الاهمية والمغزى التاريخي للذكرى ال75لانتصار الشعب السوفيتي على الفاشية الالمانيه (1945-2020) الحلقة الثامنة


نجم الدليمي
2020 / 5 / 7 - 19:20     

::مواقف مبدئية.. وازدواجية معايير ((الحلفاء)).



ان الحرب الوطنية العظمى التي خاضها الشعب السوفيتي بقيادة الحزب الشيوعي السوفيتي، كانت حرب مقاومة عادلة ومشروعة من اجل تحرير البلاد من الغزاة الالمان الفاشست، وكانت في الوقت نفسه تحمل طابع وطني و طبقي وايديولوجي، وكانت اصعب امتحان بين النظام الاشتراكي الوليد،الحديث،وبين اعتى نظام فاشي عرفه التاريخ الحديث وهو النظام الفاشي في المانيا ،وهو الذي ولد من رحم النظام الامبريالي العالمي، اي انها كانت حرب طبقية وايديولوجية وعسكرية بين الاشتراكية والراسمالية من حيث المبدأ.
لقد تميز موقف القيادة الاميركية -البريطانية بازدواجية السلوك والمعايير، بدليل انها لم تحدد موقفها بعد اكثر من سنتين على شن هتلر حربه غير العادلة على الاتحاد السوفيتي، وكان موقفها المبدئي من الحرب، هو مغازلة النظام الفاشي في المانيا من جهة، وتلوح للقيادة السوفيتية باشارات معينة الى انها ((ضد))هتلر!!وخير دليل يؤكد صحة ذلك هو ان القيادة الاميركية -البريطانية اعلنت رسمياً دعمها للاتحاد السوفيتي، الا ان الجوهر الرئيس لموقف القوى الرجعية المتطرفة الحاكمة في اميركا وبريطانيا هو استمرار الحرب وان يحارب الاتحاد السوفيتي لوحده المانيا ولفترة طويلة بهدف استنزاف قوي الدولتين. وفي هذا الصدد حدد الرئيس الاميركي ترومان موقف اميركا من الحرب العالمية الثانية اذ قال((اذا رأينا ان المانيا تكسب الحرب فان علينا ان نساعد روسيا (المقصود الاتحاد السوفيتي)، واذا كانت روسيا ستكسب الحرب فان علينا ان نساعد المانيا، وهكذا فليقتلوا اكبر عدد ممكن)).بالمناسبة هذا ما حدث في الحرب العراقية الإيرانية والتي دامت8سنوات يعكس نفس الموقف الاميركي - البريطاني.
اشار اندريه غروميكو وزير خارجية الاتحاد السوفيتي ( الذي كان مطلع على كثير من تفاصيل الحرب بحكم موقعه وقربه من قيادة السلطة،)الى ان ((تطلعات وحسابات واشنطن والامبريالية الاميركية كانت تتناقض تناقضا صارخا مع المهمات الحقيقية التي كانت تواجه الائتلاف المناهض للهتلرية لسحق المانيا الفاشية والعسكرية اليابانية)).
كان الموقف العدائي لاميركا وبريطانيا للاتحاد السوفيتي يحمل طابعاً ايديولوجيا وطبقيا، ولم تكن لدى الدولتين رغبة حقيقية لمساعدة الاتحاد السوفيتي في حربه العادلة ضد المانيا الفاشية وفي هذا الخصوص اكد غروميكو الى ان ((القرار حول ارساليات المواد وفق((لاند-ليز))الى الاتحاد السوفيتي ليس نتيجة سخاء ما من جانب الولايات المتحدة، انها قد ادركت الخطرالشديد الذي كانت تشكله المانيا الفاشية واليابان على الولايات المتحدة الأمريكية)).
