نداء عالمي للإنسانية من أجل إيقاف النزاعات العسكرية و وضع حد للحروب.


عبد الله الحريف
2020 / 5 / 24 - 22:58     

Headline: نداء عالمي للإنسانية من أجل إيقاف النزاعات العسكرية و وضع حد للحروب.
Teaser: لماذا يعبر نداء بوفيشة عن تطلعات الشعوب الراغبة في وضع حد للعنف العسكري في العالم.
بواسطة: عبد الله الحريف و فيشاي براشاد
Author Bios:
سيرة تعريفية بالكاتبين:
عبد الله الحريف هو أحد مؤسسي النهج الديموقراطي (حزب يساري راديكالي بالمغرب) و أول أمين عام للحزب، ويشغل الأن منصب نائب الأمين العام. تخرج الحريف من معهد باريس لتكنولوجيا المناجم واشتغل مهندسا وكان عضوا فاعلا في منظمة إلى الأمام" السرية التي كانت تناضل آنذاك ضد دكتاتورية الملك الحسن الثاني. وقد سجن لمدة سبعة عشر عاما بسبب أدواره النضالية في سبيل الديموقراطية و الإشتراكية.
فيجاي براشاد هو مؤرخ عندي، ومحرر وصحفي. وهو كذلك كاتب متخصص وكبير المراسلين في أحد مشاريع معهد الإعلام المستقل Globetrotter, بالإضافة إلى كونه رئيس تحرير لدار النشر LeftWord Books و في نفس الوقت مدير معهد القارات الثلاث للبحوث الإجتماعية. وقد كتب أكثر من عشرين كتابا, من ضمنها The Darker Nations و The Poorer Nations. وقد صدر له مؤخرا كتاب بعنوان Washington Bullets من تقديم إيفو مورالس ألما.
Source: معهد الإعلام المستقل Independent Media Institute
Credit Line: صدر هذا المقال عن مشروع Globetrotter لمعهد الإعلام المستقل
Tags: الحرب, النشطاء, أمريكا الشمالية/الولايات المتحدة الأمريكية, آسيا/الصين, الشرق الأوسط/إيران, أمريكا الجنوبية/فنزويلا, وقت حساس.
[Article Body:]
في 15 مارس 1950, أطلق مجلس السلم العالمي نداء ستوكهولم، و هو عبارة عن نص قصير يدعو إلى حظر الأسلحة النووية. و قد وقع عليه حوالي مليوني شخص, و احتوى على ثلاث جمل مكتوبة بعناية:
• نطالب بحضر الأسلحة النووية باعتبارها أدوات للترهيب و القتل الجماعي للشعوب, بالإضافة إلى اعتماد آلية مراقبة دولية صارمة قصد نفاذ هذا الإجراء.
• نعتقد بأن كل حكومة قد تبادر باستخدام الأسلحة النووية ضد أي دولة أخرى فهي بالضرورة سترتكب جريمة ضد الإنسانية و وجب التعامل معها كمجرم حرب.
• ندعو ذوي النوايا الحسنة من رجال و نساء في جميع أنحاء العالم للتوقيع على هذا النداء.
الآن, و بعد 70 عام, أصبحت الترسانة النووية أكثر فتكا, لدرجة أن الأسلحة التقليدية قد فاقت في قدرتها التدميرية القنبلة الذرية التي أسقطتها الولايات المتحدة على هيروشيما و ناجازاكي عام 1945. وقد كان عدد الرؤوس الحربية النووية سنة 1950 يبلغ 304 رأسا نوويا (299 في الولايات المتحدة وحدها), بينما ارتفع العدد الحالي إلى 13355 رأسا نوويا, إذ يفوق كل رأس من هذه الرؤوس الموجودة سنة 2020 سابقاتها التي تم إصدارها في السنوات الأولى لهذه التكنولوجيا الرهيبة. وعليه، تشتد الحاجة إلى اطلاق نداء عالمي على غرار نداء ستوكهولم.
ليست الدعوة إلى حضر أسلحة الدمار الشامل مسألة شكلية، بل إنها تشير مباشرة إلى مجموعة من البلدان بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تستمر بعناد في استخدام القوة للحفاظ على هيمنتها العالمية و توسيعها. ففي خضم الجائحة الحالية، تهدد الولايات المتحدة الأمريكية بإذكاء الصراع مع الصين و إيران و فنزويلا. وقد حركت مجموعة حاملة طائرات بهدف تفعيل حصار الموانئ الفنزويلية، بالإضافة إلى نقل سفن أمريكية إلى الخليج الفارسي بشكل مكثف من أجل التضييق على تنقل القوارب الإيرانية داخل المياه الدولية. وفي نفس الوقت، عبرت الولايات المتحدة الأمريكيةعن خطتها لوضع بطاريات صواريخ عدوانية و مصفوفات رادار مضادة للصواريخ في حلقة حول الصين. لم تتخذ هذه الدول - الصين و فنزويلا و إيران - أية خطوة عدوانية ضد الولايات المتحدة، بل على العكس، الولايات المتحدة هي التي فرضت عليها الصراع.
عند صياغة مسودة نداء الأن، وجب الأخذ بعين الإعتبار ألا يتم تقديمها بطريقة مجردة وعامة، بل يفترض أن تكون أية دعوة للسلام في وقتنا الحالي محددة على شكل دعوة ضد طبول الحرب التي تقرع من واشنطن العاصمة وغيرها.
يعتمد تقديرنا أن الولايات المتحدة تعلن حالة الحرب ضد بعض الدول على أربع نقاط:
1. تمتلك الولايات المتحدة أكبر ترسانة عسكرية و أوسع امتداد عسكري في العالم. وحسب أحدث المعطيات، فقد أنفقت في على جيشها ما لا يقل عن 732 مليار دولار سنة 2019. قلنا "على الأقل" لأن هناك أموال تخص أجنحة استخباراتية الضخمة، ليست متاحة للعموم. وقد رفعت الولايات المتحدة الأمريكية ميزانيتها العسكرية بنسبة 5.3 في المائة خلال الفترة ما بين 2018 و 2019، و هو ما يعادل إجمالي الميزانية العسكرية الألمانية، كما تستحوذ الولايات المتحدة الأمريكية على حوالي 40 في المئة من الإنفاق العسكري العالمي، وتمتلك أكثر من 500 قاعدة عسكرية موزعة على معظم دول العالم، أما فيما يخص السلاح البحري فهي تمتلك 20 من أصل 44 حاملة طائرات نشطة في العالم، في حين أن حلفاءها الآخرين يمتلكون 21 منها، و هذا يعني أن الولايات المتحدة و حلفائها يستحوذون على 41 من أصل 44 حاملة طائرات (الصين لديها اثنان و روسيا تمتلك واحدة)، ليس هناك شك في التفوق العسكري الساحق للولايات المتحدة.
2. مع ذلك، تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية حاليا قدرتها الكاملة و تسخر هيمنتها النووية و التقليدية للفضاء و في الحرب الإلكترونية مدعومة بالقيادة الفضائية (أعيد تأسيسها عام 2019) و القيادة الإلكترونية (تم إنشاؤها عام 2009). قامت الولايات المتحدة بتطوير صاروخ باليستي اعتراضي (3-SM)، بحيث تم اختباره في الفضاء، كما أنها تعمل على تجربة أسلحة خيالية مثل الأسلحة ذات الحبيبات الدقيقة و الأسلحة القائمة على البلازما و القصف الحركي. أعلن ترامب سنة 2017 عن التزام حكومته بتطوير هذه الأسلحة الجديدة. وقد أنفقت الحكومة الامريكية ما لا يقل عن 481 مليار دولار بين عامي 2018 و 2024 في سبيل تطوير أسلحة متطورة جديدة, بما في ذلك المركبات ذاتية القيادة والطائرات بدون طيار والأسلحة الإكترونية والروبوتات. وقد اختبر الجيش الأمريكي بالفعل سلاح صوتي جد متقدم بإمكانه السفر بسرعة 5 ماخ (خمسة أضعاف سرعة الصوت)، ما يجعله قادرا على الوصول إلى أي مكان على الأرض خلال ساعة، وهذا السلاح هو جزء من برنامج الضربة أو الغارة العالمية الفورية (PGS), و الذي يمثل جزء من برنامج الأسلحة التقليدية للجيش الأمريكي "الضربة الفورية العالمية".
3. طور المجمع العسكري الأمريكي برنامج الحرب الهجينة الذي يتضمن مجموعة من التقنيات لتقويض الحكومات و المشاريع السياسية. وتشمل هذه التقنيات تعبئة الولايات المتحدة للمؤسسات الدولية (مثل صندوق النقد الدولي و البنك الدولي و خدمة التحويلات البنكية SWIFT...) قصد منع الحكومات من إدارة نشاطها الإقتصادي الأساسي، و استخدام القوة الديبلوماسية الأمريكية من أجل عزل الحكومات، واستعمال العقوبات كسلاح في سبيل منع الشركات الخاصة من القيام بأعمال تجارية مع حكومات معينة، بالإضافة إلى استخدام الحرب الاعلامية لإظهار الحكومات والقوى السياسية المناهضة للإمبريالية كمجرمين أو إرهابيين. تمكن قوة و جبروت هذا المجمع العسكري

