هل يمكن للراسمالية ان تنفي نفسها؟!


ادم عربي
2019 / 12 / 29 - 23:51     

الراسمالية وكما نعلمها نظام اجتماعي واقتصادي قائم على الملكية الفردية ، واذا نظرنا اليها كحقيقة قائمة وانها لم تُخترع من قبل عالم وليست قانون علمي ، فلماذا اذن لا تنطبق عليها قوانين الجدل وتحديدا قانون نفي النفي ، عندما يعمل قانون نفي النفي في المجتمع على سبيل المثال ، ينفي المجتمع القديم مع الاحتفاظ بالجوهري منه ، وبناءا علية ما المكن الغائة في الراسمالية مع الاحتفاظ بالجوهري منه؟! .

ان الراسمالية تقوم على مالك لوسائل الانتاج وعمال يبيعون ما لديهم من قوة العمل للراسمالي محولين هذا العمل الميت المخزون بالالات وبما يتوفر من مواد اوليه مضافا له قوة عملهم الحي وصولا لانتاج السلعة ، والتي تحوي قيمة تبادلية يذهب جزء كبير منها للراسمالي والجزء الاخر للعمال لتجديد قوة عملهم ، العامل لا بد له من العمل للعيش لانه لا يملك ، اما الراسمالي فلا يعمل لانه يملك ، واذا سئلت راسماليا من اين لك هذا ، لاجابك من عرق جبيني ! مع العلم انه من عرق العمال .

قديما كان الراسمالي يقوم بجميع الاعمال والانشطة الراسمالية ، فهو مالك لوسائل الانتاج وهو العامل وهو الاداري وهو الموزع ، اذن ما نشهده اليوم في الراسمالية هو تحول راسمالي مع الاحتفاظ بالجوهري منه ، انا هنا لا يعنيني ولا اتكلم لغة ماركسية وعلى فرض ان الماركسية لم تُوجد ولم يكتشفها رجل بعظمة ماركس ، انه نفي لنظام قديم حل محلة نظام جديد ، ولكل مرحلة قوانينها الاجتماعية والاخلاقية كبنية فوقية تتطلبها طبيعة الانتاج سواء منظمة فكرية اخلاقية او سياسية .

حسنا لنتابع مسيرة نفي النفي للراسمالية ، والتي عمادها الان ملاك لا يعملون وغير ملاك يعملون ، ومنظومة اجتماعية طبقية ، معتمدة على التموقع الطبقي للفرد في عملية الانتاج ، او كترس في ماكنة الانتاج ، مع منظومة ثقافية واخلاقية معينه تبعا للزمان والمكان ، ان العمال في مصنع ما وهم يمارسون دورهم الانتاجي للراسمالي كلٌ حسب موقعه في عملية الانتاج من الموظف او العامل البسيط الى الاداري او اعلى رتبة في المصنع اذا كان الادا ري ، قد يصلون لصيغة مع الراسمالي الى التملك بالعمل للراسمالي الذي اعياه كثرة نقوده ولم يعد يشعر باية قيمة لها من كثرتها ، انها منظومه اخلاقية واجتماعية جديدة وهكذا يمكن للراسمالية ان تنفي نفسها .