حتى لا ننسى شدرات من تاريخ التروتسكية من التحريفية الى التخريبية


الخطابي زروال
2006 / 5 / 17 - 03:54     

ـ حتى لا ننسى ـ
شذرات من تاريخ التروتسكية
من التحريفية الى التخريبية
" إن وحدة البروليتاريا ، في عهد الثورة الاجتماعية ، لا يمكن أن يحققها الا الحزب الثوري الى أقصى حد ، حزب الماركسية والنضال بلا هوادة ضد جميع الأحزاب الأخرى " لينين
هذه الموضوعة اللينينية تبين بجلاء أي مهام ملقاة على الحملم في عهدنا هذا ، وكل المعطيات الآنية التي يحبل بها الصراع الطبقي في المغرب في شقه الذاتي والموضوعي ، تثبث بجلاء أي دور يجب أن يلعبه الماركسيون ـ اللينينيون المغاربة : سواء التطورات التي عرفتها الحملم في الآونة الأخيرة بما هي تعميق النقاش حول المهام الثورية التي يفرضها وضع الحملم وموضوعات البناء والوحدة، سواء احتداد النهوض الجماهيري العارم وما يفرضه على كاهل الماركسيين والثوريين الشرفاء من تثبيت للخط الكفاحي للجماهير وتجاوز عفويتها . سواء الاتجاه التاريخي الذي تعرفه الامبريالية العالمية وحلفائها من الأنظمة التبعية والأزمة العضوية التي تتخبط فيها، ة ما يقابله في نفس الوقت من نهوض ثوري عارم في مجموع أنحاء المعمور كتقدم للحرب الشعبية والبيرو ، وتركيا ، والفلبين .... كل هذه المعطيات تبين بوضوح الاتجاه الحقيقي لنضال الماركسيين ـ اللينينيين المغاربة ، ومهمة بناء الحزب الثوري الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالنضال بلا هوادة ضد الانتهازية والتحريفية وجميع الأحزاب الأخرى ، أي لا بد من تنقية الأرض لكتابة أسطر ثورية جديدة ، وهو المهمة التي طرحها الماركسيون اللينينين طيلة هذه المدة بما هي " الوضوح الفكري والسياسي كمدخل أساسي لحل أزمة الحملم " . "علمتني الطريق إلى مساكن العمال الوضيعة وبيوت الفلاحين الطينية ورحلة الآلام اليومية ، أنه لابد لنا أن نفعل شيئا ، أن ندمر لنبني عالما جديدا لا يكون فيه الخبز والحرية حكرا لطبقة واحدة "
أي لابد أن ندمر من أجل البناء وهذه حكمة ماركسية عظيمة، فلا بناء بدون تدمير ولا وحدة بدون صراع، فالتناقض هو جوهر المادة هو جوهر كل الأشياء، هذا هو لب المادية الجدلية التي يتشدق بها الكثيرون . فالمعطيات التي ذكرناها أعلاه تبين بشكل عام أي حقل يصارع فيه الماركسيون ـ اللينينيون سواء على المستوى المحلي أو على المستوى الدولي ، وهذا النهوض العارم يبين من الذي سيلعب دوره وكيف ؟ على ركع التاريخ ، وما دامت المهام التي يطرحها الماركسيون ملموسة وغير مفصولة عن واقع الحاجات الآنية للحركة الثورية ، يظهر بالملموس من هي الاتجاهات الانتهازية التي تعمل بلا كلل على لعب دورها التاريخي التصفوي داخل الحركة الثورية والجماهيرية ، إذن فكروا في كل الاتجاهات الانتهازية في تاريخ الحركة الشيوعية تجدونها في التروتسكية أساسا، إن شكلها ومضمونها الحربائي يجعلها حقا تحضى بشرف خزينة كل الآراء الانتهازية والتصوفية التي لا يمكن لأي ثوري حقيقي إلا مواجهتها داخل الحركة الشيوعية وداخل الحركة الجماهيرية أيضا . وهذا الوضع الملموس كما قلت ، من خلاله يظهر موقع كل عنصر وكل تيار بشكل فعلي من الصراع الدائر رحاه حول القضايا الجوهرية للثورة في المغرب وكما نعلم فكل صراع سياسي هو صراع طبقي وهذا معناه موقع كل عنصر وكل تيار في هذا الصراع يبين مباشرة موقعه في الصراع الطبقي . فدائما يجب التثبت من صحة الأقوال بالأفعال ، فكم من التيارات تعارض التروتسكية قولا لكنها متورطة فعلا معها في مجموعة من الخطوات التي تستهدف العمل الثوري في المغرب .
