الطرف الرئيسيّ و الطرف الثانويّ للتناقض تطوير ماويّ للجدليّة ينكره اللاأدريون أصحاب - هل يمكن إعتبار ماوتسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ -


ناظم الماوي
2019 / 7 / 18 - 23:22     

الطرف الرئيسيّ و الطرف الثانويّ للتناقض تطوير ماويّ للجدليّة ينكره اللاأدريون

لبّ موقف أصحاب " هل يمكن إعتبار ماوتسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ " بهذا الشأن تختزله هذه الفقرة الواردة فى الصفحة 12 من وثيقتهم :

" ويجب على الماركسيين خلال كلّ مرحلة أن يتّبعوا سيرورة الشيء المعني لمعرفة طرفي أو أطراف الصراع، لرصد التناقض الأساسي الذى لا تحل بقية التناقضات إلا بحله هو و بالتالي فإن المسك بالحلقة الرئيسية - كما يقول لينين - التى ترتبط بها بقية الحلقات هو مهمة كل شيوعي مناضل و مثال ذلك فى المجتمع : تحليل الطبقات الإجتماعية و ضبط كل الأطراف المختلفة طبقيا، و أحزابها السياسية و معرفة التناقض الرئيسي و هذا خلال مرحلة ما. أما معرفة الطرف الرئيسي " او الثانوي " للتناقض الرئيسي فهو أمر لا يمكن تقنينه على مستوى المادة أو الظاهرة المعيّنة ".

و من هنا يحملون بلا هوادة على الرأي المادي الجدلي الماوي المصاغ فى المجلد الأوّل من " مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة " ( بالصفحة 483 ، علما و أنّ " فى التناقض " كتب سنة 1937 ... ) :

" إنّ تطوّر كلّ طرف من الطرفين المتناقضين ، فى أيّ تناقض كان ، متفاوت عن تطوّر الطرف الآخر . ويتراءى أحيانا أنّ ثمّة توازنا فى القوى بين طرفي التناقض ، لكن تلك ليست سوى حالة مؤقّتة و نسبيّة ، فالتفاوت هو الحالة الأساسيّة . فلا بدّ أن يكون أحد الطرفين المتناقضين رئيسيّا و الآخر ثانويا . فالطرف الرئيسي هو الذى يلعب الدور القيادي فى التناقض . و إنّ طبيعة الشيء يقرّرها فى الدرجة الأولى الطرف الرئيسي للتناقض ، الذى يحتلّ مركز السيطرة ."

1- لاأدريون :

فى كلام الجماعة الخوجيّة المتستّرة إستخدام لمفهوم الرئيسي ( الحلقة الرئيسية ) و هذا إعتراف غير مباشر منهم بصحّة المفهوم الماوي إنتزع إنتزاعا بسبب من أن مقولة لينين تلك شهيرة إلى حدّ لم يمكنهم إهمالها و لكنّهم يلتفّون عليها بسرعة فينكرون نقيض الرئيسي أي الثانوي الذى يضعونه بين معقّفين وهو أمر لعمرى غريب للغاية إذ ضد الرئيسي ليس إلاّ الثانوي و الثانوى و الرئيسي يمثّلان وحدة ضدين / تناقض يعترفون بطرف منهما و ينكرون ببساطة الطرف الآخر . يقولون لنا هو رئيسي لأنه رئيسي و فقط . و ما هو غير رئيسي لا نعت له و لا وجود له أصلا و حذار! إن قلتم أنّه الثانوي فستسقطون فى الماوية و ما أدراك ما الماوية . حذار!

بعد محاربتهم بكلّ ما أوتوا من بؤس فكر ميتافيزيقي و مثاليّ شمولية / عموميّة التناقض ، هاهم الآن يعلنون الحرب على وحدة الضدّين : رئيسي / ثانوي و لا يعترفون إلاّ بطرف أو مظهر واحد منها وهذه نظرة إحادية الجانب ميتافيزيقية و مثالية و فيها مزيدا من النيل من أهمية حقيقة شمولية التناقض و صحّتها .

و ما لا يقلّ عن ذلك دلالة هو ان نقّاد الماوية فى فقرتهم يمضون بنا فى دوامة هدفها إنكار إمكانية معرفة الطرف الرئيسي و الطرف الثانوي للتناقض الرئيسي الذى بمقدورهم تحديده أمّا تحديد مظهريه فغير ممكن بالنسبة لهم و يتوقّعون منّا أن نكون على شاكلتهم بأن نقرّ بأن معرفة طرفي أو مظهري التناقض " أمر لا يمكن تقنينه على مستوى المادة أو الظاهرة المعينة ". يقصدون أن المعرفة مستحيلة لأن طرفا التناقض غير موجودين واقعيا و ماديا .

إنّهم بالفعل لاأدريون ، ليس هنالك أعمى ممّن لا يريد أن يرى الواقع المادي ! و نعود إلى ماو لنستعير منه مثالا واقعيا ماديا بسيطا صاغه و لعلّهم قرؤوه و لكنّهم وضعوه جانبا إذ لا يهمّهم ما هو ملموس و محسوس ، بلا إنقطاع يسبحون فى المجرّدات و يسبّحون لها .

فى المجتمع الرأسمالي ، ضمن التناقض / وحدة الضدين بروليتاريا و برجوازية ، تمثّل البرجوازية الطرف الرئيسي للتناقض بإعتبار موقعها المهيمن و تمثل البروليتاريا بالتالي الطرف الثانوي و" البروليتاريا التى تفوق البرجوازية كثيرا فى عددها ، و التى نمت مع البرجوازية فى وقت واحد ، لكنها تقع تحت سيطرتها ، فهي قوّة جديدة ، تنمو و تزداد قوّة بصورة تدريجيّة ، بعد أن كانت تشغل فى البدء مركز التابع للبرجوازية ، فتصير طبقة مستقلّة تلعب دورا قياديا فى التاريخ ، حتى تستولى فى النهاية على السلطة السياسية فتصبح الطبقة الحاكمة . و عندئذ تتبدّل طبيعة المجتمع فيتحوّل من المجتمع الرأسمالي إلى القديم إلى المجتمع الإشتراكي الجديد . و هذا هو الطريق الذى إجتازه الإتحاد السوفياتي ، و الذى ستجتازه سائر البلدان حتما."

( الصفحة 485 من المجلّد 1، " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " )

هذا نموذج و دليل بسيطين ، إستيعابهما يسير إذ لا سحر فيهما فلماذا ينكرون إمكانية معرفة طرفي التناقض الرئيسي و الثانوي و " تقنينهما " ؟ إنها اللاأدرية فى خدمة الدغمائيّة-التحريفية الخوجيّة .

و نمضى قدما لنوسّع من إكتشافاتنا .

