بيان للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) : قاسم سليماني يمثلّ الذراع العسكري لنظام إسلامي رجعي ، قُتل بأمر من ترامب ، الرئيس الفاشي لبلد إمبريالي غازي


شادي الشماوي
2020 / 2 / 15 - 01:38     

جريدة " الثورة " عدد 630 بتاريخ 13 جانفي 2020
https://revcom.us/a/630/statement-from-the-communist-party-of-iran-en.html

لماو تسى تونغ ، قائد الثورة الصينيّة و الحركة الشيوعية العالميّة ، موقف معروف جدّا مفاده أنّ وفاة البعض أثقل من جبل في الضغط على صدرنا و وفاة البعض اللآخر أخفّ من ريشة . وفاة آلاف الشبان و الشابات في تمرّد نهاية نوفمبر 2019 في إيران من الصنف الأوّل أمّا وفاة قاسم سليماني فمن الصنف الثاني و دونالد ترامب الذى أمر بإغتياله ينتمى بلا شكّ إلى ذات صنف سليماني . لا يمحو إغتيال قاسم سليماني بأمر من ترامب الفاشي جرائم الحرب التي لإرتكبها و لا جرائم الحرب التي إقترفتها قوّات النظام القمعيّة التي أطلقت النار و قتلت بشرا جياعا إحتجّوا على ظروفهم في الشوارع ( في عدّة مدن في إيران ).
لقد دعا الخاميني إلى ثلاثة أيّام حداد وطني على سليماني ، بينما شهداء إنتفاضة نوفمبر جرى دفنهم سرّا او وُجدت أجسادهم المعذّبة في مياه خلف السدود أو أكوام القمامة تحت القناطر و العديد منهم لا يزال من المفقودين و وقع إيقاف الآلاف الآخرين و هم يتعرّضون إلى التعذيب . و لا يسمح الخاميني حتّى لأقرباء أولئك الذين فقدوا حياتهم في تمرّد الشوارع بأن يقيموا مآتم لذكرى وفاة أحبّائهم الذين إستشهدوا في تمرّد نوفمبر ذلك أنّ النظام يعلم بأنّه إن سمح بحصول ذلك ، لن يتوقّف سيل الناس في شوارع إيران و الناس في خوزستان ( بالجنوب ) سيملئون مارشلاندس مهشر ( أين تمّ إقتياد المحتجّين و رميهم بالرصاص ) بذرف الدموع و الذين يستشيطون غيضا سيحقدون على هذا النظام حتّى أكثر .
و الآن بحفلات الحداد هذه لسليماني ، يسعى النظام البائس لجمهورية إيران الإسلاميّة إلى تحويل قتل الفاشي قاسم سليماني من طرف فاشي متنمّر أكبر مثل ترامب ، إلى حدث لتبييض الدم الذى سال من الجماهير الشعبيّة في تمرّد نوفمبر . لعلّ سليماني لم يصدر الأمر بإطلاق النار على الجماهير في تمرّد نوفمبر غير انّه أمر رجاله في قوّات القدس و المنتمين إليها في العراق بقتل المحتجّن العراقيّين أثناء تمرّد أكتوبر و نوفمبر 2019 الذى هزّ ذك البلد .(1) لكنّنا لن نسمح بحدوث ذك ؛ لن ندع هذا النظام يوظّف نزاعاته المافيويّة مع الإمبرياليّة الأمريكيّة لكسب الشرعيّة لنفسه و لتبرير وجوده .
مع إغتيال سليماني بأمر من ترامب ، إنطلق بعض المثقّفين خدمُ " النظامين الفاسدين الذين فات أوانهما " – أي النظام الإسلامي الرجعي و الإمبريالية الأمريكية – في جولة جديدة من حملة تسعى إلى إنشاء إستطاب في صفوف الناس بين هذهين النظامين : إمّا إلى جانب جمهوريّة إيران الإسلاميّة و إمّا إلى جانب الإمبرياليّة الأمريكيّة . بعض مدّاحي جمهوريّة إيران الإسلاميّة ألقوا قصائدا شعريّة في مدح قاسم سليماني على أنّه " الإبن البار لإيران " (2). و مدّاحو ترامب كالوا له المديح لقتله سليماني . هذان القطبان قطبان من الغباوة ذاتها و هما سواء بسواء في وساخة السمعة و الخزي : أولئك الذين يصوّرون السياسة الرجعيّة لبناء إمبراطوريّة إسلاميّة شيعيّة على أنّها " مقاومة للإمبرياليّة " و كذلك الذين لا يرون الطبيعة الفاشيّة لشعار ترامب " أمريكا أوّلا " و يكلبون منه ،وهو محترف رمي الأطفال في الأقفاص، أن " يحرّر الشعب الإيراني" من براثن جمهوريّة إيران الإسلاميّة !
