصريه الممنهج بطرق لايتقبلها المنطق العادل ويصول بها الى حلول اقل ما يقال عنها بانها حلول طائفيه متعصبه ومنحازه عنصريا , فواحد من هذه التفسيرات يتناول قانون دعم الاسره الامريكيه الذي يحددونه بانه ضعيف ولايفي بالغرض بشكل كامل وبين قانون الكفاله للاطفال في موؤسسات الرعايه التي تتولى تربيتهم حتى سن البلوغ وهو قانون فعال بدرجه ما (حسب رأيهم ) , وبحسب تفسيرهم ايضا فان الفرق بين فعالية هذين القانونين هو فرق مفتعل يقصد منه تدمير واضعاف الاسره الامريكيه الزنجيه !! ان هؤلاء القساوسه وبصلافه نادره يتناسون ان هذه هي قوانين عامه تشمل كل العوائل الفقيره وفيها السوداء والبيضاء والاسيوية والخلاسية , فكيف اذن هي ممنهجه ضد الزنوج فقط ؟ عمليا نعم السود يمثلون النسبه الاعلى من العوائل المستفيده من هذه القوانيين , لكن تحديد الغايه المقصوده بحد ذاته هو تحديد منحاز عنصريا , انهم يحاربون التمييز العنصري المفترض هنا ,,بتمييز عنصري مقيت في تقديم الحلول والمعالجه ..من مطالب هؤلاء الانجيليين السود فقرات لايتقبلها العقل بكل معنى ,, انهم يحددون ان العنصريه الممنهجه تتم ايضا من خلال وجود ثلثين من القساوسه البيض من مجموع القساوسه اللذين يدرسون الانجيل وهذا وبحسب رأيهم له تداعيات كبيره واولها واهمها بان الشاب الاسود لايمكنه ان يتخيل وجه المسيح الا وهو ابيض ؟! ماذا يريد هؤلاء القساوسه ؟ انهم يريدون ان تكون هناك نسخه لهيئة المسيح بشكلها الزنجي !! هل هناك سلاح مضاد يوجه الى امكانيات تطور حركة الاحتجاج أكثر فعاليه من هذه الاطروحات الملغومه ؟ أكيد لا ..ولهذا نجد ان وسائل الاعلام البرجوازيه سارعت بالتسوق من هذه الاطروحات وبشكل لافت للانتباه ..بعد اسابيع من اندلاع الانتفاضه , الان تحول مجرى الصراع في مضمونها خصوصا بعد ان بشكل شبه قاطع توجيه ضربه تاريخيه حاسمه للوظيفه البوليسيه , الى صراع خفي بين منهجية مشاعة سياتل وبين تدجين منظمة (حياه السود مهمه ) وبين المطالبين بالمسيح الزنجي ...