موقفان متعارضان تماما تجاه المحرقة و - لا يجب أن يتكرّر حدوث هذا مطلقا -


شادي الشماوي
2020 / 2 / 13 - 13:37     

جريدة " الثورة " عدد 632 بتاريخ 6 فيفري 2020
https://revcom.us/a/632/two-opposed-responses-to-the-holocaust-and-never-again-en.html
نجمت عن إضطهاد اليهود من طرف آدولف هتلر و الحزب النازي في ألمانيا خلال سنوات 1933-1945 وفاة ستّة ملايين يهودي و يهوديّة ن إلى جانب أقلّيات إثنيّة و جنسيّة أخرى . هذه هي المحرقة .
و قد وُجد موقفان أساسيّان إزاء دروس المحرقة ، مثلما أشار إلى ذلك بوب افاكيان في حواره مع كورنال واست ( " بوب أفاكيان حول الإنتقام مقابل تحرير الإنسانيّة جمعاء " ). و كلاهما يستخدمان جملة " لا يجب أن يتكرّر حدوث هذا مطلقا ". يقول الموقف الأوّل " لا يجب أن يتكرّر أن يكون شعبي أنا ضحيّة مطلقا "، و كلّ ما نفعله لأي كان غيرنا للحيلولة دون ذلك شيء مبرّر . " و قد إستخدمت دولة إسرائيل و داعموها ذلك لتبرير عقود من الإرهاب و الإبادة الجماعيّة و القتل و إنتزاع الملكيّة بعنف ضد ملايين المضطهَدين الفلسطينيّين.
ثمّ هناك أولئك الذين يقولون " لا يجب أن تتكرّر مثل هذه الفظاعات ضد أيّ شخص كان – لا يجب مطلقا السماح بتواصل الجرائم ضد الإنسانيّة في حين يتضرّع الناس بالجهل و بعدم القدرة كتعلّة للبقاء مكتوفى اليدين و لعدم القيام باللازم لإيقاف هذه الجرائم ". و من ضمن الذين يعبّرون عن هذا الموقف الثاني ، و أبرزهم من اليهود الناجين و أبناء و بنات الناجين من زمن المحرقة نو الذين صرّحوا بمعارضتهم لجرائم دولة إسرائيل . و في ما يلى أمثلة لا غير من هذه الأصوات :
- يهودي نجا من المحرقة و عاش في إسرائيل و أنجز إضراب جوع للإحتجاج على قصف إسرائيل بيروت ، لبنان بالقنابل سنة 1982 (1) :
عانيت في طفولتى من الخوف و الجوع و الإهانات عندما مررت من محتشد فرسوفيا عبر مخيّمات العمل ، على بوتشوالت [ معسكر حشد نازي ]. و اليوم ، كمواطن بإسرائيل ، لا يمكننى القبول بالتدمير النظامي للمدن و القرى و مخيّمات اللاجئين. لا يمكننى أن أقبل بالغطرسة التكنوقراطية للقصف بالقنابل و تحطيم و قتل البشر ... الكثير من الأشياء في إسرائيل تذكّرنى بالكثير من الأشياء من طفولتى .
- و مقتطف من مقال كاتب كندي عايش الإبادة الجماعيّة النازيّة كطفل فى المجرّ (2) :
ما الذى ينبغي أن نقوم به ن نحن الناس البسطاء ؟ أصلّى من أجل أن نستمع إلى قلوبنا . و قلبى يخبرنى بأنّه " لا يجب أن يتكرّر حدوث هذا مطلقا " ليس شعارا قبليّا ،و أنّ قتل أجدادي في أوسفيتش لا يبرّر إنتزاع أملاك الفلسطينيّين الجاري ، و أنّ العدالة و الحقيقة و السلام ليست صلوحيّات قبليّة .
- و مقتطف من بيان سنة 2014 أصدره 327 ناجي أو أبناء و بنات الناجين و ضحايا الإبادة الجماعيّة النازيّة ، ضد مجزرة الفلسطينيين في غزّة :
إنّنا اليهود الناجود و أبناء و بنات الناجين و ضحايا الإبداة الجماعيّة النازيّة ندين بلا مواربة مجزرة الفلسطينيين في غزّة كما ندين الاحتلال القائم و الإستعمار التاريخي لفلسطين . و ندين كذلك الولايات المتحدة لتزويدها إسرائيل بالذخيرة و المال لإنجاز الهجوم ،و الدول الغربيّة بفة أعمّ لإستخدامها عضلاتها الدبلوماسيّة لحماية إسرائيل من إدانة عالميّة . إنّ الإبادة الجماعيّة تبدأ بصمت العالم ...
ينبغي أن رنفع عاليا أصواتنا الجماعيّة و نستخدم قوّتنا الجماعيّة لوضع حدّ لكافة أشكال العنصريّة بما فيها الإبادة الجماعيّة القائمة ضد الشعب الفلسطيني. و ندعو على وقف فوريّ لحصار غزّة و أيا إلى المقاطعة التامة الاقتصادية منها و الثقافيّة و الأكاديميّة لإسرائيل . شعار " يجب أن لا يتكرّر حدوث هذا مطلقا " ينبغي أن يعني يجب أن لا يتكرّر حدوث هذا مطلقا لأيّ كان !
-----------
1. Dr. Shlomo Shmelzman, cited in Fateful Triangle: The United States, Israel and the Palestinians by Noam Chomsky, 1999, South End Press.
2. “Beautiful dream of Israel has become a nightmare,” Gabor Maté, Toronto Star, July 22, 2014.
3. See “Jewish survivors and descendants of survivors of Nazi genocide unequivocally condemn the massacre of Palestinians in Gaza.”
-------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------