عالم متورّم بكره النساء و الفقر و الحروب و هجرة البشر ... كفاية ، طفح الكيل ! بيان من الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) بمناسبة 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة


شادي الشماوي
2020 / 3 / 12 - 15:52     

عالم متورّم بكره النساء و الفقر و الحروب و هجرة البشر ... كفاية ، طفح الكيل !
بيان من الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) بمناسبة 8 مارس ، اليوم العالمي للمرأة
جريدة " الثورة " عدد 638 ، 9 مارس 2020
https://revcom.us/a/638/statement-cpimlm-on-march-8-international-womens-day-en.html
" إذا أردنا الحديث عن مجموعة في المجتمع لها حاجة جوهريّة للتمكّن من التنفّس و العيش كبشر وهي أمرو ليس في المستطاع تحقيقها إلاّ عن طريق الثورة الشيوعية ، فلا وجود لمجموعة يصحّ عليها هذا أكثر من جماهير النساء . "
( بوب افاكيان ، " الشيوعية الجديدة " ، صفحة 227 )
مرّت أربعة عقود على ظهور مقاومة النساء في إيران للإرتداء الإجباري للحجاب و القوانين المناهضة للنساء التي أصدرتها جمهوريّة إيران الإسلامّة . و مذّاك ، مثّلت هذه المقاومة أكبر احدّى للأصوليّين أمام دمجهم للدولة و الدين كل النظام الأوتوقراطي الفاشي الإيراني . إلاّ أنّ نضالات النساء تجاوزت هذه المقاومة إذ نهضت بدور هام في كافة التمرّدات الشعبيّة المناهضة للنظام ن بما فيها ما صار معروفا ب " تمرّد نوفمبر 2019 ".
و بالتالى ، يعتبر هذا النظام قمع النساء من مستلزمات وجوده ، لاجئا إلى أحكام سجن ثقيلة و إلى تخصيص زنزانات تعذيب للنساء اللاتى ثابرن على مقاومتهنّ للإرتداء الإجباري للحجاب و لدوس حقوقهنّ الأساسيّة و المساواة و الحرّية . هذا فضلا عن مساعى جهاز الدعاية و التحريض الواسعين لنظام الجمهوريّة الإسلاميّة في فرض الأدوار التقليديّة للنساء في المجتمع. و مثال بارز عن هذا هو الكره المستمرّ الذى يروّج له " القائد " ( خاميني ) للنساء و تقديسه ل " الأمومة " و " الحجاب و التعفّف ".
ليس إضطهاد النساء لا مسألة هويّة و ليس قتال هذا الإضطهاد مسؤوليّة النساء وحدهنّ . و من هنا ، ندعو الشباب المتمرّد الذى يناضل ضد الفقر و الحرمان ،و مناضلى الحركة العمّاليّة ، و نشطاء حركة الأساتذة ، والمدافعين عن البيئة ، و الطلبة و المجتمع بأكمله لإدانة كافة أشكال إضطهاد النساء في إيران و حول العالم و الإلتحاق بالنساء في معركة إجتثاث التفوّق الذكوري عبر العالم قاطبة . و ننادى النساء المقاتلات لتوسيع حدود معركتهنّ ضد إضطهاد النساء إلى حرب ضد مجتمع الرأسماليّة و في سبيل تحرير الإنسانيّة .
و لأجل فهم الواقع المعقّد للإضطهاد القديم للنساء لآلاف السنوات ، لأجل إستيعاب صلته بكافة العذابات غير الضروريّة الأخرى التي تعانى منها الإنسانيّة ،و لأجل التمكّن من التوغّلعميقا لرؤية منبع هذه المعاناة في ديناميكيّة النظام الرأسمالي و بالتالى إكتشاف حلّ تغيير كلّ العلاقات الإضطهادية و خطّ طريق لبلوغ هذا التحويل ، نحتاج إلى العلم و هذا العلم هو الشيوعيّة .