إن هذه الحملة التي يقودها هؤلاء التصفويون التروتسكيون على الماركسية ـ اللينينية لتوضح بجلاء أي دور يلعبونه في هذه الظروف ، كما هو ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم و أي كتلة هم داخل الحركة الثورية المغربية، وأي مواجهة تقتضيها الحركة اتجاههم .
يجب ألا ننخدع بجملهم الطنانة فالممارسة تفضحهم ، فهم يرددون ويصرخون على سبيل الاقتصادويين " نريد حزب عمال " بالفعل يريدون حزب عمال ليبرالي لا وجه فكري ولا سياسي له إلا الاسم ، حزب يعمل على تقديس عفوية الجماهير وتثبيت مصالح النظام القائم في حالة أي نهوض ، ونعلم جيدا أي أسماء تأخذها الفاشية وما جاورها خلال عهد الثورة الاجتماعية ، وعلى من يراهن النظام في حالة هذا النهوض الذي يلتهب من تحت أقدامه . إن الامبريالية وعملائها في البيرو نموذجا راهنوا بشكل كبير على أمثال هؤلاء المتغلغلين وسط الجماهير لمحاصرة الفكر الثوري عن طريق دعم جمعياتهم و استخدام الشخصيات و الأفراد " اليسارية المرتدة " و القوى الظلامية " لها وزن معين للعب هذا الدور التخريبي و تغليب الثورة المضادة ولنتذكر أي دور لعبته جماعة الاتاستيت و (A- B) الأنتي بولشفيك ... وغيرها كمنظمات فاشستية كانت تعمل على محاصرة الشيوعيين داخل الجماهير باستخدام الدين وببث النزعات العرقية و إثارتها وبالتدليس والكذب على الشيوعيين ولنتذكر التجاء النظام القيصري إبان النهوض الثوري إلى جانب القمع الوحشي ،إلى أساليب أخرى لصرف العمال عن الحركة الثورية ، إذ قامت بخلق منضمات عمالية مزيفة موضوعة تحت إشراف الدرك والشرطة وكان يطلق على هذه المنظمات " الاشتراكية البوليسية " أو منظمات " زوباتوف ** وقامت "الأخرانا" القيصرية بواسطة عملائها على إقناع العمال بأن القيصر مستعد للتفاهم معها ، بحيث ألف "كابون " المنظمة المسماة " اجتماع عمال المعامل الروسية في بطرسبرغ " و أقنع هذا القس عمال بطرسبرغ على ضرورة النضال السلمي الاستجدائي و قاد العمال مكتوفي الأيدي إلى مجزرة أمام القصر الشتوي أغرق فيها العمال في حمام الدم "الأحد الدامي" في كانون الثاني 1905 و قدموا آلاف الشهداء ، وشرح البلاشفة للعمال من المسؤول عن هذه المجزرة ، وهم عملاء النظام وسط العمال ، وتحول شعار العمال منذ ذلك اليوم من الاستجداء و الهتاف بحياة القصر إلى : "إن القيصر قد ضربنا ، فعلينا بدورنا أن نضرب القيصر " و انتشرت الثورة كالنار في الهشيم .
