العمال والشغيلة في ضوء برنامج الحزب الشيوعي العراقي


عادل عبد الزهرة شبيب
2020 / 4 / 8 - 11:00     


يزداد شموخ الحزب الشيوعي العراقي كلما تقدم به العمر فهكذا هو حزب الطبقة العاملة العراقي حيث قدم العديد من مناضليه حياتهم من اجل شعبهم وعلى رأس اولئك الشهداء الأبطال الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف ( فهد) ورفاقه الأبطال وسلام عادل والعديد من الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم من اجل انارة الدرب للآخرين .فالحزب الشيوعي العراقي يعد النهر الثالث في العراق بعد دجلة والفرات , اذ لا يمكن الحديث عن تاريخ العراق دون المرور بالحزب الشيوعي العراقي , هذا الذي تم تأسيسه في 31 آذار 1934 نتيجة لتطور نضال الشعب العراقي وحركته الوطنية والديمقراطية وهو حزب الطبقة العاملة والفلاحين والمثقفين وسائر بنات وابناء شعبنا من شغيلة اليد والفكر. حزب يضع مصلحة الشعب والوطن فوق كل اعتبار ويكافح لاستكمال استقلال البلاد وسيادتها الوطنية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية .
لقد ارتبط نشوء الطبقة العاملة العراقية منذ البداية ارتباطا وثيقا بتاريخ المجتمع العراقي الحديث وامتزج صراعها الاقتصادي المطلبي منذ البداية بنضالها السياسي والوطني والذي اصبح سمة من سماتها المميزة . وكان للطبقة العاملة العراقية منذ نشوئها دورا ايجابيا في مختلف معارك المجتمع العراقي المطلبية والوطنية والديمقراطية , ومن خلال نضالاتها تمكنت من انتزاع العديد من الانتصارات السياسية والحقوق الديمقراطية والاقتصادية لنفسها كطبقة وللشعب العراقي وقضاياه الوطنية والتحررية عامة , وقدمت في سبيل ذلك العديد من التضحيات والشهداء.
ويلاحظ اليوم وبسبب سياسات القوى الحاكمة وجود ضعف للطبقة العاملة وتشتتها حيث حاولت كثير من القوى تحييد الطبقة العاملة سياسيا فضلا عن محاولات تمييعها وتشتيتها طبقيا .
لقد اهتم الحزب الشيوعي العراقي في برامجه ومنذ تأسيسه بالعمال والشغيلة عموما . ولغرض حماية حقوق العمال ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية , يرى الحزب ضرورة التطبيق الفعلي لقانون العمل رقم 37 لسنة 2015 مع اصدار تشريعات خاصة بالتنظيم النقابي والمهني لحماية حقوق العمال وللحيلولة دون تعرضهم للفصل الكيفي ورفع مستوى معيشتهم وضمان حياة لائقة للمتقاعدين منهم وكبار السن . كما يؤكد الحزب الشيوعي العراقي ايضا على ضرورة اصدار التشريعات الكفيلة بضمان تمثيل العمال في مجالس ادارة المشاريع والمؤسسات الاقتصادية والحكومية منها على وجه الخصوص .
والحزب مع الغاء القرار المرقم ( 150 ) لسنة 1987 وقانون التنظيم النقابي للعمل رقم 52 لسنة 1987. ويدافع عن الحريات النقابية للطبقة العاملة والشغيلة وحقهم في التنظيم النقابي في جميع المشاريع الانتاجية والخدمية وبضمنها مشاريع الدولة والسعي الى تحقيق وحدة نضال الطبقة العاملة واحترام استقلال الحركة النقابية وحق العمال في الاضراب والتظاهر والاعتصام وفي الوقوف بوجه أي تجاوزات على حقوقهم من اية جهة جاءت بما فيها الجهات الحكومية .
ويؤكد الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه على دعم انشاء وتطوير المشاريع الانتاجية والخدمية الصغيرة والمتوسطة التي تستثمر مزيدا من الأيدي العاملة ولا تحتاج الى كثير من رؤوس الأموال او العملة الصعبة .
ويدافع الحزب عن رفع الحد الأدنى لأجور جميع العاملين وحماية قدرتهم الشرائية بما يتناسب وتكاليف المعيشة المتنامية باستمرار مع اقامة منظومة شاملة للضمان الاجتماعي ضد البطالة والعوز والأضرار الناجمة عن العمل .
ان مستقبل الطبقة العاملة العراقية مرتبط بتحالفها مع قوى الفلاحين وشغيلة اليد والفكر والبرجوازية الصغيرة وخاصة الفنيين منهم والمرتبطين بالإنتاج والموظفين محدودي الدخل , هذا الى جانب بعض الشرائح من الفئات الوسطى , اضافة الى تنظيمها ووحدتها ووعيها السياسي واستيعابها لكل التطورات التكنولوجية التي يحتاجها مجتمعنا , ورهن كذلك بارتفاع مستواها العلمي والتكنولوجي .
فالطبقة العاملة العراقية لها تنظيمان لا ثالث لهما : حزبها الشيوعي العراقي ونقابتها الموحدة .