و علم الشيوعيّة يبيّن أنّ إضطهاد النساء تناقض من التناقضات الإجتماعيّة المتجذّرة في المجتمع الطبقي و منسوج في مصنعه منذ ظهور الملكيّة الخاصّة و تشكّل الطبقات في عصر العبوديّة وصولا إلى عصر الرأسمالية – الإمبريالية . و يبيّن هذا العلم أنّ إضطهاد النساء يلعب دورا هاما في القاعدة الكامنة لنمط الإنتاج الرأسمالي و الإستغلال في إعادة الإنقسامات الطبقيّة و كذلك دورا حيويّا في البنية الفوقيّة السياسيّة و الإيديولوجيّة لهذا النظام ، مساعدا على إنسجامها و طاقة تحمّلها و إستمرارها . و هذا العلم يبيّن أيضا كيف أنّ العالم منقسم إلى مضطهِدين و مضطهَدين و من غير الممكن تخطّى هذا التناقض في ظلّ هذا النظام و الحلّ الذى نحتاج إليه هو ثورة – نوع الثورة التي كما أعرب عن ذلك ماركس ، تنجح في القضاء على " الأربعة الكلّ " : القضاء على الإختلافات الطبقيّة ، و القضاء على كلّ علاقات الإنتاج التي تفرز الإختلافات الطبقيّة ،و القضاء على كلّ العلاقات الإجتماعيّة المناسبة لعلاقات الإنتاج هذه و في الأخير القضاء على كلّ الأفكار و القيم و الثقافات الناجمة عن هذه الإنقسامات و العلاقات الإضطهاديّة و الإستغلاليّة و تساعد على الحفاظ عليها و توطيدها . و لوضع ذلك بصيغة مختصرة : يتطلّب الأمر ثورة شيوعيّة .
أنظروا إلى العالم و الظروف البائسة لملايين البشر ! أنظروا كيف أنّ فى الولايات المتحدة صعد إلى السلطة نظام فاشيّ وهو يعزّز قاعدته ، زعيمه (ترامب ) يدعو الكنغرس في خطابه النوي إلى إصدار قانون يمنع افجهاض " المتأخرّ زمنيّا ". و أنظروا إلى الشرق الأوسط الذى كان يحترق في الصراع بن قطبين رجعيّين عفا عليهما الزمن ، القطب الإمبريالي و قطب الأصوليّة الإسلاميّة . و أنظروا إلى أفغانستان و كيف أنّ عدّة عقود من الغزو الإمبريالي قد قطّعت أوصاله – قبل 18 سنة ، غزت الولايات المتّحدة و حلفاؤها أفغانستان بذريعة " تحرير نساء أفغانستان من طالبان " و الآن بتعلّة جلب " السلام و السكينة " إلى ذلك البلد ، تعقد " إتفاقا " مع طالبان ! أنظروا إلى ما يوزّع النظام الرأسمالي – الإمبريالي على الإنسانيّة : لم يقطّع فقط أوصال الأغلبيّة المطلقة لشعوبنا حول الكوكب بالفقر و الجوع و البطالة و الحروب و الهجرة و الفاشيّة و العنصريّة و الأصوليّة الدينيّة ؛ وهو الآن يهدّد بقاء النوع البشري و الحياة عامة على الأرض بتحطيم البيئة .
و لوضع حدّ لإضطهاد النساء – سواء المخضعات بوضوح من قبل الرجعيين الإسلاميين و المسيحيين الفاشيين ، أو بصفة مغلّفة أكثر مفروضة من طرف ضروب مختلفة من السياسات الليبراليّة و الليبراليّة الجديدة للديمقراطيّات البرجوازيّة الغربيّة، نحتاج إلى المسك بعلم الشيوعيّة و الخلاصة الأكثر تقدّما لهذا العلم التي هندسها بوب أفاكيان ، من أجل تحرير النساء و تحرير الإنسانيّة جمعاء ، الحلّ الوحيد هو الإطاحة بالنظام في كلّيته بواسطة الثورة الشيوعية و لا شيء أقلّ و يجب أن يعتمد هذا على علم الشيوعيّة الجديدة و ليس على هذه أو تلك " الرواية " أو أنواع أخرى من الأوهام. و هذاصعب الإدراك و الإنتصار ليس مضمونا مسبّقا. بيد أنّه قائم على أساس مادي في العالم الواقعي ، ما يجعله ممكنا و كذلك ضروريّا.
