الهجوم العسكري لجيش تركيا الفاشيّة على روجوبا – بيان للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينيني – الماوي )


شادي الشماوي
2019 / 10 / 16 - 23:43     

الهجوم العسكري لجيش تركيا الفاشيّة على روجوبا – بيان للحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينيني – الماوي )
جريدة " الثورة " عدد 616 ، بتاريخ 14 أكتوبر 2019
https://revcom.us/a/617/cpi-ml-the-military-offensive-of-turkeys-fascistic-army-en.html

يُعدّ الهجوم العسكري للدولة التركيّة الفاشيّة على روجوبا ( كردستان سوريا ) و منطقة الحكم الذاتي التي تسيطر عليها وحدات الدفاع الشعبي بالفعل عمل إبادة جماعيّة لإجتثاث الشعب الكردي من المنطقة . و قصد تحقيق هدفها الأساسي ضد الأمّة الكرديّة ، وسّعت الجمهوريّة التكيّة الفاشيّة هذه الحرب إلى أبعد من حدودها ضد أكراد سوريا ، كذلك. و هذه الجرائم نابعة ما ما يطلق عليه أردوغان " ربيع السلم ".
لقد تعرّض عدد من المدن و القرى شمال سوريا إلى ضربات بالطائرات و بالمدافع ، و تعرّضت عديد الأهداف بما فيها سيركاني ( رأس العين ) و غارى أسبى ( تل عبايد ) إلى القصف بالقنابل . و تعلن الحكومة التركيّة أنّها تبحث عن إنشاء " منطقة آمنة " على طول الحدود و تهدف إلى طرد القوات الكرديّة التابعة لحزب الوحدة الديمقراطيّة المنعوتة ب " المجموعات الإرهابيّة ". و قد حوّل أردوغان الحكومة التركيّة أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري مقيم في تركيا إلى أداة لسياستهما الفاشيّة .
و ليس هذا الاحتلال العدواني ضد الأكراد في سوريا فحسب . فمن خلال هذه الحرب يسعى أردوغان إلى الردّ على منتهى غضب الشعب التركي ضدّه و ضدّ حزبه ، بشنّ المزيد من الهجمات العدوانيّة ضد معارضيه و منهم الأكراد وغير الأكراد، بتعلّة " الأمن القومي ". و منذ بداية هذه الهجمات ، أعرب الكثير من معارضي اردوغان و منه قوى سياسيّة معارضة و مثقّفين و نقابات إلخ عن وقوفهم ضد هذه الحرب . و دعا حزب الشعب الديمقراطي وهو حزب ضمن هيكلة السلطة في تركيا إلى وحدة تحالف واسع ضد أردوغان ، بينما دعا أردوغان من جهته أنصاره إلى النزول على الشارع دفاعا عن سياسات حزبه .
و يجرى هذا الهجوم بضوء أخضر من ترامب و مباركة من إيران و روسيا مع بعض الإحترازات لكن ضمنيّا بموافقتهم – وهو يسعى إلى إستغلال الوضع إلى أقصى حدّ ممكن . و الجيش الوطني السوري المسمّى سابقا الجيش السوري الحرّ المتكوّن من ضبّاط سابقين لبشّار الأسد و من مرتزقة من الأمن و الجيش التركييذن ، قد رحّب بقرار أنقرة بغزو سوريا . و في بيان صدر يوم الأربعاء ، أكّدت هذه المجموعة أنّ " الأكراد لم يتركوا لنا خيارا آخر "و أصدرت أوامرا للقوّات المسلّحة تحت إمرتها ب " ضربهم بقبضاتكم القويّة و بنيرانكم ، حتّى يشعروا كأنّ جهنّم تصبّ على رؤوسهم ".
ما نشاهده في المنطقة اليوم هو تعبير عن التناقضات المحتدمة في قلب النظام الرأسمالي العالمي و ردّة فعل الحكّام الإمبرياليين ، لا سيما الإمبرياليين الأمريكان ، إزاء هذه التناقضات . حروب الإمبراطوريّة هذه التي تسبّبت في قتل و تشريد عدّة أجيال من الأكراد و العرب و غيرهما في العراق و سوريا و أفغانستان و اليمن ، و ملأت حياتهم فظائعا و خوفا ، تميّز فعلا كافة تناقضات الزمن الذى نحيا فيه . و مهما كانت الكتلة بالبيت الأبيض ، لم تقف الحكومة الأمريكيّة قط إلى جانب الشعب الكدي بغضّ الطرف عن النزاعات المنتهية أو الناشبة و عن الخلافات مع الحكومة التركيّة . و مردّ هذا هو أنّ الجمهوريّة التركيّة جزء من هيكلة السلطة و الهيمنة الإمبرياليّة الأمريكيّة ،و عامة ، الإمبريالية الغربيّة في الشرق الأوسط .