" إنّ ماو يعتبر أن " الطرف الرئيسي " هو الطرف المتفوّق أي الغالب . لكن هذا أمر ظاهريّ لا تخضع له كلّ الأشياء و الظواهر . فعلى مستوى الفيزياء و الكيمياء و علم طبقات الأرض و الحسابيّات و العلوم و الذرة ، لا يمكن أن نرصد مثل هذه التصنيفات : "رئيسي" - " ثانوي ". ذلك أن المادية الجدلية لا تعترف إلا بحلول الجديد محل القديم و بأهمية هذا الجديد الذى يسير فى مسار التاريخ و يقوم بدور حاسم فى التغيير وهو الأهم بالنسبة إليها ". ( الصفحة 22 من " هل يمكن...؟ " )

لنشكرهم جميعا على الإيضاحات الظافية و الشافية حول عدم إمكانيّة معرفة الطرف الرئيسي و الطرف الثانوي للتناقض فى مجموعة من العلوم ! يا لها من توضيحات و تنظيرات عميقة ! هل لأنّهم أعلنوا " لا يمكن أن نرصد مثل هذه التصنيفات " و ذكروا بعض أسماء العلوم ، لن توجد هذه التصنيفات ؟ و فى قمّة إضطراب الصياغة الفكريّة تعلّل اللايمكن بأنّ " الماديّة الجدليّة لا تعترف إلاّ بحلول الجديد محلّ القديم ..."!!! هذا هو على وجه الضبط ما يسمّيه الفرنسيون بالقفز من الديك إلى الحمار أي هذا هو الخبط خبط عشواء ، إضافة إلى أن الجملة المتعلقة بالمادية الجدلية ميتافيزيقية و مثالية كما سنشرح لاحقا.

نحن مطالبون بإبتلاع طبخة غير مستساغة من الأفكار اللاأدريّة : لا يمكن معرفة طرفي التناقض ( الرئيسي و الثانوي)،
1- لأنّه " أمر ظاهري لا تخضع له كلّ الأشياء " و الحال أنّهم لم يعرضوا و لو مثالا واحدا يعكس فعليّا وجهة نظرهم و يفنّد المادية الجدلية التي طوّرها ماو تسى تونغ و أمثلتها الواقعية الملموسة و المحسوسة و منها أشرنا على سبيل الذكر لا الحصر إلى مثال البروليتاريا و البرجوازية كوحدة ضدين / تناقض.

2- لأنّه " لا يمكن أن نرصد مثل هذه التصنيفات " و الحال أن ماو قدّم أمثلة لم نر فى تصنيفها أي سحر.

3- لأن "المادية لا تعترف إلاّ بحلول الجديد محلّ القديم ". جملة خارج الموضوع نهائيا. و نتوقّف لحظة لنشير إلى النظرة الإحاديّة الجانب المثاليّة الميتافيزيقيّة في مثل هذا الكلام الفجّ فنلفت النظر إلى إعتراف الماديّة الجدليّة بإمكانيّة و واقعيّة حلول القديم محلّ الجديد و من أجلى الأمثلة البسيطة على ذلك إعادة تركيز الرأسماليّة في الإتحاد السوفياتي الإشتراكي طوال عهد لينين و ستالين و بذلك حلّ القديم الرأسمالي محلّ الجديد الإشتراكي .

و مع ذلك سنقوم نحن بالتصنيف إعتمادا على وحدة الضدين / التناقض جديد وقديم . إنّما الجديد و القديم طرفا تناقض متصارعان ضمن وحدة ضدين / تناقض و متحدان ضمنها . إذا كان المهيمن منهما هو الجديد فهو الطرف الرئيسي للتناقض و إذا كان القديم مهيمن على الجديد فهو الطرف الثانوي لذات التناقض . لنعوض الآن الجديد بشيء ملموس مثلا الرأسمالية ضمن المجتمع الإقطاعي و القديم هو الإقطاعية . فى المجتمع الإقطاعي الفرنسي فى القرن السابع عشر و معظم القرن الثامن عشر ، كانت الإقطاعية هي الطرف الرئيسي لتناقض إقطاعية / رأسمالية و كانت الرأسمالية الطرف الثانوي . وعبر الثورة البرجوازية تحوّلت الرأسمالية إلى الطرف الرئيسي أي إلى الطرف المهيمن و غدت الإقطاعية الطرف الثانوي المهيمَن عليه . و هكذا صار المجتمع الإقطاعي مجتمعا رأسماليا و إنتصر الجديد على القديم . هذا تطبيق بسيط آخر لمعرفة طرفي التناقض الرئيسي منهما و الثانوي .

و لإحساس اللاأدريين بعدم إقناع القرّاء ، يضيفون تعليلا آخر لإنكار إمكانية معرفة الطرف الرئيسي و الطرف الثانوي للتناقض : " لا يمكن أن يعمّم على كلّ الأشياء و الظواهر، ذلك أن هذه الأشياء و الظواهر هي :
1- مرتبطة بغيرها من الظواهر.
2- هي متطوّرة ، بطبعها ، بطرفيها أو أطرافها المتصارعة لا بطرفها الرئيسي فقط ، كما يزعم ماو.
3- وهي كذلك بفضل طرفيها المتناقضين أو أطرافها المتناقضة ...".

عفوا قلنا أضافوا تعليلا و الحال أن هذا ليس بتعليل ، بل بالعكس ، تعمية و لخبطة و لا شكّ : " طرفيها أو أطرافها المتصارعة لا بطرفها الرئيسي فقط ، و طرفيها المتناقضين أو أطرافها المتناقضة ". أعدنا القراءة مرّة فمرّة و بتمعّن و لم نفهم لماذا يصرّون على إنعدام إمكانيّة معرفة طرفي التناقض . غير أنّنا ما نلمسه بحرارة هنا هو إفتراء جديد على ماو ذلك أنّه لم يصرّح فى أي مكان أن الشيء أو الظاهرة أو السيرورة متطوّرة بطرفها الرئيسي فقط . ما كتبه ماو هو على وجه الضبط : " الطرف الرئيسي هو الذى يلعب الدور القيادي فى التناقض". و " إن طبيعة الشيء يقرّرها فى الدرجة الأولى الطرف الرئيسي للتناقض ، الذى يحتلّ مركز السيطرة ".

هل تعنى القيادة كطرف رئيسي غياب المظهر الثانوي ( و حينئذ من المقاد ؟؟ ) ؟ أبدا، هل يعنى تقرير طبيعة الشيء أن طرفه الثانوي / نقيضه أو ضده لا تأثير له . كلاّ . هل يعنى كون الطبقة الإقطاعية المهيمنة التى تقرّر طبيعة المجتمع الإقطاعي أن لا دور للطبقة الرأسمالية فى المثال الذى أسلفنا عرضه . كلاّ و ألف كلاّ و إلاّ من قاد الثورة البرجوازية الفرنسية مثلا لتولد مجتمع رأسمالي من رحم المجتمع الإقطاعي ؟

فى الواقع ما ينكره اللاأدريون من عدم إمكانية معرفة الطرف الثانوي يلصقونه وبفجاجة بماو، فى قمّة هلوستهم!

