كاظم الجاسم ...قائد فلاحي في الفرات الأوسط


محمد جواد فارس
2019 / 11 / 27 - 08:17     


ميلن لا تنكطن كحل فوك الدم

ميلن وردة الخزامة تنكط سم

جرح صويحب بعطابة ما يلتم

لا .. لا تفرح بدمنة لا يلكطاعي

صويحب من يموت المنجل يداعي



شاعرنا الكبير مظفر النواب



لعبت الحركة الفلاحية في العراق دورا وطنيا بارزا ، والمعروف ان العراق بلد النهرين بلد زراعي تشتهر مدن العراق الواقعة على ضفتي دجلة والفرات ،تشتهر بزراعة الحنطة والشعير و النخيل بالتمور وكذلك الفواكه والخضروات ، والكثير من المنتجات تكفي لسد الحاجة المحلية وهناك منها ما يصدر .ومن هنا نستنج ان هناك اعداد غير قليلة من سكان العراق تعمل في الزراعة والبستنة ، هذه الكتلة البشرية من الفلاحين وقع عليها الحيف من قبل الاقطاع ومالكي الأرض والسراكيل (وهم وكلاء الاقطاع ). وفلاحي منطقة الفرات الأوسط والتي تضم مدن الحلة والديوانية وكربلاء والسماوة والنجف شارك فلاحيها بانتفاضات وثورات الشعب العراقي منذ ثورة العشرين 1920 مع الاقطاع ورجال الدين وكذلك في الاحتجاجات التي شملت كل طبقات المجتمع العراقي بعماليه ومثقفيه وطلابه مشاركين في الاحتجاج على اتفاقية الذل في منح معسكرات للقواعد البريطانية في الأراضي العراقية عام 1935 وبعدها انتفاضة كانون المجيدة والتي سميت بمعاهدة بورت سموث المدينة التي جرى التوقيع عليها من قبل صالح جبر وبيفن من الجانب البريطاني هذه الانتفاضة التي اسقطت المعاهدة واسقطت الوزارة العراقية وقد سقط عدد من الشهداء على الجسر ، وما اشبه اليوم با البارحة ، حيث اليوم انتفاضة شعبنا ضد الطغمة الحاكمة وشعارهم نريد وطن ونازل اخذ حقي ، حقهم هو الامن وسيادة العراق من التدخل من قبل الامريكان المحتلين والإيرانيين وكل الدول التي تتدخل بالشأن العراقي ، وحكومة المحاصصة الطائفية استخدمت القوى المفرطة من الرصاص الحي الى القنابل الغازية والمسلة للدموع والتي على اثرها سقط 500 شهيدا و1500 جريح نصفهم أصيبوا ب الإعاقة الدائمة ومصرين على عدم الاستقالة وتنفيذ مطاليب الشعب الذي خرج بكل اطيافه ، وبالتأكيد ان شعبنا الذي خاضا كل الانتفاضات والثورات من ثورة العشرين الى وثبة كانون المجيدة وانتفاضة تشرين الفلاحية عام 1952 وانتفاضة 1956 للتضامن مع الشقيقة مصر ضد العدوان الثلاثي عليها ، سوف تنتصر إرادة الشعب في انهاء هذه الحكومة وانهاء مناصبهم والعمل على تشريع دستور جديد يدعو للمواطنة بدل المحاصصة الطائفية وينهي والى الابد الفساد والمفسدين .وبعد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي عام 1934 جرى التأكيد على أهمية الاهتمام بالفلاحين وبالمطاليب في الاراض والحصة من المنتوج الزراعي ، والعمل على تشكيل جمعيات فلاحية سمية بأصدقاء الفلاحين ، والمشاركة في نضالات شعبنا بعماليه وكسبته وطلابه ومثقفيه ، وبعد ثورة الرابع عشر من تموز الخالدة وإصدار قانون الإصلاح الزراعي الذي انصف الفلاح بحصته من الأرض والماء ، وتشكلت الجمعيات الفلاحية في العراق لعبت دورا مهما في مساعدة وزارة الزراعة في تنفيذ قانون الإصلاح الزراعي .



