ثمّة فشل و ثمّة فشل ! - 7 - من تجلّيات تحريفية حزب العمّال التونسي و إصلاحيّته في كتاب الناطق الرسمي بإسمه ، - منظومة الفشل -


ناظم الماوي
2019 / 12 / 27 - 01:52     

" هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".
( كارل ماركس ، " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).

-----------------------------------------

" و سيكون واجب القادة على وجه الخصوص أن يثقّفوا أنفسهم أكثر فأكثر فى جميع المسائل النظريّة و أن يتخلّصوا أكثر فأكثر من تأثير العبارات التقليديّة المستعارة من المفهوم القديم عن العالم و أن يأخذوا أبدا بعين الاعتبار أنّ الاشتراكيّة ، مذ غدت علما ، تتطلّب أن تعامل كما يعامل العلم ، أي تتطلّب أن تدرس . و الوعي الذى يكتسب بهذا الشكل و يزداد وضوحا ، ينبغى أن ينشر بين جماهير العمّال بهمّة مضاعفة أبدا..."
( انجلز ، ذكره لينين فى " ما العمل؟ " )
------------------------------------
" قد كان الناس و سيظلّون أبدا ، فى حقل السياسة ، أناسا سذّجا يخدعهم الآخرون و يخدعون أنفسهم، ما لم يتعلّموا إستشفاف مصالح هذه الطبقات أو تلك وراء التعابير و البيانات و الوعود الأخلاقية و الدينية و السياسية و الإجتماعية . فإنّ أنصار الإصلاحات و التحسينات سيكونون أبدا عرضة لخداع المدافعين عن الأوضاع القديمة طالما لم يدركوا أن قوى هذه الطبقات السائدة أو تلك تدعم كلّ مؤسسة قديمة مهما ظهر فيها من بربرية و إهتراء . "
( لينين ، " مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " )
---------------------------
"... حين أزاحت الماركسية النظريّات المعادية لها ، و المتجانسة بعض التجانس ، سعت الميول التي كانت تعبر عنها هذه النظريّات وراء سبل جديدة . فقد تغيّرت أشكال النضال و دوافعه ، و لكن النضال إستمرّ . و هكذا بدأ النصف الثاني من القرن الأوّل من وجود الماركسيّة ( بعد 1890 ) بنضال التيّار المعادى للماركسيّة في قلب الماركسيّة .
...لقد منيت الإشتراكيّة ما قبل الماركسيّة بالهزيمة ، وهي تواصل النضال ، لا في ميدانها الخاص ، بل في ميدان الماركسيّة العام ، بوصفها نزعة تحريفيّة .

... إنّ نضال الماركسيّة الثوريّة الفكري ضد النزعة التحريفيّة ، في أواخر القرن التاسع عشر ، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثوريّة الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو إنتصار قضيّتها التام ، رغم كلّ تردّد العناصر البرجوازية الصغيرة و تخاذلها . "
( لينين ، " الماركسيّة و النزعة التحريفيّة " )
--------------------------------------------
" إنّ ديالكتيك التاريخ يرتدى شكلا يجبر معه إنتصار الماركسيّة في حقل النظريّة أعداء الماركسيّة على التقنّع بقناع الماركسيّة ."
( لينين ، " مصائر مذهب كارل ماركس التاريخيّة " المخطوط في مارس 1913 ، ( الصفحة 83 من " ضد التحريفيّة ، دفاعا عن الماركسية " ، دار التقدّم موسكو )
---------------------------------------------------------
" إنّ ميل المناضلين العمليين إلى عدم الإهتمام بالنظرية يخالف بصورة مطلقة روح اللينينيّة و يحمل أخطارا عظيمة على النظريّة تصبح دون غاية ، إذا لم تكن مرتبطة بالنشاط العملي الثوري ؛ كذلك تماما شأن النشاط العملي الذى يصبح أعمى إذا لم تنر النظريّة الثوريّة طريقه . إلاّ أنّ النظريّة يمكن أن تصبح قوّة عظيمة لحركة العمّال إذا هي تكوّنت فى صلة لا تنفصم بالنشاط العملي الثوري ، فهي ، وهي وحدها، تستطيع أن تعطي الحركة الثقة وقوّة التوجّه و إدراك الصلة الداخليّة للحوادث الجارية ؛ وهي ، وهي وحدها ، تستطيع أن تساعد النشاط العملي على أن يفهم ليس فقط فى أي إتّجاه و كيف تتحرّك الطبقات فى اللحظة الحاضرة ، بل كذلك فى أيّ إتّجاه وكيف ينبغى أن تتحرّك فى المستقبل القريب . إنّ لينين نفسه قال و كرّر مرّات عديدة هذه الفكرة المعروفة القائلة :
" بدون نظرية ثورية ، لا حركة ثوريّة " ( " ما العمل ؟ " ، المجلّد الرابع ، صفحة 380 ، الطبعة الروسية ) "
( ستالين ، " أسس اللينينية - حول مسائل اللينينية " ، صفحة 31 ، طبعة الشركة اللبنانية للكتاب ، بيروت )
-------------------------------------
" إن الجمود العقائدى و التحريفية كلاهما يتناقضان مع الماركسية . و الماركسية لا بد أن تتقدم ، و لا بدّ أن تتطور مع تطور التطبيق العملى و لا يمكنها أن تكف عن التقدم . فإذا توقفت عن التقدم و ظلت كما هي فى مكانها جامدة لا تتطور فقدت حياتها ، إلا أن المبادئ الأساسية للماركسية لا يجوز أن تنقض أبدا ، و إن نقضت فسترتكب أخطاء . إن النظر إلى الماركسية من وجهة النظر الميتافيزيقة و إعتبارها شيئا جامدا ، هو جمود عقائدي ، بينما إنكار المبادئ الأساسية للماركسية و إنكار حقيقتها العامة هو تحريفية . و التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون اليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي . "
( ماو تسي تونغ ، " خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية "
12 مارس/ أذار 1957 " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، ص21-22 )
-------------------------------------
كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية .
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
==========================================
مقدّمة :
من تابع و يتابع كتاباتنا سيتفطّن دون عناء إلى كون هذا المقال يتنزّل ضمن مشروع نقدي للخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب العمّال التونسي و بالتالى ليس مقالا منفردا مناسباتيّا من ناحية و لا هو من ناحية أخرى، كافيا شافيا لوحده للبتّ نهائيّا في المسألة و إنّما هو لبنة من لبنات سلسلة من المقالات السابقة و محطّة من محطّات سلسلة مقالات لاحقة تمّت البرمجة لها على أنّنا لا نتعهّد للقرّاء بإنجازها و إصدارها في تاريخ معيّن ذلك أنّنا نشتغل وفق أولويّات خاصة .
في السنوات الأخيرة ، صدرت لنا على صفحات الحوار المتمدّن عدّة مقالات ناقدة و لسياسات حزب العمّال التونسي ومواقفه و أفكاره و اليوم نغتنم فرصة إعادة قراءة كتاب السيّد جيلاني الهمّامي المنشور سنة 2017 عن الثقافيّة للطباعة و النشر و التوزيع، تونس و الذى قدّم له السيّد حمّه الهمّامي ، لنقطع خطوة ضروريّة أخرى في مشروعنا النقدي فالكتاب يحمل في طيّاته مواقفا تعدّ وليمة بالنسبة للنقد الماركسي لن نفوّتها لا لشيء إلاّ لأنّها تكشف جوانبا هامة بل غاية في الأهمّية من الخطّ الإيديولوجي و السياسي التحريفي و الإصلاحي لهذا الحزب سيما و أنّ هذه المواقف خطّها قلم قيادي من أعلى قيادات هذا الحزب .
و لا يندرج هذا بتاتا ضمن الترف الفكري أو المناكفات و المهاترات الفكريّة أو التهجّم الشخصيّ و ما شاكل ذلك كما يحلو لبعض مشوّهي الصراع على الجبهة النظريّة و السياسيّة الزعم و إنّما يندرج ضمن المساهمة في القيام بالواجب الشيوعي المتأكّد والملحّ في دحض و تعرية التحريفيّة و الدغمائيّة بشتّى ألوانهما المهيمنتين على الحركة الشيوعية العربيّة و العالميّة و المعرقلتين إلى درجة كبيرة نشوء الحركات الثوريّة و نموّها و تطوّرها ، و في إعلاء راية الشيوعية الثوريّة لتكون سلاحنا العلمي البّتار في كفاحنا البروليتاري الجبّار في سبيل الثورة الشيوعية و تحرير الإنسانيّة من كافة أشكال الإستغلال و الإضطهاد الطبقيّة و الجندريّة و القوميّة ، و الغاية الأسمى هي المجتمع الشيوعي على الصعيد العالمي.
حيال تشويه الماركسيّة و تحريفها تشويها و تحريفا منقطعا النظير ، يتلخّص واجبنا و تتلخّص أوكد المهام الملقاة على عاتقنا في المساهمة قدر الإمكان في رفع تحدّى إزاحة الغبار عن التعاليم الشيوعية الحقيقية ، الشيوعية الثوريّة ( فمثلما أعرب عن ذلك إنجلز في خطابه على قبر ماركس، كان ماركس قبل كلّ شيء ثوريّا ) و عن تطوّرها ككلّ العلوم . و لن نملّ من ترديد ، سنمعن و نتمادى في ترديد ، أنّنا ننطلق في أعمالنا النقديّة من الشيوعيّة الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعية التي طوّرها طوال عقود من النضال النظري و العملي محلّيا و عالميّا بوب أفاكيان كونها شيوعيّة اليوم ، قمّة ما بلغته أسس الشيوعية من رسوخ علمي و تطوير تأسيسا على تقييم نقدي لتاريخ الحركة الشيوعية العالمية و دفاعا عن الجانب الصائب الرئيسي في نظريّاتها و ممارساتها و القطع مع الأخطاء وهي ثانوية و إن كانت جدّية و الجانب غير العلمي الذى علق بها منذ بداياتها الأولى و معالجة للمشاكل الجديدة الطارئة ؛ وإستفادة من مراكمات النضالات الشيوعية و الصراعات الطبقية عبر العالم قاطبة و من عدّة مجالات من النشاطات الإنسانية الأخرى.
و" تعنى الخلاصة الجديدة إعادة تشكيل و إعادة تركيب الجوانب الإيجابية لتجربة الحركة الشيوعية و المجتمع الإشتراكي إلى الآن ، بينما يتمّ التعلّم من الجوانب السلبية لهذه التجربة بابعادها الفلسفية والإيديولوجية و كذلك السياسية ، لأجل التوصّل إلى توجه و منهج و مقاربة علميين متجذّرين بصورة أعمق و أصلب فى علاقة ليس فقط بالقيام بالثورة و إفتكاك السلطة لكن ثمّ ، نعم ، تلبية الحاجيات المادية للمجتمع و حاجيات جماهير الشعب ، بطريقة متزايدة الإتساع ، فى المجتمع الإشتراكي – متجاوزة ندب الماضى ومواصلة بعمق التغيير الثوري للمجتمع ، بينما فى نفس الوقت ندعم بنشاط النضال الثوري عبر العالم و نعمل على أساس الإقرار بأن المجال العالمي و النضال العالمي هما الأكثر جوهرية و أهمّية ، بالمعنى العام – معا مع فتح نوعي لمزيد المجال للتعبير عن الحاجيات الفكرية و الثقافية للناس ، مفهوما بصورة واسعة ، و مخوّلين سيرورة أكثر تنوّعا و غنى للإكتشاف و التجريب فى مجالات العلم و الفنّ و الثقافة و الحياة الفكرية بصفة عامة ، مع مدى متزايد لنزاع مختلف الأفكار و المدارس الفكرية و المبادرة و الخلق الفرديين و حماية الحقوق الفردية، بما فى ذلك مجال للأفراد ليتفاعلوا فى " مجتمع مدني " مستقلّ عن الدولة – كلّ هذا ضمن إطار شامل من التعاون و الجماعية و فى نفس الوقت الذى تكون فيه سلطة الدولة ممسوكة و متطوّرة أكثر كسلطة دولة ثورية تخدم مصالح الثورة البروليتارية ، فى بلد معيّن وعالميا و الدولة عنصر محوري ، فى الإقتصاد و فى التوجّه العام للمجتمع ، بينما الدولة ذاتها يتمّ بإستمرار تغييرها إلى شيء مغاير راديكاليا عن الدول السابقة ، كجزء حيوي من التقدّم نحو القضاء النهائي على الدولة ببلوغ الشيوعية على النطاق العالمي . "
( بوب أفاكيان ،" القيام بالثورة و تحرير الإنسانية "، الجزء الأوّل ، جريدة " الثورة " عدد 112 ، 16 ديسمبر 2007 .)
و من يتطلّع إلى تفسير العالم تفسيرا علميّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا ، عليه / عليها بدراسة و إستيعاب و تطبيق و تطوير هذه الخلاصة الجديدة للشيوعية ، الشيوعية الجديدة و نقترح عليه / عليها التفحّص النقدي لأدبيّات أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و أدبيّات مناهضيها التى ترجمها و نشرها بموقع الحوار المتمدّن شادي الشماوي ، و التفحّص النقدي لجدالات ناظم الماوي بهذا المضمار وهي منشورة كذلك على صفحات الحوار المتمدّن و بمكتبة هذا الموقع على الأنترنت. و كإطلالة أولى على الشيوعيّة الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعيّة الآن و هنا و دون تأخير ، وثّقنا كملحق لعملنا هذا نصّا يلخّص فيه بوب أفاكيان نفسه التوّجه والمنهج والمقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة للخلاصة الجديدة للشيوعيّة .

و لا نزيد عن هذا كيما لا نطيل عليكم ، ولنطلق فورا سهم النقد الماركسي و ندعه يتجّه إلى هدفه و يصيبه فيكشف جوانبا من المستور من التحريفيّة و الإصلاحيّة لدى حزب العمّال التونسي ، و ذلك وفق المحاور الآتى ذكرها :
1- لخبطة فكريّة بداية من العنوان ،
2- الدولة بين المفهوم الماركسي و المفهوم التحريفي،
3- أشكال حكم دولة الإستعمار الجديد و أوهام إمكانيّة إصلاحها لخدمة الشعب،
4- من أوهام الحزب التحريفي و الإصلاحي الديمقراطية البرجوازية ،
5- تجلّيات منهج مثالي ميتافيزيقي مناهض للمادية الجدليّة ،
6- السياسات التي يقترحها جيلاني الهمّامي إصلاحيّة و ليست ثوريّة ،
7- ثمّة فشل و ثمّة فشل !
خاتمة :
--------------------------------------------

7- ثمّة فشل و ثمّة فشل :

و نغلق الدائرة . بدأنا بالإنكباب على نقاش مصطلح " منظومة " و دلالاته و تبعاته و بؤرة تركيزنا الآن هي الجزء الثاني من العنوان ، مصطلح " الفشل " و إستعماله في كتاب الهمّامي و ما يمدّنا به من أوجه أخرى من تحريفيّة حزب العمّال و إصلاحيّته .
لقد ربط السيّد جيلاني الهمّامي " منظومة الحكم " ، رئاسة و حكومة و برلمانا ، بالفشل ربطا وثيقا أو بكلمات أخرى ألصق الفشل إلصاق المضاف إلى المضاف إليه : إنّها منظومة الفشل . لم ينعتها بالفشل ، لم يقل إنّها فاشلة و إنّما بصيغة إقراريّة لجملة إسميّة جعلها الفشل نفسه . و مستندين إلى المنهج المادي الجدلي الذى علّمنا إيّاه قادة البروليتاريا العالمية لا سيما لينين و ماو تسى تونغ و ما طوّره بوب أفاكيان في إطار الشيوعية الجديدة أو الخلاصة الجديدة للشيوعية ، يفرض علينا فرضا التساؤل هل يعكس تعبير الهمّامي حقيقة شاملة و عميقة أم لا ؟ هل هو تعبير وجيه و سديد أم لا ؟ هل بالإمكان أن نحصر " مؤسّسات الحكم " في الفشل تحديدا و مطلقا ؟
من الوهلة الأولى ، يتعيّن علينا أن نحدّد القوى الطبقيّة التي تمثّلها هذه " المنظومة " و ما هي أهدافها ، حتّى يتسنّى لنا تقييم آدائها من منظورها هي ثمّ من منظور أعدائها و الحكم بفشلها أو بنجاحها و إلى أيّة مدى ؟
هذه المنظومة بلا جدال و بإعتراف الهمّامي ذاته تمثّل دولة الإستعمار الجديد و الطبقات الرجعيّة المحلّية العميلة للإمبريالية. و ما كانت أهداف هذه الرجعيّة و هذه الإمبريالية ، عقب الإطاحة ببن علي ؟ بعدما رجّت الإنتفاضة الشعبيّة الدولة رجّة أدّت إلى ما سمّي بهروب بن علي ، ما يضاهي سقوط رأس السلطة التنفيذيّة الحاكمة ، كانت أهداف الرجعية و الإمبريالية جوهريّا ترميم الدولة ( " إعادة هيبة الدولة " ). كان هذا هو الهدف المركزي لمن كانت له آذان ليسمع و عيون ليرى و لم ينظر بمنظار مثالي للواقع المادي المتحرّك . كان ذلك طبعا على رأس أجندا الحكومات قبل الانتخابات و على رأس اجندا الترويكا بقيادة النهضة كما على رأس أجندا إئتلاف النداء - النهضة .
و لا ظلّ للشكّ في أنّ " منظومة الحكم " قد نجحت في مسعاها ، نجحت في تحقيق ذلك موطّدة الجيش و الشرطة عددا و عُدّة و مقيمة برلمانا أصدر و يصدر القوانين الخادمة للطبقات الرجعيّة و الإمبريالية العالمية ومجرية " مصالحة وطنيّة" بموجبها عادت عديد كوادر بن علي و عددا من رجال الأعمال المعروفين بالفساد إلى إستئناف نشاطاتهم العادية و تولّى مناصب عليا في إدارة أجهزة الدولة ، و متّبعة خطّة إقصادية تواصل السياسات السالفة لبورقيبة و بن علي أي مستأنفة سياسات دولة الإستعمار الجديد و من يقف وراءها من قوى طبقيّة رجعية و إمبريالية ... و ما أوردناه من إعترافات لصاحبنا بعدم تغيّر الوضع على أصعدة متنوّعة من الأدلّة الكثيرة على ذلك .
حين إحتاج رجال أعمال الطبقات الرجعيّة الذين زادوا في تكديس الثروات الإعفاء من الأداءات أو التخفيض فيها حصلوا على ذلك و حين إحتاجوا مالا من دولتهم نال أصحاب النزل المليارات في الوقت الذى كان الخطاب الرسمي يقول إنّ الدولة قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس كلّما نهض قطاع أو نهضت جماهير مطالبة بتحسين وضعها ... و حين إحتاج الرجعيّون إلى تمتين صفوفهم تكاتفت جهودهم و صدرت قوانين مصالحة وطنيّة و حتّى قوانين دفاع عن الفساد... جملة القول ، نالت الرجعيّة و الإمبريالية ما رغبت فيه من " منظومة الحكم " ، من منظومة حكمها ( هي وضعت السلطة بيديها بطرق شتّى و تلقّت الخدمات المنتظرة منها عبر وسائل شتّى ) .
هذه عمليّا ، نجاحات بالنسبة ل" منظومة الحكم " و من تمثّله و من تخدمه . و ما هي فشل بتاتا ، طبعا من منظور الرجعيّة و الإمبرياليّة . هي منظومة حكمهم وهي كانت محلّ الثقة التي وضعت فيها . التحليل المادي الجدلي ، الطبقي ، يدلّل على هذه الحقيقة التي ينكرها بفجاجة الهمّامي المثالي المعتمد على فزّاعة " السقف المتهاوي " على " الجميع " .
و الآن لننظر إلى هذا من زاوية نظر الجماهير الشعبيّة ، عدوّة دولة الإستعمار الجديد و منظومة حكمها . مصالح الجماهير الشعبيّة و الطبقات الرجعية المتحالفة مع الإمبريالية على طرفي نقيض ، يربط بينهما التناقض فى الأهداف و بالتالى في الفشل و النجاح . كان شعبنا يسعى إلى تحسين أوضاعه المعيشيّة أساسا و ما جناه ( بإستثناء بعض الشباب الذى وقع تشغيله أو تمكّن من إنشاء مشروع ما ... بعلاقات و في ظروف قد تكون في معظمها مشبوهة ) هو الوعود و لا شيء غير الوعود بوجه عام و القمع بوجه خاص . و بمنطوق كلام مؤلّف " منظومة الفشل " ، يجد اليوم " معظم الشعب " الذى لم تتحسّن ظروفه نفسه " في ورطة جديدة أعقد و أسوأ " . و عليه ، بلا مداورة و لفّ و دوران ، الفشل جناه الشعب رغم نضالاته و تضحياته و النجاح ناله أعداؤه .
من جهة تحسين ظروف الجماهير الشعبيّة في الغالب الأعمّ ، قد يحكم البعض على " منظومة الحكم " بأنّها فشلت ، غير أنّ هذا التحسين في الظروف ما كان من أهدافها الأهمّ أو على الأقلّ من الأولويّات التي رسمتها لنفسها لذلك قد نسحب كلمة الفشل في هكذا وضع . و واهم و غارق في الوهم من يتوقّع من أعداء الشعب أن يخدموا الشعب و كذلك واهم أشدّ الوهم من يتوقّع من دولة الإستعمار الجديد أن تخدم الشعب و تمارس الدكتاتورية على الرجعية و رجال أعمالها الفاسدين . هي منظومة حكمهم التابعة لدولتهم ( دولة القوى الرجعية و الإمبرياليّة ) وهي تمثّلهم و تخدمهم وهي جهاز و آلة قمعهم لأعدائهم و قد إستخدموها ضد المحتجّين من الطبقات الشعبيّة مرارا و تكرارا، و ليست نهائيّا دولة الشعب لننتظر منها خدمته و الدفاع عنه . منظومة حكمهم كجزء من دولتهم لم تخنهم و لا هي على إستعداد أصلا لخيانتهم و إن تجرّأت أحيانا على التفكير في خيانة دولة الإستعمار الجديد ككلّ ستزاح من السلطة بشكل من الأشكال ، على أنّ الرجعيّة و الإمبرياليّة تقبل من منظومة حكمها أن تتنازل إقتصاديّا و على مضض أن تتنازل سياسيّا لكن في حدود ، كتنازل القبول بتشريك النهضة بعد رحيل بن علي و قد تقبل حتّى بتشريك أحزاب و شخصيّات توسم بالديمقراطية و التقدّميّة و إن لزم الأمر الثوريّة لا لشيء إلاّ مجدّدا لخدمة تعزيز دولة الإستعمار الجديد و تأبيدها و ليس تقويضها و تحطيمها .
لغياب الوعي الطبقي الثوري ، الوعي الشيوعي ، كان من اليسير نسبيّا على الرجعيّة و الإمبريالية أن تلتفّ على الإنتفاضة الشعبيّة العفويّة في جانبها الرئيسي و على النضالات التي تلتها و تخدع ، بمساندة قوى تزعم التقدّميّة وحتّى الثوريّة المزعومة ، الجماهير و المناضلين و المناضلات المنحازين إلى صفّ هذه الجماهير الواسعة و نضالاتها ، و تضلّلها طورا و تقمعها تارة قمعا سافرا .
لم تراوح " منظومة الحكم " مكانها و تقدّمت أكثر من قيد أنملة في معالجة الملفّات الحارقة بالنسبة إليها و قد نجحت في خدمة الرجعيّة و الإمبرياليّة كما نجحت في تضليل أحزاب و منظّمات و مناضلين و مناضلات و أوسع الجماهير ؛ و موضوعيّا ، دولة الإستعمار الجديد و القوى الطبقيّة و الإمبرياليّة التي تقف وراءها اليوم في وضع أفضل بكثير ممّا كانت عليه قبل سنوات ( على عكس ما يشهده أعداؤها ). بينما فشلت بصورة عامة و ليست كلّية القوى التي تعتبر نفسها ثوريّة و كذلك فشلت الجماهير الشعبيّة في فرض الإستجابة إلى مطالبها المتنوّعة . بصفة عامة ، نجاح الرجعيّة و الإمبريالية يقابله فشل الشعب . هذه حصيلة تقييم موضوعي علمي للعلاقة المادية الجدليّة بين الفشل و النجاح في إطار الصراع الطبقي الراهن ، ضمن دولة الإستعمار الجديد.
و ساعتئذ ، تقدّموا أيّها القرّاء ، تقدّموا و قد تقدّم تقييمنا الموضوع المادي الجدلي بالتحليل و التلخيص و تجلّت حقائق واقع تعاينونه يوميّا ، تقدّموا و أحكموا بأنفسكم على قراءة حزب العمّال التحريفي و الإصلاحي للفشل و النجاح فى " منظومة الفشل " !!!

خاتمة :
و نقطع خطوة أخرى نحو إتمام عملنا النقدي هذا لكتاب السيّد جيلاني الهمّامي " منظومة الفشل " ، لنتناول بالنقد ، في نهاية المطاف ، نجاح و فشل هذا الكاتب ذاته في مسعاه . صراحة ، أظهر الرجل فشلا ذريعا في إستيعاب و تطبيق المقاربة و المنهج و النظرة العلميين الشيوعيين . ألفيناه غير مرّة مثاليّا ميتافيزيقيّا بدلا من أن يكون ماديّا جدليّا و فيما كان ينتظر منه أن يكون مبدئيّا شيوعيّا ما كان أكثر من براغماتي / نفعي .
و إلى ذلك ، أظهر فشلا ذريعا و مريعا في فهم قضايا الدولة و الديمقراطية فهما ماركسيّا و تطبيق ذلك الفهم في تفحّص المسائل المثارة للنقاش في كتابه . لقد سعى جهده أن يخدع القرّاء بأنّه و جماعته ثوريّين و فشل في ذلك ، على الأقلّ من ناحيتنا و قد نساهم في مزيد إبراز الحقيقة بمقالنا هذا فيكون فشله أشمل و أعمق ، إذ تجلّت أكثر للعيان تحريفيّته و إصلاحيّته هو و حزبه و أمثاله .
ما نجح فيه ، في المصاف الأوّل بالنسبة لنا و للقرّاء الباحثين عن الحقيقة ، هو كشف جوانب عدّة مواقف كانت تبدو ضبابيّة لدى المتابعين لخطّ هذا الحزب الإيديولوجي و السياسي ، نجح في تمكيننا من حيث لا يدرى من كشف حقائق هامة عن هذا الخطّ . كما نجح في أنّه أبان للطبقات الرجعيّة الحاكمة المتحالفة مع الإمبريالية العالمية أنّه و حزبه بعيدان عن " التطرّف" الذى نعت به رئيس دولة الإستعمار الجديد حين نشر ذلك الكتاب الجبهة الشعبيّة و أنّهما ينقدان أداء منظومة الحكم و ليس الدولة برمّتها نقدا بنّاءا بمعنى أنّهما ينقدان للإصلاح ، لا للمساهمة في الإطاحة بهذه الدولة برّمتها و تشييد دولة أخرى جديدة ثوريّة على أنقاضها . و أيضا نجح في تقديم النصيحة و تقديم مشروعه لخدمة هذه الدولة و الطبقات الرجعيّة و الإمبريالية على أفضل وجه ل " تمتين"ها و جعلها تظهر بمظهر " دولة الحق و العدل " ...
إنّ حزب العمّال و أشباهه يلهثون وراء تجاوز لعب دور ثانوي – إصباغ الشرعيّة على مؤسّسات دولة الإستعمار الجديد و خياراتها على أنّها " ديمقراطيتنا " ، قال الهمّامي - ، يطمحون الآن في النهوض بدور أهمّ في " منظومة الحكم " ، دور رجال المطافئ يطفئون لهيب " الحريق " ( قال الهمّامي ) أو " الحرائق" التي قد تنشب جرّاء إحتجاجات الجماهير الشعبيّة على تجويعها و قمعها و يحولون دون سقوط السقف على " الجميع " ( عبارة أخرى للهمّامي ) و غير ذلك بهدف " وضع البلاد على سكّة الخروج من الأزمة الشاملة " ( و عرفتم طبعا لمن هذه العبارات ) . من دور الكمبارس و المعارضة الإصلاحيّة إلى دور بطولي في " منظومة الحكم " يوهم بأنّ دولة الإستعمار الجديد أضحت " دولة الحق و العدل " ( و الكلام ل ...) . هذا ما يتطلّع إليه هؤلاء الإصلاحيين و أشباههم ... فهل تأخذ الطبقات الرجعيّة و الإمبريالية هذه الطموحات الإصلاحيّة بعين الإعتبار و لا تضيّع فرصة الإستفادة من خدماتهم أكثر ممّا تفعل الآن ؟ في الظرف الراهن عالميّا و عربيّا و محلّيا ، الأرجح أن المتحكّمين في " دواليب الدولة و الحكم " يستبعدون ذلك الإحتمال ...
هذا فشل و نجاح الناطق الرسمي باسم حزب العمّال التحريفي و الإصلاحي المتمترس مخاتلة و خداعا وراء قناع تبنّى الماركسيّة – اللينينيّة و تمثيل مصالح العمّال و هذه وجهة نظره في النجاح و الفشل الخاصين بمنظومة الحكم في تونس .
أمّا وجهة نظر الشيوعيين الثوريّين للفشل و النجاح في الصراع الطبقي على وجه العموم مقابل وجهة النظر الرجعيّة و الإمبرياليّة ، وجهة النظر الشيوعية الثوريّة التي ينبغي أن تتبنّاها الجماهير الشعبيّة إن إبتغت الثورة الحقيقيّة و الفعليّة بقيادة شيوعية ثوريّة ؛ الثورة الضروريّة كما قال ماركس " للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه " و رامت تحرير نفسها و المساهمة في تحرير الإنسانيّة جمعاء من كافة ألوان الإضطهاد و الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي ، فهي مغايرة للمثاليّة و للإستسلام و الإصلاحيّة و قد لخّصها ماو تسى تونغ على النحو التالى :
" إثارة الإضطرابات ، ثمّ الفشل ، و العودة إلى إثارة الإضطرابات ثانية ، ثمّ الفشل أيضا ، و هكذا دواليك حتى الهلاك ، ذلك هو المنطق الذى يتصرف بموجبه الإمبرياليون و جميع الرجعيّين فى العالم إزاء قضية الشعوب و هم لن يخالفوا هذا المنطق أبدا. إنّ هذا قانون ماركسي . و نحن حين نقول إنّ " الإمبريالية شرسة جدّا " ، إنّما نعنى أن طبيعتها لن تتغيّر أبدا، و أنّ الإمبرياليّين لن يلقوا أبدا سكّين الجزّار التى يحملونها ، و لن يصيروا آلهة للرحمة إلى يوم هلاكهم .
النضال ، ثمّ الفشل ، و العودة إلى النضال ثانية ، ثمّ الفشل أيضا ، ثمّ العودة إلى النضال مرّة أخرى ، و هكذا حتى النصر، ذلك هو منطق الشعب ، هو أيضا لن يخالف هذا المنطق أبدا . و هذا قانون ماركسي آخر . لقد إتّبعت ثورة الشعب الروسي هذا القانون ، كما تتّبعه ثورة الشعب الصيني أيضا. "
( ماو تسى تونغ ، " أنبذوا الأوهام و إستعدوا للنضال" ( 14 أعسطس- آب- 1949) ، المؤلفات المختارة ، المجلد الرابع ؛ ورد أيضا ضمن الفصل الخامس من الكتاب الذى نسخه و نشره شادي الشماوي على موقع الحوار المتمدّن ، " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " )
------------------------------------------------------------------------------------------------------
ملحق
الخلاصة الجديدة للشيوعية : التوّجه و المنهج و المقاربة الجوهريّين و العناصر الأساسيّة
بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية - صائفة 2015
جريدة " الثورة " عدد 395 ، 13 جويلية 2015
http://revcom.us/avakian/ba-the-new-synthesis-of-communism-en.html

نقطة توجّه إستهلاليّة . الخلاصة الجديدة بالمعنى الملموس ، " عمل بصدد التطوّر " بما أنّى لا أزال عمليّا منكبّا على القيادة و التعلّم من عديد المصادر و نأمل أن تواصل هذه الخلاصة الجديدة مزيد التطوّر و الإثراء بفضل العمل القائم فى مجال النظريّة فى علاقة جدليّة بمزيد التطوّرات فى العالم و خاصة مزيد تقدّم النضال الثوري وهدفه الأسمى هو العالم الشيوعي. لكن من الصحيح قول إنّه نتيجة العمل الذى قمت به ، طوال عقود عدّة ، ملخّصا تجربة الثورة الشيوعية والدول الإشتراكية و مستفيدا من عدّة مجالات متنوّعة من النشاط و الفكر الإنسانيّين ، هناك بعدُ تطوّر نوعي فى علم الشيوعية المتجسّد فى التوجّه والمنج و المقاربة الجوهريين و فى العناصر الأساسيّة للخلاصة الجديدة . و نظرا لأهمّية ما يمثّله هذا و أهمّية تقديم هذا بشكل مقتضب و مكثّف و كذلك بطريقة مناسبة لتكون قاعدة و مرشدا أساسيين و لتشجّع و تيسّر مزيد الإنخراط فى الخلاصة الجديدة ، صغت هذه الخطوط العريضة وشأنها شأن الخلاصة الجديدة ذاتها ، هذه الخطوط العريضة ليست شيئا نهائيّا و إنّما هي إنعكاس لما قد وقع التوصّل إليه إلى الآن ، و القفزة النوعيّة التى يمثّلها ذلك حتّى و السيرورة مستمرّة ؛ إنّه يوفّر فكرة أساسيّة عن المنهج و المقاربة الجوهريين و مكوّنات هامة أخرى للخلاصة الجديدة . و فيما يلى ، الأبعاد المختلفة حيث وقع مزيد تطوير الشيوعية بفضل هذه الخلاصة الجديدة ، مرفوقة ببعض المصادر المفاتيح أين تمّ الحديث عن ذلك ( أحيانا يتمّ ذكر أعمال أنجزها آخرون بصدد المظاهر الهامة للخلاصة الجديدة لكن حيث لا يذكر الكاتب ، تكون الإحالة على عمل من أعمالى ).

1- المنهج و المقاربة : الشيوعيّة كعلم – مزيد تطوير الماديّة الجدليّة :

- الحرّية و الضرورة – خلاصة أعمق . ( موقفى حول العلاقة بين الضرورة و الصدفة و بين الظروف الماديّة الكامنة و النشاط الإنساني الواعي – ما ذكرته آرديا سكايبراك فى كتاب " الخطوات الأوّلية و القفزات المستقبليّة " و ما نُوقش فى شريط " بوب أفاكيان يتحدّث : الثورة – لا شيء أقلّ من هذا ! " و" آجيث – صورة لبقايا الماضي " لإيشاك بارام و ك.ج.أ فى مجلّة " تمايزات " عدد 4.

- الإبستيمولوجيا : نظريّة علمية للمعرفة . ضد النسبيّة ( العلم و الثورة : حول أهمّية العلم و تطبيقه على المجتمع ، " الخلاصة الجديدة للشيوعيّة و قيادة بوب أفاكيان ، حوار صحفي مع آرديا سكايبراك " ، متوفّر على موقع
revcom.us
و " آجيث- صورة لبقايا الماضي " ).

- الإبستيمولوجيا والأخلاق . ضد " القوّة تحدّد الحقّ " و كيف أنّ النسبيّة و " الحقيقة كرواية " تؤدّيان فى النهاية إلى " القوّة تحدّد الحقّ " ( " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " 4:10 ؛ و كتاب " لنتخلّص من كافة الآلهة ! تحرير العقل و تغيير العالم راديكاليّا " لا سيما الجزء الرابع ؛ " الأساسي ... " 5:11 ؛ " آجيث – صورة لبقايا الماضي" ).

- الأبستيمولوجيا و التحزّب . فى العلاقة بين أن نكون علميّين و أن نكون متحزّبين ، أن نكون بصراحة علميّين هو الرئيسي وهو قاعدة ان نكون بطريقة صحيحة و تامة ، متحزّبين للثورة البروليتاريّة و هدفها الشيوعي . ( " آجيث – صورة لبقايا الماضي " ).

- ضد الشعبويّة والأبستيمولوجيا الشعبويّة . ضد التجسيد – المفهوم الخاطئ القائل بأنّ للمضطهَدين ، إعتبارا لوضعهم كمستغَلّين و موقعهم فى المجتمع ، " شراء خاص على الحقيقة " ، وبوجه خاص قدرة خصوصيّة على فهم ديناميكيّة المجتمع وتغييره . ضد نزعات التقوى / الدينيّة فى الشيوعية . ( " الأساسي ... " 4:11 ؛ " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، العلم و الفلسفة " ؛ " أزمة فى الفيزياء ، أزمة فى الفلسفة و السياسة " ضمن مجلّة " تمايزات " العدد 1 ؛ " الشيوعيّة بداية مرحلة جديدة ، بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة " .

- إقتصاد سياسي علمي منسجم ، مقاربة ماديّة جدليّة منسجمة للعلاقة بين القاعدة الإقتصادية و البنية الفوقيّة للسياسة و الإيديولوجيا . ( " حول القوّة المحرّكة للفوضى و ديناميكيّة التغيير " لريموند لوتا فى مجلّة " تمايزات " عدد 3 ؛ " هل بوسع هذا النظام أن يتخلّص أو أن يسير دون إضطهاد النساء ؟ - مسألة جوهريّة ، مقاربة علميّة للمسألة " ضمن مجموعة نصوص " كسر السلاسل جميعها ! بوب أفاكيان حول تحرير النساء و الثورة الشيوعية " ؛ " العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا لكن بوسع الإنسانيّة أن تتجاوز الأفق " الجزء 1 ).

- تجاوز الديمقراطيّة و المساواة . مزيد تطوير الرؤية الثاقبة العميقة لماركس بأن التقدّم نحو الشيوعيّة يعنى أنّ المجتمع و الناس الذين يشكّلونه ، يتحرّكون نحو " تجاوز الأفق الضيّق للحقّ البرجوازي " فى ظروفهم الماديّة و فى تفكيرهم ؛ و فهمه النقدي بأنّ الحقّ لا يمكن أبدا أن يكون أعلى من الهيكلة الإقتصاديّة للمجتمع والثقافة المناسبة له .( " الديمقراطيّة : أليس بوسعنا إنجاز ما أفضل ؟ " ؛ " القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة " ، الجزء 1 ).

- اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة القائمة على اللبّ الصلب . ( " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، العلم و الفلسفة " ؛ " العلم و الثورة - حول أهمّية العلم و تطبيق العلم على المجتمع " ؛ " الخلاصة الجديدة للشيوعية و قيادة بوب أفاكيان، حوار صحفي مع أرديا سكايبراك " ).

- " محرّرو الإنسانيّة ". الثورة الشيوعيّة ليست ثأرا أو " الأخير ينبغى أن يصبح الأوّل ، والأوّل ينبغى أن يصبح الأخير" و إنّما تعنى تحرير الإنسانيّة ، وضع نهاية لكلّ الإستغلال و الإضهاد عبر العالم .( " آجيث – صورة لبقايا الماضي " ).

2- الأمميّة :

- الأساس المادي و الأساس الفلسفي ، و المقاربة العامّة للأمميّة الشيوعيّ . ( " الأساسي ... " 2:12 ؛ " التقدّم بالحركة الثوريّة العالميّة : مسائل توجّه إستراتيجي " ؛ " الشيوعية أم القوميّة ؟ " جدال للمنظّمة الشيوعية الثوريّة - المكسيك ، فى مجلّة " تمايزات " عدد 4.

- تلخيص الموجة الأولى من الحركة الشيوعية / الدول الإشتراكيّة . ( " كسب العالم ؟ واجب البروليتاريا العالميّة و إرادتها " ؛ " التناقضات التى لم تحلّ قوّة محرّكة للثورة " الجزء 2 والجزء 3 ؛ " الشيوعيّة : بداية مرحلة أولى ، بيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكية " ؛ " لا تعرفون ما تعتقدون أنّكم " تعرفونه " حول الثورة الشيوعية و الطريق الحقيقي للتحرّر : تاريخها و مستقبلنا " ، حوار صحفي مع ريموند لوتا ، جريدة " الثورة " عدد 323 ، 24 نوفمبر 2013 ).

3- المقاربة الإستراتيجيّة للثورة خاصة فى البلدان الإمبريالية مثل الولايات المتّحدة الأمريكيّة – لكن تبعاتها أعمّ :

- إحياء كتاب لينين " ما العمل ؟ " و إثراءه – بمعنى تشديد التأكيد على عرض مشاكل الثورة أمام الجماهير و أيضا كيف يجب للوعي الشيوعي أن " يجلب من خارج " التجربة و الصراع المباشرين للجماهير و أهمّية المجال الإيديولوجي و تغيير تفكير الناس و الحاجة إلى " حثّ " التطوّرات الموضوعيّة و مزيد تطوير العنصر النواة فى " ما العمل ؟ " ، التسريع بينما ننتظر – العمل على تغيير الوضع الموضوعي إلى أقصى درجة ممكنة فى أي زمن معطى بينما نكون مستعدّين لأحداث جديدة و ربّما غير متوقّعة ( أو حتّى لا يمكن توقّعها ) و كيف أنّ القوى الطبقيّة / الإجتماعيّة هي ذاتها " تشتغل " على التناقضات الموضوعيّة من وجهة نظرها الخاصّة و فى إنسجام مع كيف أنّ ممثّليها يرتؤون مصالحها . (الفقرات الستّ الأولى من الجزء 2 من " القيام بالثورة و تحرير الإنسانيّة " ). لقد شدّد ماو تسى تونغ على العلاقة الجدليّة بين المادة والوعي وشدّد على الحاجة إلى التوجّه نحو الإستعداد للتطوّرات غير المتوقّعة لكن على وجه الضبط هذا التوجّه و الفهم و المنهج و المقاربة ، جرى تلخيصه – على نحو أتمّ و أرقى و مكثّف أكثر – فى الخلاصة الجديدة . ( و هذا يتخلّل " بعض مبادئ بناء حركة من أجل الثورة " و بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات التّحدة الأمريكيّة " حول إستراتيجيا الثورة " ).

- فصل الحركة الشيوعية عن الحركة العماليّة . تحليل الحجر الأساسى و القوّة المحرّكة للثورة ، و الجبهة المتّحدة الأوسع فى ظلّ قيادة البروليتاريا .( " العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا لكن بوسع الإنسانيّة أن تتجاوز الأفق "، الجزء 2).

- دور المثقّفين كممثّلي سياسيّين أدبيّين لطبقة و التناقضات المتّصلة بهذا فى الثورة البروليتاريّة . ( " تأملات و جدالات : حول أهمّية المادية الماركسية و الشيوعية كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى " ).

- الدور المحوريّ للمسألة القوميّة للسود و العلاقة المحوريّة بين التحرّر القومي و الثورة البروليتاريّة ، فى الولايات المتّحدة الأمريكيّة (" الشيوعية و ديمقراطيّة جيفرسون "؛ " إضطهاد السود و النضال الثوري من أجل القضاء على كلّ الإضطهاد"؛ أشرطة " الثورة و الدين : النضال من أجل التحرّر و دور الدين ، حوار بين كورنال واست و بوب أفاكيان " ؛ " الثورة : لماذا هي ضروريّة ، لماذا هي ممكنة و ما الذى تعنيه " ؛ و " بوب أفاكيان يتحدّث : الثورة – لا أقلّ من ذلك !" و" دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة فى شمال أمريكا ( مشروع مقترح ) للحزب الشيوعي الثوري، الولايات المتحدة الأمريكية " ).

- الدور الحيويّ – و الدور المتأكّد أكثر حتّى فى عالم اليوم – للنضال من أجل تحرير النساء فى علاقته بالثورة البروليتاريّة و هدفها تحرير كافة الإنسانيّة من خلال التقدّم نحو عالم شيوعي . ( " الأساسي ..." 3:22 ؛ " التناقضات التى لم تحل قوّة محرّكة للثورة " ، الجزء 3 ؛ " كسر السلاسل كلّها ! – بوب أفاكيان حول تحرير النساء و الثورة الشيوعية " ).

- إفتكاك السلطة . ( " حول إمكانيّة الثورة " للحزب الشيوعي الثوري ؛ " العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا لكن بوسع الإنسانيّة أن تتجاوز الأفق " ، الجزء 2 .)

4 - بناء المجتمع الجديد والتقدّم نحو عالم جديد :

- إنجاز التغيير الإشتراكي للمجتمع كجزء من - جوهريّا كجزء مرتبط - الثورة العالميّة ككلّ بإتّجاه الهدف الأسمى للشيوعيّة. (" وجهات نظر حول الإشتراكية و الشيوعية : نوع دولة جديد راديكاليّا، نظرة للحرّية مختلفة راديكاليّا وأعظم بكثير" ).
- " نقطة مظلّة الطيّار ". إنفتاح العلاقات الإجتماعيّة و التعبير عن التناقضات الإجتماعيّة و الطبقيّة مع تعزيز الدولة الإشتراكيّة الجديدة . ( " أسس الشيوعية و أهدافها و مناهجها " ).

- " اللبّ الصلب مع الكثير من المرونة القائمة على اللبّ الصلب " مطبّقة على المجتمع الإشتراكي . الإقرار بالحاجة إلى دكتاتوريّة البروليتاريا وقيادة طليعة شيوعيّة أثناء الإنتقال الإشتراكي إلى الشيوعيّة ، و فى نفس الوقت ، التشديد على أهمّية المعارضة و الصراع سياسيّا و فكريّا وثقافيّا ، على أساس و كجزء مفتاح من ممارسة دكتاتوريّة البروليتاريا وإنجاز الإنتقال نحو الشيوعية ، و مع بلوغ الشيوعيّة ، إلغاء أي نوع من الدكتاتوريّة .( " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، العلم و الفلسفة " ؛ " سياسة التحرير" لآلان باديو : شيوعيّة أسيرة حدود العالم البرجوازي " لريموند لوتا و نايي دونيا و ك.ج.أ ، مجلّة " تمايزات " عدد 1 ) .

- دور الدستور الإشتراكي – حقوق الشعب و حكم القانون مع دكتاتوريّة البروليتاريا ( " العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا لكن بوسع الإنسانيّة تجاوزالأفق " الجزء 1 ؛ " الدستور ، القانون و الحقوق – فى المجتمع الرأسمالي و فى المجتمع الإشتراكي المستقبلي – مقتطفات من كتابات بوب أفاكيان و مقتطفات من دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة شمال أمريكا ( مشروع مقترح ) للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة " ).

- العلاقة بين الوفرة والثورة ضمن بلد إشتراكي و عالميّا .( " العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا لكن بوسع الإنسانيّة أن تتجاوز الأفق " ).

- كلّ هذا وقع تجسيده و تطبيقه و التوسّع فيه فى " دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة بشمال أمريكا ( مشروع مقترح )".

خاتمة / خلاصة : الأكثر جوهريّة و أساسيّة فى الخلاصة الجديدة هو مزيد تطوير و تلخيص الشيوعيّة كمنهج و مقاربة علميين ، و التطبيق الأكثر إنسجاما لهذا المنهج و هذه المقاربة العلميين على الواقع عامة و خاصة فى النضال الثوري للإطاحة بكافة أنظمة و علاقات الإستغلال و الإضطهاد و إجتثاثهما و التقدّم صوب عالم شيوعي . وهذا المنهج و هذه المقاربة كامنان و يتخلّلان كلّ العناصر الأساسيّة و المكوّنات الجوهريّة لهذه الخلاصة الجديدة . "
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------