4. وأخيرًا، تواصل حكومة الولايات المتحدة مع شركائها في الناتو وكذلك مصنعي الأسلحة الأمريكيين والأوروبيين إغراق العالم بأكثر الأسلحة فتكًا. وتتواجد أكبر خمس شركات مصدرة للأسلحة (Lockheed Martin و Boeingو Northrop Grumman وRaytheon و General Dynamics) في الولايات المتحدة. وتستحوذ هذه الشركات الخمس وحدها على 35 في المائة من أكبر 100 صفقات تجارة الأسلحة في العالم في عام 2018 حسب أحدث الأرقام. ويشكل إجمالي مبيعات الأسلحة الأمريكية 59 بالمائة من جميع مبيعات الأسلحة في ذلك العام، بزيادة 7.2 في المائة مقارنة بمبيعات الولايات المتحدة في عام 2017. وتباع هذه الأسلحة إلى الدول التي يفترض أن تنفق فائضها الثمين على التعليم والصحة وعلى برامج الغذاء عوض ذلك. وعلى سبيل المثال، فإن أكبر تهديد للشعوب في غرب آسيا وشمال إفريقيا ليس فقط الإرهابي في سيارته تويوتا هايلكس، بل أيضًا تجار الأسلحة في الفنادق المكيفة.
فقد نداء ستوكهولم راهنيته، وأصبحنا بالحاجة لنداء عالمي جديد، وهو ما ناقشناه في بوفيشة بتونس وأطلقنا عليه إسم "نداء بوفيشة"، وهو كالتالي:
نحن شعوب العالم:
● نقف ضد الإمبريالية الأمريكية التي تسعى لفرض حروب خطيرة على كوكب هش أصلا.
● نقف ضد إغراق العالم بأسلحة من جميع الأنواع، والتي تؤجج الصراعات وغالبا ما تدفع العمليات السياسية نحو حروب لا نهاية لها.
● نقف ضد استخدام القوة العسكرية لمنع التنمية الاجتماعية لشعوب العالم ، والسماح للبلدان ببناء سيادتها وكرامتها.