الطرف الرئيسي و الطرف الثانوي وحدة ضدين / تناقض لا إمكان لوجود الواحد منهما إلاّ بوجود الآخر ويتحوّل الواحد إلى الآخر، نقيضه . مع إتّحادهما فى وحدة أضداد هما فى صراع ينتج حركة الشيء أو السيرورة أو الظاهرة . فلمّا ضرب ماو مثالا البرجوازية و البروليتاريا كطرفي تناقض، هل تحدّث عن أنّ حركة المجتمع البرجوازي تتمّ فقط بسبب الطرف الرئيسي أي البرجوازية فحسب ؟ لا طبعا. و هل أعرب عن أن " لا دور" للثانوي (ص 22 من "هل يمكن ...؟ ") أي البروليتاريا ؟ لا طبعا .

و لنصغ لماو مباشرة و مجدّدا : " البروليتاريا التى تفوق البرجوازية كثيرا فى عددها ، و التى نمت مع البرجوازية فى وقت واحد ، لكنها تقع تحت سيطرتها ، فهي قوة جديدة ، تنمو و تزداد قوة بصورة تدريجية ، بعد أن كانت تشغل فى البدء مركز التابع للبرجوازية ، فتصير طبقة مستقلة تلعب دورا قياديا فى التاريخ ، حتى تستولى فى النهاية على السلطة السياسية فتصبح الطبقة الحاكمة . و عندئذ تتبدل طبيعة المجتمع فيتحول من المجتمع الرأسمالي إلى القديم إلى المجتمع الإشتراكي الجديد. و هذا هو الطريق الذى إجتازه الإتحاد السوفياتي ، و الذى ستجتازه سائر سائر البلدان حتما."

( الصفحة 485 من المجلّد 1، " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " )


هل إزدياد القوّة و التحول إلى طبقة مستقلّة و إفتكاك السلطة يفيد كلّه " لا دور" للبروليتاريا كطرف ثانوي فى المجتمع الرأسمالي بينما هو يصارع ليصبح الطرف الرئيسي ؟ البتّة . "الجماعة " يعمدون إلى اللاأدريّة لا لشيء إلاّ للنيل مهما كلّف الأمر من الماويّة ، إنّهم فى وحل إنكار الواقع و تناقضاته إلى العنق و يصرخون لمغالطة القرّاء انّهم ماديّون جدليّون فيا لشناعة أفعالهم و أقوالهم !

2- ينكرون جوهر الديالكتيك :

و لنتوجّه معا إلى لينين فى "حول مسألة الديالكتيك " و كلام نعيد التذكير به : " إن إزدواج ما هو واحد و معرفة جزئيه المتناقضين ... يشكّلان جوهر الديالكتيك ."

إذا كان تناقض ما رئيسيا كان أم ثانويا ، وحدة ضدين / تناقض فهو ينقسم حتما إلى مظهرين أو طرفين و معرفة الجزئين ( الطرفين أو المظهرين ) هو جوهر الديالكتيك ، فإنّ معرفة الجزء المهيمن أي الطرف الرئيسي للتناقض و معرفة الجزء المهيمن عليه أي الطرف الثانوي ليس ممكنا فقط بل هو جوهر الديالكتيك. و إنكار معرفة الطرفين المتناقضين معا لوحدة ضدين لا يمكن إلاّ أن يساوى إنكار جوهر الديالكتيك ، لا مناص . و بالتالى ينكر الدغمائيون التحريفيون الخوجيّون المتستّرون جوهر الديالكتيك و بعد ذلك لا يتورّعون عن مهاجمة ماو و من خلاله لينين و يدّعون تبنى الماركسية-اللينينية !!!

3- تصنيفات :

و إلى إنجلز ليدحض مباشرة " لا يمكن أن نرصد مثل هذه التصنيفات : رئيسي و ثانوي " (ص22 من " هل يمكن...؟") . فى الأصل يمثل الرئيسي و الثانوي طرفا تناقض أو وحدة ضدين و كلّ منهما مرتبط بالآخر من جهة و يتحوّل إلى نقيضه من جهة ثانية . " الكمّية تتحوّل فيها إلى كيفيّة و العكس بالعكس "(" انتى دوهرينغ " الصفحة 151 ، دار دمشق 1981). إن كان التحوّل الكمّى فى ظروف معيّنة هو الرئيسي فالتحوّل الكيفي هو الثانوي و العكس بالعكس : يتحول الكمي إلى ثانوي و يتحول الكيفي إلى رئيسي . فى الكمي ثمّة الكيفي و فى الكيفي ثمة الكمّي كما فى الخاص هنالك العام و فى العام هنالك الخاص على حد تعبير لينين في " حول الديالكتيك ".

و بشأن الكيمياء يحلّل إنجلز فى " ديالكتيك الطبيعة " تناقض الطرح و الإضافة فى مكوّنات الأوكسيجين و الآزوت و الأوزون و يعرض علينا أيضا تناقض المدّ و الجزر فى الأجرام السماوية و تأثير القمر فى الأرض بمحيطاتها و بحيراتها و أنهارها و المدّ مشترط بالجزر و الجزر نفسه يتحوّل مدّا فالحركة التى يكون فيها المدّ مسيطرا يكون المدّ طرفها الرئيسي و الجزر الطرف الثانوي و العكس بالعكس .

و فى " أنتى دوهرنغ " يقرّ إنجلز بأنّ :" الحركة نفسها هي تناقض "(ص 144) و بأنّ :" النشوء المتواصل لهذا التناقض و حلّه ... هما بالضبط ماهيّ ة الحركة " (ص145).

و من هنا ندرك أنّ فى الأمثلة أعلاه ما يدحض نهائيّا اللاأدريّة الخوجيّة المتستّرة ، فإنجلز يعرف و يقرّ بوجود و يلخّص طرفي التناقض فى : كمية / كيفية والعكس بالعكس ، طرح / إضافة ، مدّ / جزر ، نشوء تناقض / حلّه.

4- حلول الجديد محلّ القديم :

ألمحنا آنفا إلى أن " الماديّة الجدليّة لا تعترف إلا بحلول الجديد محل القديم " جملة ميتافيزيقية مثالية و ليست مادية جدلية قطعا . و أتى الآن دور تفحّص الأمر بتمعّن . أكيد أنّ الخط العام للتطوّر هو حلول الجديد محلّ القديم إلاّ أن سير التطوّر يشهد إنتكاسات هي مع التقدّم تمثّل وحدة ضدين / تناقض طرفها الرئيسي التقدم و طرفها الثانوي هو التراجع أو الإنتكاسات . لذا كان علم الشيوعيّة يقرّ التطور اللولبي أو الحلزوني (سنتوسع فى هذا الشأن فى مقال آخر) معترفا بأنّ التطوّر يشهد تقدّما هو المهيمن و بالتالى الرئيسي و يشهد تراجعا أو ردّة و إنتكاسات مهيمن عليها و بالتالى تكون هي المظهر الثانوي . و هنا إحادية الجانب و مثالية هي الفكرة التى لا تري سوى الطرف الرئيسي و لا تعترف بالثانوي و كأن " لادور له " فى حركة وحدة الأضداد فى حين لا وجود للرئيسي إلا فى علاقة بالثانوى ، نقيضه و وحدتهما تفيد أيضا تحول الرئيسي إلى الثانوي و الثانوي إلى الرئيسي.