يرددون " نريد حزب عمال " فيا له من طراز لحزب العمال حزب لا يلعب دوره التاريخي ، لا يقود الطبقة العاملة للعب أدوارها الملموسة في أوضاع ملموسة حزب لا يحمل الوعي الاشتراكي للجماهير بل إن ذلك جريمة بالنسبة لهم ، بل إنه " تلقين الدروس " ... وغير ذلك من الأوصاف ، فأي درك رميت فيه كل المهام الثورية و أي تشويه يلحقه هؤلاء بالماركسية بل أكثر من ذلك يجب أن نترك عفوية الجماهير ونقدسها ونقتل جانبها الثوري ونعوضها بأشكال فوقية في إطار الجبهة الاجتماعية ، يا سلام عليها يا سلام ونردد في ثوروية يدا في يد شغيلة تعليمية ، تلاميذ ، طلاب ، عائلات ، معطلين ... هذا ما يريدونه للحركة الثورية هذا هو الحزب العمالي الذي يراكمونه تحت شعار الانتهازية العالمية " العمل كل شيء والهدف لا شيء " التنسيق مع أي كان لحنق الثورة في أي مكان " ، ولا عجب أن يهاجموا القاعديين داخل الحركة الطلابية و يصرخون " هذا تهجم على الحركة العفوية للجماهير ، على غرار الاقتصاديين مع مشروع لينين " ما العمل " نفس النبرة هاجموه ، وبنفس الكلمات صارعوه .
وقد علمنا لينين أي مغزى هو تقديس عفوية الجماهير، إنه إبقاء الجماهير ذيليه للنظام القائم إنه سياسة رجعية يجب محاربتها، فما معنى " لا للسياسة "، " ليسقط الصراع ضد البيروقراطية " " لا للعنف "، "نعم للوقفات الحضارية "، " لا للشعارات الثورية "... فإذا كان الإنسان يتحدث حول استنهاض الجماهير الشعبية كل يوم ، ثم يخاف حتى الموت عندما تنهض الجماهير فعلا ، أي فرق بين حاله وحال و لع الأمير شه بالتنين، " ذلك الأمير الذي كان يزين بيته بنقوش التنين تعبيرا عن حبه لها ، لكن لما زاره تنين حقيقي طار عقله من شدة الرعب .
إن الزعيق بتكوين " حزب عمالي " لدى التروتسكين ليس إلا نظرية ترك الطبقة بدون حزب أي بدون سلاح وهذه هي أكبر خيانة للطبقة العاملة ، فجريدتهم " المناضلة " عفوا "المنافقة " ليست إلا مخزنا لأفكار متضاربة توحدها التصفية ، ليس إلا جامعة للسير العفوي وتقديسه وليست إلا بوقا للهجوم على أي بدرة وعي ثوري داخل الحركة الجماهيرية والتعريض بالثوار والتدليس والكذب ، ولما لا أدوار أخرى ؟ سيوضحها التاريخ جليا.
