تجربة الصراع في الحزب الشيوعي (مايو 1994- أكتوبر 2016)


تاج السر عثمان
2019 / 12 / 10 - 16:52     

1
كماهو معلوم، فان التيار التكتلي "اليميني التصفوي " الذي يهدف الي الغاء الدور المستقل للحزب الشيوعي السوداني، وتغيير الطبيعة الطبقية للحزب والتخلي عن الماركسية، وتكوين حزب جديد باسم جديد، برز في فترات متفاوتة من تاريخ الحزب (الفترات : 1947 ، 1951- 1952 ،1969 - 1970، 1989 - 1994م)، تمت مواجهته بصبر ومناقشة عامة مفتوحة وهزيمته، ولم تكن هناك مشكلة في وجود افكار "يمينية تصفوية" في الحزب تصارع بطريق ديمقراطي ومكشوف، ولكن هذا التيار لجأ الي التكتل والتآمر والانقسامات التي الحقت الأضرار بالحزب.
لكن ماهي العوامل التي تساعد علي بروز هذا التيار؟
يبرز هذا التيار في ظروف خرق دستور الحزب، والخلل والفوضي في العمل القيادي وعدم استقرار فروع الحزب، وأجواء التآمر التي يسهم رموز هذا التيار في خلقها بهدف اثارة البلبلة والفوضي التنظيمية والسياسية والفكرية، حتي يتم خلق المناخ الملائم لتبرير هجومهم علي الحزب وقيادته.
كما يبرز هذا التيار في المنعطفات الحادة في مسيرة الحزب مثل الفترة: ( 1989- 2007) والتي حدث فيها انهيار للتجربة الاشتراكية والقمع غير المسبوق للحركة السياسية في البلاد بعد انقلاب الجبهة الاسلامية.
علي سبيل المثال:
حدث خلل قيادي في مركز الحزب كان من نتائجه تصعيد الزميلين السابقين وراق والخاتم وهما ليسا من أعضاء ل.م الي سكرتارية اللجنة المركزية، كما تم تهميش اللجنة المركزية بعدم اجتماعها لفترة ست سنوات، وكان من نتائج هذا الخلل بروز الاتجاه "اليميني التصفوي" لمجموعة الخاتم ووراق، وما تبعها من نشاط تآمري وتكتلي خارج قنوات الحزب كان معروفا ومكشوفا لقواعد وقيادة الحزب.
كما عبر هذا التيار عن طرحه لتكوين حزب جديد باسم جديد يتخلي عن طبيعة الحزب الطبقية وعن الماركسية، ويتوجه في طريق رأسمالي، كما أشارت وثيقة المرحوم الخاتم عدلان والتي نشرت في مجلة الشيوعي العدد (157)، ولم ينتظرهذا التيار نتيجة المناقشة العامة، بل دبر انقساما وكون حركة (حق) التي تعرضت نفسها لانقسامات اميبية شأنها شان كل الانقسامات الأخري في تاريخ الحزب مثل انقسامات: 1952، 1964، 1970م.
المثال الثاني: حدث في هذه الفترة خلل في العمل القيادي في منطقة الحزب بالعاصمة الخرطوم ( مديرية الخرطوم سابق) ، كما حدده الخطاب الداخلي الذي نزل من سكرتارية المديرية ونشر للعضوية.
من ابرز مظاهر هذا الخلل: -
* ضيق العمل القيادي الذي تمثل في غياب لجنة المديرية في هذه الفترة وحلول السكرتارية محلها.
* ضعف مناقشة الوثائق وغياب التعليم الحزبي، وعدم انتظام نشاط الفروع الداخلي والجماهيري.
هذا الخلل أنعش بروز هذا التيار "اليميني التصفوي" لمجموعة الخاتم ووراق، ومن بعدهما مجموعة الشفيع خضر مرة اخري كما برز من الاتي:-
* الدعوة للتخلي بوعي أو دون وعي عن عمل الحزب والجبهة الديمقراطية في المدارس الثانوية بحجة أن أعمار الطلاب أقل من 18 عاما، وهذا الخلل صححه المؤتمر الخامس ، بالتأكيد علي العمل بالشكل المناسب.
