أسئلة حول تنظيم الحزب الثوري (5)

نهويل مورينو
2019 / 11 / 19 - 09:01     


مقدمة

في 16 تموز 1984 تحدث الرفيق نهويل مورينو -بدعوة من قبل الشبيبة الإشتراكية_ حول تنظيم (بناء) الحزب الثوري. هذا المقال هو النسخة المكتوبة لمحاضرته منقحة من قبل المحاضر نفسه. وقد تم نشرها أولا في بوينس آيرس ضمن مذكرات التضامن. (قارئ التثقيف السياسي رقم 1- 1984).

نحو تنظيم حزبي ثوري



مسألة الأشكال التنظيمية باتت تشكل أولوية في هذه الأوقات، لأن هناك تغير في الظرف الموضوعي. لقد انتقلنا من مرحلة إلى أخرى: حالة تحول تم إنتاجها بعد انتصار ألفونسين[i] إلى وضع ثوري جديد.

بعد انتصار ألفونسين، والذي ولد حماسة كبرى، كان هنالك ارتكاس في قطاعات الطليعة التي استقبلت هذا النجاح كانقلاب مزدوج: الجماهير تحولت إلى حد ما للراديكالية[ii]، الطبقة العاملة كانت لاتزال مغمورة بالبيرونية، ولا أي حزب سياسي يساري، ولا حتى أضعفها، قد نجا من موجة الاستقطاب. إستنادا إلى النتائج الإنتخابية، تم تدشين مرحلة جديدة، مرحلة نعرفها بـ “الإنتقالية”، تتأرجح ما بين تعميق العملية الثورية، وعلى عكس ذلك، نحو تحقيق استقرار النظام والحكومة.

هذه المرحلة انقضت. اللعبة الآن تدور كما كانت قبل العاشر من تشرين الأول. أعراض أزمات النظام قد تفاقمت. الطبقة العاملة الصاعدة حشدت ملايين العمال للإضرابات وفي الشوارع. ورغم أن غالبية حركة الطبقة العاملة كانت لاتزال بيرونية، إلا أن هذه العملية عبرت عن نفسها في تلك القطاعات الطليعية التي استعادت المسار الذي كانت عليه قبل الإنتخابات: الأحزاب اليسارية، ومن ضمنها أحزابنا، عززها آلاف المتعاطفين الذين كانوا قد رحلوا مع الهزيمة الإنتخابية لليسار ليعودوا مجددا. ألفونسين كان سدّاً حجز لبعض من الوقت هذه الديناميكيات شبه الطبيعية. ولكن ذلك لم يكن كافيا لإيقافها. حالة مشعة باتت تتكرر كما قبل الإنتخابات، ولكن على مستوى أعلى. في السنة الأخيرة انتقلت العملية عبر الإنتخابات البرجوازية. راهنا الوضع أكثر عمقا، فالعملية تمر من خلال النضال اليومي للطبقة العاملة والتي تشكك موضوعيا بالنظام الرأسمالي. داخل النضال، هناك قيادة جديدة للطبقة العاملة بدأت بالصعود.

على نحو يختلف عن المرحلة السابقة، التي ناضلنا خلالها في ميدان العدو، فإن الإنتخابات البرجوازية التي نقارعها في ميداننا نحن، الصراع الطبقي.

في هذا الوضع الثوري الجديد يجب على الحزب تثوير تنظيمه تحت الخطوط العامة التي خطها لينين عام 1905 للثورة الروسية[iii]:

“العهد الثوري بالنسبة للإشتراكيين الديمقراطيين هو ما يمثله زمن الحرب للجيش. علينا أن نوسع كادر جيشنا، يجب أن نتقدم بهم من قوة السلم إلى قوة الحرب، وينبغي أن نحشد الإحتياط، ونستدعي المجازين، والفيالق المساندة الجديدة، والوحدات، والخدمات. يجب أن لا ننسى أننا في الحرب علينا حتما المضي باحتياطي أقل تدريبا، عادة لاستبدال الضباط بجنود صف، ولتسريع وتبسيط ترقية الجنود إلى ضباط صف”.

“بعيدا عن المجاز، علينا أن نزيد كثيرا عضوية الحزب والمنظمات المرتبطة به حتى نكون قادرين إلى حد ما على مواكبة تيار الطاقة الثورية الشعبية، التي تضاعفت مائة مرة”.

“في زمن الحرب، على المجندين أن يحصلوا على تدريباتهم مباشرة من العمليات العسكرية. لذا تولوا أساليب التدريب الجديدة بجرأة أكبر. أيها الرفاق! تقدموا ونظموا المزيد والمزيد من الفرق، أرسلوها إلى المعركة، جنّدوا المزيد من العمال الشباب، وسعوا الإطار الطبيعي لكافة منظمات الحزب، من اللجان إلى مجموعات المصانع، والاتحادات الحرفية، ودوائر الطلبة!”.

“أعطوا مجالا أوسع لكافة الأنواع المختلفة من المشاريع من حيث المجموعات والحلقات الأكثر تنوعا، آخذين بعين الإعتبار أنه بعيدا عن مشورتنا وبصرف النظر عنها، فإن صلابة وضرورة مسيرة الأحداث الثورية ستبقيها على المسار الصحيح”.

“المقاتلون الشباب ينبغي تجنيدهم بجرأة أكبر، وبشكل أوسع، وأكثر تسارعا، في كل صفوف منظماتنا بكافة أنواعها. مئات المنظمات الجديدة ينبغي إعدادها من أجل الهدف دون أي تأخير”.

“إذا فشلنا في إظهار بادرة جريئة بإعداد منظمات جديدة، سيكون علينا التخلي عن كل ادعاءات الدور الطليعي وكأن لا أساس لها. إذا ما وقفنا عاجزين أمام الحواجز المتحققة، وأشكال وحدود اللجان، والمجموعات، والإجتماعات، والحلقات، سنكون فقط قد أثبتنا عدم أهليتنا”.

(ف .إ . لينين في المهام الجديدة والقوى الجديدة، أعمال لينين الكاملة، دار نشر اللغات الأجنبية، 1962، موسكو، المجلد 8، ص 209- 220).

[i] أحد القادة الرئيسيين للاتحاد الراديكالي المدني، رئيس جمهورية الأرجنتين من 1983- 1989

[ii] مصطلح “الراديكالية” في هذه الحالة يشير إلى الاتحاد الراديكالي المدني، حزب أرجنتيني برجوازي تقليدي

[iii] ثورة الطبقة العاملة والفلاحين ضد التسار، والتي انتهت بالهزيمة. كانت تعتبر من قبل الماركسيين الروس بمثابة بروفة للثورة، التي انتصرت لاحقا عام 1917. في تلك الثورة ظرت السوفييتات للمرّة الأولى.

ترجمة: تامر خورما
تحرير: فيكتوريوس بيان شمس