وتجاربهم داخل الحركة العمالية لن يغطيها الزعيق بحزب عمالي ، هذه التجارب التي أتبثت كل ما قاله لينين وماو عن الانتهازية ، فعلى الإنسان ألا يصدق ما يقوله الآخرون عن أنفسهم ، فالأقوال لا يصدقها إلا الحمقى " فلا حركة ثورية دون نظرية ثورية ... ولا يستطيع القيام بدور مناضل الطليعة إلا حزب ترشده نظرية الطليعة " وقد أتبث التاريخ إفلاس أولئك الذين ينتظرون أن تنبثق حزب الطبقة العاملة من عفوية الحركة العمالية نفسها فلا الحركة الاشتراكية تنبثق من الحركة العمالية ولا العكس ، بل تنبثق أحدهما إلى جانب الأخرى ، واندماجهما لا يتحقق إلا بالنضال ضد كافة الآراء الرجعية والتحريفية ولاختيارية والإصلاحية في صفوفها فعندما يتوجه الشيوعيون للحركة يتوجهون إليها كعلماء للاشتراكية، كمنظرين ومنظمين و سياسيين ، و بالتالي فلا عجب أن يزبد هؤلاء ويحنقون على كل من رفع مهمة النضال النظري ضد الانتهازية والبيروقراطية إلى منزلة إن نثور أو لا نثور ، إنه نوع من الدفاع عن النفس ، فكما يحق لهم ذلك فنحن أيضا من حقنا أن نصارعهم بكافة الأشكال الثورية ، ونقول بأن الثورة لا تحتاج لمن يبررها ، والكل يعلم أنهم لا يملكون في الصراع إلا الخبث والخسة والكذب ، والماركسيون يؤمنون أن الكذب لم يكن في يوم من الأيام أداة للثورة . ونؤمن بقول غيفارا البطل أن " حقيقة صغيرة خير من كذبة في ثوب دليص ".
ولا بأس أن نذكر ببعض الحقائق التاريخية للتروتسكية ليظهر وجهها الحقيقي القاتم ، ولا نود هنا التذكير بكل منزلقات تروتسكي إبان الثورة الروسية لكثرتها " ** ولا بكل منزلقات التروتسكية الآنية لبشاعتها ***بل سأكتفي ببعض الحقائق التاريخية تلقي أضواء كاشفة على تاريخ تناساه الكثيرون ، يجب ألا ننسى مؤامرة تروتسكي ضد الحزب البلشفي إبان الثورة الروسية من تحالفه مع المناشفة ومن تلويحه بنظرية الترهة الدائمة لبارفوس وصراعه ضد مضمون ثورة 1905 و أهمية الفلاحين ، إلى تحالفه مع الكتل التصفوية وعملهم على تخريب الحزب عمله على تحطيم صلح بريست ليستوفيك ، ورفعه شعارات يسراوية عوض التراجع وتنظيم الدولة البروليتارية وتحضيرها ، وبناء الاشتراكية . لقد قاد العمال والفلاحين الفقراء حينذاك نضالا بطوليا على جبهتين ضد الكولاك المخربين والاشتراكيين الثوريين" اليساريين " وضد زمرة التروتسكيين الذين انضموا إلى صفوف الثورة المضادة وحاكوا أنواع المؤامرات ضد النظام الجديد وتحولوا فعلا من تيار سياسي داخل الطبقة العاملة الى مخربين وجواسيس للامبريالية ، وحينذاك طرح لينين نداءه المشهور " أيها الرفاق العمال ! اذكروا أن الثورة في وضع حرج ، لا تنسوا أنكم أنتم ، وأنتم وحدكم تستطيعون انقاد الثورة. إننا بحاجة الى عشرات الألوف من نخبة العمال ، من عمال الطليعة المخلصين للاشتراكية ، الذين لا يمكن إغراؤهم بالرشوة ولا أن تمتد يدهم الى سرقة ، القادرين على إنشاء قوة حديدية ضد الكولاك والمحتكرين واللصوص والمرتشين والمخربين .... هذا ما نحن بحاجة إليه " .
لن ننسى أبدا شعار تروتسكي البيروقراطي " تدويل النقابات" ، بحيث عمل التروتسكيون على نقل الأسلوب العسكري للنقابات ، واعتمدوا أسلوب الإكراه لا الإقناع تجاه العمال و آثروا بذلك جمهور العمال اللاحزبيين ضد الحزب، وكانوا الى جانب مجموعة من التكتلات والتيارات يدافعون على مضمون واحد هو الانتقاص من دور البروليتاريا وحزبها البلشفي .