* رفض أو عرقلة وتعطيل إعادة بناء التنظيمات الديمقراطية ( اتحادات الشباب والنساء ،والروابط الاشتراكية والديمقراطية والجباه الديمقراطية وسط المهنيين ، والجبهة الديمقراطية وسط الطلاب، وبقية التنظيمات الديمقراطية.الخ)، باعتبار أن الزمن قد تجاوزها، واحلال منظمات المجتمع المدني بديلا لها.
* اهمال العمل في مجالات الطبقة العاملة ، باعتبار أنها اندثرت ، كما جاء في وثيقة الخاتم المنشورة في الشيوعي (157)، مما كان من الأسباب التي ادت لتراجع عملنا في بناء الحزب في مجالات الطبقة العاملة.
* خلق حالة من الفوضي والثرثرة والهجوم الشخصي علي قيادة الحزب.
* حجب التوصيلات والمطبوعات عن الفروع وعضوية الحزب.
*خلق بؤر انقسامية في منطقة الحاج يوسف وطلبة الثانويات وقطاع الأطباء.
راجع " تقرير عن الانقسام بشقيه 2007 – ورقة قدمت لمؤتمر العاصمة الثاني".
* غياب مجلة الطريق كمنبر للصراع الفكري.
* في التعليم الحزبي : لا داعي لتقديم الماركسية للأعضاء الجدد ، وتخفيف الحمولة الأيديولوجية، والخلط بين الثقافة العامة والتثقيف الحزبي.
* احلال مناهج التدريب في منظمات المجتمع المدني بديلا لتجربة الحزب التي راكمها منذ تأسيسه واهمها ربط النظرية بالممارسة ، ودراسة وثائق الحزب ، ودراسة الواقع بذهن مفتوح ، واستيعاب المناهج والطرق الحديثة في التدريب، ومواصلة الدراسة والبحث العلمي باستمرار، انطلاقا من منهج الماركسية الذي لا يعرف النهائية والاكتمال، علما بان بعض تلك المنظمات ما قامت في مراكز العالم الرأسمالي الا لتكون بديلا للمنظمات الحزبية والديمقراطية والنقابية والجماهيرية ، لتحل أساليب العطاء والاحسان وتمويل المشاريع الخيرية بدلا من تغيير المجتمع الرأسمالي وتحقيق العدالة والاشتراكية وتوفير احتياجات الانسان الأساسية، وتحرير المجتمع من كل أشكال الاستغلال الطبقي والنوعي والديني والقومي .الخ.
* خرق الانضباط الحزبي ، وعدم تسديد الاشتراكات والالتزام لمركز الحزب وقيمة المطبوعات، وعدم تنفيذ الواجبات والتكليفات.
* الاستقالات اذا لم تقبل الأغلبية رأي الزميل أو الزملاء المعينين.
* العمل مع مرشح حزب آخر ، رغم ان للحزب مرشح ، كما حدث في دعم ياسر عرمان في انتخابات أبريل 2010 ، رغم ان مرشح الحزب الشيوعي كان الراحل محمد ابراهيم نقد.
ما هي سمات التيار التكتلي؟
:- من سمات التيار التكتلي" اليميني التصفوي "
*خلق حالة من الثرثرة والاسترخاء واغراق الاجتماعات في مناقشات مطولة والابتعاد عن الحياة الحزبية السليمة ومناهج العمل التنظيمي والاداري والقيادي السليمة.
*خرق المركزية الديمقراطية بعدم الالتزام بقرارات الهيئات العليا والاستخفاف بها، وعدم ابداء الملاحظات حولها بالطرق التنظيمية كما حدد دستور الحزب.
*الكتابة في الصحف الورقية والالكترونية حول قضايا داخلية مكانها قنوات وصحف الحزب الداخلية.
* حجب وثائق الحزب عن الأعضاء ، والتهريج نتيجة لغياب وصول مواقف الحزب للأعضاء ومناقشتها ورفع الملاحظات حولها بالطرق التنظيمية.
* خلق حالة خطيرة تؤدي الي نفور الأعضاء من الحزب والابتعاد عنه.
