كلما ضعف الدمج المجتمعى للمسلمين فى الغرب كلما كان ذلك لفائدة داعش و اخواتها و كلما كان لصالح اليمين الاوروبى المتطرف !.


سليم نزال
2019 / 9 / 25 - 11:14     


اعتقد ان الوصول الى هذه النتيجة لا يتطلب مجهودا استثنائيا .فقد كتب عنه كثيرا هنا فى دراسات فى النروج كما كتب عنه فى فرنسا و انكلترة و المانيا الخ .

و انا اعتقد ان جماعات الارهاب و التطرف الاسلاموى يسعدون بل يعملون لعدم دمج و اندماج المسلمين فى اوروبا لانه يقدم لهم ذرائع ايديولوجية للقول ( انهم يكرهوننا ) و من ناحية ثانية يصبح من السهل عليهم استقطاب عناصر ناقمة خاصة من جيل الشباب و تنظيمهم بل و زجهم فى اعمال ارهابية كما راينا فى بعض ما حصل فى عدة اماكن فى اوروبا .ان دمج المسلمون فى الغرب فى مجتمعاتهم الجديد ليس مسوؤلية الدول فحسب بل ايضا مسوؤليه الهيئات الاجتماعية من نوادى و جمعيات و نخب الخ .و لذا فان اندماج المسلمين فى مجتمعاتهم الغربية يسحب كل الذرائع من داعش و اخواتها و يساهم فى موت فكر التطرف و الارهاب .

و بالمقابل ربما على طريقة من وجد اولا الدحاجة ام البيضة نرى اليمين الاوروبى المتطرف يستخدم عدم الدمج او ضعف الدمج فى احسن الاحوال لاجل تبيرير ايديولوجيته ان المسلمين غير قادرين على الاندماج فى المجتمعات الديموقراطيه و انهم خطر على المجتمعات الغربية الخ .و يشن حملة كراهية ضد المسلمين على هذا الاساس .

الامر الذى يجعلنا نقول بصراحة ان على اللاجئيين خاصة القادمين الى اوروبا ان يدركوا انهم قدموا لمجتمعات منقسمه على نفسها فى قبولهم الامر الذى يحملهم و يحملنا جميعا الكثير من المسوؤلية تجاه تقديم صور محترمة بالاجئيين .

لقد حذرت منذ اكثر من خمسة عشرة عاما من خطورة بناء مجتمعات اسلامية تقليدية فى الغرب موازية للمجتمع الام و هذا انعكاس لفكرة رفض المجتمع الاكبر تحت شعار انه يحمل قيما اقل منهم و تاسييس نوع من مجتمع بديل . . و هذه المجتمعات تنتج عادة فكرا يشكل بيئة خصبة لفكر الانغلاق و فكر التطرف .و كل هذا يصب فى صالح الطرفين الاكثر استفادة من هذا الوضع التطرف الاسلامى الرافض لللاخر و التطرف اليمينى الغربى الرافض لللاخر و كلاهما يستمدان ( شرعية ) خطابهما الايديولوجى فى عدم الاندماج .