إذا كان الاشتراكيون الثوريون والمناشفة آنذاك يقودون عصيانات مسلحة مضادة للثورة باسم السوفييتات وحتى باسم الشيوعية وتجرؤوا حتي على محاولة اغتيال الزعيم البروليتاري لينين ، ولا ندري كيف يتعامى ترتسكيوا اليوم على هذه الحقائق ويقولون أن العنف ظاهرة غريبة على الحركة العمالية في حسم خلافاتها حتى أدخلها ستالين . يا له من تشويه سافر للتاريخ ؟! أو أن كل الرصاص الذي أطلق آنذاك كان رصاصا طائشا لا غير !!
لقد كان لينين محقا آنذاك حين رفع شعار تطهير لحزب من " المختلسين والشيوعيين المصابين بالبيروقراطية ، والشيوعيين الغير المستقيمين والشيوعيين المائعين ، ومن المنشفيك الذين وجدوا دهان الواجهة " ولكن بقوا منشفيين في قرارة أنفسهم " ، لقد علمنا ماركس من قبل على أن الحزب يقوى بتطهير نفسه من المتذبذبين والدخلاء ، وكلما تحقق ذلك تصلب أكثر ، إنها أطروحة ماركسية عميقة ، وتقدم للحركة الثورية المغربية يؤكد هذه الأطروحة التي دافع عنها كل معلمي البروليتاريا من ماركس الى ماو ، والحملم لن تخرج عن هذه الموضوعة العلمية ، فلن تتقوى وتتصلب وتتوحد إلا بالصراع ضد التصفوية وبتطهيرها من هؤلاء التروتسكيين . .
ولا ننسى أيضا إعادته للواجهة سياسة تجاه لفلاحين خلال المؤتمر 12 لحزب البلشفي وكذا دعمه للشوفينيين الجورجيين حين تصاعدت موجة النزعات الشوفينية سواء الروسية أو القوميات الأخرى في حين طرح الرفيق ستالين ضرورة حل المسألة بالعمل على إزالة التفاوت الاقتصادي والثقافي بين شعوب الاتحاد السوفياتي ، ونعلم جيدا أن نظرية تروتسكي لا تؤمن بالقانون الماركسي قانون التفاوت في التطور الاقتصادي والسياسي والثقافي فالتاريخ في منظاره عجينة في قالب واحد .
وفي تلك الظروف الحرجة التي كانت تمر منها الثورة الروسية في صراعها مع الثورة المضادة ، عمل ترتسكي مرة أخرى على تجميع كل التصفوييين ، كل الكثل التصفوية لضرب وحدة الحزب ، وذلك عن طريق التملق للشبيبة الطلابية والتلاميذية وتم إعلان حملة ضد من سماهم "الحرس اللينيني القديم "، وبكل سفالة وخسة حاول ستر تفسخه ونذالته ومراميه المعادية للبلشفية بإظهار نفسه المدافع الأمين عن ثورة أكتوبر . وقد شجبهم آنذاك المجلس العام 13 للحزب وكذا المؤتمر الثاني للأممية الشيوعية.