هذا يمهد الطريق لتبرير الانقسام والفوضي والاصطياد في الماء العكر. وخير مثال لذلك كما أشرنا سابقا: الفوضي في العمل القيادي في الفترة: 1989- 1994م والتي نتج منها التيار "التصفوي اليميني " لمجموعة الخاتم والحاج وراق.
لكن لم تتم المعالجة الشاملة لذيول الحاج وراق في المديرية، وبالتالي برزت هذه الحالة مرة اخري، والتي وصلت الي قمتها في التحضير لمؤتمر المديرية الذي انعقد في يناير 2008م، وتاخير تقييمه لاكثر من عام.
وصلت الفوضي التنظيمية قمتها نتيجة لغياب مناهج العمل القيادي السليمة وغياب الانضباط الحزبي واستقرار الحياة الداخلية للفروع، وعدم اشراك قواعد الحزب عبر القنوات الحزبية السليمة حول قضايا الصراع، مما فتح الباب للثرثرة والاتصالات الجانبية، وتكوين قوائم للترشيحات لعضوية لجنة المديرية خارج قنوات الحزب الرسمية،وقد وصلت بلاغات كثيرة بعد الانتخابات حول ذلك.
ولم تتم مواجهة شاملة لهذا الحالة من قبل لجنة المديرية التي اصبحت مشلولة ومثقلة باجتماعات طويلة يتم فيها "سلخ النملة" ودون ان ينعكس حصيلة هذه الاجتماعات في بناء الحزب وتوسيع صفوفه، وتحسين نشاط فروع الحزب الداخلي والجماهيري.
2
استمرار ذيول انقسام الخاتم ووراق:-
بعد انقسام مجموعة الخاتم في مايو 1994م وتكوينها لحركة "حق" استمرت ذيول افكاره داخل الحزب، برزت هذه الذيول في نشاط الشفيع خضر ومجموعته كما برز من الآتي:
* تصريحات الزميل السابق الشفيع خضر التي وردت في الصحف السيارة والالكترونية والتي غطت الفترة " 2001م – 2008م" حول " الماركسية وطبيعة الحزب " ، وطيلة تلك الفترة، لم يصدر نفي لها من الشفيع، فضلا عن انه لم يكتب لنا عن الماركسية وطبيعة الحزب في المناقشة العامة والتي كانت مفتوحة منذ اغسطس 1991م، وحتي اعداد التلخيص الختامي للمناقشة العامة في الكتاب الاول والثاني.
حصيلة التصريحات توصلت الي أن فكرة الشفيع لاتخرج عن الافكار(اليمينية التصفوية)، بحكم انها تطالبنا بتكوين حزب جديد والتخلي عن الماركسية وتكوين حزب جديد، وتكوين حزب برنامج والتخلي عن الطبيعة الطبقية للحزب ..الخ، وهي ليست (اتهام جزافي)، وانما مبني علي دراسة واقوال مستقاة من الصحف مع الاشارة لمصادرها.
هذا اضافة الي أن (يميني تصفوي) ليست تهمة، ولايمكن اتهام شخص يحمل فكرة "يمينية" كانت أو "يسارية " أو " شيوعية"، ولكن المقصود بفكرة (يميني تصفوي): اتخاذ موقف أو قناعة فكرية تري أن طريق الرأسمالية واقتصاد السوق والخصخصة هو الاجدي لتطور السودان.
كما تري حل الحزب الشيوعي أو ذوبانه في كيان آخر أوسع، والتخلي عن الطبيعة الطبقية للحزب ونظريته الماركسية، وتغيير اسمه، والحوار مع نظام الانقاذ بديلا لشعار اسقاط النظام وقيام البديل الديمقراطي، اى ليس تهمة أو اساءة شخصية، وهي افكار ليست جديدة، وكانت موجودة في تاريخ الصراع الفكري داخل الحزب الشيوعي السوداني، وستظل تطرح نفسها باستمرار ، طالما كان الصراع داخل الحزب الشيوعي انعكاسا للصراع الطبقي والاجتماعي الدائر في المجتمع.
