الحزب البروليتاري الثوري وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية


امال الحسين
2019 / 8 / 5 - 09:42     

إن الوقوف على الشروط المادية لتأسيس الحزب البروليتاري الثوري يتطلب تناول القضايا السياسية والجماهيرية المطروحة في الساحة السياسية والجماهيرية بارتباطها بتغيير الوضع السياسي والجماهيري على المدى القريب والمتوسط والبعيد انطلاقا من :

ـ النضال الثوري وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية.
ـ الممارسة الديمقراطية البروليتارية المرتبطة بتقرير مصير الشعب.
ـ النضال ضد هجوم الرأسمالية الإمبريالية على الثروات الطبيعية والتراث التاريخي والحضاري والثقافي للشعب.
ـ محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ـ إقرار الحقوق المشروعة للطبقة العاملة والفلاحين وخاصة منها الحق في الأرض والماء واستغلال الثروات الطبيعية والحق في الصحة والتعليم والسكن.
ـ إقرار الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية.
ـ مساندة الشعب الفلسطيني والشعوب المضطهدة والنضال من أجل تحريرها من الامبريالية والصهيونية والرجعية.
ـ دعم الانتفاضات الشعبية وترسيخ الروابط بينها وبين الحركة الاجتماعية الاحتجاجية العالمية.

إن السياسات الطبقية في الهيكلة الجديدة للأنظمة التابعة في القرن 21 قد أفرزت الأحزاب والطبقات التي تعبر عنها كالتالي :

ـ الأحزاب البورجوازية الليبرالية ذات الارتباط الوثيق بالمشروع السياسي للأنظمة التابعة وهي وليدة حقبة الاستعمار القديم وتعبر عن مصالح والبورجوازية التجارية والملاكين العقاريين الكبار.
ـ الأحزاب الإصلاحية المنحدرة من الحركة الوطنية ذات الارتباط بهذه الأنظمة وهي وليدة النضال من أجل الاستقلال في مرحلة الاستعمار القديم، والتي تخلت عن مصالح الطبقات الشعبية التي كانت تعبر عنها، وتلعب اليوم دور الوسيط في استمرار هذه الأنظمة وتضم في صفوفها طبقة البورجوازية التجارية والصغيرة والملاكين العقاريين الكبار.
ـ أحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة وهي أحزاب صغيرة ذات الارتباط بهذه الأنظمة بشكل من الأشكال، وهي إصلاحية الطبع وانتهازية الممارسة، وهي لا تملك خطا سياسيا واضحا واستراتيجية واضحة، وتضم في صفوفها البورجوازية الصغيرة وتتبنى الماركسية في مرجعياتها وتتنكر للماركسية اللينينية.
ـ الأحزاب الإسلاموية التي تحمل المشاريع الأصولية ذات الارتباط بهذه الأنظمة وهي تلعب دورها في تكريس الوضع السائد، وتعمل على تكريس الوضع بنشر الفكر الأصولي المعادي للتحرر والديمقراطية في أوساط الجماهير.
ـ فصائل وحلقات الماركسيين اللينينيين في الحركة الطلابية وحركات المعطلين والحركات الاجتماعية الاحتجاجية الجماهيرية وقد برزت فيما يسمى الربيع العربي.

إن المطلع على الخط والاستراتيجية السياسيين للأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة يلاحظ أنها تذهب في اتجاه الاعتراف المطلق أو الضمني بمشروع هذه الأنظمة خاصة في القضايا المركزية ذات العلاقة بالنظام الرأسمالي، والذي يتناقض ومصالح العمال والفلاحين، مما يضعها في تناقض مع مشروع بناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية، ذلك ما يتجلى في الشعارات التي مروج لها في احتجاجات ما يسمى الربيع العربي.

