الثورة العلمية التكنالوجية في مجال الطاقة البديلة والمساهمة في تحرير شعبنا والبشرية


سعاد خيري
2006 / 5 / 26 - 11:25     

تعمل المراكز الراسمالية الكبرى ومنذ اكثر من نصف قرن على حجر كل اختراع واكتشاف ودراسة او بحث في مجال مصادر الطاقة البديلة وحصر استغلالها في مجال مشاريع الفضاء واسلحة الدمار الشامل .. فتلتقط العلماء من جميع انحاء العالم وتشتري مخترعاتهم بل وطاقاتهم الفكرية وتوجيهها لما يخدم مصالحها . فالنفط كمصدر للطاقة ومن خلال هيمنتها على مصادره اصبح احد اهم ادواتها في الهيمنة على العالم. فقد قامت اقتصاديات كل العالم على اساس مصدر الطاقة هذا ، بل وسبل تسير كل عائلة وفرد في العالم. ومن خلال هيمنتها على مصادر النفط هيمنت ليس فقط على اقتصاد بلدان العالم بل وعلى حياة كل عائلة وفرد وفرضت من خلال ذلك ليس فقط اسعاره بل وتقنين وصوله وفقا لما يخدم مصالحها. فالشعب العراقي وهو المالك لثاني اكبر احتياطي للنفط في العالم يعاني من شحة النفط ويستورده، ويقف سائقو سياراته معظم حياتهم بانتظار ما يوفر الطاقة لسياراتهم ليوم واحد. وتتوقف كل وسائل التكنولوجية الحديثة بما فيها التلفزيون والكومبيوتر والثلجات والمبردات وادوات الطبخ وتصبح ديكورا خادعا للعصر الجديد الذي تقوده العولمة الراسمالية ، بسبب حجبه عن تحريك المولدات الكهربائية الحكومية والخاصة من خلال هيمنة قوات الاحتلال وادواتهم من سياسيين وارهابيين ومافيات تهريب النفط ، بهدف تركيع شعبنا .
وكثيرا ما اشار العديد من الكتاب العراقيين واصدروا العديد من الكتب تحت عنوان" النفط مستعبد الشعوب" مبررين ذلك بما عاشه شعبنا خلال تاريخنا المعاصر من صنوف الهيمنة الامبريالية المباشرة او المقنعة بانظمة رجعية ودكتاتورية ، وحروب وحصار مدمر وصولا الى يومنا هذا وخضوعنا المباشر لقوات الاحتلال وادوات الامبريالية الامريكية كلها بهدف الهيمنة على ثرواتنا النفطية . وبذلك يضللون الشعب سواء عن وعي او غير وعي عن السبب الحقيقي لكل معاناة شعبنا وهو الاهيمنة الامبريالية على ثروتنا النفطية لاحكام سيطرتها على العالم وضمان تدفق الارباح الطائلة لشركاتها الاحتكارية . وهي من خلال سلاح النفط وغيره من الاسلحة مثل الحروب والارهاب واجهزة اعلامها الجبارة ومؤدلجيها تستعبد كل شعوب العالم يغض النظر عن امتلاكها مصادر للنفط ام لا، بما فيها شعوبها.
لقد احدثت الثورات العلمية في مجال مصادر الطاقة انعطافات تاريخية كبرى في تاريخ البشرية. فمن البخار الى الكهرباء واخيرا الذرة واحدثت تطورات جبارة في حياة البشرية وتقدمها العلمي والحضاري ولعبت فيها علاقات الانتاج الراسمالية من خلال ركضها وراء الارباح الدور المحرك حتى بلغت هذه المرحلة التي استنفذت فيها كل مستلزمات وجودها لتقدم البشرية ، واصبحت ليست فقط عائقا امام كل تقدم حضاري ولاسيما في مجال مصادر الطاقة البديلة حيث اصبح النفط كمصدر للطاقة يهدد حياة البشر والبيئة بل ومن خلال اشتداد كل تناقضاتها وازماتها واساليب حلها عن طريق الحروب المتنوعة واسلحتها المدمرة.
