نهاية الحرب الإمبريالية العالمية الثالثة بحرب جرثومية


امال الحسين
2020 / 3 / 23 - 21:49     

لم نعتقد يوما أن الحرب الإمبريالية العالمية الثالثة التي بدأت تداعياتها منذ الحرب الأولى على الشعب العراقي في 1991 ستنتهي بالحرب الجرثوية المسماة كوفيد 19 ..
إن الرأسمال المالي الإمبريالي منذ زمان وهو يستثمر في شعوب العالم بما فيها شعوب الدول الإمبريالية نفسها وقد تحدثنا عن ذلك في كتابات كثيرة ..
إن تحالف الاحتكاريين الاقتصاديين والاحتكاريين السياسيين كما سماهم لينين يقودرون الدول الاحاكارية ويتنافسون على تقسيم العمل عالميا ..
إن هم الاحتكارية العالمية ليس إلا جلب الربح الوفير على حساب تدمير الطبيعة والإنسان وفي أقصى تجلياته على حسب إبادة الشعوب منذ إسقاط جدار برلين والدعاية لما يسمى العولمة ..
إن كارثة كوفيد 19 العالمية ليست إلا النقطة التي أفاضت كأس إبادة الشعوب منذ الحرب على الشعب الفيتنامي في 1945 التي أبيدت فيها آلاف السكان، إلى الحروب على الزايير ـ الكونغو ـ الديمقراطية حاليا، التي قتل فيها 6 ملايين قتيل بالسلاح والجوع والمرض، وما تلاها من حروب على الشعب الأفغاني، العراقي، السوري، اليمي والليبي ..
لقد وصل التنافس والصراع بين الإمبرياليات حده الأقصى بعد هيكلة الإمبريالية الصينية والروسية، مما حتم ضرورة وقوع حرب إمبريالية عالمية ثالثة، التي لا يمكن أن تكون إلا حربا نووية مما يهدد العالم أجمع، وكانت تجلياتها باروة في الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين بعد توظيف روسيا في الحرب على الشعب السوري ..
لقد استعدت الإمبريالية الأمريكية لهذه الحرب وتلوح بها بعد انتخاب شيوخها زعيمهم ترمب زعيم الاحتكاريين الاقتصاديين زعيما للاحتكاريين السياسيين، الحرب النووية التي قد تبيد الملايين من البشر إن استطاعوا إيقافها قبل فوات الأوان، ذلك ما دفع بالإمبريالية الأمريكية أن تسلك طريقا قصيرا وصعبا في آن واحد وهو الحرب الجرثومية حرب كوفيد 19، حرب الكورونا التي طوتها في المختبرات الصهيونية وأطلقت جيلا جديا مدمرا كإنذار للأسوأ والذي تحول إلى وباء عالمي لن ينجو من دماره أي شعب ..
هذا الفيروس الذي يقدرون إمكانية استمرار مفعوله عدة سنوات قادمة وقد يتعايش مع الإنسان طول الزمانن وجميع الدول عاجزة اليوم على مواجهته ويبقى خطرا على شعوب البلدان المضطهدة التي قد يحصد فيها الملايين من البشر ..
إن الرأسمالية في حاجة إلى متنفس من أجل هيكلة نفسها كما هي في طبيعتها التي تلاحقها عبر تاريخ أزماتها المزمنة التي وصلت حدها في عصر الإمبريالية، ولا يمكن أن تلقى شفاءها المؤقت إلا في الاستعمار والحرب الصفتن اللتان تلاومها ..
إن الذين يعتقدون وبكل سهولة إمكانية يتغير النظام العالم لصالح الشعوب المضطهدة واهمون، حيث إن الإمبريالية لا يمكن أن تتنازل عن مصالحها إلا لما تتشكل قوة مناقضة لها قادرة على قهرها كما حددتها الماركسية ..
قد تكون هناك إمكانية بروز تألق إمبرياليات جديدة وعلى رأسها الصين لكن ليس من السهولة أن تزيح الإمبريالية الأمريكية في الطريق، قد تستطيع انتزاع بعض مصالحها بعد تقسيم العمل عالميا لكن بشروط غاية في التعقد ..
إن خيرات العالم مازالت غنية وكثيرة تفوق بكثير ماتحتاجه شعوب العالم لقرن قادم لكن لا يمكن بتلك السهولة التي يتصورها بعص الناس أن تكون تحت تصرف هذه الشعوب بما فيها شعوب البلدان الإمبريالية ..
إن نهاية الحرب الإمبريالية العالمية الثالثة لم تحط أوزارها بعد وقد تحصد خلال السنوات القادمة الملايين من البشر، وكعادة كل حرب امبريالية عالمية تبدأ دائما في عقر دار البلدان الإمبريالية ولأول مرة تمس الشعب الأمريكي بشكل مباشر، لكن نهايتها تكون مؤلمة وكارثية لما تشمل نتائجها الشعوب المضطهدة وقد تسفر عن أشكال استعمارية جديدة ..
فلنكن على أتم استعداد للأسوأ الذي قد يضرب القارة الإفريقية وقد بدأت تداعياته بشمال إفريقيا لقربها من أوروبا، وليس لأن الدول الإمبريالية الأوروبية عاجزة أمام كوفيد 19 بسبب نظامها الصحي الضعيف كما يقال، إنما بسبب هول الكارثة نتيجة هذه الحرب القذرة التي لا ترحم ..
لقد سبقت هذه الحرب الجرثومية حرب بيولوجية على مستوى الطبيعة خاصة التغذية التي تشكل فيها المواد الغذائية محورها الأساسي، بعد إغراق موادها الأولية وعلى رأسها البذور والأغراس التي تم تعديلها جينيا ويتم تغذيتها بالسموم عند زراعتها وغرسها مما شكل نوعا آخر من الحروب على الشعوب المدمنة على استهلاكها، دون أن ننسى المواد االغذائية المصنعة التي تحمل عناصر مسرطنة تسبب للمستهلكين لها أمراضا مزمنة، الشيء الذي جعل المناعة ضد كوفيد 19 ضعيفة في أوساط الشعوب ..
إن الشعوب المضطهدة مهددة اليوم بأداء ضريبة هذه الحرب غالية حيث عدم قدرتها على مواجهة كوفيد 19 مما يحتم عليها اللجوء إلى المناعة الجماعية وهنا تكمن الكارثة التي تتطلب التضحية بملايين سكان العالم ..