إنّ الخوجيين المتستّرين يقرّون بحلول الجديد محلّ القديم و يغفلون عمدا النقيض أو العكس و من ثمّة ينكرون إمكانيّة تحوّل الضدّين كل إلى الآخر كأحد طرفي مفهوم وحدة الأضداد /التناقض مثلما شرحنا قبلا .

و أفضل مثال معلوم هو الإنتكاسة التى شهدتها الطبقة العاملة السوفياتية بعد وفاة ستالين فقد جري قلب القوى الثورية فى الحزب و الدولة لتحلّ محلّها القوى التحريفية و بالتالي البرجوازية معيدة تركيز الرأسمالية فى الإتحاد السوفياتي . إنكار الطرف الثانوي أي التحريفية أو الخط التحريفي قبل الإنقلاب فى صفوف الحزب الشيوعي السوفياتي فى صراع خطّين مع الخطّ الثوري يعنى على وجه التحديد و نظرة "الجماعة" الذين "أسقطوا" الطرف الثانوي ، يعنى أن الخط التحريفي نزل من السماء ليتحوّل بعصى سحرية فى لمح البصر إلى طرف رئيسي فى الحزب يحدّد طبيعته فيغيّره من حزب ثوري إلى حزب تحريفي فى خدمة البرجوازية الجديدة منها و القديمة. من طرف غير موجود أصلا ، يغدو هذا اللآموجود إلى موجود كطرف رئيسي بفعل قوة خارقة للطبيعة فتمسى البرجوازية سائدة مع أنّها ما كانت موجودة أصلا قبل ، هذا ما ينتهى إليه منطقهم المثالي اللاأدري!!!

وإن إتّبعنا طريقة تفكيرهم القائلة بأنّ" الجدلية لا تعترف إلا بحلول الجديد محل القديم " فلن نقرّ الوقائع الملموسة الفاقعة المتعلقة بحلول القديم التحريفي البرجوازي محلّ الجديد البروليتاري الثوري فى الإتحاد السوفياتي إثر وفاة ستالين . و عدم الإقرار بهذا الواقع المادي الجدلي يتقاطع جوهريّا مع التروتسكية التى تتكلم عن الإتحاد السوفياتي قبل التسعينات على أنّه بلد إشتراكي عمالي مشوّه بيروقراطيا وليس رأسماليا .

و عالميّا فى العشريّات الأخيرة ، منذ 1976 إلى الآن حصل تحوّل الطرف الثانوي للتطوّر أي التراجع و الإنتكاسات و الردة فى نضال البروليتاريا ضد البرجوازية إلى الطرف الرئيسي المهيمن و أضحى تقدم البروليتاريا العالمية طرفا ثانويا و لكن التناقض لم يحل نهائيا و النضال مستمر. بمنطق الخوجيين المتستّرين ، مع هذا التحول " يسقط " الطرف البروليتاري فينعدم وجوده و يحل محله شيئا آخر لا نعرف ما هو !

و نمضى فى التعمّق فى التحليل فنقول مع خسارة الصين كقلعة للثورة البروليتارية العالمية فى أواسط السبعينات، توالت هزائم البروليتاريا التى فقدت دولا و أحزابا برمّتها و وجدت نفسها دون أية دولة نموذج حي ملهم . كان هذا الطرف الرئيسي للعشريات الأخيرة بيد أن الطرف الثانوي أي التقدّم في هذه الحال لم ينتف كليا حيث إنكب الثوريون البروليتاريون أحزابا و منظمات فى العالم على دراسة أسباب الهزيمة و على إستخلاص الدروس السلبية منها و الإيجابية من التجربة التاريخية وتربية الكوادر و الجماهير رفعا للفهم الإيديولوجي و السياسي و التنظيمي للبروليتاريا العالمية ، طبعا إلى جانب خوض الصراع الطبقي على جميع الجبهات إعدادا لقلب الوضع أو بكلمات أخرى جعل التقدم من جديد يضحى الطرف الرئيسي فى تطوّر لولبي أرقى و تضحى النكسات و الردة الطرف الثانوي ، إنطلاقا من أسمى ما توصلت إليه التجربة الثورية للبروليتاريا العالمية . و بالفعل ، إنطلق الثوريّون فى العالم فى معارك حامية الوطيس دفاعا عن المكاسب البروليتارية تاريخيا و بناء لموجة ثورية جديدة و من المعارك الحامية الوطيس و الشهيرة عالميا النضال المسلح للماويين فى أكثر من بلد من أجل إفتكاك السلطة خدمة للثورة البروليتارية العالمية .

5- التطبيقات العمليّة :

إلى هذا الحدّ نكون تناولنا بالبحث جانبا من المسألة و علينا فى الحال تناول الجانب الآخر أو ما يسمّيه "الجماعة" تطبيقات النظرية الماوية :
" إنّ تطبيق هذه النظريّة فى المجال السياسي و الإيديولوجي يؤدي إلى إعتبار أن للبرجوازية و الرأسمالية محاسنها و مساوئها و للبروليتاريا و للإشتراكية محاسنها و مساوئها. و هذه النظرية هي التى طبقها ماو فى الصين إذ أبقى الإنتهازيين فى الحزب بإعتبار أن لهم إيجابيات و سلبيات و أعطى إمتيازات للبرجوازية الوطنية بدعوى أنها تحمل طابعا مزدوجا : فهي مستغلة للطبقة العاملة و "مؤيدة فى نفس الوقت للبناء الإشتراكي" فترك ماو الحشائش السامة تنمو فى نطاق سياسة الوحدة و الصراع على الطريقة الماوية المكرسة فى شعار : " لتتفتح مائة زهرة و لتتنافس مائة مدرسة " إذا فالبرجوازية تقوم بدور إيجابي لتطوير الماركسية ." ( ص 20 من "هل يمكن...؟" ).

قبل كلّ شيء ، من الضرورى رفع الإلتباس حول مفهومين متداخلين فى فكر " نقّاد ماو" ألا وهما " البرجوازية " و " البرجوازية الوطنية " و هما مختلفان نوعيا فالأوّل يشير فى عصرنا هذا إلى البرجوازية الرأسمالية الإمبريالية و الثاني تخصّ به البرجوازية فى البلدان المستعمرة و شبه المستعمرة التى تناضل ضد الإمبريالية و لو إلى حدود و بتذبذب و هذه البرجوازية الوطنية بدورها تتميز عن البرجوازية الكمبرادورية / البيروقراطية عميلة الإمبريالية .

ثم لعلّكم سبقتمونا إلى النفور من الإستنتاج الأبله : " إذا فالبرجوازية تقوم بدور إيجابي لتطوير الماركسية " بما هو ضرب من الإغتصاب للنصّ و الوقائع التاريخية و ضرب من الكذب و التلفيق السافلين . للماركسيين –اللينينيين قبل ماو و الماركسيين -اللينينيين -الماويين موقف جليّ مفاده أنّه كان للبرجوازية الرأسمالية فى ظروف معينة بصعودها فى البلدان الرأسمالية دور تقدّمي نسبة إلى الإقطاع و التطوّر العام للمجتمع و أن للبرجوازية الوطنية ضمن حركات التحرّر الوطني للمستعمرات و أشباه المستعمرات دور مساهم إلى حدّ معين فى مناهضة الإمبريالية . و لم يذهب أيّا كان إلاّ "أصحابنا" إلى أنّ البرجوازية تقوم " بدور إيجابي لتطوير الماركسية "!!!

