أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (11)

نهويل مورينو
2020 / 1 / 3 - 09:52     


مقدمة

في 16 تموز 1984 تحدث الرفيق نهويل مورينو -بدعوة من قبل الشبيبة الإشتراكية_ حول تنظيم (بناء) الحزب الثوري. هذا المقال هو النسخة المكتوبة لمحاضرته منقحة من قبل المحاضر نفسه. وقد تم نشرها أولا في بوينس آيرس ضمن مذكرات التضامن. (قارئ التثقيف السياسي رقم 1- 1984).
صحيفة الحزب

الأداة الكبرى لبناء الحزب والمجموعات الحزبية هي صحيفة الحزب. لذا كنا قد سبق وأطلقنا “مَخرَجنا” طارحين على أنفسنا قفزة في إعداد صحيفة الحزب.

لا توجد إمكانية لبناء هيئات حزبية استنادا لأي شيء أكثر من الوحدة السياسية لما يجمعنا: السياسة الحزبية. لا نستطيع التجمع فقط من أجل التجمع. إننا نجتمع بهدف العمل. لا يمكن لمجموعة البقاء إذا لم يكن لديها نشاط سياسي صلب، على القطاعات التي تطور أنشطتها. المجموعة في المصنع أو الحي تجتمع للنقاش ولتسليح كافة الرفاق بسياسة الحزب، ومن أجل معرفة ما ينبغي على كل عضو فعله في اليوم التالي في هذا المصنع أو ذلك الحي. كم تبلغ شبكات التواصل للحزب؟ كم ناشط نقابي يحترمنا ومستعد للنقاش معنا حول كيفية تنظيم المصنع، أو ما الذي ينبغي فعله في الاتحاد؟ من المكلف بالتحدث مع هؤلاء النشطاء وجهات الاتصال؟ ما الذي نقترح عمله في اللجنة الداخلية وفي هيئة المفوضيات؟ ما هي الأنشطة التي على المجموعة تطوير حملات حزبية وطنية وأممية لها؟ ماذا تستطيع أن تفعل في الشركة أو في الحي من أجل نيكاراغوا، أو حقوق الإنسان، أو ضد صندوق النقد الدولي، على سبيل المثال؟

الإجتماعات ينبغي أن تجيب على كافة هذه الأسئلة، وأن توزع بين الرفاق كامل النشاط. أحدهم للتحدث وبيع صحيفة الحزب لمثل أولئك العمال الذين يُكنّون لنا تعاطفا سياسيا. وآخر يكون معايشا للغاية للقضايا النقابية، ليتحدث مع أفضل النشطاء، ويقوم أيضا ببيع صحيفة الحزب لهم. وواحد آخر، لا يتحمس للحديث في المصنع، ولكنه منظم للغاية، ليدير ماليتنا وصحيفة الحزب، ويسعى لبيع الصحيفة في حيه ولعائلته. والكل يناقش صحيفة الحزب وحملاتها السياسية مع كل القراء، باحثين عن طريقة لكسبهم للمشاركة أو للدعاية لمواقف الحزب. إذا لم تدر في المصنع محادثة حول نيكاراغوا، فإنها ستدور في الحي. ولكن ستكون هناك محادثة لطيفة مع الزملاء العمال في المصنع، لشرح عدم دفع الدين الخارجي إذا كنا نريد زيادة في الأجور. إحتمالات الأنشطة لانهائية، ولكن بينها كلها شيء مشترك: صحيفة الحزب. تحديدا لأن صحيفة الحزب هي المعبّر عن سياسات الحزب، وبالتالي تنظم كل نشاطاتنا.

لهذا السبب، فإن إنشاء مجموعات حزبية جديدة يتم بواسطة إعداد صحيفة الحزب. بشكل عام، سيكون أسهل بكثير عقد الإجتماعات إذا كان من نرغب بمشاركتهم على علم بسياستنا ومسارنا من خلال صحيفة الحزب.

لا أحد يمكن اكتسابه حقا، أو في عملية الالتحاق، إذا لم نكن نريد للحزب أن ينمو، ويتسع، ويصبح أكثر قوة، منطلقا بالخطوة الأولى: أن يقوم المزيد من الناس بقراءة صحيفتنا الحزبية.