جمهوريّة إيران الإسلاميّة و الولايات المتّحدة الأمريكيّة : نزاع لرجعي حول العراق
مثلما كتبنا في الماضي ، " إنّ بقاء الجمهوريّة الإسلاميّة رهين أن تكون لاعبا مهمّا في المسرح المضطرب للشرق الأوسط و على ضوء هذا تقوم و ستواصل اليام بمغامرات عسكريّة و سياسيّة كبرى "(3).
طوال ال21 سنة السابقة ، إطلع قام سليماني و قوات القدس التي كانت تحت غمرته دورا مركزيّا في هذا المضمار . و في نهاية المطاف ، قُتل خلال مغامرة من هذه المغامرات . فقبل وفاته ، كان منغمسا في الحملة المتعدّدة الأوجه للإبقاء على تأثير الجمهوريّة الإسلامية في العراق . و قدا حاول :
1- وضع نهاية لموجات الإحتجاجات التي شهدتها العراق في ألشهر الماضية باللجوء إلى القمع الوحشيّ للشعب و إراقة الدماء ،
2- توحيد تلك القوى الشيعيّة المتنافسة مع قوّات القدس ( لذلك أتى بمقتضى الصدر إلى طهران لمقابلة الخاميني )،
3- الضغط على الحكومة العراقيّة لأجل الإبقاء على المنتمين إلى قوّات القدس كجزء لا يتجزّأ من الإدارة و الجيش و مواقع الأمن / المخابرات في العراق ( بما في ذلك مواقع مفاتيح في " المنطقة الخضراء " و مطار بغداد )،
4- الضغط على البرلمانيّين العراقيّين ليصوّتوا لفائدة " الانسحاب الأمريكي من العراق ".
لقد كانت الجهود الدؤوبة الحديثة لقاسم سليماني و سفراته المسعورة بين دمشق و بغداد و طهران تهدف إلى الحيلولة دون غنهيار تأثير الجمهوريّة الإسلاميّة في العراق – تيّأر قد تصاعد منذ بداية الإحتجاجات الجماهيريّة في أكتوبر الماضي عبر البلاد ضد النظام العراقي و ضد تأثير جمهوريّة إيران الإسلاميّة . فقد إنتشرت الإحتجاجات الجماهيريّة في كلّ مكان بما في ذلك في مدن كالنجف المعتبرة معقلا لقوّات القدس . و قد وقع إضرام النار في القنصليّة العامة لجمهوريّة الإسلاميّة في النجف في عدّة مناسبات . و فضلا عن ذلك ، مراكز قيادة مجموعات مليشيا إسلاميّة متنوّعة – سواء كانت منخرطةفى قوّات القدس أم في القوّات المنافسة لها – كانت هدفا للنقمة العامة على فساد الحكومة و البطالة و تأثير النظام الإيراني في الشؤون الداخليّة العراقيّة ، هذه تعبيرات عن مشاعر عمة المحتجّين الذين إحتلّوا ساحات بغداد و قناطرها . و بالتالى ، جرى قتل مئات العراقيّين على يد قوّات الأمن العراقيّة و ساندت إيران فيالق الحشد الشعبي و قوّات القدس . و لا تزال هذه المقاومة مستمرّة . و قد عمّق هذا التمرّد الشعبي كذلك التص-ّعات و الإنشقاقات في صفوف الحكومة الشيعيّة العراقيّة و حطّم شرعيّة كافة فصائلها . و حتّى حلفاء إيران في هذه الحكومة قد حاولوا على