انطلاقا مما سبق ذكره يعتبر بناء الحزب البروليتاري الثوري التعبير السياسي الناجع الذي تتطلبه المرحلة وذلك لعدة اعتبارات منها:

ـ احتواء هذه الأنظمة لهذه الأحزاب وتسخيرها لبلورة مشروعها السياسي والاقتصادي.
ـ حاجة الجماهير الشعبية لبناء الحزب البروليتاري الثوري الذي يعبر عن مصالحها في ظل هجوم الرأسمالية الإمبريالية على ثروات الشعوب المضطهدة ومكتسباتها التاريخية.
ـ جميع الطبقات البورجوازية لديها أحزابها التي تعبر عنها وعن مصالحها إلا الطبقة العاملة والفلاحين.
ـ الديمقراطية البروليتارية هي الكفيلة بالقضاء على الفوارق الطبقية ولا يمكن تحقيقها إلا في ظل الحزب البروليتاري الثوري.
ـ اليسار الماركسي اللينيني الثوري باعتباره امتدادا للحركة الماركسية اللينينية لا تنسجم تصوراته ومرجعياته الأيديولوجية والسياسية إلا مع ما تطمح إليه الطبقات الشعبية من تغيير لأوضاعها المزرية.

لذا على اليسار الماركسي اللينيني الثوري، وبالانسجام مع ظروف نشأته والأهداف التي تأسس من أجلها وباعتباره متشبثا بالامتداد التاريخي للحركة الماركسية اللينينية محليا وإقليميا وعالميا، أن يأخذ ما تم ذكره بعين الاعتبار في اتخاذ القرار السياسي المناسب للمرحلة التاريخية، والذي يجب أن يشكل فيه بناء الحزب البروليتاري الثوري المهمة المركزية باعتباره تنظيما سياسيا جماهيريا كفيلا بتحقيق الديمقراطية البروليتارية.
لقد وضع لينين الأسس النظرية للحزب الثوري الضروري في إنجاز الثورة الديمقراطية البروليتارية كضرورة تاريخية في عصر الإمبريالية، لكون الإضرابات الجماهيرية التي أكدت عليها روزا لكسمبورغ قد تم تجاوزها خلال الثورة الديمقراطية البورجوازية الروسية في 1905 كتمهيد للثورة الديمقراطية البروليتارية في 1917، وأن إخفاق الثورة الروسية الأولى ناتج عن ضعف الحزب البروليتاري الثوري، لهذا لا يجب الخلط بين منظمة الثوريين المحترفين ومنظمة العمال، وذلك للفرق الشاسع بين النضال السياسي والنضال الاقتصادي، باختلاف منظمة الثوريين المحترفين عن منظمة العمال كمنظمة مهنية واسعة وعلنية، بينما منظمة الثوريين تضم فقط الثوريين المحترفين الذين يتخذون في المهام السياسية الثورية مهمتهم الأساسية، عن كتاب : ما العمل ؟
انطلاقا مما سبق ذكره يتضح الجواب عن سؤال المرحلة : أي تنظيم سياسي يطمح إليه اليسار الماركسي اللينيني ؟
والجواب واضح بطبيعة الحالة بالانسجام مع المرجعية الأيديولوجية والسياسية للماركسيين اللينينيين المرتبطين بمصالح الطبقة العاملة والفلاحين، إذ إن الطبقات الأخرى لديها أحزابها التي تعبر عنها وعن مصالحها إلا الطبقة العاملة والفلاحين، فإلى متى سيبقى العمال والفلاحون بدون حزبهم البروليتاري الثوري ؟
سؤال مشروع يفرض نفسه اليوم وبإلحاح على اليسار الماركسي اللينيني باعتباره الاستمرار التاريخي للحركة الماركسية اللينينية، وبالارتكاز إلى الشروط الأساسية لبناء الحزب البروليتاري الثوري التي وضعها لينين يمكن بلورة تصور حول البناء التنظيمي الجماهيري للحزب الذي نطمح إليه والذي يجب أن يرتكز إلى المحددات الأساسية التالية التي وضعها لينين :

