الأهمّية الحيويّة للشيوعية الجديدة و قيادة بوب أفاكيان


شادي الشماوي
2020 / 5 / 22 - 18:20     

جريدة " الثورة " عدد 600 ، 17 جوان 2019
https://revcom.us/a/600/crucial-importance-of-the-new-communism-and-ba-en.html

فيما يلى تلخيص أنجزته مجموعة دراسة و نقاش للشيوعيّة الجديدة و قيادة بوب أفاكيان .
----------------------------------------
قبل كلّ شيء ، أودّ أن أقول إنّه كان حقّا أمرا عظيما ، و عميق المغزى ، و حيويّ الأهمّية – مع الكثير من المتعة ! – أن نتعمّق في آن معا في أعمال و قيادة و منهج بوب أفاكيان . لقد كنت أفكّر في المدّة الأخيرة في بعض المواضيع و الدروس المفاتيح التي تغمرنى عند النظر في دراستنا و نقاشاتنا و هدفنا و اهمّيتها . فهناك الكثير جدّا من المواضيع التي يمكن أن نسلّط عليها الضوء – بمعنى نقاط مفاتيح توغّلنا فيها في هذه الإجتماعات و أهمّية هذه الإجتماعات – و محاولة تغطيتها جميعا سيكون خارج إطار ما كتبت هنا( الذى إنتهى إلى أن يكون أطول ممّا توقعته عندما شرعت فى الكتابة.) و مع ذلك، أودّ أن أبوّب عملنا معا في محورين عامين إثنين ؛ أوّلهما مستخلص من بداية مقولة لبوب أفاكيان :
" لنمضى إلى ما هو أساسي : نحتاج إلى ثورة . أي شيء آخر هراء ، فى آخر التحليل . "
( من كتاب " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 1:3 )؛ والمحور الثاني هو الدور الحيوي للنظريّة الثوريّة .
و دعونى أمضى بشيء من العمق في تناول كلا هذهين المحورين – عموما ، في ما يتّصل بدور بوب افاكيان و قيادته و أهمّيتها في العالم ، و كذلك في ما يتّصل بدراستنا و تفاعلاتنا .
و نظرا لكثرة ما يمكن قوله حول هذين المحورين ، ليس بوسعى فعلا إلاّ أن أقدّم عرضا عاما ، فحسب هنا . و لننطلق مع المحور الأوّل :
" لنمضى إلى ما هو أساسي : نحتاج إلى ثورة . أي شيء آخر هراء ، فى آخر التحليل . "
إنّ الفهم المسجّل في هذه المقولة لا يتحدّث عن واقع العالم و الإنسانيّة فحسب – و عن ما نحتاجه بصورة إستعجاليّة على ضوء ذلك- لكن أيضا ، في علاقة بذلك ، يلقى الضوء على لماذا كنّا ننخرط في هذه الدراسة و هذا النقاش معا و لماذا نعدّ هذا غاية في الأهمّية .
غالبا ما تكلّمنا – و هذا صحيح جدّا ، لنكون واضحين – عن تنظيم نقاشات " هادئة ". إلاّ أنّه من المهمّ فهم أنّ هذا ليس جوهريّا نقاشات عن " الهدوء " و " الأهمّية " و " المتعة " أو " شحذ الأذهان " ، حتّى و إن كانت هذه النقاشات فى نهاية المطاف هي كلّ هذه الأشياء جميعا !
بالأحرى ، هدفنا الخاص من عملنا هو : تعميق فهمنا للعالم ليس من أجل المعرفة بمعنى أكاديمي ما فحسب بل كذلك لأجل التغيير الراديكالي للعالم . و بالأخصّ ، لتعميق فهمنا و تطبيق علم الثورة و الشيوعيّة ،و قد شهد هذا العلم تقدّما نوعيّا بطرق رياديّة بواسطة الشيوعيّة الجديدة التي تقدّم بها بوب افاكيان – تعميق إستيعابنا و تطبيقنا لهذا العلم كجزء مفتاح من المساهمة في سيرورة القيام بالثورة على أساس هذه الشيوعيّة الجديدة .
أنظروا فقط إلى العالم ! لقد تحدّنا من " الخمسة أوقفوا " التي تعنى بتناقضات مفاتيح و محدّدة خمسة خمسة لهذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و هذه " الخمسة أوقفوا " هي :
" أوقفوا القمع الإبادي و السجن الجماعي و عنف الشرطة و قتل السود و السُمر!
أوقفوا الإخضاع البطرياركي / الذكوري ، ودوس إنسانيّة و تبعيّة كافة النساء في كلّ مكان ، و كافة الإضطهاد القائم على الجندر و التوجّه الجنسي !
أوقفوا حروب الإمبراطوريّة و جيوش الاحتلال و الجرائم ضد الإنسانيّة !
أوقفوا شيطنة المهاجرين و تجريمهم و ترحيلهم و عسكرة الحدود !