ان ((الحلفاء)) لم ينفذوا ((بالقدر الكافي لالتزاماتهم وفق بروتوكول مؤتمر موسكو، وخاض الجيش الاحمر معركة موسكو في خريف وشتاء عام 1941،من دون دعم كافي من جانب الحلفاء... وغالباً ما كانت الاسلحة التي قدمها الحلفاء من الطراز العتيق او المعطوب في اغلبها)) و((لم تشكل ارساليات البضائع الصناعية من جانب الحلفاء خلال الحرب سوى 4بالمئة فقط من المنتجات الصناعية السوفيتية)).
لقد((اجرت الولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات منفردة مع العدو (المقصود هتلر) في وقت واحد، منتهكة بذلك جميع الاتفاقيات، ومنها صيغة الدار البيضاء بهدف جس النبض و لكن علي اساس معاداةالسوفييت. وجرت المفاوضات في فترة كانون الثاني - نيسان عام 1943 في سويسرا)).
لقد اثبتت القيادة السياسية والعسكرية السوفيتية امتلاكها للفن السياسي والعسكري وادارة وتوجيه الحرب العادلة لصالحها وبهذا الخصوص اشار الرئيس الاميركي روزفلت في عام 1943 الى ان ((الجيش الاحمر والشعب الروسي(المقصود الشعب السوفيتي) اجبرا حقا قوات هتلر المسلحة على طريق الهزيمة النهائية ونالا اعجاب شعب الولايات المتحدة الأمريكية الذي سيقوم احقابا طويلة)). واشار الفيلد مارشال الانكليزي مونتغومري عن(( منقبة روسيا العسكرية العظمى))، الا ان الاتحاد السوفيتي ((تاتي عليه ان يتحمل وحده تقريباً كل ضراوة الضربة الالمانيه)) وان(( الانكليز لن ينسوا ابداً ما عادته روسيا)). واكد روزفلت في برقية الى ستالين في ايلول عام 1941 قائلا ((انا لا استطيع ان اعبر لكم عن درجة اعجابنا بالنضال الدفاعي للجيش السوفيتي)).
يشير بالف جيلين العضو المراسل في اكاديمية العلوم في الاتحاد السوفيتي الى ان((امتداد الجبهة السوفيتية -الالمانيه من(3000 الى 6000 كم)يتجاوز امتداد مسارح العمليات في شمال افريقيا والبحر الابيض المتوسط واوربا الغربية مجتمعة من 2-4مرات،وذلك على امتداد 1418 يوماً)).
بعد انتصار الشعب السوفيتي و الحزب الشيوعي السوفيتي بقيادة الرفيق ستالين على المانيا الفاشية خططت القيادة الاميركية -البريطانية اليمينية المتطرفة والمتمثلة بترومان وتشرشل لاعلان الحرب العالمية الثالثة او مايسمى بالحرب الباردة، بدليل ان آلان دالاس رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي،اي،ايه)وضع خطة في عام 1946،تهدف الى تقويض الاتحاد السوفيتي وتم تحديد فترة زمنية للخطة الاجرامية ب 50 سنة( 1946- 1996)وتمت المصادقة عليها من قبل مجلس الامن القومي الاميركي والرئيس الاميركي ترومان (ونفذ الخطة الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف في عام 1991) . وكان الهدف الرئيس للخطة هو العمل على تفكيك دولة الاتحاد السوفيتي ومن الداخل وبدون اعلان حرب عسكرية والقضاء على الحزب الشيوعي السوفيتي، والعمل على تقليص عدد سكان روسيا الى 50. مليون نسمة وتحويل روسيا الى سوق لتصريف ((فائض))الانتاج الراسمالي، بهدف تعظيم الربح وتشغيل المصانع والمعامل..... ومعالجة جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا، وتحويل البلد الى بلد مصدر لاهم المواد الاولية من نفط، غاز،الماس، الاعشاب.....، ومصدر رئيس لهجرة الكادر العلمي من ذوي التأهيل والتدريب العلمي الرفيع وخاصة الشباب ،والعمل على اغراق السوق السوفيتية -الروسية بالسلع الكمالية والاستهلاكية التي معظمها لا تتوفر فيها الشروط والمواصفات المطلوبة، وادخال الاتحاد السوفيتي -روسيا في دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والامني والعسكري والثقافي....، وتم ذلك من خلال ((برامج)) متعددة الاسماء والالوان، والعمل على تخريب القوة العسكرية والاقتصادية وتحويل الشعب السوفيتي -الروسي الى ((عبيد))للغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية.
