سجن الحوت في الناصرية


راغب الركابي
2019 / 12 / 4 - 01:27     

 
في الناصرية  جرت  مذبحة  بشعة  وقتل عمد  لشباب أبرياء من خيرة ما أنجبت المدينة   شهد على ذلك  العالم أجمع  ،  فهؤلاء  الشباب المغدورين   كانوا في عداد الثوار ضد الفساد والإنحراف والخيانة ، قتلهم الغدر والجبن  والخيانة   وبدم بارد   ،   ومن أجل تبرير تلك الجريمة   ،   عمد  القتلة  من  عملاء السلطة  للترويج  والقول  : بأن الذي جرى في الناصرية  كان  من أجل تسهيل  خروج وهروب الجماعة الإرهابية التي أُعتقلت  هناك  في سجن الحوت  .
إن تشويه روح الثورة  عبر الزعم  والدس والكذب العمد  خطيئة أخرى مضافة لجرائم القتلة والمأجورين ،   ولكنه تشويه فاشل   بعدما  أثبت أهل الناصرية  براعة وحنكة وشجاعة  وقيادة  منقطعة النظير في تحريك الثورة  في كل العراق   ،    مما  حدى  بهؤلاء  النفر   من الموتورين  للبحث عن كل ما يعيق  تقدم الثورة ونجاحها   أو  الفت  بعضد الثوار الذين  أبهروا  العالم أجمع بوثبتهم  وصمودهم  ووحدتهم   .
إن التشكيك بنوايا  الثورة  و الثوار  مكيدة  أخرى  فاسدة  يقوم بها مهزومون  من الفئة الرديئة   ،  إذ  ليس ممكناً  أن تحد هذه الدعايات  من قدرة وحركة  الثورة في مواصلة الدرب حتى تحقيق النصر بأذن الله  ،  في الناصرية المدينة وفي الأقضية والنواحي  عمال وفلاحين  وعشائر  ،  و كل  من موقعه  مسؤولا  عن إتمام العهد ونصرت الدماء التي سالت من أجل الحرية والكرامة   ،  ولا يجوز بل غير مسموح به  أن تربط حركة الثورة بسجن ما   تسجن  فيه  مجموعة من القتلة والمجرمين ،  ليس مسموحا ان تسوف وتسفه حركة الثورة عبر هذا الزعم الأخرق   .
إن إتهام الثورة والثوار عمل جبان أخر نعرفه ونعرف قائليه   ، لأنه يرخص بل و يهون  من دماء أبنائنا الأعزاء  الذين سقطوا شهداء كرام  ،  لا لشيئ  إلاَّ  من أجل أن يبقى هؤلاء القتلة والمفسدون في الحكم  لفترة أطول  ،  وكلنا يعلم   إن حركة الثورة في الناصرية ليست وليدة اليوم   بل هي حركة  شعبية  تراكمية  مرة  بسنوات أزدادت خبرة ونضوجاً ووعياً   ،  وهي  ليست   ردة فعل  أو بفعل فاعل  كما يدعي المنافقين والخونة   لتكون بيد  أو  من أجل تلك الجماعة الإرهابية في سجن الحوت  .
وإن كنتم حريصين  على العدل   فلماذا  يبقى  هؤلاء القتلة والمجرمين كل هذه  المدة   في السجن  ؟    ،  ولمذا يتم إطعامهم وحمايتهم والسهر على تقديم الخدمات لهم  ؟    ،  فهل هناك تفاوض  يجري في الخفاء مع  دول أو  مجاميع  من أجل تخفيف  الضغط  من على البعض  ؟   ،  أو إن بقائهم  من أجل  كسب الأموال والديات   كما جرى  من قبل  في غير مناسبة   ،   أقول :  العدل  يقتضي  تقديم هؤلاء للقضاء  والحكم على من يستحق بما يلزم   ،  من دون تأخير أو مماطلة  وذلك يقودنا للقول  -  فلماذا هم في السجن إذن   ؟ -   ،  والذي نعرفه  إن  العقاب  والقصاص  للقتلة  ،  وأما  من لم يثبت عليه شيئا  فدواعي الأمن والعدل والنزاهة  تقول فليُرحل كل إلى بلده    ، بدلاً من الإحتفاظ بهم وإطعامهم وحمايتهم والسهر عليهم   ،  فالتراخي بحقهم وتركهم من غير عقوبة جريمة بحق الشهداء وبحق العراق    .
وللتذكير فقط  نقول  لقد فر الكثير من  هؤلاء القتلة  والإرهابيين  ومن مناطق متعددة  من قبل  ،  وظل ذلك الفعل  مداورة بين الأشقاء اللصوص من غير حل ولا حسم   ،  جرى هذا  بمساعدة  بعض  من رجال السلطة في الأمن وعملاء ومع  ذلك  لم تحاسب السلطة ولم تقم الحد على أي منهم   ،   ولكن  في الوقت  الذي  يقوم  به  الشعب يطالب بحقوقه يظهر حرصكم على سجن الحوت  ،  وكأن  الذي جرى في محافظة النجف وكربلاء  والبصرة والعمارة والكوت وبابل  وبغداد  مرتبط به كذلك   ،  قبحكم  الله ماذا  تقولون  !!  ، إننا نهيب  بأخواننا من الشعب العزيز أن لا يسمعوا لهذا اللغو ، الذي يُراد منه التشويه وصرف الأنظار عن الجريمة التي أرتكبت بحق أهلنا في الناصرية  ،  وندعوا الجميع لوحدة الصف والإبتعاد  عن كل ما يثير القلق  فثمة لعناء يريدون تزييف الحقايق  ،  كما يفعلون  بحرق قبور الصالحين في النجف  ، هؤلاء  يعمدون من خلال  أسيادهم لخلق الفتنة  بل ويسعون لكي يضربوا الناس بعضهم ببعض  .
حمى العراق من شرورهم ونصرهم على عدوهم ...