و غداة 8 مارس ، نعلن أنّنا ، الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) مصمّمون على وضع نهاية لآلاف السنين من النظام الذكوري / البطرياركي ؛ مصمّمون على إرساء بديل هو الجمهوريّة الإشتراكية الجديد في إيران من خلال ثورة شيوعيّة بالإعتماد على الجماهير الشعبيّة و الإمكانيّات الجبّأرة للنساء من أجل بناء عالم مغاير راديكاليّا ، خالى من الإضطهاد و الإستغلال ؛ و لأجل هذا سنقاتل كافة الطرقات الخاطئة التي تصوّر نفسها على أنّها بدائل قابلة للحياة.
إنّنا مصمّمون على ربط النضال لإجتثاث إضطهاد النساء و لوضع حدّ لقوانين الشريعة المعادية للنساء و الحجاب الإجباري في إيران ، بالنضال لوضع حدّ للفقر و البطالة و القمع الفاشيّ و البوليسيّ ، و النظام التيوقراطي . و تحطيم البيئة ، و الإضطهاد القومي و الحروب التي تخوضها الجمهوريّة الإسلاميّة في المنطقة ؛ و مصمّمون على قيادة و توجيه كافة هذا النضال و ديناميكيّاته بإتّجاه الثورة الشيوعية .
و النساء ، بقدر ما هنّ عُرضة لجميع أشكال الإضطهاد و التمييز و العنف ، بقدر ما هنّ كذلك قادرات و يجب أن تكون في مقدّمة هذه الثورة ، و تكون في طليعة النضال في سبيل تحرير الإنسانيّة .و عليه ، ننادى كافة النساء المتقدّمات و الرجال المتقدّمين و النساء الثوريّات و الرجال الثوريين للإلتحاق بحزبنا قصد القتال ضد الفظائع السائدة في العالم ، و بُغية إنشاء عالم جديد راديكاليّا .
و تؤكّد مسودّة دستور الجمهوريّة الإشتراكية الجديدة في إيران ، بصدد الحقوق الأساسيّة للشعب ، على أنّ الجمهورية الإشتراكية الجديدة في إيران ستضمن :
" الحقوق المتساوية التامة لجميع المواطنين و المواطنات ، بغضّ العن معتقداتهم و دياناتهم و قوميّأتهم و جندرهم و رغباتهم و توجّهاتهم الجنسيّة . المساواة التامة في كافة المجالات السياسيّة و الثقافيّة ، و حقوق التعلين و الشغل و الرعاية الصحّية و السكن . و المساواة التامة و اللامشروطة بين الرجال و النساء في كافة مظاهر الحياة السياسيّة و الإقتصاديّة و الإجتماعيّة و السريّة . و ستمنع الدعارة و البرنوغرافيا . و سيكون الإجهاض حرّا و ستوجد مساواة و حرّية في مسائل الزواج و الطلاق و الحبّ و التحوّل الجنسيّ . و كلّ أصناف المهر و البائنة إلخ ستمنع و ستتمكّن النساء من الضمانات الإجتماعيّة لصيانة حياتهنّ. "
( صفحة 54 من هذا الدستور ، المتوفّر باللغة الفارسيّة )
و لبلوغ هذه الحقوق بإعتبارها الحقوق الإنسانيّة الأكثر أساسيّة و للمضيّ أبعد من ذلك و إنشاء عالم أين لن يتمّ إنتاج اللامساواة ، و إرساء قوانين تفرض المساواة ... نحتاج أن يلتحق عدد متنامى من الرجال و النساء – بداية من الآن فصاعدا - بحزبنا و أن يصبحوا طليعة النضال في سبيل تحرير الإنسانيّة . و القتال ضد إضطهاد النساء جبهة حيويّة من هذه المعركة الكبرى و
" ... بمعنى جوهري ، كجزء حيويّ من الثورة و هدفها الأسمى عالم شيوعي خالي من أي شكل من الإضطهاد و الإستغلال " .
(بوب أفاكيان ، " الشيوعية الجديدة " ، صفحة 225 ).
Communist Party of Iran (MLM) - March 2020 - http://www.cpimlm.org
------------------------------------------------------------------------------------------------------