نيكولاي بوخارين: عصر الإنجازات الكبرى (مقال مترجم)


حسين محمود التلاوي
2019 / 6 / 18 - 20:57     

مقال بعنوان "عصر الإنجازات الكبرى" بقلم نيكولاي بوخارين
المصدر: الفهرس الشيوعي The Communist Index، 27 يناير 1921، ص. 9. والترجمة من النسخة الإنجليزية المتاحة على موقع أرشيف الإنترنت الماركسي Marxists Internet Archive (2007).
________________________________________

في قصة رومانسية طوباوية بقلم "أ. بوجدانوف" بعنوان "النجم الأحمر" RED STAR — وهي قصة كان عمال الحزب يقرؤونها بنهم بالغ — يوجد فصل بعنوان "عصر الإنجازات الكبرى" The Era of Great Works.
يحدث المشهد على سطح المريخ، حيث حدث أن سقط على سطحه أحد البلاشفة الروس؛ وهو طفل من أطفال الثورة الروسية.
أدت أزمة زراعية كبيرة إلى ضرورة الإقدام على ذلك العمل غير المسبوق الممثل في حفر القنوات. وبدأ "عصر الإنجازات"؛ حيث جرى إرسال مئات الآلاف من الرجال إلى العمل. وعندما أُنجِزَ هذا المشروع، أصبح الأساس التقني للمجتمع الجديد.
تذكرت كل هذا أثناء الاستماع إلى تقرير الرفيق "كريانوفسكي" في مؤتمر السوفييت في ديسمبر. كانت المناخ المحيط غير عادي؛ حيث كانت القاعة الواسعة للمسرح الكبير مكتظة بالعمال والفلاحين؛ فقد كانت تضم تجمعًا كبيرًا للجماهير المكافحة. وعلى المنصة، لم يكن الواقف قائدًا سياسيًّا، ولا مهندسًا؛ فعلى الرغم من أنه رفيق حزبي قديم وذا مكانة، فلم يكن سياسيًَّا.
خلف المنصة كانت توجد خريطة رائعة لروسيا السوفييتية، تغطيها في العديد من النقاط مصابيح صغيرة متعددة الألوان، تضيء الواحد تلو الآخر، بينما يعدد المهندس المحطات الكهربائية الجديدة التي نأمل في بنائها.
الخطاب، أيضا، كان غير عادي بالنسبة لمؤتمرنا؛ فلم يتضمن كلمة واحدة عن السياسة. ولكن بدلاً من ذلك، كان هناك الحديث عن جاذبية العمل، وجاذبية "الإنجازات الكبرى"؛ فروسيا الفقيرة، الجائعة، المسحوقة؛ روسيا ذالت الإضاءة البدائية وكسرات الخبز الأسود ستغطيها شبكة من المحطات الكهربية. فسوف يحرك التيار الكهربائي مصانعنا وطواحيننا بصورة ظروف غامضة. كذلك سوف تؤدي هذه المحطات الكهربية إلى نقل البضائع والركاب عن طريق السكك الحديدية والممرات المائية، وسوف تقود الجرارات والمحاريث على في مختلف أنحاء الأرض الزراعية التي كانت إلى الأمس يجري العمل فيها باستخدام محراث الخيول البدائي. كذلك فإن هذه المحطات الكهربية سوف تنير مبانينا. سوف تحول روسيا إلى كيان اقتصادي، وتحول الأمة مفككة الأوصال إلى قطاع ذكي ومنظم من الإنسانية. إن الأفق المتاح جميل ويمتد بلا نهاية.
كل هذا لا يحدث على المريخ، ولا هو قصة رومانسية طوباوية. لكنه مشروع جرى حسابه، والتحقق منه عشرات المرات. إننا نستطيع أن نفعلها.
يستمع الآلاف من الرفاق باهتمام شديد ليستوعبوا التقرير بأكمله؛ وهو تقرير يستمر لأكثر من ساعتين. يشعر المرء بالحركات الأولى للروح الجديدة — روح "الإنجازات الكبرى" — في القاعة، تخفق بأجنحة غير مرئية.
عندما أعلنت "مجموعة من المغتصبين" — من خلال لينين — في بداية الحرب، أن الحرب الأهلية كانت قادمة، كانوا يُنظر إليهم على أنهم أناس غير مسئولين يقولون لغوًا.
عندما أخذت تلك "المجموعة" — محمولةً على موجة الثورة — زمام الحكم بين يديها، كان الكثيرين يتوقعون انهيارها كل يوم.
لكن اليوم، أصبحت تلك "المجموعة" الآن قوة هائلة، تؤكد أن هناك نظامًا قادمًا لم تعرف الإنسانية مثيلًا له. سنبني هذا النظام؛ وباسمها، بدأنا "عصر الإنجازات الكبرى".
أيها الملايين من بناة المجتمع الأخوي المستقبلي، ألا تشعرون بالدم الدافئ لهذا المستقبل يتدفق بالفعل في عروقكم؟