ـ وعي الطليعة الثورية ووفاؤها لمبادئ الثورة
إن الحديث عن الوعي خارج التحديد الماركسي اللينيني لمفهوم الوعي لا يمكن أن يكون إلا ضربا من الكلام، وخارج المفهوم الطبقي للوعي لا يمكن الحديث عن الطليعة الثورية، لذا فالصراع الطبقي مرهون بامتلاك الوعي الطبقي الذي يتم بلورته عبر التحليل الملموس لواقع الطبقات الاجتماعية ومعوقات بروز الوعي الطبقي لدى الطبقات الشعبية.
وتعتبر الطبقة العاملة من الطبقات الاجتماعية الأساسية التي تشكلها خاصة في المدن باعتبار نمط الانتاج السائد نمط إنتاج رأسمالي تبعي للإمبريالية، وهو تبعي لأنه يخدم مصالح الرأسمال المركزي ويحمل في علاقاته سمات ما قبل- الرأسمالية ولا توجد بداخله طبقة بورجوازية وطنية، لكون المتحكمين في الاقتصاد تحكمهم عقلية البرجوازية التجارية التي تتعارض مصالحها ومفاهيم البورجوازية الوطنية التي قطعت مع مصالح الإقطاع منذ زمن طويل.
وتعتبر تجربة النضال الثوري ضد الاستعمار القديم والذي تحالفت فيه البوادي والمدن بعد زمن من الفصل بينهما بعد القضاء على مقاومة الفلاحين، وتفكيك الملكية الجماعية للأراضي وتركيز الملكية الفردية الرأسمالية وبالتالي تفكيك علاقات الإنتاج الجماعي وتركيز نمط الإنتاج الرأسمالي وسيادة علاقات الإنتاج الرأسمالية التبعية، تجربة تحالف المدن والقرى/الطبقة العاملة والفلاحين ضد تحالف الاستعمار والبرجوازية التجارية والإقطاع من بين التجارب الرائدة والناجحة في تاريخ الصراع الطبقي ضد الاستعمار القديم.
لذا فالصراع القائم اليوم هو صراع طبقي على الرغم من أنه يحمل بداخله صراعات اجتماعية ذات صبغة ما قبل-طبقية، نظرا لكون العلاقات الاجتماعية السائدة ليست بعلاقات اجتماعية رأسمالية محضة لكونها تحمل بداخلها علاقات اجتماعية ما قبل- رأسمالية وما يصاحبها من علاقات التبعية للرأسمال المالي الإمبريالي، والتي تبرز تجلياتها أساسا لدى الطبقة العاملة بالمدن مع الرأسماليين ولدى الفلاحين في الصراع مع الملاكين العقاريين بالبوادي، لكن بناء التحالف بين الطبقة العاملة والفلاحين سيقدم بشكل إيجابي الصراع الطبقي والذي يتطلب بناء الحزب البروليتاري الثوري .

ـ الارتباط الثوري بالطبقة العاملة والفلاحين
إن امتلاك الوعي الطبقي لدى الطليعة الثورية لا يكفي عندما يفتقد للممارسة العملية للمحترفين الثوريين المرتبطين جذريا بالطبقة العاملة والفلاحين :
أولا عبر تنظيماتهم الذاتية للدفاع عن المصالح الطبقية لهذه الطبقات في إطار بناء تحالف بين هذه التنظيمات، من أجل مواجهة الهجوم على مصالحها ومناهضة الانحرافات ومفاهيم البورجوازية والممارسات ما قبل-طبقية التي تبرز في الأوساط الشعبية، ومن أجل تطوير الوعي لديها للمرور إلى مرحلة الوعي السياسي والممارسة السياسية من الموقع الطبقي الذي تنتمي إليه هذه الطبقات.
ثانيا عبر الممارسة السياسية والمساهمة في بناء الحزب البروليتاري الثوري، وتحمل المسؤوليات السياسية في هياكله لتطوير الوعي السياسي لديها من أجل امتلاك الوعي الطبقي الأداة الوحيدة الكفيلة لحسم الصراع لصالحها.
ولن يتم ذلك إلا في ظل سيرورة بناء الحزب البروليتاري الثوري التي يجب أن ترتكز على:
أولا النضال الثوري، الذي تعتبر فيه الطليعة الثورية قائدة للصراع الطبقي في ظل وضوح الخط السياسي الذي يجب أن يهدف إلى إشراك أوسع الجماهير لبناء تحالف سياسي وجماهيري.
ثانيا استراتيجية الأفق الثوري لبناء المجتمع الاشتراكي بالارتباط الجذري بمصالح الطبقة العاملة والفلاحين داخل حزبهم الثوري.

