لينين حكيماً


عبدالرزاق دحنون
2019 / 11 / 10 - 22:13     

يخبرنا شيخنا الجليل عبدالقادر الجيلاني المتوفي في بغداد عام 561 من الهجرة أن وظيفة الحكيم هي خدمة الخلق المتعبين، و إيجاد الراحة لهم, وهذا يكون بتوفير الطعام للجياع وأهل السبيل, ليخرجوا من ذل الحاجة. وكان يقول فيما ورد عنه في كتاب قلائد الجواهر:

فتشت الأعمال كلها فلم أجد أفضل من إطعام الجياع. أودُّ لو كانت الدنيا في يدي لأطعمها للجياع.

إن وجود الجياع هو بحد ذاته توبيخ من الله للأغنياء المترفين الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل راحة الخلق وراحتهم. وما تزال الدنيا تدور بعيدة عن ملك الجياع. ولما حاول بلاشفة روسيا بقيادة حكيمهم لينين قلب الدنيا لصالح الجياع نزلت عليهم نازلة من بينهم. وما يزال الجياع في الانتظار. مع أن لينين وعدهم في مقال خطير منشور في جريدة البرافدا في العدد 251 تاريخ السابع من تشرين الثاني سنة 1921 تحت عنوان حول أهمية الذهب:

حين ننتصر في النطاق العالمي، سنصنع من الذهب، كما أعتقد، مراحيض عامة في شوارع بعض أكبر مدن العالم، وسيكون ذلك أعدل استعمال للذهب واوضحه دلالة للأجيال التي لم تنس أنه بسبب الذهب ارتكبت أبشع المجازر بحق الإنسان.

حلمان في قول لينين:

حلم انتصار الجياع، وحلم التخلي عن الملكية؛ وجعلها مشاعاً بين الناس. ولينين في حياته تحول إلى طاقة روحية خالصة مستثمرة لأجل الجياع. لقد أهلك نفسه من أجلهم. وهذه من نوادر التاريخ، إذ المعتاد أن يُهلك الحاكم نفسه من أجل نفسه. لقد اختار لينين أن يجوع مع الجائعين. لو عاش بضعة أعوام أخرى لاقترب من تحقيق حلمه في مجتمع لا مالك فيه ولا محروم ولا قامع ولا مقموع، مجتمع مشاعي كما تبلور في وجدانه. وهؤلاء الأبدال، كما يسميهم الراحل هادي العلوي البغدادي، حاولوا عمارة الأرض بالعدل، فما أفلحوا. وكان ما كان مما لست أذكره فظن خيراً ولا تسأل عن الخبر.