و لاحظتم معنا ولا ريب ، الطابع الإطلاقي المطلق للصيغة المقدّمة فى تلك الفقرة فهي تتغاضى بكل مثالية عن الظروف أو الواقع الموضوعي . هذه النظرة المثالية تفهم ما يتعلّق بالبرجوازية الرأسمالية و البرجوازية الوطنية بشكل مطلق و ما يتعلق بالإشتراكية على نحو مطلق أيضا. موضّحين نثير سؤال : أيمكن فى وضع معين أن تكون للبرجوازية الرأسمالية و للبرجوازية الوطنية "محاسنا " و " إيجابيات " تقدر أن تستفيد منها سيرورة تقدّم المجتمع . و نشدّد على وضع معيّن لأن لينين علّمنا أنّ " الحقيقة دائما ملموسة " كما علّمنا ماو " البحث عن الحقيقة الملموسة فى الواقع الملموس ". إجابتنا و إجابة كلّ من له أدنى إطلاع على أهم أحداث القرون الثلاث الأخيرة : لا يمكن ذلك فقط بل أمكن تاريخيا ! عندئذ سيزعق أصحاب "هل يمكن ...؟ ": " ألم نقل لكم إنّهم يرون للبرجوازية محاسنا و إيجابيات ، هؤلاء الماويّين !!!

و حالئذ نتحلّى بالصبر و خطوة خطوة نذكّر ببعض الحقائق التاريخية الفاقعة متسلّحين بالوثائق و الأدبيات الكلاسيكية لا أكثر . و نبدأ :

ما موقفنا لو وجدنا أنّ للبرجوازية الوطنية تحديدا محاسنا و إيجابيات و طابعا مزدوجا حسب ستالين ؟ فى أكثر من موقع و من موقف معروفين تاريخيا لم يعتبر ستالين البرجوازية الوطنية الصينية ممثلة فى الكومنتنغ ، أواسط العشرينات ، تقدّمية وحسب بالنظر إلى الثورة الديمقراطية الجديدة بل دعا كذلك الشيوعيين إلى التحالف معها .

وعلى سبيل المثال فى مقال ستالين "آفاق الثورة الصينية " ، من النقطة الرابعة المعنونة "الطابع المستقبلي للسلطة فى الصين "(سنة 1926 ) :

" من هنا تبرز مهمة الشيوعيين فى الصين تجاه الكومنتنغ و السلطة الثورية المستقبلية فى بلادهم. يُقال إن على الشيوعيين الصينيين أن يخرجوا من الكومنتنغ. يكون هذا خاطئا، أيها الرفاق . يكون خطأ كبيرا أن يغادر الشيوعيون الصينيون حاليا الكومنتنغ . تشير كل سيرورة الثورة الصينية و طابعها و آفاقها بصورة لا يعتريها أي شكّ أن على الشيوعيين الصينيين أن يبقوا فى الكومنتنغ و أن يعزّزوا عملهم فيه ". ( تسطير "حاليا " من وضعنا ) ؟

و نمضى فى خطوة أخرى نحو لينين الذى و الجميع يعلم ، قد سطّر " السياسة الإقتصادية الجديدة " و فيها عبّر عن أنّ ، فى الظروف الملموسة لروسيا ما بعد " شيوعية الحرب " ، إعطاء الرأسمالية نوعا من الحرّية ضروري و مفيد و هو بذلك ، و يا للهول ! يرى أنّ للبرجوازية و للرأسمالية فى ظروف محدّدة محاسنا منها تحسين تطوير قوى الإنتاج و تحسين وضع الشعب و توفير أرضيّة أصلب للإنتقال إلى الإشتراكيّة و إلى جانب ذلك ، دعا لينين الشيوعيّين إلى " التعلّم " من البرجوازيين تجّارا و رأسماليّين ، يا للهول! و لا أدلّ على ذلك من مقاله " عن الضريبة العينيّة " المؤرّخ في 21 نيسان ( أبريل ) 1921 و منه نفتطف لكم ثلاث فقرات قصيرة فحسب :
- " إنّ الرأسماليّة الخاصة ( و بالأحرى رأسماليّة الدولة ) يمكن إستخدامها لمساعدة الإشتراكيّة . "
- " التداول هو حرّية التجارة ، إنّما هو الرأسماليّة . وهو مفيد لنا بقدر ما يساعدنا على مكافحة تبعثر المنتجين الصغار و مكافحة البيروقراطيّة ، إلى حدّ ما ..."
- " يجب على الشيوعيين ألاّ يخشوا من " التعلّم " على أيدى الإختصاصيّين البرجوازيين بمن فيهم التجّار ، و صغار ارأسماليّين التعاونيين ، و الرأسماليّون ."

( لينين ، " المختارات في في ثلاثة مجلّدات " المجلّد 3 ، الجزء 2 ، الصفحات 259 ، 272 ، 272 تباعا )

لعل لينين مخطئ فى السياسة الإقتصادية الجديدة التى فرضها الواقع و بالخصوص فى حديثه عن إستفادة الشعب و البروليتاريا و دولتها من الرأسمالية . طابع مزدوج للرأسمالية فى هذه الظروف المعيّنة شيء لا يطاق ، لا يطاق ! سيقول الخوجيّون المتستّرون.

و خطوة أخرى توصلنا إلى ماركس و إنجلز اللذان إعتبرا عن حق ، وهذا ليس سرّا نشيه ، أنّ البرجوازية الصاعدة كانت تقدّمية و حتّى ثوريّة فى فترة الثورة البرجوازية على الإقطاعيين . ما قولكم يا خوجيين متستّرين فى جملة شهيرة لماركس و إنجلز فى " بيان الحزب الشيوعي" :

" لقد لعبت البرجوازية فى التاريخ دورا ثوريّا بصورة أساسية "!

هل أنّ هؤلاء القادة العظماء على خطئ و " أصحابنا " المنكرين للواقع الماديالموضوعي على صواب ؟ طبعا لا .

"أصحابنا " أبعد ما يكونوا عن الحقيقة و عن علم الثورة البروليتارية العالمية وهم يحرّفونه تحريفا بشعا ، غرّا. عندما يقدحون فى ماو هم مرّة تلو المرة يقدحون فى رموز علم الثورة البروليتارية لا غير.

لكن هل يمكن على الدوام إعتبار البرجوازية و الرأسمالية تقدّمية ؟ هل أنّ أعلام الماركسية يدافعون عن البرجوازية حين إعترفوا بأنّها فى ظروف معيّنة كانت تقدّمية ؟ إنّ ماركس و إنجلز و لينين و ستالين لم يكونوا أصلا من المدافعين عن البرجوازية كطبقة بل كانوا ألدّ أعدائها و لو أنّهم فضلا عن الإعتراف الصريح بالوقائع و الحقائق التريخيّة ، سعوا إلى إستغلال ما أمكن الإستفادة منه لدي تلك الطبقة فى ظروف معيّنة . لقد فسّروا العالم كما هو موضوعيّا مطبّقين الماديّة الجدليّة من أجل تغييره ثوريّا وفق هدف واحد هو خدمة الثورة البروليتارية العالمية نحو الإشتراكية فالشيوعية .