و بلا خجل كتب ترامب على تغريدة على تويتر تقول " الآن يقاتل الأكراد من أجل أراضيهم الخاصة حتّى تفهموا ذلك ...لم يقاتلوا من أجلنا في الحرب العالميّة الثانية و لم يساعدونا في نرمنديا ". إنّ تاريخ علاقة الإمبرياليّة الأمريكيّة بالأكراد تاريخ زاخر بالأكاذيب و الخيانات . فلم يكن هدف الولايات المتحدة أن يحقّق الأكراد الإنتصار و لا حقّ تقرير مصيرهم . بصفة متكرّرة ، خانت الولايات المتّحدة الأمّة الكرديّة و القوى السياسيّة البرجوازية و إستخدمتهما أداة لتعزيز علاقاتها الخاصّة ، كشوكة ضغط على حكومات إيران و العراق و تركيا و سوريا . و التعاون بين حكومة البعث السوريّة زمن حافظ الأسد و السى آي آي ،و الموساد الإسرائيلي و كالة ألمن التركيّة لإلقاء القبض على عبد الله أوجلان صفقة من هذه الصفقات . و في الوضع الراهن ، الضلال المنذرة بالسوء لهذه الصفقات الدامية يمكن مشاهدتها مرّة أخرى .
و في الشرق الأوسط اليوم ، يجب على كلّ حركة سياسيّة تتطلّع إلى أن تكون حركة شعبيّة و أن تخدم الشعب الذى تدّعى تمثيله ، أن تبذل قصارى جهدها لتفادى دوّامة التحالفات و الصفقات مع القوى الإمبريالية ( الولايات المتحدة و روسيا و الصين و الإتّحاد الأوروبي ) و بالتالى ، ينبغي عليها أن تتجنّب عقد صفقات مع حكومات المنطقة ( إيران و تركيا و العربيّة السعوديّة و إسرائيل و سوريا و العراق إلخ) و هكذا تنأى بشعبها بعيدا عن هذا المجرى و بسرعة . لكن الحزب المتحكّم في روجوبا و أذرعته العسكريّة ، وحدات الدفاع الشعبي و غيرها ، مضوا ضد هذا القانون . و إلى جانب أحزاب قوميّة أخرى في كردستان ، جعلوا من ذلك جزءا من إستراتيجيّتهم و أمرا شائعا جدّا التحوّل إلى أداة بيد القوى الإمبرياليّة و حكومات المنطقة . مثل هذه السياسية تتسبّب على الدوام في مجازر و تشريد للشعب الكردي .
طوال سنين عديدة ، كان الشرق الأوسط مسرحا للحرب و إسالة الدماء على يد القوى الإمبرياليّة و الحكومات الرجعيّة في المنطقة . و هذه الخيانات و الفظائع و الإبادة الجماعيّة ، و الحروب التي لا نهاية لها ستستمرّ طالما لم توجد على مسرح الأحداث في منطقة أو عدّة مناطق حركة شيوعيّة قويّة تقوم على الشيوعية الحقيقيّة ، الشيوعية الجديدة ، لقيادة الجماهير الشعبيّة " بطريقة أخرى " ، قيادة مغايرة نوعيّا عن السائد في المنطقة لسنوات . و على الناس في المنطقة أوّلا أن يتوحّدوا نظريّا ثم في الممارسة العمليّة ضد كافة الإمبرياليين و الرجعيّين في المنطقة و ضد حروبهم .
و مثلما شدّد على ذلك الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي )في مشروع دستور الجمهوريّة الإشتراكيّة الجديدة في إيران ، لا ينبغي على المرء أن يبذل الجهد إلاّ من أجل الثورة الشيوعية و بناء مجتمع :
" يكون قاعدة إرتكاز لتقدّم الثورة العالميّة و يبيّن لشعوب العالم من خلال الدعاية و النموذج الحيّ أنّ الفقر و الحرمان النابعين من علاقات الملكيّة القديمة و الأفكار القديمة ،و العلاقات الإجتماعيّة الإضطهاديّة مثل إضطهاد النساء ، و الهمنة الإقتصاديّة و السياسيّة و الثقافيّة و العنصريّة و سيطرة امّة على أمّة أخرى ، و تحطيم البيئة و إحتكار النفاذ إلى العلم و الفنّ من طرف حفنة من الناس في المجتمع ، فارضة أن يخدم الفنّ و العلم النظام الرأسمالي و مانعة التفكير و محوّلة البشر إلى كائنات مطيعة وهي ثوابت في النظام الرأسمالي ، و كلّ هذا سيتقلّص بالإطاحة بالنظام الرأسمالي و تركيز الإشتراكيّة و المضيّ صوب إرساء النظام الاجتماعي الشيوعي في العالم ".
الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) – 10 أكتوبر 2019
)www.cpimlm.org ( نُشر هذا البيان على موقع أنترنت هذا الحزب :
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------