وكم تمنيت لو ارى سقوف بيوت بغداد تزدان ببطاريات الطاقة الشمسية بدلا من المولدات الكهربائية التي لا تعمل الا بالنفط الذي يتوقف الحصول عليه وفقا لما تقننه قوات الاحتلال وادواتها، وتشوه الشوارع وتسمم الاجواء ومناظر اشجار النخيل والحمضيات وروائح الزهور والقداح، فضلا عما تثيره من ضوضاء ترهق اعصاب السكان ولاسيما الاطفال. ولا سيما ونحن نمتلك الطاقات العلمية والطاقة الشمسية على مدار السنة والرمال النقية. وكم تمنيت لو استطاع عمالنا ومهندسينا بل وعلمائنا وهم اهلا لذلك من ابتكار التكنولوجيات البسيطة التي يكتب عنها التي تتيح لشعبنا بل ولكل مصنع وبيت للحصول بواسطتهاعلى مصدر للطاقة حتى من الماء وبذلك يحطم احد اسلحة الاحتلال في تركيع شعبنا ويساهموا في تحرير البشرية من هيمنة علاقات الانتاج الراسمالية واحد اخطر ادواتها وكذلك تحرير البيئة. فنحن شعب لا ينظر الى الوراء لتحدي قوات الاحتلال وكل اساليبها بل ننظر الى المستقبل بمنظار علمي وليس من منطلق مصالح شعبنا فقط بل ومصالح البشرية . ورب معترض يقول كيف التفكير ببديل للنفط كمصدر للطاقة ونحن بلد النفط ومن حقنا التمتع به ومن الافضل النضال من اجل تحرير ثروتنا النفطية بدلا من ايجاد البدائل للطاقة.. والاستغناء عنها وهي مصدر دخلنا الرئيس واملنا في اعادة البناء ورفاه الشعب..
ان التفكير والعمل على تحرير شعبنا من احد اسلحة قوات الاحتلال وادواتها التي تسمم حياتهم وتشل طاقاتهم وترهق اعصابهم لايمكن ان تعرقل نضالاتنا من اجل تحرير ثرواتنا النفطية وغيرها ولا في سبيل التحرر الكامل من الهيمنة الامبريالية بكل اشكالها بل على العكس سيطلق طاقات الشعب المرهقة في الركض وراء النفط ويحرر الكثير من امكانياتها في النضال على مختلف اشكاله واساليبه ضد الاحتلال ومن اجل تحرير ثروتنا النفطية وغيرها من الثروات التي يزخر بها شعبنا ووطننا وفي مقدمتها الانسان العراقي.. و الثورة في مجال بدائل مصادر الطاقة سوف لن تلغي دور النفط كمصدر للطاقة لفترة يتوقف مداها على امكانيات تكييف كل تكنالوجيات العالم لها بل واستحداث تطور هائل في جميع مجالات ، فضلا عن ان النفط ليس فقط مصدر للطاقة بل انه مادة اولية في مختلف انواع الصناعات الحالية والمستقبلية.
انها ليست امنيات فقط لا تستند الى واقع وامكانيات فقد اثبت عمالنا ومهندسينا رغم الارهاب والحروب والحصار من اختراع الكثير من البدائل التكنولوجية وما جرائم القتل المنظمة لعلمائنا ومهندسينا وعمالنا وتهديد الالاف منهم لترك الوطن فضلا عن اغراء الالاف على العمل في المعاهد والمختبرات الامريكية الا دليلا على توفر العديد من الامكانيات يتمتع بها علمائنا ومهندسينا وعمالنا . فالبطاريات الشمسية تستخدم في مصر في القرى النائية التي لا تصلها الكهرباء واحد العلماء السوريين اعلن قبل مدة وخفت صوته بعد ذلك عن اختراعه جهازا بسيطا يمكن كل امرأة ان توفر الطاقة الكهربائية لبيتها ولطهيها الطعام من الماء.
فالى مؤتمر الهويات التي يقيمه معهد العلوم والتكنولوجيا في بغداد ادعو لخوض هذا المضمار الى جانب المجالات الاخرى التي يعمل ويشجع عليها و العمل على حماية المخترعين وتوفير كل الامكانيات لهم