أوقفوا تدمير الرأسمالية لكوكبنا ! "
و نظرة سريعة على الأخبار في البضعة أسابيع الماضية ستكشف أنّ التناقضات المتحدّث عنها في هذه " الخمسة أوقفوا"- و المستوى المذهل من العذاب و البؤس الناجمين عن هذه التناقضات تتفاقم .
و هذا يوجد على قمّة أشكال أخرى لا عدّ لها و لا حصر من الفقر المدقع و الحرمان و البؤس و الإستغلال و الإضطهاد و العذابات الهائلة الناجمة عن هذا النظام و ينهال بها تماما على مليارات البشر و الإنسانيّة ككلّ كلّ يوم كي يستمرّ هذا النظام الرأسمالي الإمبريالي .
و نقطة مفتاح يجب فهمها تسلّط عليها أعمال بوب أفاكيان الضوء بقوّة وحدّة ، هو أنّ لا واحد من هذه الفظائع عرضيّ و منفصل أو منقطع عن الآخر . مصدرهم واحد – هذا النظام الرأسمالي – الإمبريالي . و هذه الفظائع و الأهوال التي تواجه الإنسانيّة متجذّرة في نسيج قوانين هذا النظام و سيره و " جيناته " و جذوره و تاريخه و تواصل عمله . لهذا ، لا يمكن في الواقع إصلاحه – يجب الإطاحة به عبر الثورة .
هذه النقطة حول الحاجة لثورة فعليّة – في تعارض مع محاولات " إدخال تعديلات " او " ترميم " أو " إصلاح "على نظام لا يمكن في الواقع إدخال تعديلات و ترميمه و إصلاحه – كيما توضع نهاية لطرق لا عدّ لها و لا حصر تتسبّب في عذابات غير ضروريّة للإنسانيّة ، هي ، أعتقد ، عبرة مستخلصة من دراستنا و نقاشاتنا لأعمال بوب أفاكيان ؛ أنّها نقطة حيويّة بصددها ينبغي أن يتعمّق بصورة هامة فهمنا الجماعي .
و نقطة حيويّة أخرى من هذه النقاط موضوع دراستنا و نقاشاتنا – لا سيما في المدّة الأخيرة ، عندما شاهدنا الشريط الأحدث لبوب أفاكيان ( " لماذا نحتاج إلى ثورة فعليّة و كيف يمكننا حقّا القيام بالثورة " ) و إستمعنا للأسئلة و الأجبوية الواردة في هذا الشريط عينه – هي ماهيّة الثورة الفعليّة و معناها و متطلّباتها .
لا تعنى الثورة الفعليّة مجرّد " تغيير كبير "- بشكل أو آخر – كما يرى ذلك عديد الناس و كيف نحاول تحديدها . و إنّما تعنى الثورة الفعليّة الإطاحة بالنظام الرأسمالي – الإمبريالي ، و مواجهة و إلحاق الهزيمة بقوّته القمعيّ!ة و تفكيك مؤسّساته وإنشاء نظام جديد ، إشتراكي و سلطة دولة و مجتمع جديدين - و بالتالى ، مؤسّسات جديدة - على الطريق نحو الشيوعيّة . و الآن بالذات هو زمن العمل من أجلها ، التسريع ( أي العمل على تسريع ظهور ) و الإعداد لثورة فعليّة .
و تقودنا هذه النقطة على مسألة ما لدينا و ما ليس لدينا بعدُ و من ثمّة الحاجة إلى العمل الإستعجالي على إيجاده ، بمعنى العوامل و الظروف الضروريّة للثورة ز
و في ما يتّصل بما لدينا : إلى أكبر حدّ ، العامل الإيجابي الذى لدينا هو بوب أفاكيان. فبفضل الجهود المبذولة طوال عقود، صاغ بوب افاكيان الشيوعيّة الجديدة التي تمثّل الإطار – و الأكثر جوهريّة الفهم و المنهج العلميّين – الذى تحتاجه الإنسانيّة للقيام بالثورة و مواصلة تلك الثورة على طول الطريق صوب الشيوعية . فكّروا في هذا : بالضبط مثلما أنّ الموجة الأولى من الثورات الشيوعيّة لم تكن لتحدث قط دون الإختراقات العلميّة الأولى و الإطار الذين صاغهما ماركس ، كذلك الموجة التالية للثورات الشيوعيّة لن تحدث دون أن يتبنّى ملايين الناس الإختراقات العلميّة الأعمق المنجزة و الإطار المصاغ من قبل بوب أفاكيان .
و يشمل إطار الشيوعيّة الجديدة : تطوير شامل و أعمق للفهم العلمي لطبيعة المشكل ، أي ، طبيعة الرأسمالية - الإمبرياليّة، و كيف سارت و تسير بصورة خاصة ، تاريخيّا و في عالم اليوم ، و لماذا ، و لماذا و كيف هي مسؤولة عن عدّة أشكال مختلفة تواجهها الإنسانيّة و لماذا لا يمكن إصلاح النظام و لماذا يجب كنسه عبر الثورة ؛ و إستراتيجيا قابلة للتطبيق لإنجاز الثورة – العمل الآن على التسريع بينما ننتظر ظهور وضع ثوريّ ثمّ الإنتصار في ذلك الوضع المستقبلي ؛ و نظرة ملمو،حيويّة و صريحة متطوّرة و " مخطّط " من أجل مجتمع إشتراكي مختلف راديكاليّا على طريق الشيوعيّة ، مثلما تمّ تقديم ذلك في " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في شمال أمريكا " الذى وضعه بوب أفاكيان .