الشهيد كاظم الجاسم ودوره في الحركة الفلاحية في الفرات الأوسط



ولد كاظم الجاسم عام 1924 واسمه الكامل كاظم جاسم محمد الشمري في قرية البو شناوة التي تقع على ضفة نهر الحلة درس في مدرسة البراهمية في قرية الدبلة الواقعة بالقرب من قرية البو شناوة والتي تبعد بعض الكيلومترات ، اكمل دراسته الابتدائية ولم يكمل الدراسة بل انصرف الى الزراعة ، وانضم الى الحزب في الاربعينات وكسبه الى الحزب المعلم محمد حسن الوائلي وهو معلم في مدرسة الابراهمية ، عمل كاظم الجاسم في إيجاد تنظيمات فلاحية في أطار الحزب الشيوعي العراقي في المحاويل والمسيب والهاشمية والقاسم والمدحتية والشوملي ، اعتقل عام 1949 وبقي في المعتقل خمسة عشر يوما ، وكان يثقف بمبدأ قسمت الأرض بين الفلاح والملاك وكسب حب وود الفلاحين في طرحه الذي يمس أحتياجات الفلاحين البذور والري والعيش الكريم .شارك في الكونفرنس الحزبي عام 1956 في الكوفة وبمشاركة الشهيد سلام عادل ، وبعد ثورة تموز المجيدة عام 1958كان له دور مشهود في قريته مع رفيقه الشهيد الخالد عباس الخضير والذي استشهد عام 1963 بعد انقلاب شباط الدموي دفاعا عن رفاقه في التنظيم وقد واكب مسيرة رفيقه كاظم الجاسم لغاية استشهاده ، كاظم الحاسم كان احد الموقعين على الطلب بإجازة الحزب للعمل العلني ولكن للأسف بمحاولتين ولم تجري الموافقة من وزارة الداخلية بإعطاء الاجازة بل كانت من نصيب حزب داود الصايغ صاحب جريدة المبدأ ، كاظم الجاسم عمل مع كاظم فرهود رئيس الجمعيات الفلاحية وستار الخواجة والذي كان يسمى بستار معروف وهو كان مسؤول التنظيم الفلاحي المركزي ، وكاظم الجاسم كان قائد حقيقي في التنظيم في عمله في مسؤليات متعدد منها الفرات الأوسط ومحايتها ، لعب دورا بارزا في تجميع الرفاق في الفرات بعد انقلاب شباط الدموي ، وعمل مع رفاقه تركي الهاشم وكذلك شهاب احمد وملا احمد من القاسم والكثير من الرفاق ، ومنحه الحزب فرصة الذهاب الى موسكو للمدرسة الحزبية للدراسة الفكر الماركسي الينيني وتاريخ الحركة الشيوعية ، وكنا في كونفرنس حزبي لمحلية الحلة لتقيم سياسة الحزب أيام قاسم وانتخاب مندوبنا الى المؤتمر الثاتي للحزب وجرى انتخاب أبو قيود كاظم الجاسم وهو في موسكو ممثلنا الى المؤتمر وبسبب من تأخره ذهب الاحتياط وكان آنذاك حميد مجيد موسى ، وكان هذا عام 1970 ، وبعد مجيئه الى العراق وكان يتفقد رفاقه وأصدقاء الحزب وكان من ضمن الذي زارهم مهدي السهيل المتعاون مع البعث وجرى تطويق المنزل بعد كان قد دبر عملية تسليمه ، وعند القبض علية وهو يهتف بحياة الحزب ويعلو صوته انه اعتقل في بيت مضيفه عديم الوفاء والذي لم يكن وفيا الى الزاد والملح ، وبعدها سلم الى زمرة قصر النهاية ولم تأخذ السلطات البعثية بطلب الحزب بإطلاق سراحه ولكن صدام حسين وزمرته قامت بتصفية هذا الشيوعي الشجاع والقائد الفلاحي فله كلى المجد