* * كما عبر عن الفكرة نفسها د.فاروق محمد ابراهيم الذي دافع عن مؤتمر الجريف عام 1966م الذي قرر حل الحزب الشيوعي وتذويبه في كيان الحزب الاشتراكي، وقد صححت دورة اللجنة المركزية في نوفمبر 1966م، فيما بعد هذا الانحراف "اليميني".
أشار د. فاروق في محاضراته ، بمركز الخاتم عدلان الي ضرورة حل الحزب الشيوعي وتكوين حزب واسع بتوليفة فكرية جديدة يقوم علي البرنامج..الخ.).
هلل لتلك الأفكار بعض أعداء الحزب، علي سبيل المثال: راجع موسي يعقوب في (اخبار اليوم) عقب تصريحات الشفيع ل (اجراس الحرية)، وتهليل حسن ساتي لتصريحاته الأخيرة (لآخر لحظة)( راجع آخر لحظة: 26/ 7/2008م). اضافة الي انها أعطت مادة لأعداء الحزب من الكتاب الإسلامويين وترحيبهم بتغيير اسم الحزب والذين كان هدفهم تدمير الحزب.
3
الصراع بعد المؤتمر الخامس
بعد المؤتمر الخامس حدث تراجع من بعض الزملاء الرافضين لقرارات وتوصيات ومنجزات المؤتمر الخامس عن المنهج المتطور الذي تمّ في المناقشة العامة داخل قنوات الحزب ، وتلخيص حصيلتها واستخلاص موجهات وقرارات وتوصيات في النهاية، هذا التراجع تجسّد في الآتي:-
ظهرت كتابات خارج قنوات الحزب كان لها الأثر السلبي علي الأداء القيادي، عبرت عنها مقالات نشرت في الصحف السيارة، ترفض استنتاجات و قرارات و نتائج المؤتمر الخامس، واتسمت تلك الحملات بالاسفاف والتجريح الشخصي، والبعد عن الصراع الفكري المفيد لتطور الحزب مثل:
* وصف المؤتمر الخامس بأنه كان (كرنفالا ومضروبا)، والهجوم الشخصي علي كادر الحزب.
*الدعوة لمؤتمر استثنائي عبر الصحف، دون رفع هذا الاقتراح عبر القنوات الحزبية، لتغيير قيادة الحزب بانتخاب قيادة شابة، علما أن دستور الحزب أشار إلي انه:
1- " يجوز للجنة المركزية الدعوة لمؤتمر استثنائي في الحالات الآتية:-
أ – اذا نشأت قضايا تتجاوز صلاحياتها ، ولا تتحمل التأجيل الي عقد المؤتمر الدوري.
ب – اذا رأت هيئات تمثل نصف عضوية الحزب الدعوة لمؤتمر استثنائي.
2 - يتمتع المؤتمر الاستثنائي بنفس صلاحيات المؤتمر الدوري، ونفس الاجراءات غير أن الدعوة له يجب أن تعلن قبل شهر علي الأقل من موعده.
*القول بأن القيادة التي تم انتخابها من المؤتمرالخامس ( مخبولة).
* برزت حالات خرق الانضباط الحزبي في بعض الفروع مثل : عدم حضور الاجتماعات ، وتسديد الاشتراكات، والابطاء في تنفيذ القرارات.
صدر خطاب داخلي من المكتب السياسي في أكتوبر 2009 ، أشار فيه الي ضرورة التمسك بضوابط الصراع عبر قنوات الحزب التنظيمية، وأن مواعين الحزب ماضاقت والتي تتلخص في صحافته الداخلية ( الشيوعي، المنظم،..الخ)، وتمت ردود ومناقشات حول ذلك في محور الصراع الفكري في مجلة الشيوعي 173.