ـ سداد القيادة السياسية والخط والاستراتيجية السياسيين
لبناء الحزب البروليتاري الثوري لابد من قيادة سياسية ثورية تملك الوعي الطبقي والنظرية الثورية اللذان يستمدان أسسهما من الماركسية اللينينية كفكر وممارسة، واللذان يجب أن يرتكزا على العلاقة الأفقية العمودية بالجماهير بالارتباط اليومي بأوضاعهم وفق القراءة النظرية والممارسة العملية للوضع السياسي والاقتصادي القائم، من اجل وضع الخط والاستراتيجية السياسيين السديدين للنضال الثوري، وذلك بالممارسة الديمقراطية البروليتارية الإطار الأساسي لفلسفة الحزب البروليتاري الثوري، لفتح المجال أمام الجماهير الشعبية للتعبير عن آرائهم وبلورة أفكارهم التي يجب أن يرتكز عليها بناء الخط و الاستراتيجية السياسيين للحزب البروليتاري الثوري.
وتعتبر حرية النقد والنقد الذاتي التي تعتمدها النظرية الماركسية اللينينية في الممارسة السياسية وفي التعامل مع قضايا الجماهير الشعبية والنضال من أجلها، وبلورة الخط السياسي الثوري من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية الثورية لبناء تحالف أوسع الجماهير الشعبية، لحشد أوسع الجماهير للالتفاف حول الخط والاستراتيجية السياسيين للحزب البروليتاري الثوري، ولن يتم ذلك إلا باقتناع الجماهير بصحة الخط والاستراتيجية السياسيين وبتجربتها الخاصة.

ـ اقتناع الجماهير بالخط والاستراتيجية السياسيين
تعتبر التنظيمات الذاتية للجماهير (النقابات والجمعيات والتعاونيات) الحلقة الوسطى بين الحزب البروليتاري الثوري وأوسع الجماهير التي تناضل من أجل الدفاع عن مصالحها ضد الإمبريالية وتحالف البرجوازية التجارية والملاكين العقاريين الكبار، والتي يجب أن يرتكز داخلها النضال الجماهيري الأفق الثوري الذي يهدف إلى بناء تحالف جماهيري للطبقة العاملة والفلاحين عبر هذه التنظيمات.
ويعتبر تواجد المناضلين الثوريين المحترفين المتشبعين بالنظرية الماركسية اللينينية والممارسة العملية أساسيا داخل هذه التنظيمات لبلورة الفكر الماركسي اللينيني في أوساط أوسع الجماهير، وذلك من أجل تنمية الوعي الطبقي لديهم وتحفيزهم لتبني الخط والاستراتيجية السياسيين للحزب البروليتاري الثوري، وذلك عبر النضالات الجماهيرية والحركات الاحتجاجية التي يجب أن يشارك في إقرارها وتنفيذها أوسع الجماهير لتعميق الوعي الطبقي لديهم، والذي يجب إدراكه من طرفهم وبتجربتهم الخاصة، للانتقال من درجة النضال الجماهيري اليومي إلى الممارسة السياسية اليومية في أفق تحقيق الثورة في إطار الممارسة الديمقراطية البروليتارية.
ولن يتأتى ذلك إلا عندما تستطيع الطليعة الثورية أن تتغلغل في أوساط أوسع الجماهير وعلى رأسها الطبقة العاملة والفلاحون، والتي يجب أن تفرز قيادات ثورية تشارك في صنع القرار السياسي وبلورة الخط السياسي والاستراتيجية السياسية في أفق بناء المجتمع الاشتراكي.

