وئد ألأنثى في الصين والهند ..شيء عن معنى التطور والتقدم


ليث الجادر
2020 / 2 / 9 - 00:21     

ان التقدم الاجتماعي يقاس بالوضع الاجتماعي للجنس الانثوي.. ماركس
لطالما اسبشهد بهذا المقتبس لتدليل على مكانه المرأه في الفكر الماركسي وتأكيده على قضيه تحرر المرأه باعتبارها قضيه محوريه ..وطبعا هذا هو الاكيد , لكن ما هو مؤكد ايضا ان هذا المقتبس يحمل في مضمونه بعدا فلسفيا يؤشر الى خصيصة للفسلسفه الماركسيه تميزها عن باقي النزعات الماديه , خصيصه تنعتق فيها الماركسيه بطريقه ما عن الصرامه الماديه وتميل بشكل كبير للعقائديه التحسسيه , انه انحياز تحسسي لوضع المرأه خارج نطاق الجدال في الشروط الماديه لنشاط العمل والعمليه الانتاجيه المعنيه بالتقدم .. انه ايضا رضوخ نادر للماركسيه امام ما هو طبيعي لايمكن رفضه الا من خلال التحسس الغير معقلن , تماما مثلما فسر الحب ب((( إن الرابطة المباشرة والطبيعية الضرورية للإنسان هي علاقة الرجل بالمرأة ... وفي ضوء هذه العلاقة يمكن للمرء أن يصدر حكماً عن درجة التطور الكلي للإنسان . ويتبعُ ذلك أن خاصية هذه العلاقة هي التي تقرر إلى أي حدٍ قد اقترب الكائن البشرى من نفسه كانسان ، والى أي حد قد استوعبها ؛ إن العلاقة بين الرجل والمرأة هي الرابطة الأكثر طبيعيةً بين مخلوق بشري وآخر . ولذلك فأنها تُظهِرُ إلى... أي مدى يصبح فيه السلوك الطبيعي للإنسان إنسانياً ، أو إلى أي مدى يصبح فيه الجوهر الإنساني في الإنسان جوهراً طبيعياً ... وفي هذه العلاقة ينكشف أيضاً إلى أي مدى يصبح فيه احتياج الإنسان احتياجاً إنسانياً ؛ والى أي مدى يصبحُ فيه الإنسان الآخرُ ضرورةً بوصفه إنساناً ، والى أي مدى يكون فيه الإنسان في وجوده الفردي كائناً اجتماعياً في الوقت ذاته.))..اذا ما رفعنا ( والى اي مدى يصبح فيه الانسان الاخر ضروره بوصفه انسان ) يصبح هذا النص اسقاط وصف احساسي بماهيته الطبيعيه ... بينما في اطروحة الاغتراب (الاليكشن ) كانت مراسيم وطقوس الماديه الصارمه تبني اطر وقاعده ينطلق منها المفهوم السايكلوجي الماركسي والذي من المؤسف لم يبذل الجهد الكافي لتطويره من قبل الماركسيين فيما بعد.. وأنا هنا استحضر حقيقه ان هناك نوعا ما من التحذلق ومن دوافع المماحكاة التي قد تطعن بصياغة هذه المقوله او حتى بحقيقتها ..ادرك انه من المحتمل ان يقول احدهم بان هذه الترجمه ليست دقيقه وان صيغتها هي ( لاتقدم اجتماعي ما لم يقترن بتقدم وضع المراه الاجتماعي ) وان جائي هذا المترجم ببصمه ابهام ماركس , لرفضتها وانا متيقن باني اكثر ثبوتا على الماركسيه ! ذلك لان التطور الاجتماعي انما يخص البنيه الماديه للمجتمع من قاعدتها الانتاجيه وقدرتها الى مفرداتها الحضاريه وما يتأسس عليها من نشاطات ثقافيه وفنيه وتفاصيل الحياه اليوميه ..وهذا من الممكن بل هو من الحاصل الواقع الذي لايرتبط ولم يرتبط بوضع المرأه ..كما انه من الوارد ان نعتبر بعض حالته قد رسخت بشكل اخر دونية وضع المرأه .. وهذا هو واحد من المنطلقات التي نفرق فيها بين التطور التقدمي والتطور اللاتقدمي .. وهنا استطيع ان اتعدى على صلاحية المترجم واغير عبارات (التقدم الاجتماعي ) ب ( التطور الاجتماعي ) ..هذه الصلاحيه يدعمها الواقع وتستدعيها حقيقته الدامغه التي لاتكتفي فقط بفك العرى بين التطور الاجتماعي المادي وبين انصاف المراه , بل صارت تؤشر الى تلك الهوه العميقه الاغوار التي تفصل بينهما , هوه بدأت تتجسد في هيئه ارقام تشير الى ان نسبه الذكور في عدد من البلدان المتقدمه حضاريا وماديا والصاعده في هذا الاتجاه صار 120 من الذكور يقابل 100 من الاناث .. 80 مليون ذكر في الهند ومثلهم في الصين بلا مقابل لهم من الاناث ..وان مسببات هذا العوز تعود الى الممارسات السلبيه اتجاه الانثى بمفهومه الخاص وليس فقط اتجاه المرأه ..الصينيون حينما كانوا مقيدين بقانون انجاب الطفل الواحد كان قسم منهم يلجىء الى اجبار المرأه على الاجهاض في حال ان يكون الجنين انثى ..واستمر الحال في قانون الطفلين ..الهند تشن حرب خفيه قاسيه في بقاع منها على الانثى الجنين والانثى الطفله والانثى المرأه ..35 مليون عمليه اجهاض وئده فيها الاجنه و لا ذنب لها الا بكونها اناث ..الطفله الانثى في اغلب انحاء النهد الاخرى تعاني من قله التغذيه بسبب تمييزها عن اخوتها الذكور .. بمعدل كل ساعه يسجل قتل امراه ..وكل 15 دقيقه تسجل حالة اعتداء على مرأه ..هذه هي مجتمعات متطوره ماديا وحضارايا ترتكب افظع جرائم الؤد بحق الانثى ..حرب صامته خفيه وقذره ..ثم تنعكس نتائج هذه الحرب ..لتجعل عوائل صينيه تلجىء الى شراءالنساء والفتيات خاصه , من دول مجاوره مثل المينمار ..وتزوجها قسرا لابنائها الذكور حتى ينجبن ! وهنا ايضا يقومون بانتقاء نوع الجنين الذي يقررون ان يبقى او لا ..فتجبر هذه المفارخ البشريه على الاجهاض اذا كانت تحمل بالانثى ..بعدها من الممكن فك أسرها اذا ارادت , لكن شرط ان تتخلى عن ابنها .. جرائم مزدوجه وحشيه .. تقترفها فئات اجتماعيه كبيره في وسط محيط مادي وانتاجي متطور واخر يشق طريقه بسرعه صوب هذا التطور .. في المنظور الماركسي ان مثل هذا التطور بالنسبه للمجتمع ككل ,مثل تطور النول اليدوي الى نول ميكانيكي ..لم تلامس قيمته التطوريه روحيه الانسان كيما يحيا كأنسان ...