-لماذا أنا شيوعية!-


طلال الربيعي
2019 / 12 / 4 - 19:40     

ادناه ترجمتتي لمقالة
الكسيا عيسى: لماذا أنا شيوعية!
Alexia Isais: Why I am a communist
https://www.statepress.com/article/2019/12/spopinion-why-i-am-a-communist?fbclid=IwAR3Ao5dHhwC4ianHX-RrjFfGZFpQUiu-gA6wf6RJct-BwjRo-4UrTLZLqvI#
ألكسيا عيسى ناشطة طلابية في جامعة تيمبي في تيمبي, أريزونا, وكاتبة في
https://www.facebook.com/StatePress
--------
كما قالت المناضلة من اجل الحرية, الشيوعية, ليلى خالد ذات مرة، "لديّ قضية أعلى وأنبل من قضيتي"!

كامرأة، وأمريكية مكسيكية وشخص من خلفية فقيرة وطبقة عمالية، جعلتني العديد من التقلبات والمنعطفات المعقدة الشخص الذي أنا عليه اليوم: شيوعية.

تحمل التسمية "الشيوعية" وزنًا كبيرًا من تلقاء نفسها. إن وصف نفسي بالشيوعية ليس بأي حال من الأحوال بيانًا فارغًا - إنه هوية سياسية. إنه لأمر لا يصدق أن أعلن عن نفسي كشيوعية في وقت تتصاعد فيه معاداة الشيوعية مرة أخرى كرد فعل لشعبية الشيوعية المتزايدة.

من خلال نشأتي التي اكتنفها اكتشاف جرائم الحرب والفظائع في جميع أنحاء العالم برعاية وكالة المخابرات المركزية التابعة للحكومة الأمريكية, جعلني العديد من الأحداث اتساءل عن فعالية النظام!

هذا النظام هو الرأسمالية.
What is Capitalism? │ Means TV
https://www.youtube.com/watch?v=oFeXZbaKZ7c&vl=en

من خلال ربط كل قضية نواجهها اليوم بهذه المشكلة الجذرية, أصبحت السياسة أسهل بكثير لفهمها, خاصة عندما تبدأ في النظر إلى حياتك اليومية على أنها شيء متشابك ولا ينفصل عن السياسة.
اثناء نشأتي, اثرت العديد من المشاكل الملموسة علي وعلى عائلتي. كان على أفراد عائلتي أن يواجهوا العنصرية والتمييز كمهاجرين مكسيكيين, فقدوا وظائفهم في صفقات تجارية رهيبة في عهد كلينتون, بما في ذلك اتفاقية التجارة الحرة لشمال الأطلسي, وقد واجهنا عمومًا صعوبات اقتصادية.

مستقبلي لم يكن واضحا أبدا. لم أتوقع أبدًا إنهاء دراستي الثانوية, ناهيك عن الذهاب إلى الكلية. هذا هو مدى عدم استقرار المستقبل لحوالي 50 مليون شخص في الولايات المتحدة, وهو عدد الأميركيين الذين يعيشون في فقر حاليًا.

كان من الصعب علي أن أفهم - خاصة عندما كنت أصغر سنا - أنه في "أرض الوفرة", يمكن بسهولة القاء الناس جانبا وعدم الاهتمام بهم. كان هذا واضحًا بشكل خاص في بلد تهدر فيه الشركات حوالي 40٪ من إمداداتنا الغذائية بسهولة بينما الناس يتضورون جوعًا.

كان ادراك كيفية معاملة الفقراء والمهمشين في الولايات المتحدة فظيعًا, وتفاقم الأمر عند النظر إلى الأماكن التي تتدخل فيها الحكومة لنشر الديمقراطية المفترضة.

بالنظر إلى تأثيرات الإمبريالية الأمريكية, أدركت بسرعة عندما أصبحت مراهقة أن الحرب شيء مربح بشكل خاص عندما يتم شنها من أجل مصلحة واحدة من أقوى الدول في العالم.

تماما مثل سلفيه, الرئيس بيل كلينتون وجورج دبليو بوش, واصل الرئيس باراك أوباما إرث العنف وزعزعة الاستقرار في البلدان الأخرى. لقد مدد الحرب في أفغانستان, حيث قصف سبع دول مختلفة في الشرق الأوسط وزعزع الاستقرار في أمريكا اللاتينية ومناطق العالم الجنوبي الأخرى -
Countries bombed by the U.S. under the Obama administration
https://edition.cnn.com/2014/09/23/politics/countries-obama-bombed/index.html
وهو أمر يحافظ عليه اليوم الملياردير الشوفيني والعنصري دونالد ترامب.

بالنسبة لي, الديمقراطيون والجمهوريون وجهان لعملة واحدة.

لقد فهمت ذلك بالنسبة لي, لا يهم إذا كان الرئيس ديمقراطيًا أو جمهوريًا. إنهم يمثلون, في نظري, نفس المصالح, وهم يخلقون معاناة بالطريقة نفسها.

يبتسم أحد الطرفين وهو يقصف الأطفال اليمنيين, والآخر يضع قناعًا.

