هونغ كونغ والتدخلات الإمبريالية الأمريكية والبريطانية!


طلال الربيعي
2019 / 8 / 20 - 06:45     

نطالع الآن الكثير من التغطية الإعلامية لصالح الاحتجاجات الحالية في هونغ كونغ. والكثير من اليساريين يقفزون إلى استنتاجات سريعة ويدعمون الاحتجاجات. بدلاً من ذلك، من الضروري التوقف وطرح بعض الأسئلة.

أولاً، ما هي هونغ كونغ؟
هونغ كونغ هي معقل للرأسمالية المنفلتة. إنها واحة لرجال الأعمال والنخبة المالية. وهم يخشون محاربة الفساد الذي يحدث في أماكن أخرى من الصين, حيث تم إعدام اكثر من عشرة مليارديرية على مدى عقد من الزمان.

التحركات الحالية تهدف بالاساس لحماية "الوضع الخاص" لهونغ كونغ وهي مؤيدة لرجالات الاعمال ومناهضة للعمال. لا يمكن معارضة استغلال الطبقة العاملة من قبل رأس المال وفي نفس الوقت تُؤيد الاحتجاجات بسبب وضع هونغ كونغ الخاص. هدف الاحتجاجات هو حماية وتوسيع رأسمالية السوق الحرة, ويقودها الطلاب وعناصر من ذوي الياقات البيضاء التي تعد "ثقافة هونغ كونغ" أساسًا شكلاً من أشكال الحنين إلى الإمبريالية البريطانية. وهؤلاء معروفون بازدرائهم واحتقارهم لاهالي الصين الآخرين خارج هونغ كونغ ويعتبرونهم وكأنهم "جراد".

المنظمة العمالية الرئيسية في هونغ كونغ هي اتحاد هونغ كونغ لنقابات العمال HKFTU. وهي منظمة لعمال الصناعة من ذوي الياقات الزرقاء - أناس منسيون في هونغ كونغ وهم يعارضون الاحتجاجات. وقد أقامت هذه المنظمة مسيرة مضادة [16 يونيو] أمام القنصلية الأمريكية العامة, مطالبة الولايات المتحدة بالكف عن التدخل في الشؤون الصينية. للولايات المتحدة تاريخ طويل في تمويل منظمات استقلال هونغ كونغ.

يبدأ التاريخ الحديث لهونغ كونغ بحروب الأفيون. تم فصل الإقليم عن الصين وصادرته الإمبراطورية البريطانية في عام 1842. بعد ثورة 1949 في الصين, ظلت هونغ كونغ ضمن منطقة التاج وأصبحت بمثابة معقل للحرب الباردة للرأسمالية المنفلتة. في 1 يوليو 1997 اعادت بريطانيا هونغ كونغ إلى الصين. عندها هتف وهلل العمال والفقراء في هونغ كونغ لذلك. لكن عناصر الطبقة الوسطى اعتبرت نهاية الاستعمار وحكم التاج "خيانة". حتى يومنا هذا يشيرون إلي ذلك على أنه "استسلام".

لا يزال اتفاق بريطانيا مع الصين يحد من سيادة الصين على هونغ كونغ وينص على "دولة واحدة ونظامان". بريطانيا وغيرها من البلدان الإمبريالية تحاول جهدها لمنع انتشار النظام الاجتماعي في الصين, والذي يقوم على الملكية المملوكة للدولة التي أنشأتها ثورة 1949.

تحقيقًا لهذه الغاية, قام موظفو الياقات البيضاء في النقابات قيد التشكيل بتنظيم احتجاجات تدعم رأسمالية السوق الحرة. ومنظمتهم, CTU. تتحدث هذه الأيام عن قرب اجراء "إضراب عام", وهو في الواقع حركة تضم أصحاب المحلات التجارية ومن الموظفين اصحاب الرواتب. من الشخصيات الرئيسية في العملية برمتها شخص اسمه "هان دونغ فانغ", وهو أحد العملاء البارزين لوزارة الخارجية الأمريكية. وهو ينشر نشرة التي تحمل اسمًا مضللا بعنوان "نشرة حزب العمال الصيني", والتي تتكلم بشكل صريح عن الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة.

اليسار الحقيقي يجب ان يقيم احتجاجات هونغ كونغ من خلال اجابته على الأسألة التالية:
هل يدعم اليسار الطبقة العاملة؟
هل يعارض اليسار الرأسمالية المنفلتة؟
هل يشكك اليسار في واقع التدخلات التي تقوم بها الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها تحت ذريعة "حقوق الإنسان"؟
هل يؤمن اليسار بالتضامن العمالي الدولي؟

واذا كانت الاجابة ب "نعم" على هذه التسالات, من الضروري اذن معارضة هذه الاحتجاجات.

بالطبع هناك الكثير من التغيير الاجتماعي الذي يجب أن يحدث داخل الصين. سيأتي ذلك من خلال الطبقة العاملة الصينية وفقراء الريف. لن يتحقق ذلك من خلال الإمبريالية الأمريكية والبريطانية والقنابل البيضاء التي تشعل نوبات الغضب في شوارع هونغ كونغ, التي في واقع الحال سوف تزيد الأمور سوءًا وتصب لصالح الرأسمالية المنفلتة وعلى حساب مصالح الطبقة العاملة المشروعة.