جناح السرعة النأي بأنفسهم عن الجمهوريّة الإسلامية بالتعبير عن " الإنشغال و الإشمئزاز " من قتل المحتجّين . و كانت الولايات المتحدة في منتهى السعادة لهذا التطوّر و رأت أنّه يسمح بفرصة للإطاحة بالتأثير الإيراني في العراق و إخراج قوّات القدس من المعادلات في هذا البلد . و ى 29 نوفمبر 2019 ، قامت الولايات المتحدة بضربات جوّية ضد كتائبحزب الله ( فصيل من المليشيا الشيعيّة يقع مباشرة تحت إمرة قوّات القدس ) شمالي العراق ، محافظة الأنبار ( و حسب التقارير ، قُتل على ألقلّ 25 من رجال المليشيا و جرح أكثر من 55 منهم ) . و عقب سيل من قنابل الروكات التي سقطت على مراكز القيادات العامة لهذه المجموعة ، سعت الجمهوريّة الإسلاميّة ، و خاصة الخاميني ، إلى إستخدام الحادث لتحويل الموجة المناهضة لإيران في المدن العراقيّة على موجة معادية للأمريكان و إعادة تركيز شرعيّة قوّات القدس و المليشيا الشيعيّة . فأصدر الحشد الشعبي أمرا ب " الردّ " أسفر هجوما على سفارة الولايات المتحدة في المنطقة ، بهولة لأنّها هي نفسها جزء من أمن المنطقة الخضراء . إلاّ أنّ " إستعراض القوّة " هذا لم يؤثّر كثيرا في الجوّ السياسي في العراق و لم تستفد الجمهوريّة الإسلاميّة من ذلك كبير فائدة . و العمليّة الأمريكيّة الأساسيّة جدّت عندما وصل قاسم سليماني إلى بغداد مع شركائه من حزب الله اللبناني على متن طائرة قادمة من دمشق و جاء قادة كبار من الحشد الشعبي للقائهم و نقلهم .
دور سليماني في الجمهوريّة الإسلاميّة
كان قاسم سليماني يُجسّد و ينفّذ سياسة الجمهوريّة الإسلاميّة لتوسيع تأثيرهما إلى ما وراء البحار . و يرتهن بقاء الجمهوريّة الإسلاميّة بإستمرار هذه السياسة – ليس بسبب ما يسمّى ب " تأمين الحدود الإيرانيّة " و إنّما لأنّ الجمهوريّة الإسلاميّة ليست مجرّد نظام تيوقراطي داخل حدود إيران بل هي بالأحرى قطعة محوريّة في الحركة الإسلاميّة الرجعيّة في هذه المنطقة و مثلما يدعو ذلك منظّرو سياسة جمهوريّة إيران الإسلاميّة ، إنّها أمّ قرى الإسلام (4) أو " عاصمة الإسلام " نسبة إلى " مدن إسلاميّة أخرى ". و هدفها هو توظيف سلطة الدولة في إيران بهدف تركز إمبراطوريّة إسلاميّة في المنطقة فحسب بل شدّدت أيضا من الفرض الفاشي لقانون الشريعة داخل إيران ذاتها . فمثل هذه النظرة تتطلّب من نظام جمهوريّة إيران الإسلاميّة أن يجعل لإيران دور نموذجي نسبة إلى " المدن الإسلامية " الأخرى جميعا . و تدفع هذه المهمّة الرجعيّة حروب قوات القدس إلى خارج الحدود الإيرانيّة و كذلك إلى قتل الجماهير الشعبيّة داخل الحدود الإيرانيّة .

و إلى حدّ كبير ، بلا شكّ ، كانت حروب الشرق الأوسط نتيجة لغزوات الإمبريالية الأمريكية و حلفائها – خاصة منذ إحتلال الولايات المتّحدة لأفغانستان سنة 2001 ، ثمّ للعراق سنة 2003 ز لكن الجمهوريّة الإسلاميّة قد لعبت دورا هاما في نشر هذه الحروب و عملت على إيجاد فضاء اتطوّر و توسّع المليشيات الشيعيّة و بقيامها بذلك قد إلتقت حتّى مع القوّات العسكريّة و الأمنيّة للولايات المتحدة في العراق و أفغانستان و غيرها من الأماكن في الشرق الأوسط . فعقب إحتلال الولايات المتحدة للعراق سنة 2003 و الإطاحة بصدّام حسين ، نهضت تمرّدات كبرى في صفوف العرب السنّة ضد جيش الولايات المتّحدة و عولج الأمر بقمع وحشيّ على يد الجيش الأمريكي و خلال هذا القمع مدّت قوّأت القدس بوجه خاص و جمهوريّة إيان الإسلامية بوجه عام يد المساعدة للولايات المتّحدة . في سنوات القمع الداخلي تلك في العراق 2007-2008 تشكّلت المليشيات الشيعيّة و خاصة كتائب حزب الله ، تحت قيادة قاسم سليماني . و دور قوّات القدس و كتائب حزب الله في إغتيال نخب السنّة و المثقّفين في جامعة بغداد لم يتمّ بحثه بما فيه الكفاية . و إثر لعب كتائب حزب الله سنة 2011 دورا حيويّا في القمع و الفضح الدموي ل" الربيع العربي " في سوريا و في الحفاظ على نظام بشّار الأسد في السلطة ز و بالتالى ، كانت " معاداة الإمبريالية " من قبل الجمهوريّة الإسلاميّة و قاسم سليماني " وضعيّة " جدّا و محبطة تماما .

المزيد من الحروب الهدّامة تلوح في الأفق

النزاع بين الجمهوريّة الإسلاميّة و الولايات المتحدّة نزاع قديم لكن مع إحتلال نظام فاشي تماما البيت الأبيض ، عرف هذا التناقض منعرجا جديدا و تطوّرا في إطار مختلف نوعيّا عن الإطار السابق .
يمزّق نظام ترامب جميع المعاهدات و الإتفاقيّات الدوليّة تمزيقا و يتصرّف بعدوانيّة متنمّر طليق العنان بغية إرساء قواعد جديدة في العلاقات العالميّة و يشمل هذا كذلك العلاقات مع جمهوريّة إيران الإسلاميّة . و في ظلّ نظام ترامب ، إتّبعت الإمبرياليّة الأمريكيّة هذا " النهج " لرفع التحدّيات التي تواجهها محلّيا و عالميّا . فموقع الإمبريالية الأمريكية ك " قوّة عظمى وحيدة لا منازع لها " في العالم قد تزعزع وهي تواجه الآن جملة من التحدّيات الاقتصادية منها و السياسيّة و العسكريّة تفرضها عليها القوى الإمبريالية الأخرى ، تحديدا الإتّحاد الأوروبي و روسيا ، و خاصة الصين . و في الوقت نفسه ، تحاول الجمهوريّة الإسلاميّة أن تضمن بقاءها عبر المناورة و الإستفادة من التصدّعات و الإنشقاقات صلب القوى الإمبرياليّة . و نظام ترامب / بانس في الولايات المتحدة يزعج الحكم " المتعارف عليه " للبرجوازية و النظام التيوقراطي الفاشي في إيران يجلس فوق نظام رأسمالي تابع للإمبرياليّة . لكن لا أحد منهما يمكن إعتباره " لا يتناسب " و سير النظام الرأسمالي – الإمبريالي . إنّهما يبيّنان إمكانيّات النظام الراسمالي العالمي في تناقضاته مع مصالح أغلبيّة شعوب العالم .