و الأكثر جوهريّة و أهمّية – و هذا خيط يتخلّل وهو كان في الفهم و الإستراتيجيا و النظرة – المنهج العلمي للشيوعيّة الجديدة .
و تؤسّس الشيوعيّة الجديدة لبوب أفاكيان على – لكنّها تمضى أبعد ، و ببعض الطرق تقطع مع – التجربة الماضية في نظريّة و ممارسة الحركة الشيوعيّة . و الحديث بعمق عن كامل الأبعاد الخاصة بالشيوعيّة الجديدة ليس هذا مجاله ، فنكتفى هنا بتسليط سريع لشيء من الضوء على نقاط مفاتيح من هذا .
في ما يخصّ مجمل ما تمثّله الشيوعيّة الجديدة ، أودّ أن أقتبس أولى القرارا ت الستّة للجنة المركزيّة للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكيّة ، الذى قد ناقشنا سابقا . يؤكّد القرار الأوّل على نقطة أنّ الشيوعيّة الجديدة :
" تمثّل و تجسّد حلاّ نوعيّا للتناقض الحيوي الذى وُجد صلب الشيوعية فى تطوّرها إلى هذه اللحظة ، بين منهجها و مقاربتها العلميّين جوهريّا من جهة و مظاهر من الشيوعية مضت ضد ذلك . "
و هذه النقطة مهمّة إلى درجة أنّى أعتقد تستحقّ التكرار للمساعدة على تيسير التفكير الأعمق : الشيوعيّة الجديدة :
" تمثّل و تجسّد حلاّ نوعيّا للتناقض الحيوي الذى وُجد صلب الشيوعية فى تطوّرها إلى هذه اللحظة ، بين منهجها و مقاربتها العلميّين جوهريّا من جهة و مظاهر من الشيوعية مضت ضد ذلك ."
و بينما ن كما يُشير هذا المقتبس من القرارالأوّل – منهج الشيوعية و مقاربتها كانا جوهريّا علميين إذ وُجدت طرق هامة من خلالها المجتمعات الإشتراكية الماضية إلى جانب الحركة الشيوعيّة ، ماضيا و حاضرا ، إتّبعت طرق تفكير و مناهج و مقاربات غير علميّة و حتّى مناهضة للعلم لفهم الواقع و تغييره ، و كانت تداعياتها شديدة الضرر .
تعالج الشيوعية الجديدة التي طوّرها بوب أفاكيان معالجة نوعيّة هذا التناقض ، واضعة الشيوعيّة على أساس أرسخ علميّا و بالتالى المنهج و الإطار اللذان يجعلان من الممكن – ليس حتميّا بل ممكنا – مواجهة و تغيير عديد التناقضات المعنيّة في القيام بالثورة و مواصلتها على كامل الطريق نحو الشيوعيّة .
و لا حاجة إلى قول إنّ هذا أمر جلل في ما يتعلّق بالإمكانيّات التي توفّرها هذه الشيوعيّة الجديدة للإنسانيّة !
و مرّة أخرى ، بينما ليس من الممكن أن نقدّم عرضا عميقا للأبعاد الخاصة المتنوّعة للشيوعيّة الجديدة ، أودّ أن أسلّط الضوء هنا على أمثلة ثلاث من هذا .
- أوّلا : توفّر الشيوعيّة الجديدة أرضيّة جديدة – و تقطع مع المقاربات غير العلميّة داخل الحركة الشيوعيّة – في ما يتّصل بمقاربتها للحقيقة و السيرورة التي بها يجب البحث عن الحقيقة و فهمها و بلوغها ، و أهمّية المسعى وراء الحقيقة ليس بالمعنى العام فحسب بل بالمعنى الخاص لهدف بلوغ الشيوعيّة .
مقاربة الشيوعيّة الجديدة لهذه القطيعة مع الأفكار غير العلميّة و الضارة – التي كانت و لا تزال غالبا جدّا و على درجة كبيرة جدّا تنخر الحركة الشيوعيّة ماضيا و حاضرافى عدّة نقاط – بأنّ لقسم خاص من المجتمع ، كالشيوعيين ، أو الناس الأكثر إضطهادا و إستغلالا ، إحتكار للحقيقة ؛ فكرة أن يكون موقف صحيح من عدمه يجب أن يقيّم على قاعدة الموقع الطبقي ( أو الاجتماعي ) للشخص المعبّر عن الموقف ؛ و فكرة أنّ لمختلف الطبقات رواياتها الخاصة للحقيقة أي أنّ للبروليتاريا حقيقتها و للبرجوازيّة حقيقتها ؛ و مفهوم " الأبستيمولوجيا الشعبيّة "- أن يكون الشيء حقيقة أم لا ينبغي جعله معيارا عدد الناس الذين يعتقدون ذلك في زمن معطى ؛ و مفهوم " الحقيقة السياسيّة " – فكرة أن يكون أو لا يكون شيء ما صحيحا ينبغي أن يخضع لمعيار إن كان أم لا يُنظر إليه على أنّه مناسب في زمن معطى .