و بالتأكيد لا يمكن دائما إعتبار البرجوازية الرأسمالية و الرأسمالية تقدّمية حيث أن الرأسمالية فى مرحلتها الإحتكارية الإمبريالية غدت رجعيّة تماما معادية للتقدّم التاريخي .هذا ما حلّله و لخّصه بلإقتدار لينين و علّمنا إياه فى "الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ".
6- البرجوازية الوطنية :

و البرجوازية الوطنية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات على خلاف البرجوازية الرأسمالية الإمبريالية ، لا تزال تحمل شحنة ثوريّة نظرا لأنّها تتعرّض للقمع و المحاصرة الإمبرياليين . و من الممكن أن تساهم فى مناهضة الإمبريالية و إن بتذبذب و من غير الممكن التعويل عليها فى الذهاب مع الثورة الديمقراطية الجديدة الى النهاية بصرامة . وحدها طبقة العمّال التى بإمكانها و من مصلحتها الذهاب بالثورة إلى النهاية . و ماو الذى ساهم فى خوض ثورة ديمقراطية جديدة مناضلا و منظّرا و قائدا و على أساس من سيرورة ثورية ملموسة شرح بإفاضة و إجادة و أكّد تلك الأطروحات و عمّقها و طوّرها بإعتراف ( و لو جزئي ) من "الجماعة " : " إنّ ماو نظريا يعتبر البرجوازية الوطنية مثلما يعتبرها لينين و ستالين متذبذبة من حيث طبيعتها " (ص31 من "هل يمكن...؟").

بصدد البرجوازية الوطنية و طابعها المزدوج الذى ينكره اللاأدريون ، يقول ماو :

" أمّا البرجوازية الوطنية فهي ذات طابع مزدوج .

إنّها من جهة ، تعانى الإضطهاد من قبل الإمبريالية و تكبّلها قيود الإقطاعية ، و بالتالي فهي فى تناقض مع كلتيهما . و بهذا المعنى ، فهي تشكّل إحدى قوى الثورة . و سبق لها أن أظهرت فى مجرى الثورة الصينية بعض الحميّة فى مناهضة الإمبريالية و حكومات البيروقراطيين و أمراء الحرب .

بيد أنّها ، من جهة أخرى ، تنقصها الشجاعة على المضي فى مناهضة الإمبريالية و الإقطاعية حتّى النهاية لأنّها رخوة واهنة القوى إقتصاديّا و سياسيّا و أنّها لم تقطع تماما روابطها الإقتصاديّة مع الإمبريالية و الإقطاعيّة . و يتّضح ذلك بوجه خاص عندما تتعاظم القوى الثوريّة لدى الجماهير الشعبيّة .

و ينتج عن هذا الطابع المزدوج للبرجوازية الوطنية أنّه يمكنها أن تسهم، فى فترات معيّنة و إلى حدّ معين، فى الثورة المناوئة للإمبريالية و حكومات البيروقراطيين و أمراء الحرب ، و أن تصبح قوّة ثوريّة . و لكن يكمن هناك خطر فى أنّها قد تجرى فى فترات أخرى، وراء البرجوازية الكبيرة الكمبرادورية و تلعب دور المساعد فى مناهضة الثورة .

رغم أنّ البرجوازية الوطنية فى الصين، و نقصد بها البرجوازية الوسطى بصورة رئيسية ، تبعت ، فى الفترة ما بين عام 1927 و عام 1931 ( قبل حادثة 18 سبتمبر، أيلول ) ، طبقة ملاك الأراضي الكبار و البرجوازية الكبيرة فى مناهضة الثورة ، إلاّ أنّها لم تسيطر على مقاليد الحكم بصورة أساسية ، بل هي مغلولة اليدين من جراء السياسات الرجعيّة لطبقة ملاك الأراضى الكبار و البرجوازية الكبيرة اللتين تمسكان بزمام السلطة. و خلال حرب المقاومة الحالية ضد اليابان ، لا تختلف هذه الطبقة عن جماعة الإستسلاميين من طبقة ملاك الأراضي الكبار و البرجوازية الكبيرة فحسب ، بل تختلف عن جماعة المتعنّتين من البرجوازية الكبيرة أيضا، وهي لا تزال حتّى الآن حليفا لنا جيّدا بعض الشيء . لذا ، فمن الضروري تماما أن نتّبع سياسة الحذر و التروى حيال البرجوازيّة الوطنية ".

( " مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة " المجلّد 2 ، الصفحتان 442 و443 ، و التسطير من وضعنا )

هذا ما يسجّله ماو تسى تونغ إنطلاقا من ما " أظهرت فى مجرى الثورة الصينية " و ما قامت به هذه البرجوازية الوطنية فى " الفترة ما بين 1927 و عام 1931 " و مواقفها "خلال حرب المقاومة ضد اليابان " "حتى الآن " أي منذ إقامة الجبهة المناهضة لليابان إلى حدّ كتابة ذلك النص ، سنة 1939 . و هكذا ليس الوهم و الخيال و الأفكار المسبّقة المثاليّة منطلق حكم ماو تسى تونغ بالطابع المزدوج للبرجوازية الوطنية و إنّما منطلقه معطيات واقعية ملموسة ، هي نتيجة التحليل الملموس للواقع الملموس أثناء سيرورة الثورة الديمقراطية الجديدة فى الصين الواقعة على الكرة الأرضية قرب الإتحاد السوفياتي الذى كان يقوده ستالين و ليس فى الصين التى يتصوّرها الخيال المريض ل" نقّاد ماو ".

و من الدغمائيّة و المثاليّة بمكان بالتالي أن يريد أصحاب "هل يمكن...؟" من ماو أن ينكر الوقائع الماثلة أمامه بقوّة الحقائق المحسوسة الملموسة و ثقلها ، أن ينكر الطابع المزدوج الذى أظهرته على أرض الواقع البرجوازية الوطنية و أن يتعامل معها ب"حذر و ترو"! و من الإنتهازية بمكان أيضا أن يكيل هؤلاء الشتم لماو تسى تونغ فى تحالفه ، فى فترات معيّنة و ظروف معلومة مع البرجوازية الوطنية بينما هو لا يفعل غير ما يتطلّبه الواقع الثوري الصيني و يقتضيه و لا يكرّس سوى الخط العام للحركة الشيوعية العالمية و تحديدا الأممية الثالثة و ستالين عينه كما سبق و أن رأينا . إنّهم يدّعون قولا انّهم حتى " ستاليّين" و في الواقع يطعنون ستالين فى الظهر!

