في ذكرى الشهيدة سعيدة المنبهي


وديع السرغيني
2019 / 12 / 4 - 22:55     

وهي شهيدة حظيت بالإجماع وسط عموم الحركة الديمقراطية والتقدمية بدون منازع.. لم تمتلكها حركة من الحركات أو تيار من التيارات.. ظلت أيقونة عموم الحركة الطلابية التحررية المغربية ومثالا للنضال النسائي من أجل نيل الحقوق والتحرر من قيد العبودية والاستغلال المضاعف.. حيث تحل ذكرى استشهادها هذا الأسبوع، أي يوم 11 دجنبر الذي سقطت خلاله شهيدة، بعد إضراب بطولي عن الطعام فاقت مدّته الأربعين يوم.
فبصمودها وصلابتها المبدئية والمعاندة، شأنها في ذلك شـأن مجموعة من الشباب الثوري الحالم حينها بتغيير جذري للأوضاع، يغير من أحوال المغاربة وينتصر للفقراء والمحرومين وجميع الكادحين.. قاومت سعيدة وعاندت دفاعا عن مطالبها بتحسين أوضاعها السجنية، التي رفعت لأول مرة مطلب سنّ قانون الاعتقال السياسي بما يضمنه من حقوق لجميع المعتقلين السياسيين.. ولم تتنازل عن هذا بل بقيت منتصبة القامة مقدمة دروس جمّة وذات قيمة نضالية مهمة، ما زالت تحفزّ المناضلين والمناضلات على العطاء أكثر، حتى تشييد مجتمع الحرية والديمقراطية والاشتراكية.
فكلنا معنيون بالاحتفاء بذكرى الشهداء تأكيدا على عطاءاتهم الميدانية والسياسية والفكرية، إذ لا مجال لاحتكار تاريخهم أو تجربتهم، بعد أن أصبحوا شهداء الشعب المغربي خلال معركته التحررية المجيدة.. فمن خلال تضحياتهم تعلمنا التضحية والبذل والعطاء السخي وبدون حساب.. تعلمنا الذوبان وسط الكادحين المحرومين، دون تباهي أو استعلاء.. تعلمنا الارتباط والوقوف إلى جانب الحركة الاحتجاجية المناضلة من أجل الحق ومن أجل تغيير أوضاع المواطنين البسطاء عامة.
لهذه الأسباب ارتبطنا بسعيدة، وبرفاق سعيدة، وبحلم سعيدة، في بناء مجتمع جديد يخلو من الاستغلال والاضطهاد والاستبداد.. مجتمع لن يختلف عن مضمونه جميع الديمقراطيين والتقدميين المغاربة الذين ما زالوا على العهد، متشبثين بمجتمع الحرية والديمقراطية والاشتراكية.
فلن ننسى أبدا جميع المناضلين والمناضلات الذين استرخصوا حياتهم من أجل هذه الأهداف وهذه القيم.. من المهدي ودهكون وزروال وسعيدة وبوكرين وبلهواري والدريدي وشباضة والمعطي وبن عيسى..الخ فهم من أناروا لنا الطريق لنيل الحرية وسنظل مساهمين مناضلين من أجل هذه الحرية، كل من موقعه وكل حسب قدراته وحسب أسلوبه، في هذه المعركة من أجل القضاء على دابر الاستبداد والاستغلال.