لقد بدأنا للتو وها نحن على وشك ارتكاب خطأ _في بعض الأماكن قمنا حقا بارتكابه: اعتبار الإجتماعات أولوية على زيادة مبيعات صحيفة الحزب. كرسنا الروح لجمع المزيد من الرفاق، أو استعادة أولئك القدامى قبل أن نبذل كافة الجهود لمضاعفة أعداد مبيعات صحيفة الحزب. لذا بات من الصعب جمع القدامى، وتقريبا من المستحيل اكتساب رفاق جدد.

علينا أن نفعل العكس. بذلنا كلّ الجهود لإعداد صحيفة الحزب. نقوم بالبيع بشكل جنوني نظرا لإيقاع النشاط، ولكننا دوما نفكر ونحلّل ونخطّط لعملنا. لذا سنجد رفاقنا يقومون، أحيانا من تلقاء أنفسهم وأحيانا أخرى لأنّنا نحثهم على ذلك، بالتطوّع بأخذ صحيفة حزبيّة إضافيّة من أجل بيعها لزميل معروف من الذين يتمّ العمل معهم لبناء مجموعة حزبيّة. عندما يكون لدينا زميلين أو ثلاثة أو أربعة زملاء من نفس المصنع، أو الحيّ، أو المدرسة، أو الجامعة، عندها تصبح الإجتماعات حاجة حقيقيّة، وليس كشيء مفروض من قبلنا.

لذا فإنّنا نولي أهميّة قصوى لمهمّتين جوهريّتين: الروابط، وقائمة قُرّاء صحيفة الحزب.

الروابط يجب أن تكون ممنهجة، أسبوعا بعد أسبوع، وبذات الزملاء كلّما أمكن ذلك. على عمّال المصانع الاعتياد على هذا، على الأقلّ مرّة في الأسبوع. الإشتراكيون يبيعون صحيفتهم الحزبيّة على مخارج المصنع. في هذا الوضع السياسي تصبح صحيفتنا مرجعيّة لقطاعات الطبقة العاملة، رغم أنّها لم تتفق معنا بعد. هنالك بالفعل الكثير من المعلومات حول جلسات تعقد في المصانع للتعليق على صحيفتنا الحزبيّة خلال وقت استراحة القهوة. هنالك بالفعل عمّال ينتظروننا لشراء صحيفة الحزب. إنهم ليسوا بالآلاف، ولكنّهم يمكن أن يصلوا إلى هذه الأعداد. يجب أن نكون هناك. إذا لم تكن هنالك إمكانيّة لزرع كافّة الروابط، فعلينا أن نختار تلك التي نستطيع تشكيلها، على أن يكون عملنا منظما. أن نختار كلّ أسبوع مصنعا مختلفا هو إلى حدّ ما ليس ذي فائدة لنا.

وبتقدّم إعداد صحيفتنا الحزبيّة، يجب أن يزداد تعداد أو اشتراكات المسجلين لدينا. الروابط في المحطّات ومراكز التسوّق جيّدة للغاية كي يكسب الحزب الشارع، حتّى يتحقّق الشعور بالوجود السياسي الحزبي. ولكن الأكثر أهميّة هو الجانب البنيوي، عندما ينتهي بنا الأمر بمعرفة الإسم الأوّل والأخير لمشتري الصحيفة، بل وحتّى عناوينهم. في الأحياء الأمر أكثر سهولة. وهو أصعب في المصانع، ولكنّه ليس مستحيلا. لذا، فإنه في غاية الأهميّة أن يكون الرفاق الذين يذهبون إلى المصانع هم نفسهم دائما. ربّما لن يكون ملائما في البداية سؤال من يشتري الصحيفة عن اسمه، ولكنّه سيكون خطأ قاتلا التقليل من أهميّة من يشتري الصحيفة للمرّة الثانية. هذا الزميل على نحو شبه مؤكد متعاطف مع الحزب، وقد يكون مناضلا محتملا.

إذا صحيفة الحزب هي الأداة، ووسيلة بناء الحزب، ومجموعاته في المصانع والأحياء. النشاط يبدأ من هنا. بعد ذلك، منطقيّا، تصبح هنالك علاقة جدليّة. نكسب أعضاء جدد يقومون بدورهم ببيع المزيد من صحف الحزب. سنقوم ببناء مجموعات حزبيّة تبيع المزيد. ولكن، كما يقول الصينيون، مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة أولى. والخطوة الأولى هي بيع صحيفة الحزب.



ترجمة: تامر خورما
تحرير: فيكتوريوس بيان شمس