وقاد حملة ضد اللينينية محاولا إحلال التروتسكية محلها في مقال تحت عنوان " دروس أكتوبر" إذ شن هجوما وصاغ افتراءات و أكاذيب على البلشفية و تاريخها وبطولاتها وتاكتيكها ، وحتى هجومات شخصية ذاتية على لينين ، تبين بالملموس مبلغ الأنانية البرجوازية الصغيرة فيه ، وفعلا وجد أعداء الشيوعية في هذه الافتراءات مادة حيوية ، وهذا بالفعل يؤكد ضرورة الصراع ضد هذا الانحراف بحيث أصبحت" مهمة الحزب هي دفن التروتسكية من حيث هي تيار فكري " حسب ستالين ،وفي هذا السياق التاريخي جاء مؤلف ستالين "أسس اللينينية " وكان بحق مؤلفا عظيما دافع فيه عن مبادئ وأسس اللينينية وسحق التروتسكية وغيرها في الميدان الفكري .وكان ستالين فعلا وشهادة للتاريخ من بين البلاشفة الكبار الذين ارسوا اللينينية داخل الحزب وأرسوها داخل الحركة الشيوعية العالمية ،ولذلك يعتبر التروتسكيون أن اللينينية بدعة ستالينية ،كما هي الماركسية بدعة مهرنيغية تعددت الأسماء و التصفوية واحد. وفي المجلس العام الرابع عشر للحزب سنة 1925 صارع البلاشفة كل النظريات الاستسلامية المتشبعة بالرياء والنفاق ،إذ حاول تروتسكي وحلفائه أن يجدوا موطن قدم للنظرية المستمدة من بارفوس ،نظرية الثورة الدائمة المنشفية ، والتي ترفض أيضا إمكانية بناء الاشتراكية في بلد واحد ضاربين عرض الحائط موضوعة لينين القائلة : بان عدم تساوي التطور الاقتصادي والسياسي قانون مطلق من قوانين الرأسمالية ومن هنا فان انتصار الاشتراكية ممكن في البداية في عدد صغير من البلدان الرأسمالية أو حتى في بلد رأسمالي واحد فرد .وفي هذه الحال فان البروليتاريا الظافرة في هذا القطر بعد إن تصادر ملكية الرأسماليين وتنظم الإنتاج الاشتراكي ،ستهب ضد بقية العالم الرأسمالي، جاذبة إليها الطبقات المضطهدة من البلدان الأخرى ومحرضة إياها على التمرد على الرأسماليين وغير محجمة عند الضرورة عن استخدام القوة العسكرية ضد طبقات المشغلين ودولهم .ذلك إن اتحاد الأمم الحر في ظل الاشتراكية مستحيل بدون نضال عنيد طويل الأمد بهذا القدر أو ذاك من جانب الجمهوريات الاشتراكية ضد الدول المتأخرة
إذن فالهدف من معارضة الاشتراكية في بلد واحد واضحة وهي تصفية هذه الاشتراكية نفسها ،وضرب لإمكانية هذا البناء ،وهذه أرضية اجتمعت عليها مجموعة من التكتلات كالبوخارينية والزينوفيفية وغيرها لكن المؤتمر الرابع عشر حسم هذه القضية إذ سيغير اسم الحزب الى الحزب الشيوعي البلشفي وعرى "أخطاء المعارضة الجديدة حتى جذورها وأنه رمى بعيدا عنه عدم إيمانها ...ورسم بوضوح ودقة الطريق لمتابعة النضال في سبيل الاشتراكية وفتح أمام الحزب آفاق الانتصار وبالتالي سلح البروليتاريا بإيمان لا يتزعزع بانتصار البناء الاشتراكي "ستالين مسائل اللينينية . وليتأكد أي دور ستلعبه التروتسكية في مسرح التاريخ ،لم تبق في هذا المستوى بل تعدته الى العمل على تخريب المنظمات السوفياتية والحزبية وكانت تعرف آنذاك قبل المؤتمر الخامس عشر ب المنهج 83 ،المنهج الأكثر رياء ونفاقا، إذ أصبحت كتلتهم من خلال هذا المنهج تعبر بشكل مباشر عن المواقف المنشفية التي دحضها التاريخ ، بل وتعاملت مع الدول الامبريالية الهجينة للضغط على الحزب و أضحوا فعلا جواسيس لها داخل الاتحاد السوفياتي وأضحوا يساعدون الثورة المضادة على تدمير سلطة العمال والفلاحين والقضاء مكاسب الثورة ، وقامت الجماهير بمظاهرة احتجاجية ضخمة في 7 أكتوبر 1927 أثناء الاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر إدانة لهم وكنستهم من أمامها وبالتالي كان لزاما على البلاشفة تطهير الحزب منهم وكان لزاما تنفيد هذا المطلب الجماهيري ، والشيوعيون الأقحاح لا ينتظرون من الديمقراطية البرجوازية أن تبرر عملهم أ إن الثورة تبرر نفسها .
