من واقعة كورونا فيروس...تحية لليسار


بوجمع خرج
2020 / 3 / 31 - 19:48     

لا احد ينكر اليوم الفشل الكبير لليبراليات في مواجهة وباء الكوفيد 19 الذي ليس سوى " بروفة " بما يستدعينا للحذر من القادم لمواجهة المرض الذي تم تدبيره ليس وحسب لملئ الابناك الكبرى التي تقرر مصير العالم نقديا التي هي معرضة لفراغ واقع في ما سماه ماركس ، "في المياه الجليدية للحسابات الأنانية"... ولكن لإخراج جديد للعالم وفق خلفية عقائدية من اخبثهم.
ولا احد سيتنكر أنه في الجهة الأخرى التي تم التشويه بها في صورة صين بلا جودة وبكل عيوب الدنيا.. من قبل وسائل إعلام فاقدة لأخلاقيات السلطة الإعلامية في انحيازات والتشهير بلا حياء لعل تلميع السوق الليبرالية ومرجعياتها... في حين أن الشعب الصيني وكل الشعوب الاشترتكية فعلوا كل شيء للحد من الوباء في ظرف وجيز ، وبأسلوب مؤسساتي ميزته اشتراكية المسؤولية تحت رعاية الدولة والشعب بدون صدقات وإحسان سياسيي رأسمالة تتاجر حتى في الأنسنة... دول تعتبر الصحة العامة أولوية وطنية والتضامن شيء آخر غير شعارات إنسانية تماسيح تخدم الحملات الانتخابية برعاية مصرفيي الأعمال ودينصورات الانتخابات... بانبطاح الادارات وخدمة المصالح المخوصصة بغير علم الشرعية الوطنية...
لا احد سيتنكر للقوى اليسارية التي نجحت في القضاء على الشر المفتعل من خلال تعبئة الوسائل الوطنية المؤسساتية و الجماعية الهائلة ، والاعتماد على القيم الجماعية التي لم تخضع هناك للامتيازات والمحسوبيات والانتهازيات... كما هو الحال في فضائات النيوليبرالية.
ولا احد سيتنكر لفضل الفرق الطبية الصينية والكوبية والفنزويلية التي سارعت إلى إنقاذ إيطاليا ، البلد الأوروبي الذي يبدو كما لو أنه خانه شركاؤها ؛ من اتحاد أوروبي إلى الولايات المتحدة ، أمام أعين الجميع في عدم القدرة على تقديم نموذج للتضامن المنصف المتكافئ العادل الانساني ؛ كما أمر الأطباء الكوبيون بالتدخل في المارتينيك ، وفي ذلك عجز حقيقي للقوات الرأسمالية التي أجبرت على الاستناد بالدول الاشتراكية...
طبعا وضعية ايطاليا محيرة بشكل مدهش علما انها منصة للحلف الأطلسي وقنطرة للاتحاد الأوروبي بل هي فضاء مرجعيات فكرية وثقافية لكبريات القوة الغربية... واكيد أن ما حدث لإيطاليا يبقى حدثا مفصليا سواء استراتيجيا أو تكتيكية أو دبلوماسيا .... بل وتفكيرا ... أتطرق له لاحقا