و من الجهل و التجاهل بمكان أن ينعت ماو تسى تونغ بشتّى أصناف النعوت الخبيثة لتحالفه إلى حدود و فى حقب تاريخية محدّدة مع البرجوازية الوطنية و الحال أن الحركة الشيوعية العالمية برمّتها ، من خلال شعار الجبهة المتّحدة ضد الفاشية أثناء الحرب العالمية الثانية ( و لنا فى هذا نقد نشرناه في كتبنا السالفة لهذا المنجز ) دعت إلى و عملت على التحالف و تحالفت فعلا لا مع الديمقراطيين الإشتراكيين و حسب بل و بالأساس مع البرجوازية الإمبريالية الفرنسية و الإنقليزية و الأمريكية و لا كلمة عن ذلك من قبل نقّاد ماوالذين كانوا و لا زالوا من أشدّ المدافعين عن ذلك التكتيك الخاطئ !!!

كان ذلك هو موقف ماوتسى تونغ و ممارسته الثوريين الماديين الجدليين إزاء البرجوازية الوطنية الصينية قبل إفتكاك السلطة عبر البلاد جميعها وإليكم كيف تعامل معها فى ما بعد.

فى " حول الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية " المكتوب فى 30 يونيو - حزيران 1949 إثر الإنتصار بالأساس على قوى الكومنتنغ ورد :

" إن الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تقوم على تحالف الطبقة العاملة و طبقة الفلاحين و طبقة البرجوازية الصغيرة فى المدن ، و بصورة رئيسية تقوم على تحالف العمّال و الفلاّحين ، لأن هاتين الطبقتين تؤلفان 80 إلى 90 بالمائة من مجموع سكان الصين . إنّهما القوة الرئيسية فى الإطاحة بالإمبريالية و زمرة الكومنتنغ الرجعية ، كما أن الإنتقال من الديمقراطية الجديدة إلى الإشتراكية يتوقّف أساسا على تحالفهما .

إنّ الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تتطلّب قيادة الطبقة العاملة ، لأنّها هي الطبقة الوحيدة النافذة البصيرة و أكثر الطبقات إنكارا للذات ، كما أنّها أكثر الطبقات حزما فى الثورة . و يبرهن تاريخ الثورات بأكمله على أن الثورة تفشل إذا كانت بدون قيادة الطبقة العاملة و أنّها تنتصر إذا قادتها هذه الطبقة . و فى عصر الإمبريالية ، لا يمكن لأيّ طبقة أخرى ، فى أيّ بلد كان ، أن تقود أيّة ثورة حقيقية إلى النصر . و الدليل على ذلك أن الثورات العديدة التى قادتها البرجوازية الصغيرة و البرجوازية الوطنية فى الصين فشلت جميعا .

إنّ للبرجوازية الوطنيّة أهمية كبيرة فى المرحلة الراهنة . فالإمبريالية ما زالت تقف فى وجهنا ، وهي عدو شرس جدّا . إنّ الصناعة الحديثة فى الصين ما زالت تشكل قسطا ضئيلا جدّا فى مجمل الإقتصاد الوطني . لا تتوفّر الآن إحصائيات دقيقة و لكن يستفاد من بعض المعطيات أن قيمة إنتاج الصناعة الحديثة قبل حرب المقاومة ضد اليابان لم تكن تشكّل فى كلّ الإقتصاد الوطني سوى 10 بالمائة تقريبا من قيمة الإنتاج الإجمالية. و لمجابهة الإضطهاد الإمبريالي و رفع الإقتصاد المتأخر إلى مستوى أعلى، ينبغى للصين أن تفيد من رأسمالية المدن و الريف بإستخدام جميع عواملها المفيدة و غير الضارة للإقتصاد الوطني و حياة الشعب ، ينبغى لنا أن نتّحد مع البرجوازية الوطنية لأجل النضال المشترك . إنّ سياستنا الراهنة تقوم على تحديد الرأسمالية و ليس على إزالتها. و لكن البرجوازية الوطنية لا يمكنها أن تلعب الدور القيادي فى الثورة و ينبغى ألاّ تشغل مركز السيطرة فى سلطة الدولة ..."
( مؤلّفات ماو تسى تونغ المختارة ، المجلّد الرابع ، الصفحتان 532 و 533 )

أوّلا، لا ظلّ لما يدّعيه التروتسكيّون و الخوجيّون من " سلطة الطبقات الأربع " : " إن الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تقوم على تحالف الطبقة العاملة و طبقة الفلاحين و طبقة البرجوازية الصغيرة فى المدن ، و بصورة رئيسية تقوم على تحالف العمّال و الفلاّحين ، لأن هاتين الطبقتين تؤلفان 80 إلى 90 بالمائة من مجموع سكان الصين." . و " إن الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تتطلب قيادة الطبقة العاملة ". و بناء عليه ، لا تعدو" سلطة الطبقات الأربع " أن تكون كذبا تروتسكيّا و خوجيّا رخيصا.

ثانيا ، البرجوازية إذن ، ذات طبيعة مزدوجة . خلال التحرير الوطني يقع التحالف معها إلى حدود و فى فترات معيّنة كقوّة تعادى الإمبريالية و يقع الإستفادة من "عواملها المفيدة " و لكن بعد التحرير و المرحلة الديمقراطية الجديدة لم تنته بعد ، يشترط ماو فى الإستفادة منها - على غرار إستفادة البلاشفة و الشعب فى الإتحاد السوفياتي من السياسة الإقتصادية الجديدة كما مرّ بنا تناول ذلك بالحديث - أن تكون "غير الضارة للإقتصاد الوطني و حياة الشعب ". ملخّص هذه السياسة هو " تحديد الرأسمالية و ليس إزالتها "، فى تلك الفترة بالذات من المرحلة الديمقراطية الجديدة فى ظلّ سلطة الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية . و يتم ذلك بالذات فى هذه المرحلة : " المرحلة الراهنة " و إنّها "سياستنا الراهنة " و سياسة لينينية صريحة تطلبتها الثورة الصينية الديمقراطية الجديدة و ليست الإشتراكية فى بلد ليس روسيا الإمبريالية بل بلد كان قبل إنتصار الثورة مستعمر و شبه مستعمر و شبه إقطاعي .

و إنّ ماو تسى تونغ لواعى تمام الوعي بأنّ التحالف مع البرجوازية الوطنية فى فترات من مرحلة الديمقراطية الجديدة تحالفا مؤقّت و إلى حدود مع " تحديد الرأسمالية " و النضال من أجل إعادة تربية عديد أفرادها لا يعنى بتاتا إعطاءها "مركز القيادة " أو " السيطرة فى سلطة الدولة " ." إن الدكتاتورية الديمقراطية الشعبية تتطلّب قيادة الطبقة العاملة " وهي " تقوم على تحالف الطبقة العاملة و طبقة الفلاحين و طبقة البرجوازية الصغيرة فى المدن ، و بصورة رئيسية تقوم على تحالف العمّال و الفلاّحين ، لأن هاتين الطبقتين تؤلفان 80 إلى 90 بالمائة من مجموع سكان الصين." فلا مجال عندئذ للترهات التى ينشرها كلّ أرهاط التحريفيين حول أن ماو يدعو إلى تقاسم السلطة مع البرجوازية الوطنية و كرّس دكتاتورية الطبقات الأربعة إلخ.