إن هذا الصراع الطاحن الذي خاضه البلاشفة اللينينيون ضد التروتسكيون وعملائهم كان وبحق تجسيدا لصراع الخطين داخل الحزب وداخل لدولة الاشتراكية كان صراعا بين الاتجاه البروليتاري نحو الشيوعية والاتجاه البرجوازي نحو إعادة الرأسمالية والقضاء على الثورة من الداخل وبمساعدة الدول الامبريالية طبعا ، ولو تحت ألفاظ ثورية فالانتهازية حسب ماو تخفق الراية الحمراء من أجل إسقاطها كما فعل المرتد التصفوي ليوتشاوتشي و خروشوف من بعد .
وقد وصفهم ستالين آنذاك وصفا دقيقا ، فلما أضحوا مفضوحين أمام الشعب أضحوا محتالين منافقين ، وكفوا أن يكونوا تيارا سياسيا مستعدا للدفاع عن مفاهيمه أمام الشعب و أصبحوا زمرة من الوصوليين لا أفكار لهم ، ومستعدون لأن تدوس بالأقدام أمام أنظار جميع الناس ، ما بقي من مفاهيمها ، ومستعدة للإشادة على رؤوس الأشهاد بمفاهيم الحزب التي كانت غريبة عنها ، مستعدة لتبديل لونها كالحرباء ، وذلك لغاية واحد أن تبقى في الحزب، في صفوف الطبقة العاملة لكي تستطيع إلحاق الضرر بها"، وهذا الوصف الدقيق أثبت التاريخ صحته وواقع التروتسكيين في المغرب يوضح ذلك بجلاء ، تأملوا جيدا " إن هؤلاء المحتالين السياسيين يمثلون زمرة لا مبادئ لها من الوصوليين السياسيين المستعدين للاعتماد على أي كان حتى على المجرمين العاديين ، وحثالة المجتمع حتى ألد أعداء الشعب في سبيل العودة الى الظهور على المسرح السياسي في الوقت المناسب والتربع على ظهر الشعب بصفة " حكام "."
ومع تطور الاقتصاد الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي في نهاية لعشرينيات وبداية الثلاثينيات، اشتد غيض أعداء الثورة من الطبقات المنهارة ، وكذا غيض عملائها بحيث عملت مجموعة من الكتل وعلى رأسها الكتلة الزينوفييفية ـ التروتسكية على التنسيق من أجل تخريب كل المؤسسات ، ووصل بهم الخبث والنذالة الى التحضير لاغتيال اللجنة المركزية وأعضاء الحزب ولتنفيد مؤامرتهم شكلوا عصابة من القتلة " مركز لينينكراد " وهي التي نفذت اغتيال الرفيق العمالي س.كيروف المناضل المحبوب لدى الطبقة لعاملة ، أول كانون الأول 1934 ، تم "مركز موسكو" ، وهؤلاء الأنذال كانوا يتملقون في نفس الوقت الدولة السوفياتية ويكيلون الخطب المعسولة للحزب ولقادته ، وباليد الأخرى كانوا يعقدون صفقات تجسسية مع الفاشية لتنفيد مهام التخريب ، ونعرف جيدا آنذاك أن الفاشية الألمانية وغيرها جاءت كرد فعل على النهوض العمالي واكتساح الشيوعية للجماهير في هذه البلدان ، وهؤلاء انحطوا فعلا الى درجة التآمر على الدولة البروليتارية الناهضة وعلى الأحزاب الشيوعية في أوربا وكذا الصين .