و مجدّدا ، جميع هذه الطرق الخاطئة في التفكير لم تكن سائدة في المجتمع بشكل أوسع و حسب و إنّما مثّلت مشاكلا ذات دلالة في ماضى الحركة الشيوعيّة و حاضرها .
و في معارضة كلّ هذا يوجد الفهم المتضمّن في الشيوعيّة الجديدة لبوب أفاكيان بأنّ الحقيقة هي ... الحقيقة ! ليس للحقيقة طابع طبقي ، و لا هي محدّدة بما أنّ كان يُنظر إليها أم لا على أنّها مناسبة سياسيّا على المدى المنظور ، و لا هي محدّدة بعدد الجماهير التي تعترف بها كحقيقة في زمن معيّن . تحديد الحقيقة بتناسبها من عدمه مع الواقع الموضوعي ، و يجب أن تواجه تماما بكلّ أبعادها – بما في ذلك الأبعاد التي قد تكون غير مواتية أو غير مناسبة على المدى المنظور – كجزء أساسي من البلوغ الفعلي للشيوعيّة . و قد تكثّفت هذه النقاط في هذه المقولة الهامة جدّا لبوب افاكيان و التي تتناول إختراقا مفتاحا في فهم مركّز في الشيوعيّة الجديدة :
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية ."
( " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 5:4 )
و مرّة أخرى ، كما أشار بوب أفاكيان ، إختراقات الشيوعيّة الجديدة بخصوص الحقيقة ليست مجرّد مسألة الإقرار بأنّ البحث عن الحقيقة شيء أساسي بوجه عام – و إن كان الأمر يشمل هذا الفهم كذلك – و إنّما البحث عن الحقيقة أساسي من أجل بلوغ الحقيقة .
- ومثال ثانى لبعد مفتاح خاص بالشيوعيّة الجديدة هو إختراقها بشأن الأمميّة - فهم أنّ" العالم بأسره يأتي فى المقام الأوّل". و هذا ليس مجرّد موقف أخلاقي – بالرغم من أنّه كذلك – و إنّما يمثّل فهما أكثر علميّة تماما للأمميّة و أهمّيتها في سيرورة القيام بالثورة و مواصلتها ، و قطيعة مع و إبتعاد عن الفهم غير العلمي للأمميّة ماضيا و حاضرا لدى الحركة الشيوعيّة . و يشمل هذا الإختراق الذى طوّرته الشيوعيّة الجديدة لبوب أفاكيان فهم أنّ الوضع العالمي هو الرئيسي – بكلمات أخرى ، العالم هو الأهمّ في تحديد الإطار – بالنسبة إلى سيرورة القيام بالثورة في بلد معيّن . و قد يوجد أحيانا تناقض حاد بين حاجيات دولة إشتراكيّة معيّنة و الحاجة على التقدّم بالثورة العالميّة ، و يجب أن يأتي التقدّم بالثورة العالميّة في المقام الأوّل ؛ و قد وُجدت أحيانا في الثورات السابقة أخطاء هامة إقترفت جرّاء الإخفاق في الإقرار بهذا و وضع حاجيات بلدان إشتراكيّة معيّنة فوق الثورة العالميّة . و هنا مجدّدا ، هذا ليس مسألة فكريّة مطلقة بصدد الأمميّة، بل هو مبادئ مستخلصة من أعمال بوب افاكيان في تفاعل عميق و تلخيص للفهم و المقاربة الصحيحين للتناقضات الفعليّة المعنيّة في التطبيق الصريح للأمميّة، مع كافة التعقيد و الصعوبات المنيّة في هذا. ( بهذا المضمار، نقاش الأمميّة في كتاب بوب أفاكيان " الشيوعيّة الجديدة " غاية في الأهمّية ).
- و مثال ثالث من الأبعاد الخاصة بالشيوعية الجديدة التي شقّت فيه أرضا جديدة المتعلّقة بمنهج " اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة على أساس اللبّ الصلب " وهو فهم علميّ يقطع فعلا مع الفهم و المقاربة الماضيين للحركة الشيوعيّة بطرق هامة ن بما في ذلك في تطبيق هذا المنهج على سيرورة القيام بالثورة و قيادة المجتمع الإشتراكي المستقبلي .
و يتداخل ما يتّصل بالأبستيمولوجيا ( نظريّة المعرفة ) بمنهج " اللب الصلب مع الكثير من المرونة على أساس اللبّ الصلب " بعض النقاط المفاتيح التي أشرنا إليها أعلاه و المتّصلة بالحقيقة و تشمل نقطّة أنّه بينما المنهج و المقاربة الشيوعيين هو وسيلة بلوغ الحقيقة الأكثر منهجيّة و شمولا و فعاليّة ، و هذا لا يعنى أنّ للشيوعيين إحتكار للحقيقة و أنّهم دوما على صواب أو ّأن الذين لا يطبّقون المنهج و المقاربة الشيوعيين دوما على خطأ ؛ بالأحرى ، أولئك الذين يأتون من وجهات نظر و مناهج و مقاربات أخرى بوسعهم أن يكتشفوا حقائق هامة و يسلّطوا ضوءا هاما على عناصر من الواقع . وبالتالى، منهج اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة على أساس اللبّ الصلب تعنى تطبيق النظرة و المنهج و المقاربة الشيوعيّة للواقع بهدف محدّد هو القيام بالثورة و بلوغ الشيوعيّة ، بينما كذلك نفهم الحاجة إلى – على أساس تطبيق ذلك المنهج – للتعلّم من و تدقيق النظر في و فرز ما يقع تقديمه من خلال حقول النشاطات الإنسانيّة العديدة و المتنوّعة و من خلال أناس يأتون من مروحة عريضة من الآفاق بما فيهم أولئك الذين ليسوا شيوعيين و حتّى الذين هم معارضون للشيوعيّة أحيانا .
مطبّقةهذا الفهم لللبّ الصلب مع الكثير من المرونة على أساس اللبّ الصلب ، على سيرورة القيام بالثورة و ثمّ مواصلة تلك الثورة في المجتمع الإشتراكي المستقبلي على طريق الشيوعية ، تعترف الشيوعيّة الجديدة لبوب أفاكيان - على مستوى أبعد بكثير و أحيانا في تعارض مع الطريقة التي كان يُفهم بها هذا قبل الشيوعيّة الجديدة -تعقيد النشاطات و الفكر الإنسانيين و تنوّعهما ، و الذين يجب أن ينصبّوا في سيرورة القيام بالثورة و قيادة مجتمع إشتراكي على الشيوعيّة . و يشمل هذا الإعتراف بطريقة جديدة تماما و على نطاق آخر بأهمّية المعارضة و النقاش و التجريب و صراع الأفكار و الفرديّة – و ليس الفكر الفردي الأناني – في المجتمع الإشتراكي .
و لعقد مقارنة بين هذا و مثال من الموجة الأولى من المجتمعات الإشتراكية : في الصين الإشتراكية – التي مثّلت ، مرّة أخرى ، قفزة عظيمة بالنسبة للإنسانيّة في عدد كبير من شتّى مجالات و بشكل عام – كان يُنظر إلى الماركسيّة في الأساس ك" إيديولوجيا رسميّ’ " يجب على الناس في المجتمع الإشتراكي أن يشهروا ذلك ، بينما الشيوعيّة الجديدة نو بوجه خاص مقاربة " اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة على أساس اللبّ الصلب " ، فهم أنّ العنصر القيادي في المجتمع الإشتراكي يحتاج إلى أن يكون الشيوعية ، لكن هذا لا ينبغي أن يودع و يُمأسس بالفعل ك " إيديولوجيا رسميّة " و إنّما يقدّم و يتمّ الصراع حوله كشيء يحتاج كسب الناس إليه و جعلهم يتبنّونه عن وعي و طوعا ، في حين يتمّ الإعتراف بأهمّية توفير مجال الإنخراط في و تعلّم ما يمكن تعلّمه من اررؤى الثاقبة لآخرين لم يُكسبوا بعدُ إلى الشيوعية .
و مهما كانت إيجابيّة عامة تجربة الإشتراكية في الصين ن فإنّ الشيوعيّة الجديدة لبوب افاكيان تمثّل نظرة مغايرة جدّا للمجتمع الإشتراكي و قفزة راديكاليّة إلى الأمام مقارنة حتّى بأفضل تجارب الماضي .
لذا ، هذه الأمثلة الثلاثة – المرتبطة بمقاربة الحقيقة ، والأمميّة و اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة على أساس اللبّ الصلب – هي بالذات هذا : أمثلة ثلاثة من الكثير من الأمثلة و النقاط التي يمكن تقديمها لمجرّد إعطاء فكرة عن مدى عمق الجديد في الشيوعية الجديدة لبوب أفاكيان ، و الطرق التي بها هذه الشيوعيّة الجديدة ( العودة إلى القرار الأوّل من القرارات الستّة ) :
" تمثّل و تجسّد حلاّ نوعيّا للتناقض الحيوي الذى وُجد صلب الشيوعية فى تطوّرها إلى هذه اللحظة ، بين منهجها و مقاربتها العلميّين جوهريّا من جهة و مظاهر من الشيوعية مضت ضد ذلك . "
أعمال بوب أفاكيان التي قرأنا و شاهدنا و سمعنا كانت تطبيقا و تجسيدا للشيوعيّة الجديدة – و جعلتنا ننغمس في هذه الشيوعية الجديدة بطريقة عامة على غرار ما وقع تكثيفه و المسك به في القرار الأوّل من القرارات الستّة و كذلك أبعاد خاصة متنوّعة منها الأمثلة الثلاثة التي سلّطنا عليها الضوء هنا .
و طبقا لذلك ، يجب على دراستنا و نقاشنا أن يعمّقا فهمنا و تطبقنا للشيوعيّة الجديدة و منهجها العلمي و قد شملت في الواقع عديد نقاشاتنا دراسة المنهج العلمي لبوب أفاكان و البحث عن إستيعاب هذا المنهج و تطبيقه من جانبنا ، بأفضل قدراتنا ، حتّى بينما لسنا قادرين على القيام بهذا في أي مكان قريب من ذات المستوى الذى يقوم به بوب أفاكيان نفسه . و هذا التركيز على المنهج كان في منتهى الأهمّية و الفائدة العلميّة ، و يتمظهر هذا ،مثلا ، في الطريقة التي درسنا بها و إرتأينا إتّباع الطريقة التي يواجه بها بوب أاكيان بجسارة و يقدّم بوضوح و منهجيّة و يفكّك التناقضات المفاتيح و قضايا الثورة ، و يجعل آخرين يشتركون و يدعوهم إلى الإلتحاق به في هذا المسار .
لذا ، مجدّدا ، للعودة إلى مسألة ما ليدنا في ما يتّصل بالعوامل و الشروط اللازمة للقيام بالثورة ، أهمّ عامل إيجابي إلى درجة كبيرة لدينا هو بوب أفاكيان و الإطار العلمي ، الإختراق و الفهم الذين صاغهما مع الشيوعية الجديدة ، و القيادة الراهنة التي يقدّمها . و هذه القيادة ن مثلما يقع تسليط الضوء عليها في القرار الثاني من القرارات الستّة ، تعنى مزيجا في منتهى الندرة : القدرة على " أن يطوّر نظريّة ثوريّة على المستوى الطبقي – العالمي ، و فى الوقت نفسه ، يملك فهما عميقا و إرتباطا من الأحشاء مع الناس الأكثر إضطهادا ، و يملك قدرة عالية التطوّر على " تفكيك " النظريّة المعقّدة وجعلها فى متناول الجماهير الشعبيّة . " . و مشاهدتنا و سماعنا و قراءتنا و في إرتباط بهم دراستنا / نقاشنا كذلك عدنا إلى نقطة المزيج النادر هذه بصفة متكرّرة و قويّة .
و في ما يتّصل بما لدينا بعدُ ، و بالتالى ما نحتاج بصفة إستعجاليّة العمل من أجل إيجاده بغاية القيام بثورة فعليّة : ليست لدينا بعدُ جماهير شعبيّة ، بداية بالآلاف ثم الملايين ، نكون كسبناها إلى هذه الثورة و قيادتها و طوّرناها إلى قوّة منظّمة من أجل هذه الثورة ، ، ليس لدينا بعدُ وضعا حيث يكون الحزب الذى نحتاج لقيادة الثورة قد نمى و مدّ جذوره و وطّد قوّته إلى درجة تمسى لديه علاقات و تأثير ضروريّين في المجتمع لقيادة ثورة فعليّة ؛ و ليست هناك بعدُ أزمة ثوريّة يصبح فيها النظام غير قادر على الحكم بالطريقة التقليديّة .
و من هنا ، المهمّة الملحّة أمامنا – ليس أمامنا نحن وحدنا ، و إنّما بالتأكيد أمامنا نحن كذلك – هي أن نمسك بالأمور الحيويّة التي نقوم بها و أن نمضي إلى الإشتغال عليها كي نوجد ما ليس لدينا بعدُ .
هذا الموضوع- موضوع ما لدينا و ما ليس لدينا ،و بالتالى ما نحتاج إلى العمل عليه بإجتهاد – كان موضوعا آخر عنه تحدّثنا مباشرة و قد طرحته موضوعيّا أعمال بوب افاكيان التي غُصنا فيها و طرحته نقاشاتنا لهذه الأعمال .
إيجاد الظروف التي ليست لدينا بعدُ ضروري بصورة إستعجاليّة ، و ممكن مطلقا و في تناغم مع الواقع و كيف يمكن تغييره ،و هناك إستراتيجيا للمضيّ للعمل على هذا ، مثلما ناقشنا في المدّة الأخيرة . بيد أنّ هذا لن يكون يسيرا – سيحتاج إلى الكثير من الصراع ، بصورة متكرّرة و جوهريّا على الصعيد الاجتماعي .
و هذا الفهم ، أيضا ، موضوع آخر يقفز لينعكس على دراستنا و نقاشاتنا .