وبهذا الخصوص اكد الان دالاس رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في خطته قائلا ((..... سنجد لنا انتصارا ومؤيدين وكذلك حلفاء من داخل روسيا)) وكما اكد الماسوني دالاس الذي حصل على درجة الاستاذ العظيم في التنظيم الماسوني العالمي درجة((33))وفق نظامهم الداخلي، اذ قال ((سوف نعمل بجد مع جيل الاطفال والشباب (جيل الببسي كولا،والبنطلون الجنس والنوادي الليلية وتفشي المخدرات والانتحار والبطالة....) من اجل تفسخهم....... وتحويلهم الى طابور خامس وعملاء النفوذ......)).
لقد ادركت قوي الثالوث العالمي بشكل عام والقيادة الاميركية وحلفائها المتوحشين في الغرب الامبريالي بشكل خاص لا يمكن تقويض الاتحاد السوفيتي لا باسلوب عسكري، ولا باسلوب الحصار الاقتصادي، لان الاتحاد السوفيتي يملك من القوة العسكرية ما يكفي من تدمير العالم اجمع بعدة مرات،ولديه قوة اقتصادية وموارد طبيعية كبيرة فاسلوب الحصار الاقتصادي اسلوب فاشل ايضاً، ان ((افضل))اسلوب لتفكيك الاتحاد السوفيتي هو العمل على اختراق قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي الحاكم ورئيس الحزب بشكل خاص ووجدوا ضالتهم في غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي المرتد وهم:ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وبوبوف ويافلينسكي وجوبايس وغايدار وبوربولوس وكرافجوك، واناتولي سوبجاك وشخراي ونيمسوف وشوشكيفيج، وكوجما وتشرنوميردين وفولسكي وميدفيدوف ور سلان حسبولاتوف وليشكوف.........، وهؤلاء هم في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي في حكم الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وهم اعضاء مكتب سياسي واعضاء لجنة مركزية وكادر متقدم في الحزب وايضا وجدوا لهم انصار في الجيش وجهاز امن الدولة السوفيتية (كي جي بي) ومنهم بكاتين.....، فقدمت الحكومة العالمية وعبر قنواتها الخاصة الى الماسوني والخائن غورباتشوف مشروع ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها وتحت شعارات وهمية وكاذبة.... ومنها حقوق الإنسان والديمقراطية والعلنية والتجديد والتعحيل وغيرها من الخزعبلات التي لا يصدقها الا الجاهل او الخائن اوالعميل... فالنتيجة لا تحتاج إلى تعليق، الخطة نفذت بالكامل وتم تفكيك الاتحاد السوفيتي وتصفية المنجزات الاشتراكية العظمى ومنها ضمان حق العمل دستوريا ومجانيةالتعليم والعلاج والسكن وتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية النسبية وتحقيق الامن والاستقرار للمواطنين......
والغريب حقا كانت القيادة المتنفذة في الحزب الشيوعي العراقي هي القيادة الوحيدة من الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية التي ساندت وايدت غورباتشوف و تمثلت بقيادة عزيز محمد وفخري كريم والفريق المساند لهم وقيادة حميد_رائد وبعض الكوادر المتقدمة والدراويش قد ساندوا الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي في نهجه الهدام، والمؤتمر الخامس الذي تبني قسماً من شعارات غورباتشوف ومنها ((الديمقراطية والتجديد... )). سؤال مشروع؟ هل تم ذلك عن طريق الصدفة او الجهل؟او انه شيء كان مخطط ومدروس له من قبل القيادة المتنفذة في الحزب؟! المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجأة كثيرة حول ذلك.