وقد شدّدنا على راهنيّة التحالف نظرا إلى أنّ ماو تسى تونغ كشيوعي ثوريّ بحق يرنو إلى أبعد من الديمقراطية الجديدة . إنّه يتطلّع إلى و يناضل و يعمل بكل ما اوتي من جهد فى الممارسة و التنظير فى سبيل الإشتراكية فالشيوعية و يعدّ لهما بلا إنقطاع : " ...و فى المرحلة الراهنة بالذات نستطيع أن نقوم بأعمال تثقيفية ملائمة كثيرة لدى العديد من أفرادها [البرجوازية الوطنية ]. و عندما يحين وقت تحقيق الإشتراكية فى المستقبل، أي تأميم المؤسسات الخاصة ، ندفع عمل التثقيف و إعادة التكوين هذا أكثر إلى الأمام . إنّ فى يد الشعب جهاز دولة قوي وهو لا يخشى تمرّد البرجوازية الوطنية ".

تاريخيّا ، حين التحويل و البناء الإشتراكيين فى الصين الماوية منذ أواسط الخمسينات إلى أواسط السبعينات، بعد " تحديد الرأسمالية " جرى التعاطي مع البرجوازية الوطنية بهذه الصيغة السليمة و الصحيحة الوحيدة لينينيا : التثقيف و إعادة التكوين و التربية من ناحية و إن لزم الأمر إستعمال جهاز الدولة القوي لممارسة دكتاتورية البروليتاريا فى جانبها الزجري .

7- " لتتفتح مائة زهرة " و " لتتنافس مائة مدرسة " :

و الآن نصبّ إهتمامنا على إزاحة شيء من الغبار الذى ينثره التحريفيّون كافة حول سياسة " لتتفتّح مائة زهرة " و " لتتنافس مائة مدرسة ".

وفق قراءة الدغمائيّين التحريفيين الخوجيّين ، معنى ذلك الشعار ( واضعين الآن جانبا المعانى الإقتصادية و السياسية بالنسبة لهم ) :

" أن نترك لها المجال لنشر إيديولوجيّتها ". و هذا أمر عار من الصحّة و يكفى لفضح هذا الكذب الرخيص إيراد ما جاء فى" خطاب فى المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية " (12 مارس ،آذار 1957، صفحتان 20-21 من " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، مكتبة الحوار المتمدّن على الأنترنت ) :

" إنّ إيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة ، الإيديولوجيا المعادية للماركسية ، ستظلّ باقية فى بلادنا لفترة طويلة ، لقد تمّ تأسيس النظام الإشتراكي بصورة أساسية فى بلادنا . و قد كسبنا النصر الأساسي فى تحويل ملكية وسائل الإنتاج ، و لكنّنا لم نحرز بعدُ نصرا كاملا فى الجبهتين السياسية و الإيديولوجية. و مسألة من سينتصر فى النضال بين البروليتاريا و البرجوازية فى الميدان الإيديولوجي لم تحل بعد فى الحقيقة. فلا يزال أمامنا نضال طويل الأمد علينا أن نخوضه ضد إيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة . و نحن سوف نرتكب أخطاء إذا لم ندرك هذا و تخلّينا عن الصراع الإيديولوجي . إن كلّ الأفكار الخاطئة ، كل الأعشاب السامة ، و كل الشياطين و الغيلان يجب أن تعرض للنقد ، و لا يسمح لها بتاتا بأن تنتشر بلا رادع ، إلاّ أن النقد هنا يجب أن يجري بإقامة الحجج كاملة و يقوم على التحليل و أن يكون مقنعا ، وليس نقدا فظا ، بأسلوب بيروقراطي أو ميتافيزيقي ، أو نقدا قائما على الجمود العقائدي ." ( التسطير منا )

و من هنا ندرك أنّ :

1- تلك السياسة تتم فى ظلّ نظام إشتراكي، بعد كسب" النصر الأساسي فى تحويل ملكية وسائل الإنتاج" سنة
1957.

2- الأمر يتعلّق بمواصلة الصراع الطبقي على الجبهتين السياسية و الإيديولوجية حصرا و هي معركة من المعارك فى" نضال طويل الأمد " ضد إيديولوجيا البرجوازية و البرجوازية الصغيرة أيضا.

3- دعوة ماو لخوض الصراع الطويل الأمد واضحة:" نرتكب أخطاء إذا لم ندرك هذا و تخلّينا عن الصراع الإيديولوجي".

4- " كلّ الأفكار الخاطئة ، كل الأعشاب السامة ، و كل الشياطين و الغيلان يجب أن تعرض للنقد ، و لا يسمح لها بتاتا بأن تنتشر بلا رادع ".

و حالئذ ، من لا ينظر من خلال نظارات الجماعة الخوجيّة لن يعثر على أي ترك للمجال لنشر إيديولوجيا البرجوازية بل بالعكس سيحتج على كذبهم ذلك أنّ ماو عمل جهده لنقد الأعشاب السامة و الشياطين و الغيلان و على محاصرتها و تاريخ الصراع الطبقي فى الصين الماوية و ليس صين نظارات" الجماعة " الخوجيّة المتستّرة يشهد بذلك.

و لفهم الإطار الذى تتنزل فيه هذه المعركة الماوية ، نورد بعض المعطيات التاريخيّة الهامة .

عالميّا ، فى الإتحاد السوفياتي عقد الحزب الشيوعي المؤتمر العشرين التحريفي و نظّم خروتشوف هجومه المسعور على ستالين و من ورائه الماركسية - اللينينية و أقام الإمبرياليون حملتين معاديتين للشيوعية و إندلعت جدالات حادة داخل الحركة الشيوعية و هزت أحداث المجرّ الشيوعيين هزّا . كلّ ذلك ، حصل سنة 1956 و كان له طبعا تداعياته وإنعكاساته على الصين الإشتراكية حيث ظهرت إضطرابات فى المعاهد و الكلّيات و تمّت محاولة السعي لإحتلال محطّة راديو مدينة شيكتوانغ بهدف النسج على منوال "أحداث المجرّ" و المطالبة بالديمقراطية البرجوازية . و رفع البعض " لتسقط الفاشية " ، " الحرب نعم ، السلم لا " و ليست للإشتراكية أية أفضليّة ". و صلب الحزب الشيوعي الصيني ، برز خطّ موالي لخروتشوف و مقولاته التحريفية و إن كان ضئيل الأهمّية نسبة للموقف الماوي المهيمن المناهض مبدئيا و منذ البداية لتحريفية خروتشوف ( أنظروا نص خطاب ماو فى الإجتماع الثاني للجنة المركزية المنبثقة عن المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الصيني -15 نوفمبر 1956 – بالمجلد الخامس ، و لا سيما الصفحات 369 و 370 ) .

هذه حقائق عن الشيوعيين الثوريين الماويين رافعي راية الثورة البروليتارية العالمية و تلك خزعبلات الخوجيين رافعي راية تحطيم علم الثورة البروليتارية العالمية . و البون شاسع و شاسع جدّا لمن له عيون لترى و أذان لتسمع و لا يستمل نظّارات تحريفيّة من أي صنف كان !

--------------------------------------------------------------------------------------