لقد ترك هذا الصراع غير المكشوف لجماهير الحزب أثره السلبي علي العمل القيادي والتعبئة حول وثائق المؤتمر الخامس، حيث ظهرت الأعراض نفسها بعد المؤتمر الرابع عندما اتخذ الصراع شكل الثرثرة والنميمة والتكتلات والشلليات، وقد ترك هذا الصراع اثره في سير العمل في منطقة كبيرة مثل العاصمة القومية، كما وضح من مناقشة تقرير المنطقة الدوري، فتراجع العمل القيادي وتم تعطيل وابطاء عمل الفروع، مما اضعف عملها، واندثرت فروع العمال والمدارس الثانوية وضمرت فروع المهنيين، وضعفت حياة الفروع الداخلية، وقررت ل.م تيم مساعدة للمنطقة الذي رفع تقريرين عن نشاطه، اضافة لمناقشة المكتب السياسي لتقرير أداء المنطقة والذي ارسل ملاحظاته حولها للمنطقة، كما تقرر تلخيص تجربة الصراع الفكري في المنطقة من خلال سمنار والكتابة حولها في (الطريق).
كما تم ارهاق وتعطيل عمل الحزب، بدلا من التوجه لتنفيذ مقررات المؤتمر الخامس، من خلال البلاغات التي ناقشتها اللجنة المركزية وهي :
* من خلال تقرير تقصي الحقائق حول التكتل والثرثرة والتي ادانت التقديرات الذاتية لمحاولة فض الجلسة الختامية للمؤتمر الخامس.
* طلب التقرير الطبي حول الحالة الصحية للسكرتير السياسي كما جاء في دورة سبتمبر 2010م، وانتقدت تغول المكتب السياسي لتغييره في قرار دورة يونيو 2010م حول تقصي الحقائق، وأشارت الي ضرورة التمسك بضوابط الصراع عبر قنوات الحزب المعروفة، وادانة التكتلات. وما تمّ من محاولات لرفع الجلسة الختامية للمؤتمر الخامس، وادانة ما أُثير حول الحالة الصحية للزميل السكرتير السياسي والاصرار علي طلب التقرير الصحي. تلك كانت خطوات ايجابية في اتجاه تنقية حياة الحزب الداخلية ، وجعلها معافاة من الصراعات الذاتية وغير المبدئية والتي تدمر العمل القيادي.
* كما تقصت اللجنة المركزية الحقائق حول الاجتماعات التكتلية خارج القنوات حول انتخاب السكرتير السياسي ، وتم اتخاذ الاجراءات ضد من قاموا بها.
* تراجع الصراع الفكري المفيد لتطور الحزب ن واتخذ شكل تعطيل وتخريب نشاط الحزب وتعطيل عمله القيادي.، لكن كانت تصريحات كما طرحها الشفيع خضر في الصحف والمواقع الالكترونية ترفض الماركسية التي تجاوزها الزمن، وأن الشعب السوداني لا يحتاج الي ايديولوجية بقدر ما يحتاج إلي برنامج يطرحه أناس غير فاسدين!! . الخ.،
وهي تصريحات في جوهرها تعني التخلي عن الماركسية والطبيعة الطبقية للحزب واسمه ، وبالتالي ليست أفكارا جديدة ، طرحها الخاتم عدلان من قبل.
4
اشتداد حدة التآمر علي الحزب قبل المؤتمر السادس :
* قبل المؤتمر السادس تجمعت كل القوى المعادية للحزب ، والعناصر "اليمينية التصفوية" التي خرجت من الحزب في السابق، بالتعاون مع أجهزة الأمن وكتاب الأعمدة من المؤتمر الوطني والأمن ، وشنوا هجوما كبيرا علي الحزب مليئا بكل صنوف الأكاذيب ، مع تسريب لاجتماعا ت وقرارات اللجنة المركزية ونشرها في الصحف بهدف تصوير ضعف قيادة الحزب ، والهجوم المكثف علي قيادة ورموز الحزب والسكرتير السياسي.
لكن الحزب استطاع أن يصد تلك الهجمة ويفضح مراميها. وكان وعي العضوية عاليا ، اذ كان الهدف هو اضعاف الحزب وشق صفوفه ، وبهدف تغيير خطه السياسي الهادف لبناء أوسع جبهة لاسقاط النظام ، ذلك الخط الذي يتفق مع مزاج الجماهيرالتي ضاقت بالحياة تحت ظل النظام الفاسد ، ويتعارض مع "الهبوط الناعم" الذي يعيد إنتاج النظام وسياساته القمعية والاقتصادية وتحالفاته العسكرية والأمنية الخارجية مع تغييرات شكلية في الأشخاص، إضافة إلي تغيير طبيعة الحزب الطبقية وتغيير اسم الحزب ومنهجه الماركسي .