إنّ الإمبرياليّة الأمريكية و الجمهوريّة الإسلاميّة أعداء للشعوب في إيران و في الشرق الأوسط. و التناقض بينهما طبيعته رجعيّة و طفيليّة كلّيا ، على جبهتي المعادلة ، وهو مصدر هائل للتسبّب في عذابات شعوب الشرق الأوسط ز و قد لخّص الرفيق بوب أفاكيان هذا التناقض على النحو التالي :
" بين شريحة ولّي عهدها تاريخيا ضمن الإنسانية المستعمَرة و المضطهَدة ضد الشريحة الحاكمة التى ولي عهدها تاريخيا ضمن النظام الإمبريالي . و هذان القطبان الرجعيان يعزّزان بعضهما البعض ، حتى و هما يتعارضان . و إذا وقفت إلى جانب أي منهما ، فإنك ستنتهى إلى تعزيزهما معا . و فى حين أنّ هذه صيغة مهمّة جدّا و حيويّة فى فهم الكثير من الديناميكية التى تحرّك الأشياء فى العالم فى هذه المرحلة ، فى نفس الوقت ، يجب أن نكون واضحين حوا أي من " هذين النموذجين الذين عفا عليهما الزمن " قد ألحق أكبر الضرر و يمثّل أكبر تهديد للإنسانيّة : إنّه الطبقة الحاكمة للنظام الإمبريالي التى عفا عليه الزمن تاريخيّا ، و بوجه خاص إمبرياليّو الولايات المتحدة . " (5)
خلال الأربعين سنة الماضية ، سعت الجمهوريّة الإسلاميّة إلى إصدار مواقف طنّانة ضد الولايات المتّحدة مدّعية أنّها بلغت " الإستقلال " عنها . إلاّ أنّها ، بصفة متصاعدة ، ربطت الاقتصاد الإيراني بغملاءات الولايات المتّحدة ، و بالتالى ، عرّضت البلاد و الشعوب إلى عقوبات إقتصاديّة وحشيّة من قبل الولايات المتّحدة . لا تمثّل جمهوريّة إيران الإسلاميّة وحدها بل كذلك عامة الأصوليّين الإسلاميين ن مصالح الفئة و الطبقات التي تطمح إلى بلوغ السلطة ضمن إطار العلاقات الإمبرياليّة و لهذا تلاعبت بكره الجماهير في الشرق الأوسط للإمبريالية الأمريكية . و الوسائل و الطرق التي تستخدمها الجمهوريّة الإسلاميّة و الإمبرياليّة الأمريكيّة تعكس الحقد العميق الجذور للجماهير الشعبيّة ضدّها .
و من البديهي أنّ لا نظام رجعي سيقترب أبدا من الإمبريالية الأمريكية في عدوانيّتها و قتلها و نهبها . و هدف الجيش الأمريكي في العراق و الشرق الوسط ليس سوى الهيمنة على منطقة لها أهمّية إستراتيجيّة و جغرافيّة سياسيّة للسيطرة على العلم بأسره . بالولايات المتحدة في الشرق الأوسط لنهب شعوب هذه البلدان و مواردها . الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لتجعل من القوى الإمبريالية الصينيّة و ألوروبيّة و اليابانيّة و الروسيّة مرتبطة بهيمنتها العالميّة . أمريكا في الشرق الأوسط لإخضاع الجمهوريّة الإسلاميّة و أنظمة رجعيّة أخرى في المنطقة لمصالحها الخاصة . لكن المسألة هي أنّ الولايات المتحدة و الجمهوريّة الإسلاميّة و حروب الشرق الأوسط ناجمة عن " نظام ". و على قمّة هذا النظام تتربّع الإمبريالية ألمريكية غير أنّ هذا الواقع لا يجعل من الجمهوريّة الإسلاميّة أقلّ إجراما و لا يجعل من الإطاحة بها في أقرب وقت ممكن أقلّ أهمّية .
لا مجال للشكّ في أنّ ترامب سيحاول الإستفادة أفضل الإستفادة من إغتيال سليماني و تصعيد التوتّرات مع الجمهوريّة الإسلاميّة للتقدّم بتناقضاته مع الكتل الأخرى ضمن الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة و يمكن حتّى أن يشنّ حربا حربا أوسع نطاقا مع إيران لإيجاد تعليل لفرض نظامه الفاشي داخل الولايات المتحدة . و قد أعربت بعدُ بعض عناصر الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة عن إعجابهم بإغتيال قاسم سليماني ل " رمي المتفجّرات في صندوق بارود " . كلّ هذا واقعي و ستتسارع الفوضى العارمة و التقلّبات المدمّرة في الشرق الأوسط . و المسألة هي : ما هو الحلّ بالنسبة للشعب في إيران و العراق و كذلك في الولايات المتحدة و عبر العالم قاطبة ؟
ظهور حركة عالميّة تطالب بوقف الحروب الرجعيّة و الإمبرياليّة في الشرق الأوسط – تماما مثل الحركة العالميّة المناهضة لتدمير البيئة – شيء إستعجالي . و الجماهير الشعبيّة من أفغانستان و العراق و إيران و سوريا إلى الولايات المتحدة و مصر و هونكونغ و موسكو يجب أن تتّحد و تعلن أنّها لن تسمح بإستمرار و توسّع هذه الحروب و عن تصميمها على وضع حدّ لكلّ تحرّكات الإمبرياليّين الأمريكان و جمهوريّة إيران الإسلاميّة و أنظمة رجعيّة أخرى في المنطقة بما فيها أمراء الحرب الإسلاميّين . و بالأخصّ ، هناك حاجة إلى تركيز صلة / وحدة سياسيّة و عمليّة بين النضالات الجماهيريّة ضد الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران و النضالات الجماهيريّة في الولايات المتحدة للإطاحة بنظام ترامب / بانس الفاشي ، من الأسفل . و سيكون هذا عاملا ديناميكيّا لمقاومة فعّالة و ملهمة للحروب في الشرق الأوسط .
إنّ المقاومة الجماهيريّة و العالميّة أساسيّة بيد أنّ الحروب ناجمة عن مشكل أعمق بكثير ز لقد بلغ الوضع العالمي نقطة حيث ليست إيران وحدها بل الإنسانيّة جمعاء ، تواجه مفترقات طرق حيويّة : مواجهة التبعات الكارثيّة النابعة عن ذات سير النظام الرأسمالي العالمي أو وضع نهاية لهذا النظام عبر الثورات الشيوعيّة و تغيير مسار المجتمع الإنساني بإتّجاه مستقبل واضح يكون ملايين المرّات أفضل ممّا هي عليه .
كيف سيتطوّر الوضع ، ما هي موجات صعوده و نزوله و منعرجاته و إلتواءاته و ما هي نتيجة ذلك ستكون و سترتهن بعوامل متنوّعة .
لكن حرّية و واجب الشعب و حزبنا ( الحزب الشيوعي الإيراني (الماركسي- اللينيني – الماوي) ) يكمنان في تنظيم الإطاحة الثوريّة بجمهوريّة إيران الإسلاميّة و إرساء جمهوريّة إيران الإشتراكية و المساعدة على فتح السبيل نفسه في أي جزء آخر من هذه المنطقة .
و سيكون لتعزيز هذا الطريق في بلد مثل الولايات المتحدة و في ظلّ قيادة الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة تاثير عميق على معنويّات الشعوب عبر العالم قاطبة و نظرتها و سيُعلن لهم أنّ هذا العالم القائم على الإضطهاد و الوحشيّة يمكن أن يقلب رأسا عىل عقب بفضل ثورة فعليّة . بهذه النظرة و بوصلة " الشيوعيّة الجديدة " ، نحن مصمّمون على شقّ طريقنا عبر المنعرجات و الإلتواءات و الطرق المضطربة بإتّجاه مستقبل مغاير راديكاليّا . الوقت يتصرّم و يكاد يصبح متأخّرا فلنمسك به .
الثورة ، لا شيء أقلّ من ذلك !
لتسقط الحروب الإمبريالية و الرجعيّة !
لتسقط جمهوريّة إيران الإسلاميّة – لتسقط الإمبريالية الأمريكية !
عاشت الوحدة الأمميّة !
إلى الأمام على طريق الثورة الشيوعيّة من أجل الجمهوريّة الإشتراكية الإيرانية الجديدة !
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينينيّ – الماوي ) – 5 جانفي 2020
-----------------
1. The Hashd-ol- Shabi´-or-the Popular Mobilisation in Iraq is an affiliate Shiite Militia of the Quds force and the Quds is the overseas branch of Islamic Republic armed forces.
2. The famous literary figure and well known novelist Mahmood Dolatabadi did this. He is more than 80 years old and was in the past pro Tudeh Party (pro USSR revisionist party in Iran).
3. Analytical Statement of the CPIMLM—May 17, 2019 .
4. Literally means: the mother of all villages.
5. Bob Avakian: Bringing Forward Another Way: on the Two “Historically Outmodeds” .
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------