وقد اعترفوا أنفسهم في محاكمة موسكو 1936 أنهم يحضرون لاغتيالات متتالية لكل قادة الحكومة السوفياتية ، وأن المشرف على هذه العصابة هو ـ يهوذا الصغيرـ تروتسكي الذي كان يعمل بمثابرة على هزم الاتحاد السوفياتي في حالة مهاجمة المستعمرين ، وأصبحوا فعلا عملاء وخداما للفاشية الألمانية واليابانية ، فلا يمكن أن ننسى جرائم التروتسكيين في الصين، فبعد فشل الثورة الصينية عام 1927 ، ظهرت فئة ضئيلة من المرتدين شكلوا مجموعين زمرة صغيرة مضادة للثورة عام 1927 ، وشنوا هجومات ودعايات يؤطرونها "بالثورة الدائمة "، وبمعاداتهم للفلاحين الفقراء وزعموا أن الثورة الديمقراطية أنجزها الكيومنتانغ ،وهذا له دلالته السياسية وهو تسليم الثورة للكومنتانغ وبذلك أصبحت هذه الزمرة أداة قدرة ، بكل معنى الكلمة ، تستخدمها الامبريالية والكومنتانغ ضد الشعب ، وقد انضم التروتسكيون الصينيون علنا الى دوائر الاستخبارات الكومنتانغ وبعد حادثة 18 ديسمبر بدؤوا تنفيد أوامر المرتد المجرم تروتسكي ب " عدم عرقلة احتلال الإمبراطورية اليابانية ، ومن تم أصبحوا عملاء مباشرين للاستخبارات اليابانية ، ويتسلمون منها المعونات المالية ويباشرون مختلف النشاطات التخريبية المضادة للثورة لصالح الغزاة اليابانيين ، مؤطرين ذلك طبعا بترهات تروتسكي حول عدم جدوى الثورة الوطنية الديمقراطية وعدائه لثورات الشعوب المضطهدة ،والتي كان يدافع عنها لينين باستماتة ، وكل أطروحاته في المسألة تؤكد ضرورة دعمها و قيادتها من طرف الأحزاب الشيوعية ، لأن عصر الامبريالية يعرف تناقضا أساسيا بين الامبريالية و الشعوب المضطهدة وهذا ما لم يفهمه التروتسكيون أو أن دورهم لا يريد لهم أن يفهموه ، فلنتذكر أيضا دروس الثورة الاسبانية المجيدة وغيرها من الدروس لغنية . فهذه الوقائع المادية التاريخية تبين أي دور لعبه هؤلاء، وأي دور سيلعبونه على ركع التاريخ و أي مستقبل ينقشون حروفه. ونتساءل إذن كيف يمكن لأي ثورة، لأي من يملك ذرة من الثورة أن يتعامل مع من يغتال خيرة العمال الطليعيين ؟ هل يقابلهم بالورود ؟ ويدعهم يدوسون كل الدماء والتضحيات التي قدمها الثوار الحقيقيون ؟ الجواب واضح
ماذا يقول أي ثوري شريف عن دفاع تروتسكي في المؤتمر السادس للحزب على ضرورة تسليم لينين لمحكمة أعداء الثورة ( 26 تموز ـ 3غشت 1917 ) عندما كان هذا القائد الثوري العظيم متابعا من طرف الشرطة السياسية ؟ الجواب أيضا واضح .
وكل هذه الاستفزازات والهجمات الآنية أيضا واضحة كل الوضوح.
ف "كل أرض لها ميلادها
وكل فجر له موعد ثائر "
فبراير2006
الخطابي زروال .
--------------------------
أحمد فؤاد نجم
 راجع كارول أندرياس : "المرأة في قلب الثورة البيروفية "
** نسبة الى الجينيرال الذي أنشأها " زوباتوف "
ماو تقرير عن تحقيقات في خ. الفلاحين في خونان
لينين ما العمل
** راجع : الصورية التروتسكية والجدلية اللينينية ، حتى ينزع القناع
*** راجع دروس في الماركسية ـ وثائق...
تاريخ الحزب البلشفي ( البلشفيك )
محمود درويش: