الليبراليه ,عقل الشر , وقابلة الجلادين...ج2


ليث الجادر
2020 / 1 / 18 - 13:29     

انهم ودون اي اهتمام معرفي بجذور الليراليه الفلسفسي سعوا في دعايتهم وتبشيريتهم السياسيه الى بيان رضاهم وعدم ممانعتهم لسلطه الاسلام السياسي لانها من الممكن جدا ان تندمج بمفاهيم الديمقراطيه , بل ذهب الكثير منهم الى محاولات تزويج الاسلام باليبراليه ولقد حاول الرئيس الامريكي من الاستفاده بهذا الطرح واخذه التفاؤل الى ان يدعو الى مؤتمر موسع لاستيلاد قوى اسلاميه – معتدله - وهنا وعلى الصعيد الفكري يبدوا ان اوباما واصحاب لبرلة الاسلام , ما هم الا خرقاء تعاطوا مزيدا من المخدر , والا كيف سمحوا لانفسهم ان يتخيلوا هذا الزواج القسري بين اتجاهيين متضاربيين في جوهر فلسفتهما ؟ بين ايدلوجيه عقليه بحته وصماء وهي الاسلام وبين اتجاه فلسفي متطرف في تجريبيته ؟! التجريبيه الليبراليه تقوم على ركن محوري تنسف فيه اي دور للعقل في المعرفه وتسندها بالكامل للتجربه , فكيف يمكن ان يتم هذا التزواج المحال ؟ هذه الدعوه لو انها كانت قد صدرت عن جاك لوك اوعن ديكارات لبدت الدعوه تنساق في مجرى مقبول ...الليبرالي العراقي ليث كبه كان قد تنبه الى هذه المعضله في السنوات الاخيره حيمنا كتب مقالا يتسأل فيه دونما اجابه قاطعه ( ترى هل علينا مراجعه الليبراليه ,, أم نحن امام مهمه مراجعه الاسلام ؟) سؤال يحمل بين طياته الاشاره الضمنيه على يأس ليث كبه من خلال تجربه الاسلام السياسي في السلطه بان هذا التزواج مستحيل , فاما ان تكون ليبراليا او ان تكون اسلامويا .. ايضا الليبراليون العرب عباره عن كائن يحمل وجهين سافرين في ان واحد وربما هذا يعود الى خلل ما في قدرتهم المعرفيه او انهم يتقصدون هذا الوضع وبالتالي هم يستهترون بعقليه وثقافه الاخر ,,فصيل كبير من هؤلاء يصنفون انفسهم تحت فئه الليبراليه الاجتماعيه لكنهم في ذات الوقت يمارسون وبكل وقاحه نهج (النيو ليبراليه ) ..دعايتهم تحرض على المطالبه بانظمه تحقق مستوى من العداله الاجتماعيه لكن توجهاتهم الانيه والتي يناصرون فيها القوى السياسيه لاتعني في وجهها الحقيقي الا الارتماء الكامل والغير مشروط باحضان السوق الحره وبوصايه صندوق النقد والبنك الدولي ..والمفارقه المضحكه انهم وبغالبيتهم العظمى ينتقدون النيولبراليه تحت تسميه الليبراليه المتوحشه او المنفلته ..كما انهم غادرون بل هم على الدوام مبادرون بهذا الاتجاه ..ومرد هذا هو أنفتهم من الاعتراف الموضوعي بالخطأ , فيبادرون على الفور في نزع صفه الليبراليه المحببه لديهم عن اي اتجاه او مشروع سياسي ليبرالي يكبوا وتتبين شيئا فشيء سلبياته ...اليوم يتغنون ببنغلادش لانها حققت ارتفاع كبير بمعدل النمو الاقتصادي في الاعوام القليله الماضيه , وبدؤا يكيلون النقد لليبراليه الهنديه التي كانوا قبل سنين كادوا ان يجعلوها كعبه لكل ليبراليه من ليبراليات الدول الناميه ..رئيس وزراء الهند مودي صار ينعت في كتاباتهم بالليبرالي المنفلت !! لا لشيء الا لان الهند بدأت تسجل معدل هابط في النمو الاقتصادي ..اذن النمو الاقتصادي هو المقياس الذي يحدد عندهم تحقيق العداله الاجتماعيه ! واذا كان الامر غير ذلك فلم التاكيد على سلبيات الواقع الاجتماعي في الهند جاء الان وليس قبل عشره سنوات ؟ هذا السؤال سيواجهون به بعد اعوام فيما يخص بنغلادش فبنغلادش التي راح قاصيهم ودانيهم يتغنى بتجربتها هذه الايام ويررد باعجاب رقم 7,9 % معدل نموها الاقتصادي وانه سيصل الى 9% في العامين المقبلين ..بنغلادش هذه عباره عن مصدر لعمال عبيد بلغ عددهم 9 مليون عامل جلهم يكدحون في دول الخليج وتحويلاتهم النقديه صارت تمثل نسبه 80% من اجمالي الدخل القومي !! وصناعه الملابس التي تشكل 1,6 من الدخل القومي صارت هي عباره عن ثكنات عمل مخيف يفترس العاملات البنغلاديشيات ..
يتبع