شيركو ماربين : لا يزال التخبط الفكري يسود الموقف... وعلينا التحلي بالشجاعة الشيوعية لوضع النقاط على الحروف بعيدا عن التعصب العاطفي الأعمى...!!


جريدة اليسار العراقي
2019 / 7 / 5 - 10:55     

شيركو ماربين : لا يزال التخبط الفكري يسود الموقف... وعلينا التحلي بالشجاعة الشيوعية لوضع النقاط على الحروف بعيدا عن التعصب العاطفي الأعمى...!!

نعم، ان البعض من الرفاق الكوادر والقواعد وحتى القيادين منهم لا يزالون منتمين للفكر بشكل عاطفي وغير مسؤول..

ويعتقد هؤلاء أن كل ما يقوله القائد هو الصحيح والصائب، بل والحقيقة المطلقة...!!
 
ويتغافل هؤلاء عن جهل تارة وعن عمد تارة اخرى واقع ان حزبنا الشيوعي العراقي قد ابتلى بهذه القيادة التي لا تقدم وانما تؤخر في دورنا الثوري المطلوب...!!

لانها مجرد قيادة تعمل على اساس مجريات ومعطيات الاعلام...وليس وفقا لتحليل الظروف الذاتية والموضوعية...!
 
واقولها دون تردد ان لم يكن غالبيتهم انتهازيون  مرتدون عن المبادئ لمصالح شخصية ذاتية، فهم أما اميون معرفيا وتأريخيا أو غير جديرين بالمواقع التي يحتلونها....وما تفسيراتهم لما يجري في العراق سوى دليل قاطع على ذلك...!!

أما رفاقي المعارضون الذين يكتبون من اجل الاصلاح ما أمكن ذلك... اقولها لهم على شكل سؤال ...من مكن هذه القيادة ان تبقى متمسكة بنهجها الانتهازي ؟

والجواب يكمن بدراستكم للعقود التي مرت على حزبنا من الستينيات حتى السبعينيات وسنوات حركة الانصار في الثمانينيات وما جرى لحركتنا...ثم سقوط الطاغية والتحالفات المشبوهة لما بعد 2003....فعلينا ان ندرس المراحل التي مر بها حزبنا الشيوعي العرقي وآثارها المدمرة قواعد حزبنا ...!!

نعم، اود التذكير بان الإنتماء العاطفي للفكر والحزب ليس خللا بحد ذاته او في خيار الرفيق ابدا...
 
وانما الخلل يكمن في تخلف القيادة أو تعمدها عن القيام بدورها في تطوير هذا الإنتماء المبدئي  العاطفي إلى الإنتماء المبدئي المعرفي، وتصقل افكار ووعي رفاقنا من اجل العطاء الكفاحي الثوري الواعي ..

وهنا تكمن المشكلة يجب علينا ان نتسأئل لماذا لم يتم بناء كوادر واعية منذ 1963 حتى يومنا هذا؟
كوادر تستوعب النظام الداخلي للحزب وتطبقه بشكل عملي، بما يضمن حق الأعضاء في المساهمة الفعلية في رسم سياسية الحزب وتحمل نتائجها كجيش ثوري، لا أن تتحكم به زمرة تسمي نفسها لجنة مركزية ومكتب سياسي...!!

قواعد وكوادر تمارس النقد والنقد الذاتي بروح شيوعية، لا تخوين كل رفيق يمارس حقه في النقد بل وتشويه سمعته واتهامه بشتى التهم القذرة...!!

لماذا فشلنا  في بناء قواعد سرية للحزب...؟
ولماذا تم كشف جميع القواعد امام اعداء حزبنا وشعبنا...؟

هل نعتقد او تعتقدون ان كل ذلك هو جزء من الغباء الحزبي والسياسي والفكري ؟
 
ام هو خلل جوهري في عقلية القيادات المتتالية منذ انقلاب 8 شباط 1963 الأسود....؟

بل قد يكون هناك من ارتبط بالنظام او كان مدسوسا في صفوفنا على جميع المستويات وخصوصا القيادة  للعمل على تخريب وضرب حزبنا...؟

ان الحقيقة المؤكدة والتي نعترف بها جميعا، ولا يمكن لأحد إنكارها، هي اننا على دراية تامة
بخروج القيادات هذه وفي جميع مراحل ما بعد 1963 من هذه الازمات سالمة (مثل الشعرة في العجينة ) لا يمسهم أيا من الأنظمة القمعية...!

وفي الجانب الاخر شهدنا ضرب وتصفية قواعد وكوادر حزبنا باقسى وابشع الأساليب والوسائل...!!!

اين الخلل يا ايها الرفاق المعارضين الذين تكتبون عن الوقائع  والحقائق ؟

وهنا يهمني طرح السؤال التالي عليكم ؟

لماذا تم هدم ما سعى اليه الخيرين من اواسط  المناضلين والوطنيين والمثقفين لإقامة تحالف تقدمي لقيادة شعبنا العراقي من أجل الخلاص من هيمنة القوى الرجعية ؟

وللاسف أجيب لانه كان هناك خطة مبيتة مسبقة لكي يتحالفوا مع الإسلام السياسي الطائفي والجهات المشبوهة في تحالف سائرون...!
 
وتم ضرب جميع الاعراف الفكرية والاخلاقية وحتى مقررات المؤتمر العاشر عرض الحائط...

وها نحن اليوم ندفع الثمن مجددا..القيادة كعادتها لا تدفع اي ثمن...! فالقاعدة وحدها تدفع الثمن مثل ما جرى في الفترات السابقة التي مرت على حزبنا..

انا اطالب القيادة ان تكف عن المهاترات التي ستقدم رفاقنا في القاعدة على صحن من ذهب للقوى الظلامية...وعليهم ان يتداركوا الاوضاع قبل فوات الأوان كما حدث سابقا...!!

لأن جميع او غالبية اعضاء القيادة هم ممن يحمل الجنسيتين وفي اي لحظة يمكنهم ترك العراق والعودة إلى أوطانهم الغربية وترك قواعد حزبنا فريسة ولقمة سائغة لاعداء حزبنا...!

لذلك رفاقي الأعزاء اناشدكم ان تتحلوا بالشجاعة ولا أدعوكم إلى ترك العاطفة، ولكن بجانب العاطفة هناك فكر ووعي ويجب ان نتحرك على اساسه يا رفاق الفكر والدرب ...!

قلبي يحترق على البعض من رفاقنا الذي يصفق ولا يدري لماذا يصفق ويهتف ولا يعلم لماذا يهتف..!!

وهذه هي من الاشكاليات المعقدة التي تعاني منها قواعد حزبنا ...!

اتمنى من جميع الرفاق التحلي بالصبر والتأني في القراءة قبل إطلاق الإحكام الجاهزة المتسرعة..!

لكي نصل الى النتيجة المرجوة التي تتناسب مع دور حزبنا وتأريخنا وشهدائنا...

وأخيرا أُذكر بما يعلمه الجميع.... بأنه ووفقا للنظام الداخلي فأن السكرتير والمكتب السياسي واللجنة المركزية وحتى مسؤولي المحليات هم اعضاء في الحزب يحاسبون مثل ما يحاسب العضو القاعدي
ونحن نفتقد إلى تطبيق هذا المبدأ....!!

ونتوهم عندما نرى سكرتير او مكتب سياسي
بانه قد انزل من كوكب اخر ...وهذه التربية غير صحيحة على الإطلاق...

جريدة اليسار العراقي