ـ حشد أوسع الجماهير حول البرنامج العام الثوري
يعتبر البرنامج العام للحزب البروليتاري الثوري أهم المراحل التي يجب الانطلاق منها بعد التحليل السياسي الدقيقة للوضع العام، ووضع الأهداف الأساسية ذات الأولوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية انسجاما مع الخط والاستراتيجية الثوريين، بهدف حشد أوسع الجماهير للنضال من أجل تحقيق المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الملحة التي يجب أن تكون في صالح القوى الجماهيرية المتحالفة، عبر التنظيمات الذاتية للجماهير بمختلف فئاتها في إطار تحالف سياسي ثوري.
إن النضال من أجل الدفاع عن القضايا الجماهيرية المطروحة في الساحة النضالية يجب أن يكون ذا أهداف واضحة تلامس معاناة أوسع الجماهير، والتي يمكن أن ترتكز على قضايا الطبقة العاملة في شقها الاقتصادي والاجتماعي وقضايا الفلاحين في حقهم في الأرض والماء والثروات الطبيعية.
إن بلورة البرنامج العام بالارتكاز إلى القضايا ذات الأولوية والتي تهم مصالح أوسع الجماهير يساعد على حشد تأييد قوى الجماهير الواسعة من أجل تبنيه والدفاع عنه والنضال من أجل تحقيقه، مما يفتح المجال أمام الصراع الطبقي في ظل الديمقراطية البروليتارية بالانضمام إلى صفوف الحزب البروليتاري الثوري.

ـ المركزية الديمقراطية والاستقلالية
إن الحزب البروليتاري الثوري لا يمكن أن يقوم بمهامه خارج النظرية الثورية التي ترتكز إلى الماركسية اللينينية فكرا وممارسة، وانطلاقا من الديمقراطية البروليتارية التي ترتكز على حرية النقد والنقد الذاتي، عبر الممارسة العملية التي تحكمها العلاقات الاجتماعية الاشتراكية بقيادة الطليعة الثورية التي تمتلك صحة الخط والاستراتيجة الثوريين، لفتح المجال أمام المركزية الديمقراطية لبلورة القرارات المصيرية شريطة أن تكون القيادة جماعية وتستجيب للتمثيلية القاعدية.
الديمقراطية الحقيقية ليست فقط مجرد انتخابات بل هي أيضا إمكانية التأثير الفعلي في السلطة ومراقبتها والمساهمة في القرار السياسي، والديمقراطية البروليتارية هي سلطة الشعب الحقيقية التي يجب أن تؤطر العلاقات الاجتماعية وتحكمها المركزية الديمقراطية بعيدا عن الفهم البورجوازي للديمقراطية التي ترتكز إلى "المبادرة الفردية" و"الانتخابات".
الديمقراطية الحقيقية هي سيطرة الحزب البروليتاري الثوري على السلطة وبناء الدولة الوطنية الديمقراطية الشعبية وبقيادة البروليتاريا، في العلاقة الأفقية- العمودية أثناء اتخاذ القرارات السياسية في القضايا العامة والمصيرية التي تلعب فيها الأجهزة القاعدية دورا أساسيا في إقرارها وبلورتها، وفي إطار استقلالية القواعد في إطار تنفيذ التوجهات العامة للحزب البروليتاري الثوري، الذي تلعب فيه الهياكل القاعدية الحلقة الأساس لمتابعة وبلورة القرارات التي تمت صياغتها وطنيا انطلاقا من العلاقة الأفقية- العمودية بين الأجهزة الوطنية والقاعدية، وفتح المجال أمام الأجهزة القاعدية في علاقاتها مع المناضلين الثوريين المحترفين في اتخاذ القرارات السياسية في القضايا الجهوية و المحلية، وفق البرنامج الجهوي والمحلي الخاص في ظل الاستقلالية النسبية التي تمنح القواعد قوة التأثير الفعلي في السلطة ومراقبتها والمساهمة في الإدارة الجهوية والمحلية في أفق منح سلطة الحكم الذاتي للمناطق والجهات، في إطار التكامل السياسي والاقتصادي بين الجهات حيث تلعب الجهة الغنية دور السند للجهة الفقيرة.