تمّ رصد تلك الكتابات والكتاب بالاسم من كل لون وشاكلة ، سواء في مواقع التواصل الاجتماعي والمقالات الصحفية ، والرسائل المليئة بالمغالطات التاريخية والتناقضات للمؤتمر السادس.
لكن جاء المؤتمر السادس ليوجه لطمة قوية لذلك التيار والهجمة الشرسة علي الحزب، وخرج الحزب موحدا حول اسمه ومنهجة الماركسي وطبيعته الطبقية المنحازة للطبقة العاملة والكادحين ، وخطه السياسي الهادف لبناء أوسع تحالف من أجل اسقاط النظام وتفكيكه وقيام البديل الديمقراطي.
كما بذل التيار" اليميني التصفوي" جهدا كبيرا تزامن مع الكتاب الصحفيين الاسلامويين والأجهزة الأمنية لتعطيل عقد المؤتمر السادس من خلال الآتي:
* راهنوا علي عدم قيامه.
* سربوا أسرار الحزب واجتماعات اللجنة المركزية للصحف.
بث اليأس في صفوف بعض أعضاء الحزب.
نشروا اكاذيب البلاغ الكيدي حول اتهام الزميلين المسؤول التنظيمي ومسؤول الطلاب والزميل نصار بأنهم عملاء لجهاز الأمن ، والذي اتضح أنه كاذب ، وتمّ بموجب ذلك اتخاذ اجراءات تنظيمية ضدالذين " فبركوا" البلاغ الكيدي. وتم فصل الشفيع خضر ومن معه من الحزب.
* في داخل المؤتمر بذلوا جهدا كبيرا لنسف المؤتمر من الداخل ، ومارسوا كل أساليب التهريج وتأخير الجلسات ، وعمل قوائم تكتلية " رهن التحقيق"، ولكنهم فشلوا.( راجع تصريح صحفي من المكتب السياسي بتاريخ 18 / 10/ 2016).
بعد المؤتمر السادس نشر 22 زميلا أغلبهم من قطاع الأطباء بالعاصمة، استقالة جماعية في الصحف السيارة ، وقررت اللجنة المركزية فصلهم من الحزب باعتبار ما حدث تكتل ، وجاء في حيثيات الاستقالة :
*هجوم علي المؤتمر السادس ومقرراته.
* اساءات شخصية لقيادة الحزب، وصفو الذين حضروا المؤتمر السادس بالغيبوبة والبصم علي مقرراته. *هاجموا خط الحزب الحزب الذي أجازه المؤتمر السادس الذي طرح اسقاط النظام وقيام البديل الديمقراطي والرافض للحوار بدون مطلوباته في خريطة الطريق ، وموافقة الحزب علي قرار قوى الاجماع بابعاد الأحزاب الخمسة التي التحقت ب " نداء السودان" وافقت علي خريطة الطريق والحوار مع النظام علي أساسها.
*وصفوا المؤتمر السادس بأنه لم يكن ديمقراطيا !!.
* اشاعوا معلومات غير صحيحة مثل : ان قيادة الحزب حلت مكتب طلاب الجامعات بالعاصمة، والصحيح تمّ توصيل الخريجين.
*مركز الحزب مع نقابة المنشأة ، والصحيح أن مؤتمر الحزب رفض نقابة المنشأة ، وطالب بنقابة الفئة وديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، ولكن الحزب لا يقاطع انتخابات النقابات مهما كان قانونها رجعيا ويناضل من أجل إلغائه ، واسقاط النظام الديكتاتوري.
* أن الحزب لم يأخذ مقترحات الأطباء حول الصحة، والصحيح أنه تم الأخذ بها وتضمينها في برنامج الحزب والتقرير السياسي المجاز في المؤتمر. الخ.
( راجع التصريح الصحفي الصادر من المكتب السياسي بتاريخ 18 / 10/ 2016).