تحذير هام


راغب الركابي
2019 / 12 / 3 - 19:47     

 
دائماً  تتعرض  حركة الثورات  في كل العالم  إلى أعمال كيدية  من أشخاص يظهرون في الوسط  حماسيون  في الغالب  ولكنهم  نفعيون  ومرتزقة  ومتآمرون  وهم   كثير فأحذروا منهم   ،   أولئك  الذين يلبسون  ثوب الثوار والمصلحين والأطهار وهم أبعد  ما يكون  عن الثورة والثوار  ،  هؤلاء  الذين  يكثرون الصراخ  بمناسبة  أو بدونها  فهم  من يخاتلون  الثوار الحقيقيين  ويطعنونهم  في الظهر  ،  وهؤلاء  يجب تعريتهم  وتعريفهم  للعالم  لكي يشهد  على  خبثهم ونفاقهم  وأنتهازيتهم   .
وإننا إذ  نهيب بأبنائنا الثوار أن  يحذوا الحيطة  والحذر  فليس كل من تسربل  بلباس  الجنود  مقاتلاً   ،   نعم   هناك  ثمة مؤامرة يُراد لها ان تخلط الأوراق وإفتعال الفتنة بين المتظاهرين ، والتهويل من الخطر الوهمي  كما فعل أبن زياد ذات مرة .
فكونوا على حذر ووجهوا أنظاركم نحو الهدف الكبير في التحرير وبناء الدولة الجديدة ، وفي هذه المناسبة أناشد بعض شيوخ العشائر أن لا يكونوا بيادق في صف أعداء الوطن ، ولا يجب ان  يدنسوا  شرف العشيرة  والقبول بفتات  من دنيا زائلة  أو يتساهلوا  مع المعتدي  مهما كثُرة مغرياته  ،  وأبشركم  فإن  ما ينتظر الجميع خيرا كثيرا  ،  فلا تفوتوا على أنفسكم وأهليكم شرف المشاركة في صنع العراق الجديد الذي يحلم به كل حر غيور شريف ، ولا تنخدعوا بأباطيل جوقة المفسدين الذين خربوا كل عامر وجميل في وطننا الحبيب  ، وهم في النفس الأخير .
نعم هناك شيوخ وعشائر ترفع لهم القبعة والعقال  والعمامة  لمواقفهم الوطنية الجسورة  التي عبرت بصدق عن توجهات كل الشعب  من أقصاه إلى أقصاه   مواقف جريئة  جبارة  ، فلهم الشكر موصول منا ومن كل عراقي  أصيل  ما حيينا  ، وسيسجل  التاريخ  أسمائهم  وصفاتهم  بأحرف من نور في  سجل  الخالدين طيبي الذكر .
وفي  هذه المرحلة  من  مسيرة الثورة  أتمنى  أن يكون شعارها  ،  هو ذلك الشعار الخالد  للإمام الحسين وهو يقول  :  - (  من لحق بنا أستشهد ومن تخلف عنا لم يبلغ الفتح  )  -   ،  في رمزية هذا  الشعار وفحوآه  متوكلين  على هديه سائرين  غير منحازين سوى لشعبنا الذي يأمل فينا  خيراً وصلاحاً  .
أحببت أن أقول ذلك في هذا التحذير ، لما نسمع ونشاهد من المحاولات الخبيثة لإعداء الثورة من الطابور الخامس ، وزمر المتآمرين والخونة فكونوا أيها الثوار في وطني على حذر ، وأعقلوا أمركم وتوكلوا فلم يبقى من الأمر أكثر من الذي مضى ،  نصركم الله وسدد خطاكم ...