و ينبغي إدراك أنّنا لا تحرّك في " ساحة لعب فارغة " . يمكن أن يوجد توجّه ، خاصة حين يكون الناس من الشباب و لا يزالون يفتقرون نسبيّا للتجربة السياسيّة ، للتفكير في أنّ كلّ إنسان له قلب نزيه سيلتحق في الحال بالفهم الصحيح للواقع حالما يتعرّض لهذا الفهم . و بلا شكّ ، هناك قاعدة هائلة لكسب ملايين الناس إلى هذه الثورة و قيادتها لأنّها بالفعل تتناسب مع الواقع و مع ما تحتاجه انسانيّة و ما من برنامج أو خطّ آخر يملك ذلك .
و مع ذلك ، لوضع الأمر بصيغة بسيطة ، فهم بوب افاكيان و الشيوعيّة الجديدة في نزاع مع كافة أنواع طرق التفكير الخاطئة ، حول كافة أنواع المسائل التي تُستحضر عفويّا و التي يشجّع عليها بنشاط و بصورة متكرّرة هذا النظام ، وهو في نزاع مع جميع أصناف الخطوط – مثلا ، النظرات و المناهج الخاطئة المطبّقة على الواقع – التي تبقى الناس في إطار اسر هذا النظام . و يشمل هذا ، على أنّه ليس محدّدا في ، الناس في المجتمع الذين يسمّون أنفسهم " إشتراكيين " أو " شيوعيين " لكن ليست لهم عمليّا أيّة صلة بالإشتراكية و الشيوعيّة الفعليّة و في الحقيقة لا يرغبون سوى في إصلاح الرأسماليّة و ربّما قليلا في إعادة توزيع الثورة المتجة من قبل النظام الرأسمالي للإستغلال . و هؤلاء الإصلاحيين لا علاقة لهم بثورة فعليّة و إنشاء عالم مختلف راديكاليّا – و في بعض الأحيان سيقرّون حتّى بذلك . و على أي حال ، هؤلاء الإشتراكيين و الشيوعيين الزائفين هم غالبا من الذين يهاجمون بأكثر خبث بوب أفاكيان و الشيوعيّة الحقيقيّة و بوب أفاكيان ممثّلها ، الشيوعية الجديدة ، تحديدا لأنّ بوب أفاكيان و الشيوعيّة الجديدة يمثّلان عمليّا ما قد يكونوا يدّعونه لكن في الواقع هم يعارضونه معارضة جوهريّة : يعارضون الثورة الحقيقيّة و الشيوعيّة .
ثمّة بعض ما يهدّد من ينتحل صفة .
و بالعودة إلى المجتمع بصورة أعمّ : ينبغي خوض صراع إيديولوجي شديد – و ليس فقط على المستوى الفرديّ أو ضمن أعداد صغيرة من الناس بل في صفوف الجماهير الشعبيّة ، و على نطاق إجتماعي – لتخليص الناس من كافة طرق التفكير و الخطوط الخاطئة التي تأسرهم كي يلتحقوا بإطار الشيوعية الجددة لبوب أفاكيان .
و مرّة أخرى ، هناك أساس صلب و وضع إستعجالي جدّا للقيام بذلك ، بالضبط لأنّ بوب افاكيان و الشيوعيّة الجديدة تتناسب مع الواقع و كيف يمكن و يجب تغييره بينما الخطوط و طرق التفكير الأخرى لا تتناسب مع الواقع . لكن هذا يستدعى صراعا مصمّما و شديدا – من الصنف المشدّد عليه و نموذجه أعمال بوب أفاكيان التي درسنا معا .
ويوصلنا هذا إلى نقطة أودّ أن أختم بها بعجالة ، وهي ثاني المحورين الذين شدّدت عليهما .
أهمّية النظريّة الثوريّة
هناك إتّجاه آخر يمكن أن يمضي فيه الناس حين يكونون من الشباب و لا يملكون نسبيّا تجربة هو إتّجاه النظرة إلى " فعل شيء " هو المهمّة السياسيّة الأهمّ أمامنا . " فعل شيء " يمكن تحديده بعدّة طرق متباينة و منها حضور البرامج و الأحداث أو الإحتجاجات أو القيام " على الأرض " بالإمتداد و العمل السياسيين .
حسنا ، بادئ ذي بدء ، مسألة " فعل شيء " ، ما هو هذا الشيء ؟ تطرح مباشرة . و بكلمات أخرى ، ما نوع الإمتداد و العمل السياسيين سيقوم بهما الناس نو ما نوع هذه البرامج و الإحتجاجات – حول أي خطّ – يبحث الناس عن الإنخراط فيها ؟ هذه بداهة مسألة مركزيّة ، مفتاح . و ليس الحال ، على عكس ما يذهب إلى إعتقاده غالبا الناس و يعبّر عنه البعض – أنّ " كلّ شيء جيّد "- بكلمات أخرى ، سواء كنّا " ليبراليين " أو " تقدّميّين " أو " إشتراكيين " أو " شيوعيين "- أكيد ، أكيد أنّنا جميعا نرغب في الأساس في الأشياء ذاتها و نحن على الصفحة عينها ".