هناك طرف واحد صريح بشأن اضطهاده, والآخر يحاول أن يكون "الرجل الصالح".

لم يكن حتى انتخابات عام 2016 الاستقطابية حين شعرت أن هناك خيارًا غير سياسيي المؤسسة.

كنت متحمسًة وداعمًة بشكل لا يصدق للسناتور بيرني ساندرز في مرحلة من المراحل وكنت متحمسة بالفعل لدعواته من أجل الرعاية الطبية للجميع و المجانية الشاملة. بدأت أتعلم المزيد عن عدم المساواة في الثروة وكيف يستمر تعاظم غنى الأغنياء في تسبيب معاناة ملايين الأشخاص.
Global Wealth Inequality
https://www.nber.org/papers/w25462.pdf

ألهمتني هذه الحملة إلى حد كبير وبدأت بتفاؤلي ليس في مستقبلي فحسب, بل في مستقبل ملايين الآخرين أيضًا.

ولكن عندما ادار الحزب الديمقراطي ظهره لساندرز فعليا وألقى ساندرز ثقله وراء "داعية الحرب" النيوليبرالية هيلاري كلينتون, كنت أعرف أنه حتى الحركات العظيمة والحيوية مثل تلك التي يمثلها ساندرز كانت تعاني من الانهيارات.

أصبحت معتقداتي أكثر راديكالية بعد أن أدركت أنه ربما لا ينبغي علي الاعتماد كثيراً على حملات الأفراد الذين يترشحون للرئاسة. إذا تم انتخاب ساندرز, فإن الأمور ستتحسن بالنسبة لكثير من الناس - لكن ماذا بعد ذلك, تساءلت. كيف يمكن أن نكون متأكدين من أن السياسات التي ينفذها ستبقى بعد انتهاء رئاسته؟
“Radical simply means ‘grasping things at the root.’” Angela Davis
https://gustavus.edu/gwss/events/angeladavisflier.pdf

الحقيقة هي أنه في ظل السياسيين الإصلاحيين, فإن الأمور لا تكون أبداً منقوشة في حجر, خاصة تلك التي تهم الطبقة العاملة. يريد الناس أن يكونوا مضمونين بالرعاية الصحية والتعليم والوظائف والسكن والحقوق. إنهم لا يريدون العيش في خوف من فقدان هذه الأشياء الأساسية بعد انتهاء فترة الرئاسة.

عندما تم انتخاب ترامب, انتقل على الفور لإلغاء برنامج العمل المؤجل من أجل وصول الأطفال, واستمر في بناء خط أنابيب الوصول إلى داكوتا, وهدد بالانسحاب من اتفاق باريس للمناخ.

بالنسبة للقضايا التي تحدد مستقبل مئات الآلاف من المستفيدين من DACA ومصير الأراضي المقدسة للسكان الاصليين و قضية أزمة البيئة ، يبدو أن أهميتها قد تقلصت في ظل الرأسمالية إلى القضايا الانتخابية قصيرة الأجل. هذه قضايا خطيرة تستحق حلولاً دائمة.

كان الانضمام إلى حزب شيوعي, حزب الاشتراكية والتحرير, شيئًا غيّر كثيرًا من وجهة نظري حول هذا الموضوع. لقد كنت عضوًا في فرع Phoenix منذ أكثر من عام بقليل.
https://www.pslweb.org/
يعتقد الحزب أن "الحل الوحيد لأزمة الرأسمالية المتعمقة هو التحول الاشتراكي للمجتمع." إن العالم الذي تتواجد فيه الطبقة العاملة والمضطهدة هو العالم الذي يمكنه إنهاء هذه القضايا التي تكون ثابتة في الرأسمالية. يحتل حزب الاشتراكية والتحرير طليعة الكفاح لإنهاء العنصرية والتمييز الجنسي والحرب.

التنظيم داخل حزب شيوعي, من خلال العمل المستمر والدؤوب, جعلني شخصًا أكثر تفاؤلاً. بشكل خاص, شخصا متفائلا بالتغيير الثوري.

هذه القضايا مهمة للتعبير عنها, لا سيما في الحرم الجامعي حيث يمكن للطلاب والمجتمع التعبير عن معارضتهم للقوى القمعية التي لم يتم تحديها تاريخياً أو رحبت بها أندية سياسية معينة.

جنبا إلى جنب مع الطلاب الآخرين أعضاء حزب الاشتراكية والتحرير, شكلنا محموعة الطلاب الاشتراكيين في جامعة ولاية أريزونا, مهمتها نشر الاشتراكية في الحرم الجامعي.
Students for Socialism
https://asu.campuslabs.com/engage/organization/students-for-socialism

كما قالت (الرسامة الشيوعية المكسيكية الفائقة الشهرة, ط.ا) فريدا كالو ذات مرة "أنا مقتنعة أكثر فأكثر أنه فقط من خلال الشيوعية يمكننا أن نكتسب إنسانًينتا". الشيوعية هي السبيل الوحيد نحو تحرير جميع الناس المضطهدين، وأنا فخورة بأن أسمي نفسي شيوعيًة.