### ستالين --حذر من الخطر....ولكن؟
في ايار عام 1941 حذر الرفيق ستالين من احتمال ظهور الردة وعودة قوي الثورة المضادة في داخل الاتحاد السوفيتي من خلال حصولهم على الدعم المادي والمعنوي من قبل النظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية جاء في التحذير ((ان احتمال ظهور وعودة قوي الثورة المضادة في داخل الاتحاد السوفيتي من خلال حصولهم على الدعم المادي والمعنوي من قبل النظام الامبريالي العالمي، لان المهمة الرئيسة لاعداء الشعب السوفيتي هي تقويض النظام السوفيتي واقامة الراسمالية وسلطة البرجوازية في الاتحاد السوفيتي، ومن خلال ذلك فسوف تتحول البلاد الى ملحق للغرب،بلدا مصدرا للمواد الخام الاولية وان الشعب السوفيتي سيتحول الى عبيدا للامبريالية العالمية يرثى لحاله.
ان المكانة مهمة(المقصود مكانة الاتحاد السوفيتي) في خطط اعداء الشعب السوفيتي تعطي بالدرجة الأولى لتقويض القوة العسكرية والاقتصادية للاتحاد السوفيتي، والتهيئة العسكرية من اجل الحاق الهزيمة العسكرية بالاتحاد السوفيتي والاستيلاء على السلطة واقامة نظام بونابارتي في البلاد بالاستناد على القوة العسكرية وعلى بعض العناصر من الاوباش والمجرمين والمنسلخين من طبقتهم والذين يمثلون قوي الثورة المضادة (غورباتشوف، يلسين، ياكوفلييف، شيفيرنادزة،كرافجوك،غايدر، جوبايس......).
ان هؤلاء الخونة والاذلال والسفلة والحقراء عازمين قبل كل شيء التخلي عن الملكية الاجتماعية لوسائل الانتاج (الملكية الاشتراكية) وبيعها،(تم بيعها بثمن بخس 3بالمئة من قيمتها الفعلية)، وتحويل الملكية العامة لوسائل الانتاج الى ملكية خاصة رأسمالية وتحت حجة غياب الجدوى الاقتصادية، وسوف يتم تصفية السفخوزات(مزارع الدول)وتصفية الكلخوزات (المزارع التعاونية) هذا هو جوهر ما يسمى بالخصخصة الاجرامية، وهذا ما كان يقصده الرفيق ستالين، وبيع المكائن والالات الزراعية الى شركائهم في الرأي او ما يسمون بالمزارعين من اجل انبعاث(ظهور)نظام الكولاك في الريف السوفيتي، واخضاع البلاد عن طريق الحصول على القروض واعطاء منح وامتيازات مهمة للدول الامبريالية من اجل الاستحواذ على مشاريعنا الصناعية واعادة منطقة سخالين الى اليابان))،. ان ما تنبأ به ستالين طبق اليوم على الاتحاد السوفيتي -روسيا من عام 1985ولغاية اليوم،عام 2010 تم عرقلة بعض الخطوات في الميدان الاقتصادى.
لقد جاء تحذير الرفيق ستالين في ايار عام 1941 اي قبل تقريباً من نصف قرن قبل عمليه تفكيك (اغتيال) الاتحاد السوفيتي (1941-1991) والتي تمت هذه العملية الخيانة الكبرى تحت ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية (1985-1991)، انها عملية ((جراحية))كبرى قد تمت على يد خونة الشعب والفكر والحزب الشيوعي السوفيتي عبر الخائن والعميل الامبريالي غورباتشوف وفريقه العلني-الخفي المرتد، وهو الان لا يساوي كومة من الغائط وهذا هو تقديره الحقيقي ومصير غورباتشوف وفريقه ومن أيد نهجه الهدام والتخريبي والاجرامي في مزبلة التاريخ وهذا هو المكان الطبيعي للخونة والمجرمين والطغاة بحق الشعب والفكر والحزب.

يتبع
7/5/2020