لا . فيما هناك بالتأكيد بضعة مجالات عامة يمكن للشيوعيّين أن يجدوا فيها وحدة مع أوسع صفوف التقدّميّين ، هناك خطوط مختلفة وهي في نزاع و تؤدّى جوهريّا إلى أنواع فهم متباينة للمشكل و الحلّ في العالم .
هذا هو السؤال الأوّل : " فعل شيء " ، ما هذا الشيء ، و ما الهدف منه ؟
و بعد قول هذا ، " فعل شيء " بالمعنى الصحيح – أي القيام ب" عمل ميداني " على الأرض و في المجتمع الأوسع للترويج لهذه الثورة و قيادتها ، و لتنظيم الناس من أجل الثورة . و العمل على التسريع بينما يتمّ الإعداد لثوة فعليّة ، لقتال السلطة و تغيير الناس ، من أجل الثورة ، بما في ذلك عبر شتّى أشكال الإمتداد السياسي و البرامج و النقاشات و المظاهرات و الإحتجاجات السياسيّة إلخ – في منتهى الحيويّة و الأهمّية ، وهو ضروري في الاقع بصفة ملحّة .
لكن من المهمّ فهم أنّ في حركة من أجل الثورة - مثلما هو الحال فى أي فريق جيّد – لكلّ شخص دور مختلف ومن المهمّ للناس أن يدركوا و ينهضوا بأدوارهم للمساهمة أكبر مساهمة ممكنة فى عمل الفريق و في هذه الحال ، في تحرير الإنسانيّة.
و مع ذلك ، حتّى أبعد من هذه المسألة ، مسألة الدور الذى ينهض به كلّ شخص ، هناك مسألة حيويّة النظريّة الثوريّة .
و مجدّدا ، " فعل شيء " بالمعنى الصحيح – أي النشاط الثوري العملي – حيويّ الأهمّية . إن كان للملايين الفهم النظري الصحيح لكنّهم لم يتحرّكوا عمليّا إستنادا إلى ذلك الفهم ، لن يتغيّر شيء .
لكن – و يمضى هذا ضد الطرق التي يقع وفقها تدريب الناس على التفكير في هذا المجتمع ، و ضد عقوبة كيف أنّ الناس غالبا ما ينظرون إلى الأمور عندما يكونون من الشباب ( أو تكون الأمور جديدة بالنسبة لهم ) ، إلاّ أنّه مع ذلك صحيح و هام – و ما هو أهمّ من " فعل شيء " هي مسألة ما يفهمه الناس ، فرادى و جماعات . ما إذا كان الناس أم لا يتحرّكون و كيف يتحرّكون – و تداعيات هذا على العالم – يعود في نهاية المطاف لما يفهمه الناس .
إنطلاقا من هذا الموقف ، من الحيوي أن يعثر الناس على طرق للقيام بما كنّا و لا نزال نقوم به :الغوص في و تبنّى وتطبيق النظريّة الثوريّة الأكثر تقدّما في العالم ، الشيوعيّة الجديدة لبوب افاكيان ، كجزء من السيرورة العامة للقيام بالثورة.
و نقطة أخيرة : من المهمّ عدم النظر نظرة ضيّقة إلى ما يعنيه تبنّى الشيوعية الجديدة و تطبيقها . و هذا لا يعنى العمل والإمتداد السياسي المباشر فحسب وهو مرّة أخرى ، في غاية الأهمّية. و يعنى تبنّى هذا العمل وتطبيقه - بالمعنى الأوسع - تطبيق الفهم الذى يمثّله بوب أفاكيان و الشيوعيّة الجديدة لتفسير الواقع و تغييره . و في غاية الأهمّية ،و هذا يشمل تقاسم الملاحظات / الأفكار و الأسئلة و الأجوبة – بشأن ما نتعلّمه و المادة التي ندرسها ؛ و التطوّرات و التغيّرات و الإتّجاهات في المجتمع ( و العالم ككلّ )؛ و طرق و فرص الترويج لهذه الثورة و قيادتها ، و كيف ينظر الناس( أولئك الذين تعرفونهم، و على نطاق أوسع ) و يناقشون مختلف ألمور المستجدّة في المجتمع / العالم ، و ما يكثّفه ذلك في ما يتّصل بفرص الثورة و الهزّات في المجتمع و كذلك الحاجة إلى تغيير تفكير الناس : حول الأحداث و التطوّرات الكبرى في الموسيقى و الفنون ... لذكر بضعة أمثلة فقط .
إنّها جميعا مساهمات مهمّة جدّا في السيرورة الثوريّة ، و سيكون من الخطأ التفكير في ذلك بطريقة أخرى .
و دعونى أنهى هذا من حيث بدأت : هذه السيرورة التي أبحرنا فيها – و سنواصل – كانت ذات مغزى عميق و مثيرة حقّا و ممتعة جدّا. و هذا جزء حيوي من المساهمة الفعليّة في سيرورة البناء من أجل الثورة التي نحن في حاجة لها حاجة ملحّة.
---------------------------------------------------------------------------------------