(( شيوعي )).. يسقط كل الشيوعيين


ليث الجادر
2020 / 2 / 6 - 22:54     

(كته ) هو أسم أمرأه ستينيه , امتدت شهرتها من الزقاق الذي تسكنه الى الازقه المجاوره , وصارت رمزا يستشهد به على حالة تضخيم المشاكل والدخول في المشاجرات , كته هذه حينما اصيبت بمرض أقعدها على الكرسي المتنقل , وصارت تحركاتها محدوده .. أضطرت الى استخدام خيالها في اختلاق المشاكل والدخول في المشاجرات ... تذكرت (كته ) هذا الصباح وانا أقرأ مقال ( شيوعيون يجهلون حقيقه الاشتراكيه ) .. لقد قفزت امام ناظري كته بعد الاقعاد وليس كته ما قبل الاقعاد ..كته المصابه بالتخيل والوهم وليست كته الباحثه عن مشاكل فتضخم الاخطاء الصغيره وتهولها لتختلق المشكله ..كته هنا تكذب بطريقه محيره وكأنها في غيبوبه عدوانيه .. فكاتب المقال الكتاوي هذا – نسبه لكته – يسوق لنا في المقدمه بتخيل غريب يعبر حدود الكذب العاقل حينما يقول
(يحزنني بالغ الحزن أن الشيوعيين اليوم سواء من هم في القمة أم في القاعدة يجهلون جميعهم جهلاً مطبقاً حقيقة الإشتراكية فينادون بها كنظام اجتماعي مستقر قابل للحياة يقيم العدل والمساواة بين الناس خلافاً لما قال به ماركس وهو أن هناك فترة عبور نحو الحياة الشيوعية وهي الإشتراكية حيث تقوم دولة دكتاتورية البروليتاريا حصراً بإعداد المجتمع للدخول للحياة الشيوعية من خلال إلغاء مختلف الحقوق الموروثة عن المجتمع البورجوازي دون إحلال أية حقوق أخرى محلها فالمجتمع الشيوعي لا جنساً لأية حقوق فيه طالما أن الحق ذو حدود بورجوازية بما في ذلك الحق في الحياة)
أه كته حزينه ومن واجبنا ان نوآسيها ..نعم سنقوم بمواساة صاحبنا الكتاوي هذا , لكن ليس على حزنه المفتعل من الشيوعين اللذين يجهلون الاشتراكيه , بل بكشف زيف هذا الادعاء المغرض والبالغ الافتضاح , عل هذا يكون دافعا له لان يعالج دوافع كتاباته وينأى بها عن غايه ( اوجاع قلب الشيوعيين ) والتقليل من شتائمه وسبابه لهم .. لاداعي لان يحزن بسبب جهل الشيوعين من قاعدتهم الى قمتهم جهلا مطبقا لحقيقة الاشتراكيه , وبدايه نسأل صاحبنا الذي لم يحدد من هم هؤلاء الشيوعيين ,؟ جميعهم من ؟ يبدوا أنه يطلق شكواه هذه ويعمم حكمه هذا على جميع الشيوعيين في العالم , كلهم وبشكل مطبق مثلما وصف جهلهم بالمطبق ..اذن لنزيل عن قلبه الحزن .. ولنطمئنه ان هذا التعبير سقط خطأ من كتابته !والا ومن وجهة نظريه متزنه .لايمكن ان تكون واحده من اكثر البديهيات في الادبيات الماركسيه وشروحها , يمكن ان يجهلها كتاب وشخصيات مرموقه على المستوى التنظير , أما اذا كان يقصد الشيوعيين المنظمين والمتحزبين , فهذه هي الطامه الكبرى , والتهمه التي لايمكن الدفاع عنها باي شكل .. لان ما تبقى من احزاب شيوعيه , وعلى الاقل( وحتى نكون دقيقين بصوره قطعيه وان لانسقط في شراك التعميم الكاذب ) فان هذه الاحزاب ومنها ( العراقي والسوداني ) تثقف اعضاؤها بمواد فكريه تركز على هذا الجانب بالذات ..جانب التفريق بين المرحله الاشتراكيه وبين بلوغ المرحله الشيوعيه ..وبامكان صاحبنا ان يتحقق من هذا الامر بتوجيه السؤال عن الفرق بين المبدأ الشيوعي وبين المبدأ الاشتراكي ليس الى الكوادر او الاعضاء المنظمين داخل هذه الاحزاب بل الى اعضاء الشبيبه المواضبين , ليجد انه وبطريقه مدرسيه يرددون ( من كل حسب مقدرته ولكل حسب عمله ) و( من كل حسب طاقته ولكل حسب حاجته ) !! ولا داعي لان يسأل احد , يكفي ان يقوم بالبحث في محرك غوغول وسيشتف حينها كم هو خاطىء الحكم الذي اطلقه !! يبدوا انني بعد لم استنفذ ما في جعبتي في البحث عن مبرارات تبعد صفة اختلاق مثل هكذا تصريح ..فافترض ان صاحبنا اطلع على جميع البرامج السياسيه للاحزاب الشيوعيه في العالم , واستشف انهم يجهلون جهلا مطبقا لحقيقة الاشتراكيه !!.. الامر محير ومربك وغير قابل للتصديق ! وبافتراض انه اطلع على جميع هذه البرامج وبكلها ..فهل يدين هذه البرامج لانها لم تدرج وجه نظرها في التفريق بين الاشتراكيه كمرحله انتقاليه وبين المرحله الاخيره وهي الشيوعيه ؟ أم ليس هذا ,ولكن لكون هذه البرامج لم ترسم بنود النشاط الحزبي ومشروعه الذي يجب ان يكون قابلا للتفيذ الواقعي المباشر , باشتراطات الواقع الشيوعي المتخيل ؟! ان ما ذكره الكاتب نفسه حول تحديد الماركسيه لمعنى الاشتراكيه كمرحله انتقاليه هو السبب المحوري لان لايتلبس ماهو نظري بما هو عملي تطبيقي ..وأكيد ان افتراض تبريري او تأويلي الاخيره نافلة بشكل اطلاقي ... وبمناسبة الحديث عن هذه المسأله , فان لا ماركس ولا انجلز ولا بليخانوف ولا لينين ...الخ قد تناول في كتاباته الفرق بين الشيوعيه والاشتراكيه بطريقه فجه تؤكد على التفريق بينهما , بقدر ما انهم خاضوا غمار الاطروحات التي تصقل النضال الثوري الواقعي وتجعله في نسق عابر الى الافق الاشتراكي , كما ان لا احد منهم تعرض لوصف المجتمع الشيوعي الا من خلال استشفاف عام لقوانينه او مبادئه ..حيث يختفي استغلال الانسان للانسان وحيث يتحول العمل الى نازع تطوعي ..وربما الوحيد الذي شذ عن هذه القاعده هو تروتسكي . وكانت هفوه تضمنتها عبارات محدوده , حولت تروتسكي المفكر الى شاعر يتغنى ..بطحالب خضراء وملونه ..تسلتقي على جدران ..تغتسل باشعة الشمس ...الخ ...فهل صاحبنا الكتاوي هذا يريد من الشيوعيين ان يعلنوا مشروعهم الشيوعي بالغاء الاجور النقديه وامومه الحضانات والمساكن والمطاعم الجماعيه ... وان يتغنوا بطحالب تروتسكي الملونه !!